الامل كلمة السر للحياة حتى وإن كان غامضا أو غير مفهوم

منذر جوابرة فنّان فلسطيني يعيش ويعمل حالياً في بيت لحم. وهو يتحدّى ويجدّد ممارسته الفنيّة باستمرار ويستعين بأشكال وتقنيّات ووسائط مختلفة في الفنّ. ولطالما احتاج إلى إشباع ممارسته الفنيّة بكلّ ما هو متاح له من تعليم ومواد. وقد أدرك منذ البداية أنّ الوسيلة ثمّ التقنيّة يجب أن تكونان في خدمة الأفكار التي يتناولها لإنتاج عمل قويّ.

إقرئي أيضاً: الفن اداة لبدء المحادثات حول الأمور التي تهم الإنسانية

"أحبّها بدون تحديد، رغم الظروف الخطيرة التي نعيشها دائماً وهذه الأيّام على وجه الخصوص، أحبّها بكل تفاصيلها وتناقضتها"، بهذه العبارات يشاركنا منذر الخصائص التي يحبّها في وطنه. ويتابع عن كيفيّة تجلّي هويّته في أعماله الفنيّة ويقول: "غالباً ما يحاول العمل الفنيّ استكشاف الهويّة الذاتيّة والهويّة الوطنيّة، لا سيّما في ظلّ ما نعيشه منذ عشرات السنين. فالذاكرة مستمرّة من والدي إليّ وأنا أنقلها لابني كمسار طبيعي وحيويّ للذاكرة الحيّة والأصيلة، وبذلك يستمرّ الحفاظ على الموروث بكافة تجليّاته عبر نقل الثقافة كاملة من البلد الأصلي إلى المكان المؤقت في السقوط الاجتماعي الذي انعكس عليّ كفنان لأن استكشف هذه الهوية عبر الأعمال النقديّة والتي تسعى غالباً إلى تفكيك الواقع وإعادة صياغته التقنية لترسيخ الوجود مع الماضي دون انفصالاً تامّاً عنه".

إقرئي أيضاً: هي حكواتية... واليوم نحكي قصة تمسكها بالأمل!

نتاج عمل ثالث مركّب زمنياً وتقنياً

يشاركنا جوابرة عملاً، هو عبارة عن لوحتين، الأولى رسمت في العام ٢٠٠٨ والثانية في العام٢٠١٨. وقد تمّ تمزيق اللوحتين إلى قطع وشرائح ومن ثمّ إعادة مزجهما معاً في لوحة واحدة في العام ٢٠١٩، علماَ أنّ اللوحتين قبل تفكيكهما عرضتا في معارض فنيّة. ويشرح لنا عن السبب العائد وراء ذلك: "جاء إعادة تركيب هذين العملين لاستكشاف هذا التواصل الزمين بين الأعمال نفسها التي تشبه حياتي الشخصية على مرّ السنوات الماضية ومحاكاة هذا التركيب في تشكلّ الشخصيّة المعاصرة التي بُنيت على ماضي تراكميّ، وهي تعكس بواقع الحال، البعد الوطني". ويُضيف: "وقد جاءت هذه الفكرة عبر التمزيق لتحرير العمل نفسه من سياقه الزمني، فمثلاً اللوحة التي أُنتجت في العام ٢٠٠٨ أُسقط عليها مشاعر وأفكار خاصة، تجمّدت في هذا العمل الذي توقّف زمنياً وقت انتاجه في العام ٢٠٠٨. ولكن حينما تمّ تمزيقه في العام ٢٠١٩ ومزجه مع لوحة أخرى من زمن آخر، تمّ إنتاج عمل ثالث مركّب زمنياً وتقنياً، وتحرير العمل نحو المعاصرة". وقد أخذ الفنّان الموهوب بعين الاعتبار السيرة الذاتية للوحة نفسها التي أصبح لها تاريخ ومشاعر للناس معاَ، لا سيما الذين شاهدوها أو عرفوها سابقاَ".

يؤكّد جوابرة أنّ الفنّ ممارسة ذاتية تلتزم بموقف أخلاقي وإنسانيّ خاص بالفنان، ويرجع له في طريقة تفكيره وقيمه. وفي حال صدق الفنان مع نفسه استطاع أن يؤثّر على الجمهور، ومن هنا بشكل الفنّ دوراً ريادياً في تجاوز المباشرة الهوياتيّة وإضفاء بعد عام دون تعريضه للمحاكمة الجغرافية بالإضافة إلى البحث عن البعد الجمالي والمفاهيمي. في ظلّ الأوضاع الحاليّة كيف وممَّ يستمدّ الأمل؟، يختتم بالقول: "الأمل نفسه كلمة السرّ للحياة، حتى وإن كان غامضاً أو غير مفهوماً، أن تعيش في فلسطين وتنجو في اليوم التالي وتشرب فنجان قهوتك الصباحي ذلك يمنحك أملاً إضافيا للحياة ".

إقرئي أيضاً: الحب هو ما يشفي العالم

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث