الفن اداة لبدء المحادثات حول الأمور التي تهم الإنسانية

نشأت دانا برقاوي بين نساء أبدعنَ في مجالات مختلفة بما فيها الرسم والخياطة والتصميم والفنّ. فكبرت وأضحت فنّانة متعدّدة التخصّصات! توسّع الفنّانة، ذات الأصول الفلسطينيّة المقيمة في الأردن، آفاقها من خلال الفنّ وتتمتّع بشغف كبير بالتفاصيل، حيث يرتبط بالنسبة لها الإبداع الفني دائماً بمفاهيم الواقع الحقيقي. وفي الأوقات التي تشكّل فيها التغييرات الاجتماعيّة جزءاً لا يتجزّأ من حياتنا، تختار دانا أن تعكس هذا السياق في عملها. وفي ما يلي نتعرّف إليها عن قرب!

"كامرأة عربيّة، إنّ المطالبة بالسرد الأصليّ أمر أساسيّ لنقل المعرفة والحكمة بين الأجيال والحفاظ عليها. السرد مهمّ في إدراك هويّاتنا كأفراد وكمجتمع أكبر"، بهذه العبارات تفتتح برقاوي حوارنا معها. فكيف تحتفي بجذورها من خلال أعمالها الفنية؟ تؤكّد لنا قائلة: "يتمتّع شعبنا بتقاليد غنيّة في رواية القصص من خلال الفنّ والموسيقى والطعام والتطريز والأدب والشِعر. ويشكّل عملي تمثيلاً مرئياً للقصص والروايات. فالقصص تمنح الناس القدرة على التعليم والشفاء والتأمّل." وتضيف قائلة: "أنا أهتمّ بإنتاج الأعمال التي تستكشف هويّات السكان الأصليين، والمسائل المتعلّقة بالمرأة والمجتمع. بالنسبة إليّ، يرتبط الإبداع الفنّي دائماً بمفاهيم الواقع الحقيقي. وفي الأوقات التي تشكّل فيها التغييرات الاجتماعيّة جزءاً لا يتجزّأ من حياتنا، أختار أن أعكس هذا السياق في عملي، فأبتكر بالتالي فنّاً له أبعاد مؤثّرة عديدة". تعمل برقاوي حالياً على سلسلة جديدة من 10 أعمال فنيّة، من المقرّر أن يتمّ عرضها بحلول نهاية هذا العام. وتخبرنا": تعالج هذه الأعمال موضوع الروايات الاستعماريّة المختلفة وتطرح تساؤلات عن تأثيرها على هويّة السكان الأصليّين للأرض."

إقرئي أيضاً: الحب هو ما يشفي العالم

وتتابع: "بلدي هو فلسطين والأردن وسوريا والعراق ولبنان ومصر. أستخدم الكثير من الرموز في عملي لتمثيل جمال مجتمعنا الأصلي وثقافتنا وفنّنا وموسيقانا. كوني فنّانة أعتمد على العمليّة الإبداعيّة، أستخدم المفاهيم الأساسيّة لتحديد قواعد كلّ مشروع. وألجأ إلى وسائط متنوّعة مع التصوير الفوتوغرافي، وأستخدم الجمال في أعمالي كأداة لجذب المشاهد، ولكن وراء طبيعة العمل الممتعة، وتحت تلك الطبقات الجميلة، هناك أجندة تتحدّى التغييب المؤسّسي لتاريخ الشعوب الأصلية وسرديّتها. وبما أنّني أعتمد على الألوان الآحاديّة في أعمالي، أحبّ أن أدَع الصورة تُخبرني كيف ترغب في أن تبدو، إذا كان هذا منطقياً، لذلك أنظر إلى التركيب وإلى الشخصية الرئيسة في الصورة وما تقوم به، وأنطلق من هذا..."

وما هو برأيها الدور الذي يمكن أن يؤدّيه الفنّ للإنسانية اليوم؟، تؤكّد: "الفنّ هو أداة لبدء المحادثات حول الأمور التي تهمّ الإنسانية. أستخدمه كوسيلة لتحقيق غاية معيّنة، وليس كهدف بحدّ ذاته. وأهتمّ جداً بالطريقة التي تؤثّر بها أعمالي فيّ وفي المشاهد، إذ تساهم في تشكيل ثقافة وتجربة أصليّة جماعيّة أكبر." وتختتم بالقول: "أستمدّ الأمل من الشعب ومن إيمانه غير المشروط والرغبة في الحياة والوقوف بوجه الظلم، ومن حبّنا للأرض وأشجارنا وأنهارنا وبحارنا".

إقرئي أيضاً: هي حكواتية... واليوم نحكي قصة تمسكها بالأمل!

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث