رحلة تعرّفك عـلى معنى أن تـــكـوني أمـــيرة

هل ما زلت تحلمين بعالم الأميرات؟ أتريدين العودة إلى الطفولة والغوص في القصص الخياليّة لاستكشافه من جديد؟ طبعاً، فهو عالم ورديّ جميل تطغى عليه الأحلام واللآلئ. لكن مهلاً، في رحلتك هذه قد تفوّتين المعنى الحقيقيّ لأن تكوني أميرة. فهل تعلمين ما هو؟ 

قد يكون من الصعب جدّاً تحديد كلمة أميرة، لكن أوّل ما يخطر على بالنا عندما نقولها هو الفستان الجميل والشعر الناعم المتدلّي والوجه المشعّ ابتسامةً. تكبر الفتيات حول العالم وفي ذهنها فكرة معيّنة عن الأميرات تتشرّبها عبر قصص Disney الخياليّة الشهيرة. فالأميرة بالنسبة إليهنّ هي الفتاة الجميلة والناعمة والحسّاسة التي تعيش حياة ورديّة حيناً ومتقلّبة أحياناً، بانتظار فارس الأحلام الذي سيغيّر حياتها ويجعلها أسعد امرأة في الدنيا. أمّا هي في هذه الأثناء، فلا تقوم بأيّ مبادرات بل تنتظر فحسب. وصحيح أنّ شعور الالتقاء "بفارس الأحلام" تصبو إليه كلّ فتاة، إنّما لا يجب أن تدور حياتها حول ذلك. لكنّ هذا ما تعتقده الفتيات اللواتي ينغمسن في القصص الخياليّة وما يغفل عنهنّ هو أنّ تعريف كلمة أميرة هو أبعد من الفساتين والجمال والتيجان وفارس الأحلام وأنّه ليس من المفترض أن تكون الفتاة قليلة النشاط ومستسلمة تقضي حياتها في انتظار شريكها الذي سيدلّلها لتكون أميرته، إنّما يمكن أن تكون قويّة ومبادرة وشجاعة تحمي شعبها وتحارب من أجله وتدافع عن حقوقه. فبعيداً عن قصص الأميرات الخياليّة الورديّة، ثمّة نماذج حقيقيّة وأكثر واقعيّة عن نساء يختصرن معنى الأميرة بأخلاقهنّ وقوّتهنّ وشجاعتهنّ ومبادرتهنّ. فقد شهد التاريخ على نساء كنّ أميرات بكلّ ما للكلمة من معنى وهنّ من يجب أن يكنّ قدوة للفتيات الصغيرات. فلنتعرّف معاً إذاً على نساء طبعنَ التاريخ ويشكّلن مثالاً يُحتذى به بالشجاعة والإقدام وتفوّقن بذلك على الملوك ومثلّن نموذجاً للدور النسائيّ الرائد.

إقرئي أيضاً: رحلة لتصفية الذهن

الإمبراطورة Sisi – فيينا

سنبدأ رحلتنا من المدينة الأوروبيّة الأكثر خضاراً ومسقط رأس عدد كبير من المؤلّفين الموسيقيّين العالميّين المرموقين، وهي العاصمة النمساويّة Vienna. عندما نقول Vienna، لا يمكننا إلاّ أن نستذكر الإمبراطورة Elisabeth المعروفة بـSisi والمولودة في النمسا في العام1837. تزوّجت Elisabeth في السادس عشر من عمرها بالإمبراطور Franz Joseph، فأصبحت إمبراطورة النمسا والمجر. عُرفَت بجمالها الأسطوريّ وكانت مهووسة بالحفاظ عليه وعلى رشاقتها حتّى أصبح خصرها 40 سم. كانت تنام نادراً جدّاً وتقضي ساعات في القراءة والكتابة في الليل وكان لديها اهتمام خاصّ بالتاريخ والفلسفة والأدب والسياسة. وكانت تحبّ السفر كثيراً وتفضّل الاختلاء بنفسها على التقيّد بالبروتوكول وبالواجبات التي يفرضها عليها الحرم الملكيّ، فتمرّدت عليها. اشتهرت بقربها من عامّة الشعب وبفضل زياراتها المتكرّرة إلى هنغاريا وتوطيد علاقتها بشعبها ساعدت زوجها على تحقيق الملكيّة المزدوجة للنمسا والمجر. قصّتها تذكّرنا قليلاً بقصّة أميرة أخرى عاصرت القرن العشرين، وهي ديانا أميرة القلوب. وللتعرّف أكثر على هذه الإمبراطورة، يمكنك زيارة متحف Sisi في قصر Hofburg، القصر الإمبراطوريّ الشتويّ الذي يعرض لك تفاصيل حياتها الخاصّة، فيتضمّن عدداً من مقتنياتها الشخصيّة، بما فيها نسخة طبق الأصل عن الفستان الذي ارتدته ليلة حفل زفافها ومعطفها الصباحيّ ومظلّتها ومراوحها وقفّازاتها وعربة السكّة الحديديّة التي كانت تستخدمها في أسفارها. كذلك يمكنك زيارة قصر Schönbrunn وهو سكن Habsburg الصيفيّ وحدائقه الشاسعة ونهر Danube الأسطوريّ. ولا تفوّتي القيام بجولة في إحدى عربات Vienna الشهيرة عالميّاً التي تجرّها الخيول لتكتشفي بطريقة رومانسيّة جدّاً وسط  دينة. أمّا إذا كنت ترغبين في القليل من المرح والمغامرة، زوري منتزه Prater الترفيهيّ الذي يعود إلى العام 1766 ويشتهر بعجلته العملاقة. تحوي Vienna مزيجاً رائعاً من التراث الإمبراطوريّ والإبداع المعاصر والروح الباروكيّة، فتشعرين عند وصولك إلى هذه المدينة بروحها الملكيّة. وإذا كنت تريدين عيش هذا الجوّ من الملوكيّة، انزلي في فندق Park Hyatt حيث تمتزج الفخامة بالرفاهيّة، فتتدلّلين هناك كالأميرات سواء في الغرف ذات الطابع الملوكيّ أو السبا الذي يقدّم علاجات متألّقة وفعّالة أو المطبخ العريق الذي يقدّم أطباقاً من المكوّنات المحليّة الطازجة.

إقرئي أيضاً:رحلة إلى أصول طعامك المفضّل 

الملكة  Elisabeth 1- لندن

على بعد آلاف الكيلومترات شرقاً من مدينة Vienna تقبع العاصمة البريطانيّة لندن التي توالى عليها منذ القدم الكثير من الملوك والملكات الذين طبعوا تاريخها الحديث. وقبل حوالى 300 عام من عصر الإمبراطورة Sisi، يُحكى في هذه المدينة عن امرأة اشتهرت بقوّة شخصيّتها وحكمتها، وهي الملكة Elisabeth 1. وُلدت في العام 1533 وعُرف عهدها باسم العصر الإليزابيثيّ. فكانت واحدة من أفضل النساء المتعلّمات في جيلها وتميّزت باعتدالها في الحكم، إذ كانت أكثر حكمة من والدها وإخوتها.

حكمت إنجلترا لمدّة 44 سنة، مثّلت ذروة النهضة الإنجليزيّة في الشعر والموسيقى والأدب. وكانت حذرة في الشؤون الخارجيّة، إذ كانت تناور بين القوى الكبرى في فرنسا وإسبانيا ولم تدعم سوى عدد قليل من الحملات العسكريّة وقد قادت واحدة من أعظم الانتصارات العسكريّة في التاريخ الإنجليزيّ في العام 1588. وبينما تعرّضت عروش الملوك في البلاد المجاورة للخطر، استطاعت هي أن تضمن الاستقرار في بريطانيا وأن تنمّي الشعور بالوطنيّة لدى شعبها. فلا تعتقدين أنّ في هذه الصفات يكمن تعريف الأميرة الحقيقيّة؟

ولا يزال النظام الملكيّ موجود في لندن اليوم، إذ تعمّ النظافة والقوانين والأمان في الشوارع. وأنت في خضمّ استكشاف هذه المدينة للتقرّب أكثر من هذه المرأة المميّزة، لا تتردّدي في النزول في Hotel Café Royal، فندق مذهل بتصميمه الفاخر والراقي يعكس أناقة العاصمة التي لا يملّ المرء من النظر إلى ألوانها الصاخبة المفعمة بالحياة. وشُيّد هذا الفندق في القرن التاسع عشر ورُمّم بصورة عصريّة محافظاً على تاريخ المبنى الأسطوريّ عاكساً تاريخ لندن القديم بصورة عصريّة. ويتيح لك كلّ أنواع الرفاهيّة فتنزلين في غرف فخمة وتنعمين بعلاجات السبا التي يتيحها Akasha Holistic Wellbeing Centre تمكّنك من الاسترخاء والعودة إلى ذاتك. ويقدّم إليك طاقم العمل المتخصّص خدمة استثنائيّة تتّسم بالطابع الوديّ بدءاً من الإستقبال الحارّ ووصولاً إلى أشهى وأطيب المأكولات التي ستختبرينها في مطعم Laurent تحت إشراف الشيف العالميTourondel . أمّا موقعه الاستراتيجيّ في قلب لندن، فيجعلك على مقربة من جميع الوجهات السياحيّة التي تودّين زيارتها كـBuckingham Palace و Kensington PalaceوBig Ben ومتحف Madame Tussauds. ولا تنسي الحجز عبر محرّك البحث الأبرز Wego لتنعمي بتجربة ناجحة ولتستثمري وقتك بدراية.

إقرئي أيضاً: رحلة تعرّفك على أصول الأحجار الكريمة 

البطلة القوميّة Jeanne d’Arc – فرنسا

وقبل حوالي قرن من ولادة Elisabeth وفي خلال حرب الـ100 عام بين انجلترا وفرنسا، وُلدت Jeanne d'Arc وقُبيل ولادتها كان الإنجليز على وشك السيطرة على العرش الفرنسيّ، لكنّها قادت فرنسا إلى النصر في معركة Lancaster في هذه الحرب. صحيح أنّها لم تولد في عائلة ملكيّة، لكنّها سرعان ما أصبحت أميرة قلوب الفرنسيّين وبطلتهم القوميّة من خلال شجاعتها وإقدامها. كانت فتاة ريفيّة من قرية Domrémy الفرنسيّة. وحين بلغت السادسة عشرة من عمرها، تنكّرت بزيّ رجل لتستطيع مقابلة وليّ العهد، طالبةً منه إرسالها على رأس بعثة لإغاثة مدينة Orléans. فحقّقت انتصارات عسكريّة عدّة وتمّت الهدنة مع الإنكليز. وإثر هذه الانتصارات، مُنحت مع عائلتها شرف النبالة. وأصبحت مصدر إلهام للكثير من الأعمال الأدبيّة والفنّيّة ومثالاً على قوّة المرأة وشجاعتها، فهي لا تزال تُعتبر حتّى يومنا هذا واحدة من أقوى النساء في التاريخ. وعند تعرّفك إلى امرأة تتحلّى بهذه الصفات، ألا تعتقدين أنّ هذا هو مثال الأميرة الحقيقيّة الذي يجب أن تتمثّلي به؟

ويمكنك زيارة الأماكن المخصّصة لهذه البطلة القوميّة في كلّ أنحاء فرنسا وخصوصاً في Orléans، المدينة التي حرّرتها. ولتكون إقامتك فاخرة بينما تتعرّفين إلى هذه البطلة، ما رأيك في النزول في فندقNolinski  في باريس الذي ستشعرين فيه بجوّ شاعريّ وأميريّ؟ إقامة مرفّهة وممتعة يقدّمها إليك هذا الفندق بينما تكونين على مقربة من كلّ المعالم السياحيّة بدءاً بالـArc de Triomphe ومروراً ببرج Eiffel ووصولاً إلى ساحةTrocadéro .

إقرئي أيضاً: رحلة إلى أعماق ذاتك

الملكة الفرعونيّةCleopatra  - مصر

لنعد قليلاً بالزمن إلى الوراء قبل أكثر من 1500 سنة على ولادة Jeanne d'Arc، كانت Cleopatra قد أثبتت أنّ النساء يمكنهنّ قيادة الأمم وأنّهن يفعلن ذلك بكثير من الحكمة والكياسة والقوّة. هي غريبة في بعض الأحيان لكنّها دوماً رائعة الجمال ومكحّلة العيون ومضيئة الوجه. إنّها Cleopatra، أميرة النيل وملكته، جمالها أخّاذ لكنّ ذكاؤها حادّ وشخصيّتها قويّة. وبالنسبة إلى الكثير من الناس، تجسّد Cleopatra بشخصها تاريخ مصر القديمة. فما أجمل من أن تمثّل امرأة شجاعة حضارة بأكملها؟ حضورها كان لا يقاوم إذ كانت تسحر كلّ من يلتقي بها. ولم تكن دبلوماسيّة تتحدّث تسع لغات فحسب، إنّما كان لديها أيضاً اهتمامات بالعلوم كالرياضيّات والطبّ والاقتصاد والتاريخ والجغرافيا. وبفضل حنكتها وعلاقاتها الاجتماعيّة، أصبحت محبوبة من الشعب المصريّ وكانت ترتدي الزيّ المصريّ وتشارك في الاحتفالات المصريّة التقليديّة، إذ أدركت قيمة التمسّك بالهويّة الثقافيّة للشعب الذي حكمته. امرأة حكمت بدهاء في عصر اشتهرت فيه قيادة الرجال. صفات تعطي المعنى الحقيقيّ للأميرة التي تصبين إليها.  وحتّى لا تبتعدي عن أجواء ملكة النيل، عليك المكوث في فندق The Nile Ritz-Carlton، الذي يحمل إرثاً غنيّاً من التقاليد والرفاهيّة. فيطلّ هذا الفندق الفخم على نهرالنيل ويوفّر لك إقامة ممتعة وفاخرة في قلب القاهرة مع خدمة ذات مستوى عالٍ تؤمّن لك وسائل الراحة لإمضاء عطلة لا تُنسى. وبينما تنزلين هناك، لا بدّ من زيارة عالم Cleopatraلتتعرّفي أكثر على البيئة التي كانت تعيش فيها. فضعي على قائمتك الأماكن التالية: أهرامات الجيزة التي تعتبر من أشهر معالم مصر الفرعونيّة على الإطلاق. وتتكوّن هذه الأهرامات من ثلاثة أهرامات، أكبرها يُعرف باسم هرم خوفو، وهو واحد من عجائب الدنيا السبع، وهرما خفرع ومنقرع وهما أصغر حجماً من الأوّل. ويمكنك أيضاً زيارة أبو الهول ومعابد أبو سمبل ومتحف مركب الشمس، وهو مكان مميّز تُقام فيه عروض الصوت والضوء المعروفة.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث