احتفالاً بمرور ١٥٠ عاماً على العرض الأشهر الذي يحتفي بمصر القديمة، وفي أجواء فنّيّة مهيبة في مدينة الجونة الأسطوريّة، تسنّت لنا الفرصة الأسبوع الفائت لحضور العرض العالمي لأوبرا عايدة للمؤلف الموسيقي الراحل Giuseppe Verdi، بحضور معالي وزير الخارجيّة سامح شكري ونخبة واسعة من المشاهير والإعلاميّين ورجال الأعمال البارزين.
وللمرّة الأولى على الإطلاق، ترحّب الجونة بهذا الحدث العالمي على أرضها، في مركز الجونة للمؤتمرات والثقافة برعاية وتنظيم محافظة البحر الأحمر وبالشراكة مع IEvents وRMC. وفي كلمة للرئيس التنفيذي لمدينة الجونة محمد عامر، شدّد على حرصه على توفير كافّة الإمكانيات اللازمة لنجاح العرض واستقطاب السوّاح.
وتعيد هذه الفعالية تصوّر القصّة الدراميّة لأوبرا عايدة، التي عرضت للمرّة الأولى في العام ١٨٧١ على مسرح دار الأوبرا الخديوية القديمة في القاهرة، إنّما من منظور معاصر وفي ملحمة غنائيّة أسطوريّة لا تشبه سواها. فما هي الحكاية وراءها وما الذي تخفيه من أسرار تاريخيّة؟
Aida، أميرة اثيوبيّة اعتُقلت أسيرة في مصر ووقعت سرّاً في حبّ قائد الجيوش المصريّة Radamès، الذي أحبّها بدوره أيضاً. وبعدما عُيّن لقيادة الحرب ضدّ اثيوبيا، نشهد على صراع كبير عاشته عايدة بين الحبّ والعاطفة من جهة والخيانة أو الولاء للوطن على خلفيّة الحرب من جهة أخرى، أيّ بين قلبها المولع بحبّ القائد وواجبها الوطني الذي يدعوها حتماً إلى الوقوف في صفّ بلادها. وبعد انتصار مصر، ما كان من الفرعون إلّا أن يكرّم قائد الجيش ويعرض عليه الزواج بابنته Amneris التي أحبّته حبّاً جمّاً. وبعدما رفض عرضه وأراد الفرار مع حبيبته عايدة، سرعان ما كُشف أمره وتمّ الحكم عليه بالخيانة ودُفن حيّاً... لتلحق به عايدة فيما بعد.
وفي دوّامة من المشاعر المتأجّجة التي تجسّدت في موسيقى Verdi الأسطوريّة، أتقنت الفرقة الموسيقيّة الروسيّة المبدعة تمثيلها: Maria Bayankina بدور Aida وIrina Shishkova بدور Amneris وAkhmed Agadi بدور Radamès.... أمّا منتج العرض ومخرجه فهو Anton Ploom، وNikolay Markelov مديره الفنّي .
وفي مقابلة سريعة أجريناها مع Ploom الذي بدا متحمّساً للغاية للعرض الذي وصفه أنّه سيكون رائعاً الليلة، أشار إلى أنّ الثقافة مادّة دسمة لا ولن تفنى يوماً، ولهذا السبب يُقام العرض الأوبرالي الضخم اليوم بعد مرور ١٥٠ عاماً على انطلاقه ويُعاد تصوّره من منظور أكثر عصريّة من روسيا مباشرة إلى الجونة. وأضاف أنّه من الجميل دوماً أن يرتكز أداء بهذه الضخامة على قصّة ملهمة جدّاً تذكرّنا بالقصّة الملحميّة التي جمعت روميو بجولييت، ودعا الجميع إلى الرقص والشعور بالحريّة.
وفيما التقينا إيضاً بالممثّلة ومقدّمة البرامج المصريّة ناردين فرج التي بدت متشوّقة جدّاً لتقديم حدث ثقافي وفنّي ضخم ومشابه للمرّة الأولى واعتبرته بمثابة شرف لها، أردنا أن نسألها عن الرسالة التي توجّهها للمرأة العربيّة اليوم من خلال ماري كلير العربيّة، فجاء ردّها: "على كلّ امرأة أن تشعر بقوّتها، ليس في داخل منزلها ومع أولادها وعائلتها فحسب، إنّما على نطاق أوسع حتماً، وهذا يعتمد طبعاً على شخصيّتها سواء أرادت التوسّع كثيراً على الصعيد الشخصي أم تخصيص وقت جزئي لنفسها . إنّما أتأثّر في كلّ مرّة لدى التحدّث عن موضوع تمكين المرأة الذي يغمرني دوماً بالسعادة... فهذه هي حياتها التي تصنعها وتمتلكها وحدها دون سواها.. وأشجّعها على البدء دوماً من مكان معيّن، مهما كان محدوداً، لأنّنا لا نعرف أبداً أين ينتهي بنا المطاف". أمّا عن مسيرتها في Arab’s Got Talent وThe Voice، فعلّمتها الكثير على الصعيد الشخصي والمهني على حدّ سواء وهي ممتنة كثيراً لهذه الفترة من حياتها. وتصبّ تركيزها حاليّاً على مسلسلها المرتقب Room 207 الذي سيعرض في ٣٠ أكتوبر الجاري على منصّة شاهد، إلّا أنّها لم ترد كشف المزيد عن مشاريعها المستقبليّة.
وفي السياق الحفلات الثقافيّة الفنّيّة، قدّمت عازفة البيانو المرموقة ماجدة عمارة عرضاً موسيقيّاً رائعاً أقيم في اليوم التالي وفي المكان نفسه، إلى جانب أوركسترا مسرح الأوبرا والباليه في جمهورية أودمورت الروسية بمشاركة كبار رجال الأعمال من بينهم عمرو منسي الرئيس التنفيذي لشركة IEvents وأحمد عبيد، رئيس مجلس إدارة شركة RMC.
