مهندس لبنانيّ يمحو ذكريات حرب أليمة ويبعث الإيجابيّة بفنّه

قرّر ذات يوم المهندس اللبنانيّ جاد الخوري، أو صاحب حساب @potatonose198 على موقع "إنستجرام"، الذي يعمل في الكويت أن يضع حدّاً لذكريات الحرب الأليمة من خلال فنّه ويظهر للجميع كيف يمكنه جعل العالم مكاناً أجمل وأرقى بواسطة الفنّ والألوان. فوقع خياره على "برج المرّ" في بيروت لما يرمز إليه، إذ يشكّل ضحيّة الحرب الأهليّة اللبنانيّة وذكرى من ذكرياتها الأليمة التي انحفرت في قلوب اللبنانيّين وأذهانهم. وكان لنا هذا الحديث المشوّق مع الشابّ اللبنانيّ حول عمله على "برج المرّ".

 

ما الذي جعلك تختار فنّ الشوارع؟

المرّة الأولى التي رسمت فيها في الشوارع كانت منذ سنتين مع مشروعWar Peace  عندما قرّرت أن أسلّط الأضواء على آثار الرصاص والقذائف التي نراها على جدران مباني بيروت.

اقرأي أيضاً: At Home مع Lama Hourani

كيف تمكّنت من تحويل مبنى كئيب وتعيس إلى عمل فنّيّ وملهم كما فعلت في برج المرّ؟

كان برج المرّ، المعروف أيضاً بمركز بيروت التجاريّ، يقف شاهقاً ومنتصباً في سماء بيروت لكنّه امتلأ بالجروح والندوب. واستفزّ هذا العملاق سكّان المدينة الذين عانوا ماضياً أليماً وحزيناً بسبب الحرب وما زالوا حتّى يومنا هذا يعيشون مع تلك الذكريات القاسية.

بدأت عمليّة تشييد البرج في العام 1974 قبل عام من بدء الحرب الأهليّة اللبنانيّة وكان من شأنه أن يضمّ مكاتب ومتاجر ومطاعم. وبما أنّه كان المبنى الأطول وشكّل موقعاً استراتيجيّاً لأنّه يقع على "الخطّ الأخضر" أو خطّ الحدود الذي فصل بيروت الشرقيّة عن بيروت الغربيّة آنذاك، استخدمته الميليشيات والقنّاصون أثناء فترة الحرب.

ولطالما رأيت هذا المبنى وكأنّه وحش في هذه المدينة ينشر الطاقة السلبيّة ويعيد الذكريات الأليمة بنوافذه السوداء القاتمة. فقرّرت أنّه لا بدّ من تغيير هذا الوضع. لذا عملت ليصبح برج المرّ "برج الهوا"، فأعدت الحياة إلى هذا المبنى المهجور من خلال الستائر الملوّنة التي تراقصت مع نسائم الهواء.

اقرأي أيضاً: At Home مع FATMA LOOTAH

من هم الفنّانون الذين يلهمونك؟

أستوحي كثيراً من Marcel Duchamp وAi Weiwei.

 

وما الذي يلهمك ويشكّل مصدر وحي لك؟

إنّ مصدر الإلهام الأساسيّ بالنسبة إليّ هو تراكم كلّ المشاعر التي تخالجني عندما أتعرّف على أماكن أو أمور جديدة وألتقي بأشخاص جدد.

 

إلى جانب الشوارع، أين يمكن إيجاد أعمالك؟

سيُفتتح معرض "برج الهوا" برعاية Letitia Gallery وبدعم من وزارة الثفافة اللبنانيّة والسيّد Basel Dalloul والسيّد Antonios Rizik في 28 يونيو في Platform 39 في بيروت من الساعة السادسة ولغاية الساعة التاسعة مساءً.

وعلى الرغم من العمل الرائع الذي قام به جاد الخوري وفنّه الهادف، لم تدم الحياة في البرج أكثر من شهر واحد لأنّ شركة "سوليدير" كانت في المرصاد، فأزالت الستائر الملوّنة من دون أيّ سبب وجيه. لذلك ينبغي على الفنّانين والناشطين أن يتّحدوا للتصدّي لهذه القرارات المجحفة لأنّ صوتهم أعلى من صوت كلّ الأشخاص الظالمين والسلبيّين.

اقرأي أيضاً: إليك الهدية المثاليّة في شهر رمضان

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث