رحلة تحتفي بتراث الفروسيّة البريطانيّ العريق

تعود العلاقة الوطيدة التي تربط ما بين العائلة الملكيّة وسباق الخيل البريطانيّ الأصيل في المملكة المتّحدة إلى مئات السنين، وها هي اليوم الملكة إليزابيت الثانية تكمل المسيرة الودّيّة وتظهر اهتماماً بارزاً وجليّاً بهذه الرياضة التي تُعرف برياضة الملوك. فكان لـ"ماري كلير العربيّة" فرصة ذهبيّة للالتقاء بها عن مسافة قريبة كلّ القرب ومشاركتها لحظة منح الجائزة لأفضل فارس اعتلى صهوة حصانه واضعاً خطّ النهاية نصب عينيه، مسابقاً الريح، مسلّحاً بالحظّ والحماسة، متفائلاً بالفوز والنجاح، في سباق Qipco British Champions Day في Ascot Racecourse الذي جرى في 21 أكتوبر من الشهر الفائت، والذي يحتفي بتراث الفروسيّة العريق على حلبة السباق الملكي.

اقرئي أيضاً: Café Royal Hotel لرحلة تبقى محفورة في ذاكرتك

 

كانت محطّتنا الأولى قلعة Windsor التي بقيت عقر دار الملوك الإنجليز لأكثر من 900 عام بدءاً بولاية حكم William the Conqueror وحتّى يومنا هذا، فما إن وطأت أقدامنا المكان الساحر حتّى انبهرت أعيننا بالتاريخ والأصالة والعراقة البريطانيّة والفنّ المعماريّ الداخليّ الذي لم يتوانَ عن إظهار طابع الرقيّ والفخامة في أدقّ تفاصيله. ولم تكتمل تجربتنا الرائعة تلك من دون أن نقصد مطعم Waterside Inn في Bray Village الحائز  3 نجومMichelin، محافظاً عليها لأكثر من 30 عاماً على التوالي، للاحتفال بمرور 45 سنة على تأسيسه. فكان لنا الشرف أن نتعرّف إلى الشيف المؤسّس Michel Roux ونتذوّق أفخر مأكولات المطبخ الفرنسيّ الرفيع المستوى على ضفاف بحيرة Thames وطبيعتها الخلّابة التي ستبقى أبداً محفورة في ذاكرتنا.

وبما أنّ رياضة الملوك مشروع مموّل من صندوق Discover England يهدف إلى التنعمّ بتجربة فاخرة من الخدمات الفندقيّة، حالفنا الحظّ فأُتيحت لنا فرصة النزول في فندقCoworth Park  حيث متّعنا نظرنا بمساحاته الخضراء الشاسعة الممتدّة على 972 ألف متر مربّع وتجوّلنا فيها متّخذين بروعة الخيول وجمالها، وكيف نصفها لمن لا يعرفها؟ وبالانتقال إلى فنّه المعماريّ، دُهشنا بديكوره الفاخر المتّسم بطابع الرفاهيّة والأناقة الرفيعة، إذ يضمّ 70 غرفة و30 جناحاً في Mansion House إضافة إلى 40 جناحاً وغرفة إضافيّة على خطوات قليلة منه. ولن نتوانى عن الإعراب عن امتناننا وشكرنا للخدمة الودّيّة التي قدّمها إلينا طاقم العمل ذو الخبرة العالية، فضلاً عن تجربة الطعام المميّزة التي حظينا بها تحت إشراف الشيف Adam Smith في Restaurant Coworth Park الحائز نجمة Michelin.

اقرئي أيضاً: رحلة تعرّفك عـلى معنى أن تـــكـوني أمـــيرة

كذلك، كانت لنا فرصة زيارة مضامير سباق الخيل والاسطبلات في وجهة الفروسيّة الأبرز New Market، فتوقّفنا عند محطّة Egerton Stud، حيث ذُهلنا بذلك المنزل الساحر بريفه وطقسه البارد وطبيعته الخلّابة كأنّه قطعة من سماء، الذي لطالما احتضن الأبطال والخيول منذ منتصف القرن التاسع عشر، والملفت أنّ Prince of Wales كان ضيفاً دائماً فيه. وتفقدّنا الاسطبلات، في جولة ساحرة مع المدرّبين الذين أيقظوا فينا محبّة الأباء لأبنائهم، حيث تتّم العناية المشدّدة بالخيول وتحضيرها للسباقات الملكيّة، وسرعان ما جُذبنا إليها وكوّنا معها علاقة حميمة فتعرّفنا إلى أسمائها وأهلها وفرسانها والسباقات التي فازت بها.

ولا يغيب عنّا أنّ رياضة الملوك تتلقّى دعماً من شركاء في الوجهات التي تشملها مثل نادي Jockey Club Rooms، المقرّ الروحانيّ لسباق الخيل البريطانيّ الذي أسّسه رجال نافذون ونبلاء في العام 1750 يظهرون شغفاًبهذه الرياضة، فتجوّلنا في ممرّاته وتعرّفنا على أساطيره التاريخيّة واطّلعنا على إرثه العريق في سباقات الخيل وتأمّلنا لوحات تصوّر روائع عالم الفروسيّة امتدّت منها أيادٍ خفيّة زرعتها في أذهاننا إلى الأبد.

اقرئي أيضاً: Le Royal Monceau لبداية حيويّة

وها نحن نصل إلى ختام تجربة لما تمنّينا يوماً أن تنتهي، إذ أخذتنا إلى عالم خياليّ بعيد كلّ البعد عن عالم الواقع الحقيقيّ وسمحت لنا بتغذية حبّنا وشوقنا لركوب الخيل، لعلّنا نختبر للحظة واحدة ما يعيشه الفرسان وهم يمتطون أحصنتهم في سباق Ascot الذي سيبقى علامة فارقة في قلوبنا.

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث