أنجلينا جولي أو العطاء بلا حدود

لا شكّ بأنّ أنجلينا جولي هي واحدة من أكثر النّساء شهرةً وتأثيراً في العالم. بالإضافة إلى جمالها الخارق وتمثيلها الرّفيع، تشتهر أنجلينا بأعمالها الخيريّة التي لا تُحصى. فقد قامت بتوظيف عملها، خبرتها وثروتها في خدمة القضايا الإنسانيّة التي تُدافع عنها حتّى باتت مثال يُحتذى به، ليْس لممثّلي هوليوود وحسب، إنّما لكلّ شخص يستطيع من خلال موْقعه أن يجعل العالم مكاناً أفضل!

بدأت جهود أنجلينا جولى الإنسانيّة عام 2000 بيْنما كانت تُصوّرمشاهد لفيلم "Tomb Raider" في كمبوديا، حيْث رأت بأمّ عيْنيْها الحالة الصّعبة التّي يعيشها النّاس والأطفال خصوصاً في هذه المنطقة. فتوجّهت حينها إلى مفوضيّة الأمم المتّحدة لشؤون اللاّجئين للحصول على مزيد من المعلومات عن المواقع التي تشهد أزمات في العالم كيْ تُلقي اهتمامها عليْها. وعندئذً بدأت مسيرتها، فمنذ ذلك الحين تصبّ جولي اهتمامها على اللاّجئين والمشرّدين، حتّى باتت سفيرة النّوايا الحسنة في الأمم المتّحدة لشؤون اللاّجئين.

إقرئي أيضاً: تعاون بين مؤسّسة  Make A Wish مع حدث Shoes First Arabia

في هذا الإطار، قامت جولي بالمشاركة ببعثات ميدانيّة في جميع أنحاء العالم  للإهتمام بالمشرّدين وضحايا الصّراعات والكوارث الطبيعيّة. وهي تُخصّص ثلث دخلها من أفلامها السينمائيّة للأعمال الإنسانية. من كمبوديا إلى هاييتي مروراً بباكستان والعراق والسودان وسوريا وأثيوبيا، تركت جولي بصمتها في الكثير من المناطق المنكوبة حول العالم. وعلى صعيد العالم العربي، نذكر قيام جولي بزيارة العراق مرّات عدّة وتقديمها مساعدات عينيّة من أطعمة وأدوية بقيمة ملايين الدّولارات لللاجئين فيه. كما زارت مخيّمات اللاّجئين السوريّين في كلّ من لبنان والأردن للوقوف عند احتياجاتهم وتقديم الدّعم لهم.

وكانت قد أنشأت مع زوجها السّابق براد بيت مؤسسة جولي-بيت الخيريّة لمساعدة ضحايا الأزمات والمجاعات والقضايا الإنسانيّة حول العالم، ودعم المؤسّسات الإجتماعيّة التّي تهتمّ المنكوبين مثل منظمّة أطبّاء بلا حدود. وبالإضافة إلى تبرّعها على صعيد شخصيّ، تحثّ جولي المجتمع الدولي على تقديم المساعدات اللاّزمة للبلاد التّي تُعاني من أزمات وكوارث.

ًإقرئي أيضا: هذا هو السبيل لتحقيق كلّ أحلامك!

ولا تكتفي النّجمة العالميّة بالدّعم المادي فقط، إنّما تختلط بالأشخاص المنكوبين وتقف عند حاجاتهم لأنّها تحترم وتكرّم الإنسان. تتأثّر جولي جدّاً بالأطفال اليتامى في مناطق الأزمات في العالم فهي تعتبر أنّهم يدفعون ثمن صراعات تخطُف طفولتهم وبراءتهم وتُجرّدهم من عائلاتهم. وتُعَدّ زيارتها لهم في كلّ مرّة "تجربة تُدمي قلبها". كما أنّ شعورها السّامي تجاه هؤلاء الأطفال جعلها تتبنّى أطفالاً من هذه المناطق فأضحوا جزءاً من حياتها وعائلتها. وهي بهذه الخطوة لم تُقدّم لهم فقط حياة جديدة إنّما أسّست لنواة تغييرومساعدة في بلدهم الأمّ. فهي تعمل على مشاريع إنمائيّة ومؤسّسات إنسانيّة في كلّ من البلدان التي تبنّت أطفالها منها، بحيْث يستلم أطفالها فيما بعد إدارة هذه المؤسّسات فيساعدون الأيتام والمشرّدين واللّاجئين كما قامت جولي يوماً ما بمساعدتهم. فهي لا تريد أن يعيش أولادها حياة الرّخاء فيما يتشرّد آلاف الأطفال حوْل العالم إنّما تريدهم أن يشعروا بمسؤوليّتهم وبواجبهم للقيام بالتّغيير. بالإضافة إلى ذلك، يتعلّم أطفال جولي لُغات عدّة بينها العربيّة فيتعرّفون بذلك على مختلف الحضارات حوْل العالم ويُصبحون أولاد الكوْن وليْس فقط أولادها.

إقرئي أيضاً: المرأة العربيّة تُبدع في مجال الأعمال

وقد زادت جهود جولي وأعمالها الخيريّة من تقدير الجمهور في كلّ أنحاء العالم لها. وهي نجحت على الصّعيد الشخصي ومن خلال الموقع الذي تشغله في الأمم المتحدّة أن تقوم بما فشلت بعض الدول من القيام به. فهي في كلّ مرّة تقوم بزيارة ميدانيّة لمخيّم لاجئين أو منكوبين، تُحقّق وعيْ عالميّ وسياسي بمحنة هؤلاء الناس وتُثني على ما نجو منه وعلى شجاعتهم في التّغلب على كلّ الصعاب لإعادة بناء حياتهم.

من خلال تجربة أنجلينا جولي، يُمكننا أن نرى كيْف يُمكن توظيف الفنّ والشّهرة في خدمة الإنسانيّة. فهذه المرأة أصبحت من خلال أعمالها مواطنة عالميّة تُسهم في بناء غدٍ أفضل للأشخاص الأكثر احتياجاً.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث