حبّ من نوع آخر

أسّست Rae Joseph دار الأزياء العتيقة أي الـVintage "1954 by Rae Joseph" في العام 2018 بين دول الخليج ومدينة نيويورك لتقريب الموضة العتيقة إلى الأجيال الخليجيّة الشابّة. فتعتبر أنّ القطع ذات الطابع العتيق عادةً ما تتّسم بجودة أعلى من تلك المصنَّعة في عصرنا هذا، وبالإضافة إلى ذلك تروي هذه القطع قصّة عن المناخ الفنيّ والاجتماعيّ والسياسيّ في الحقبة التي صُنِّعت فيها. لكن، Rae Joseph ليست رائدة أعمال في مجال الأزياء العتيقة ومحاميّة سعوديّة وخبيرة طموحة في تنسيق الأزياء فحسب، إنّما محبّة للحيوانات أيضاً. ففي ما يلي، سألناها عن حبّها للحيوانات وللكلاب على وجه الخصوص، وجهودها المثابرة في عالم الأزياء العتيقة وكيف أنّ هذه الموضة تتعلّق إلى حدّ كبير بالاستدامة في عالم الازياء والعلاقة بين الاستدامة وحقوق الحيوانات. 

لا يشمل الحبّ حبَّ البشر فحسب، إنّما يتخطّاه أيضاً ليطال حبّ المخلوقات الأخرى التي نتشارك معها هذه الأرض في تناغم، كالحيوانات سواء كانت أليفة أو غير أليفة، بحريّة أو بريّة أو جويّة. ولكلّ منّا تفضيلاتها وشغفها بنوع محدّد من الحيوانات. ويُمكن أن يكون هذا الودّ فطريّاً أو مكتسباً من جرّاء محيطنا الاجتماعيّ. وإن كان هذا الانجذاب يرتبط بخلفيّتنا واهتمامنا بالطبيعة بشكل عامّ أو بثقافتنا الاجتماعيّة، فإنّه بالفعل شعور رائع وعلاقة سامية مع أبهى مخلوقات الله التي تشعر بالحبّ وتعيشه أيضاً في ما بينها أو تجاه العائلات التي تتبنّاها. وبينما تُربّي بعض الأُسر أطفالها على أهميّة الرأفة بالحيوان، تتبنّى عائلات أخرى حيوانات أليفة تصبح أفراداً منها، فبالتالي يتعلّم أطفالها منها الكثير. ولأنّنا نؤمن بأهميّة بناء علاقة سليمة تقوم على الودّ مع الحيوانات. فانضمّي إلينا لتتعرّفي أكثر إلى Rae Joseph، مؤسِّسة دار الأزياء العتيقة "1954 by Rae Joseph".

"أحبّ الحيوانات وأشعر بالحاجة إلى حمايتها"

أسّست Rae Joseph دار الأزياء العتيقة أي الـVintage "1954 by Rae Joseph" في العام 2018 بين دول الخليج ومدينة نيويورك لتقريب الموضة العتيقة إلى الأجيال الخليجيّة الشابّة. فتعتبر أنّ القطع ذات الطابع العتيق عادةً ما تتّسم بجودة أعلى من تلك المصنَّعة في عصرنا هذا، وبالإضافة إلى ذلك تروي هذه القطع قصّة عن المناخ الفنيّ والاجتماعيّ والسياسيّ في الحقبة التي صُنِّعت فيها. لكن، Rae Joseph ليست رائدة أعمال في مجال الأزياء العتيقة ومحاميّة سعوديّة وخبيرة طموحة في تنسيق الأزياء فحسب، إنّما محبّة للحيوانات أيضاً. ففي ما يلي، سألناها عن حبّها للحيوانات وللكلاب على وجه الخصوص، وجهودها المثابرة في عالم الأزياء العتيقة وكيف أنّ هذه الموضة تتعلّق إلى حدّ كبير بالاستدامة في عالم الازياء والعلاقة بين الاستدامة وحقوق الحيوانات

هل تعتبرين نفسكِ محبّة للحيوانات؟ وما أكثر ما تحبّينه حيال الكلاب؟
نعم، بالطبع أعتبر أنّني محبّة للحيوانات. فأنا أشبهّها بالأطفال، إذ إنّها ظريفة وبريئة ولا تعي مصلحتها. وأشعر بالحاجة إلى حمايتها، لا سيّما إذا كانت بفرو منفوش وتمنحك الكثير من الحبّ، كالكلاب مثلاً.

بينما يعتبر البعض أنّ الفرو الطبيعيّ هو أكثر المواد المتوفّرة استدامةً، يؤكّد البعض الآخر أنّه على تجّار التجزئة في عالم الموضة الترويج للفرو الاصطناعيّ بدلاً من المنتجات المصنوعة من الفرو الموجودة في الأصل. فما رأيكِ حول ذلك؟
مع كامل احترامي للأشخاص الذين يؤيّدون استخدام الفرو الطبيعيّ، إلّا أنّني أعارضهم بشدّة، بحيث تتوفّر تكنولوجيا جديدة في يومنا هذا تمكّننا من تصنيع أقمشة ومواد إنتاج ذات جودة واستدامة عالية، وستستمرّ بالتطوّر وتوفير خيارات فضلى وأكثر جودةً مع مرور الوقت، لذا أرى أنّ هذه الحجّة غير مقنعة. بالإضافة إلى ذلك، لا تتناسب الممارسات غير الإنسانيّة والمروّعة لإنتاج الفرو الحقيقيّ مع فائدتها، وبالتالي يجب أن يتمّ حظرها تماماً في وجهة نظري. وعلى الرغم من ذلك، أتفهّم الطابع الجماليّ للفرو الطبيعيّ ولما‎ تسعى بعض النساء للحصول عليه، إلّا أنّ الطريق الأنسب للحصول على هذا المظهر مع تجنّب المشاكل التي تنطوي عليها صناعة الفرو اليوم تكمن في ارتداء الفرو العتيق. فمن خلال ارتداء الفرو العتيق، تحصل المرأة على مظهر الفرو الطبيعيّ، وتقوم في الوقت عينه بإعادة تدوير قطعة موجودة في الأصل من خلال إعطائها دورة حياة جديدة. وبذلك، تحصل على الإطلالة التي تسعى لها من دون المساهمة في دعم مجال صناعة الفرو الطبيعيّ الحاليّة والتشجيع على الممارسات المروّعة التي تُتَّبع في ذلك المجال. لهذا السبب، قد تريني أحياناً وأنا أرتدي معاطف مصنوعة من الفرو الحقيقيّ، إذ إنّها لا تكون أبداً جديدة، إنّما دائماً عتيقة.

برأيكِ، ماذا يمكن أن يتعلّم الأطفال من الحيوانات الأليفة في خلال نشأتهم؟ 
يعلّم وجود حيوان أليف في المنزل الأطفالَ المسؤوليّة بالتأكيد، وهي سمة مهمّة لبناء الشخصيّة. كذلك، يمكّنهم التعامل مع الحيوانات في سنّ النشأة من التواصل مع الحيوانات على مستوى إنسانيّ، ممّا يجعلهم أكثر وعياً حول حقوق الحيوانات والقضايا الحيوانيّة عندما يكبرون.


يميل بعض الناس إلى إطلاق الأحكام على الآخرين حول تعاملهم مع الحيوانات. فما رأيكِ بذلك؟
ليس من الصحيح أبداً أن نطلق الأحكام بشكل عامّ، إلّا أنّ الأمر يعتمد على السلوك المعنيّ في كلّ موقف. فإذا كانوا يتصرّفون مع الحيوانات بشكل سلبيّ بسبب جهلهم للموضوع، فعلينا أن نحاول توعية هؤلاء الأشخاص بدلاً من إطلاق الأحكام عليهم. لكن، إذا كان تصرّفهم عدوانيّاً وضارّاً، تصبح المسألة خطيرة. وبالتالي، يجب إيقاف هؤلاء الأشخاص وإخضاعهم لعواقب قانونيّة إذا كان سلوكهم يستدعي ذلك.

كونكِ هاوية متفانية لتجميع القطع العتيقة مع خبرة تفوق العشر سنوات في هذا المجال، من أين تجمّعين قطعك؟
أفترض أنّك لا تطرحين هذا السؤال عليّ للكشف عن مصادري. لكن على نحو جادّ، لديّ علاقات متأصّلة وعميقة في عالم الأزياء العتيقة قد سمحت لي بمعرفة كيفيّة العثور على القطع العتيقة الفضلى في أجزاء مختلفة من العالم. ويعود ذلك لكوني هاوية جمع القطع العتيقة لسنوات طويلة قبل تأسيس علامة 1954، بحيث ثقّفتُ نفسي حول هذا الأمر كمستهلكة، قبل أن أملك علامة تجاريّة، وتستمرّ معرفتي بالنموّ حتّى يومنا هذا. وبالنسبة إليّ، الجودة هي مفتاح النجاح، لذا أعمل مع صالات العرض الفضلى في هذا المجال، سواء أكانت في نيويورك أو أوروبا أو أجزاء أخرى من العالم.

كيف يساهم تأسيس دار 1954 by Rae Joseph للأزياء العتيقة في العام 2017 ما بين دول مجلس التعاون الخليجيّ ونيويورك في تقريب الموضة العتيقة إلى الأجيال الخليجيّة الشابّة؟ 
نحن نجلب إليهم القطع العتيقة حرفيّاً. فبالإضافة إلى كوننا منصّة إلكترونيّة لبيع القطع العتيقة، في حين ندير عمليّات البيع والشراء عن طريق موقعنا الإلكترونيّ، نقوم أيضاً بتنظيم متاجر مؤقّتة، أي Pop-Up Stores ، بشكل اعتياديّ في منطقة الخليج ممّا يمنح زبائننا الفرصة لتجربة القطع العتيقة بشكل مباشر وشخصيّ. فضلاً على ذلك، تُعتبَر 1954 دارَ الأزياء العتيقة الوحيدة المملوكة والمُدارة محليّاً في الخليج، فنحن نتحدّث باللهجة الخليجيّة ونفهم ذوق الزبائن الخليجيّن في الأزياء ونلبّي ما يبحثون عنه.


تسمح لكِ الأزياء العتيقة بالتعبير عن ذاتك بإبداع وفنّ وتغذّي روحك بالجمال والتاريخ اللّذين تنطوي عليهما. وفيما الموضة هي وسيلة للتعبير عن الذات، اخترتِ الموضة العتيقة كوسيلة خاصّة بك. فكيف تطوّر المحتوى الذي تقدّمينه وطرق التواصل التي تعتمدينها منذ تأسيس منصّتك الإلكترونيّة، وما هي مشاريعك المستقبليّة؟
لا شكّ في أنّ الأسلوب الشخصيّ في ارتداء الأزياء يمثّل وسيلة للتعبير عن الذات، وأجد أنّ الأزياء العتيقة طريقة رائعة للتعبير عن الانفراديّة والتميّز في الذوق الشخصيّ. أمّا في ما يتعلّق بالمحتوى، فعندما أنشأنا علامة 1954 كان هدفنا توفير أجمل القطع العتيقة للزبائن في منطقة الخليج والريادة في مجال الموضة العتيقة في المنطقة. غير أنّه مع مرور الوقت وتفاعلنا المستمرّ مع زبائننا، وجدنا أنفسنا نؤدّي دوراً تعليميّاً بالإضافة إلى دورنا كعلامة أزياء. فأدركنا أنّ مفهومَ الأسلوب العتيق مفهوم غريب أو غير واضح بالنسبة إلى الكثيرين في المنطقة، حتّى إلى بعض من أولئك الذين يواكبون صيحات الموضة بشكل مستمرّ. في حين تدرك غالبيّة الناس الناحية الجماليّة للقطع العتيقة، إلّا أنّهم لم يتعاملوا مع قطع عتيقة بما فيه الكفاية لفهم القيمة التاريخيّة والفنيّة التي تحملها. لذلك، نقوم الآن بفقرات على مواقع التواصل الاجتماعيّ بشكل منتظم حول تاريخ الموضة ومدى أهميّة بعض القطع الأيقونيّة والمصمّمين الأسطوريّين في صناعة الأزياء اليوم (ويمكن الاطّلاع على هذه الفقرات على صفحة إنستجرام خاصّتنا @1954byraejoseph وعلى موقعنا عبر هذا الرابط www.1954byraejoseph.com). فيستمتع زبائننا بهذه الفقرات التثقيفيّة ويتفاعلون معها بشكل رائع، ودائماً ما نعتزّ بوجود هذه العلاقة معهم وبهذا الدور الذي وجدنا أنفسنا نؤدّيه على نحو غير مُتعمَّد.

برأيك، ما هي التحديات الإيكولوجيّة التي تواجهها صناعة الموضة وسط التحوّل الرقميّ، علماً أنّك تعتقدين من منظار إيكولوجيّ أنّ ارتداء القطع العتيقة من الخيارات الأكثر استدامةً؟
في حين أنّ جميع التطوّرات التكنولوجيّة في العصر الحالي أتت بمنافع كبيرة، إلّا أنّها عزّزت في الوقت عينه من ثقافة الأزياء السريعة التي تنجم عنها آثار خطيرة في بيئتنا وتشجّع على ممارسات للتصنيع والإنتاج تنتهك حقوق الإنسان وظروف العمل الإنسانيّة. لذلك، يجب علينا جميعاً أن نثقّف أنفسنا حول هذا الموضوع والمساهمة بدورنا في إحداث تغيير إيجابيّ للحدّ من هذه الآثار السلبيّة. فهذا أمر ملحّ ويمسّنا جميعاً بشكل مباشر، سواء أدركنا ذلك أم لا. من هنا، تمثّل الموضة العتيقة بديلاً واضحاً ومستداماً لمَن يرغب في لعب دور إيجابيّ والحدّ من الأثر الإيكولوجيّ السلبيّ على البيئة والمجتمع، لا سيّما أنّه بديل رائع وجذّاب. فعند ارتداء قطعة عتيقة، تمنحين قطعة موجودة في الأصل دورة حياة جديدة، وتضيفين على خزانتك لمسة فريدة من نوعها لا مثيلَ لها مصنوعةً بجودة فضلى ومعايير أعلى من تلك التي نجدها اليوم. وبرأيي، هذا الوضع مربح لكلّ الأطراف.

ما هي أهميّة الاستدامة داخل عالم الموضة؟ وهلّا أخبرتنا المزيد عن أفكارك في كيفيّة تشجيع الإنتاج الصديق للبيئة؟ 
هذا الموضوع واسع جدّاً وقد يتطلّب تقريراً كاملاً. فكما ذكرتُ سابقاً، بكلّ بساطة لا يمكننا تحمّل تكاليف الاستمرار في الممارسات التي تُقام حاليّاً. إذ علينا التصرّف للحدّ من الأضرار البيئيّة لا سيّما وقضايا الحقوق الإنسانيّة. ومن الجليّ أنّ كلّ من الشركات والمصنّعين يغذّي هذه المشكلة ويتحمّل مسؤوليّة كبيرة للحدّ من هذه المشكلة، إلّا أّنّه تقع مسؤوليّة على المستهلك اليوميّ أيضاً. وبما أنّ أغلبيّة قرّائكم من المستهلكات، أوصيهنَّ باتّباع هذه الخطوات البسيطة لإحداث تغيير إيجابيّ:

  • اشتري القطع العتيقة 
  • اشتري القطع التي تعلمين أنّك ترتدينها أقلّه 20 مرّةً 
  • اشتري قطع يمكن ارتداؤها في مواسم مختلفة
  • اعتني بملابسك لتدوم لفترة أطول
  • استعيري قطع من أخواتك أو صديقاتك وأعيريهنَّ قطعك أيضاً
  • اشتري من علامات مستدامة وأخلاقيّة 
  • تبرّعي بملابسك
  • ثقّفي نفسك حول هذه المسألة واسعي إلى تثقيف كلّ من حولك

تتألّف وصفتكِ للنجاح من أربعة مكوّنات: الشغف والانضباط الذاتيّ ومهارات جيّدة في إدارة الوقت وفريق رائع وراءك. فبرأيكِ، كيف تساهمين اليوم عبر قصّة نجاحك في جعل بيئة المملكة العربيّة السعوديّة أكثر ملاءمةً مع نجاح المرأة؟ 
أؤمن بأنّ نجاحي هو عمليّة مستمرّة ودائمة وستبقى على هذا الحال للأبد. فبينما أستمتع بالنجاحات التي حقّقتُها في مسيرتي في هذا المجال وأحتفي بها، إلّا أنه ستكون دائماً لديّ أهداف أسعى لتحقيقها وأحلام ألاحقها. وفي ما يخصّ البيئة الملائمة لنجاح المرأة السعوديّة، فأعتقد أنّ المملكة تعيش في أيّامنا هذه زمناً تزدهر فيه المرأة. فبصفتنا نساء سعوديّات، نشهد تغييرات إيجابيّة على الكثير من الأصعدة، قانونيّاً ومهنيّاً وثقافيّاً. ولديّ إيمانٌ راسخ بأنّ نجاح المرأة السعوديّة سيضاهي النجاح الذي تشهده معظم البلاد في المنطقة وعلى الأرجح سيتفوّقها ليصل إلى كافّة أقطاب العالم في حال استمرّينا بهذه الهمّة التي نحن فيها الآن. ومن الجميل فعلاً رؤية ذلك، إذ يملأ قلبي بالسرور.  

 

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث