لطالما كانت اللغة العربيّة من اللغات الأصعب في العالم لما تحتويه من تعقيدات في قواعدها اللغويّة ولطالما واجهنا صعوبات جمّة في الصفوف الابتدائيّة والتكميليّة في المدرسة غير أنّ من جدّ وجد، فبعد التمارين المكثّفة والجهود الغفيرة بتنا نتقن لغتنا كتابةً وقراءةً.
لكن ماذا عن الأولاد؟ وكيف لنا كأمّهات أن نعلّمهم الحروف والكلمات العربيّة البديهيّة في عالم سيطرت عليه اللغات الأجنبيّة والإنكليزيّة خصوصاً، فأصبحنا نعلّمها لأولادها قبل لغتهم الأمّ من دون أن ندرك أنّهم سيكبرون ويذهبون إلى المدرسة من دون أيّ سابق تصوّر لهذه اللغة، فيستصعبون لغتهم أكثر فأكثر ويفقدون حماسة اتقانها.
لا شكّ في أنّ المدرسة تلعب دوراً أساسيّاً في ذلك، لكن نظراً للحجر المنزلي المفروض علينا منذ أسابيع بسبب تفشّي وباء كورونا في جميع أنحاء العالم، استفيدي من الوقت لحلّ هذه الأزمة التي باتت تواجهها الأمهّات العربيّات اليوم. فما رأيك في أن تستخدمي بعض الحيل الذكية لتعليم أطفالك العربيّة بطريقة تسلّيهم وتستقطب انتباههم في الوقت نفسه؟ وما أفضل من مكعبّات الليغو الملوّنة التي تفي بهذا الغرض تماماً؟
إنّ وقع التواصل البصري أقوى بكثير من وقع الكلمات، لذا ما يراه ابنك يبقى محفوراً في ذاكرته، فحاولي أن ترسمي له الأحرف العربيّة بالليغو كمرحلة أولى فيخزّنها في ذاكرته من ثمّ انتقلي إلى الكلمات والجمل البسيطة التي سيحاول كتابتها عبر وصل المكعبّات مع بعضها. وبهذه الطريقة تقضين معه وقتاً ممتعاً ومفيداً في آن.
والجدير بالذكر أنّ تعلّم العربيّة عبر مكعبّات الليغو، طريقة ابتكرتها مصمّمة الغرافيك المصريّة Ghada Wali وأرادت من خلالها أن تعلّم الأطفال والناطقين باللغة الأجنبيّة لغتها الأمّ، بعدما شعرت أنّها باتت لغة مهمّشة ولا تلقى حقّها، وغالباً ما تُنسب لمواضيع تؤيّد الخوف من الإسلام، ولاحظت ذلك عندما زارت مكتبة في إيطاليا وقرأت عناوين الكتب العربيّة بينما كانت تستكمل دراستها هناك.
واستندت على الأسلوب البسيط والحيويّ واستمدّت مصدر إلهامها من خلفيّتها العلميّة معتبرة أنّ التواصل البصري لديه تأثير كبير في النفس وأقوى بكثير من صدى الكلمات.
وأطلقت كتابها “يلا نلعب” ولاقى نجاحاً كبيراً إذ تكلّمت عنه في محادثات تيد TED talks فوصل صوتها إلى العالميّة.
اقرئي أيضاً: سئمت مطهّر اليدين؟ إليك أفضل الكريمات المرطّبة
