وُلدت تالا بيطار ونشأت بعيداً عن وطنها فلسطين، لذا تشعر أنّ لديها مسؤولية للاستمرار في نشر تقاليدها وثقافتها من خلال مختلف جوانب حياتها. وكفنّانة، كانت محظوظة بتعلّم أساسيّات التطريز الفلسطينيّ وماضيه من جدّتَيها اللتين علّمتاها طرق الحياكة المتنوّعة والترميز اللوني واختيار الأنماط. لذا فهذه ليست قطع فنية ابتكرتها بنفسها فحسب، بل إنّها أيضاً جذور فلسطين التي انتقلت عبر الأجيال وتحوّلت إلى فنّ. واليوم، هي تحمل هذا التقليد مع والدتها نيفين بيطار من خلالPalmera Art!
إقرئي أيضاً: الفن اداة لبدء المحادثات حول الأمور التي تهم الإنسانية
كيف تبرز تالا ما تحبّه في بلدها في أعمالها الفنيّة؟ تخبرنا قائلة: "إنّ كمية التفاصيل والشغف الموجودة في أنماط التطريز التي نبتكرها، بالإضافة إلى الوسائط المتعدّدة المستخدمة في العمل الفنيّ، تشبه عمق فلسطين وتاريخها الغنيّ وتقاليدها المستمرّة. فيمثّل عملنا المجتمع المحبّ وتضامن الفلسطينيّين".
إقرئي أيضاً: الامل كلمة السر للحياة حتى وإن كان غامضا أو غير مفهوم
أستمدّ الأمل من إيماني
وتشاركنا القصّة وراء عملها الفنّي تحت عنوان Key To Return أو "مفتاح العودة"، فتوضح قائلة: "يشكّل المفتاح رمزاً مهمّاً في فلسطين والفنّ الفلسطينيّ، إذ يمثّل فقدان عدد كبير من الفلسطينيّين منازلهم. ولا يزال الكثيرون يملكون مفتاح منزلهم الذي كان عبارة عن مفتاح معدنيّ كبير، على أمل أن يعود الفلسطينيّون يوماً ما إلى ديارهم. أمّا الألوان المستخدمة في هذا العمل فهي ألوان التطريز التقليديّة بالإضافة إلى ألوان العلم".
إقرئي أيضاً: هي حكواتية... واليوم نحكي قصة تمسكها بالأمل!
ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الفنّ اليوم في تحديد مسار الإنسانيّة؟ تجيبنا: "أظنّ أنّ دور الفنّ يبرز حيث يعجز الكلام ويفشل تفسير المشاعر". وسط الظروف التي نعيشها اليوم، كيف تستمدّ الأمل والرجاء وأين؟ تختتم قائلة: "أستمدّ الأمل من إيماني ومعتقداتي الدينيّة. إنّه الإيمان بأنّ كل شيء يحدث للشخص إنما يحصل بقضاء الله وقدره، ومن أجل خير العام. أمّا مصدر رجائي الثاني فيأتي من المجتمع الفلسطيني، سواء في الوطن أو الشتات حول العالم، ومن دعم الناس وأصواتهم، ورؤية الجميع يقفون في صفّ الإنسانيّة".
إقرئي أيضاً: الحب هو ما يشفي العالم