At Home مع FATMA LOOTAH

 

تحبّ الصحراء بكلّ جوارحها، وبالرغم من أنّها تعيش في فيرونا منذ العام 1984، كيانها وقلبها ما زالا في الإمارات... فهذه هي ديارها التي تنتمي إليها. تعتمد Fatma Lootah دائماً الأفكار والمواضيع المحليّة كالصحارى والأحصنة والجمال في ابتكاراتها وأعمالها الفنيّة. فإنّ روحها الحرّة البعيدة عن الحواجز تعيدها دائماً إلى الإمارات لعرض أعمالها التي تعكس القوّة والجمال وطيبة القلب. وقد تسنّت لنا الفرصة لزيارة منزلها الفريد في فيرونا حيث تمزج الأسلوب المعاصر مع بعض القطع القديمة. رافقينا إذاً لتكتشفي كيف ترجمت عشقها للصحراء في تصميم منزلها الداخليّ وكيف تحاول أن تعكس الصفات التي تتمتّع بها المرأة في لوحاتها. فبالنسبة إليها، الفنّ الذي لا يدعم قضيّة سامية هو فنّ صامت وبلا معنى.

اقرأي أيضاً: At Home مع Lama Hourani

لقد تنقّلت وعشت بين الإمارات والعراق والولايات المتّحدة إلى أن قرّرت الإستقرار في فيرونا في إيطاليا، عام 1984. هل هذا يعني أنّ فيرونا هي الأقرب إلى أسلوب حياتك؟

يتنقّل أهل الصحراء من مكان إلى آخر بحثاً عن حياة أفضل وغذاء لأولادهم وحيواناتهم، وأنا أيضاً امرأة بدويّة في رحلة دائمة للبحث عن غذاء الروح.

لقد تخصّصت في الفنّ في معهد الفنون الجميلة في بغداد والجامعة الأميركيّة في واشنطن. ما كانت التّحديّات التي واجهتها كطالبة عربيّة تتابع دروسها في الولايات المتحدة؟ وهل تعاني الشابّات اللواتي يعشنَ اليوم خارج بلادهنّ لمتابعة دراستهنّ المشاكل نفسها؟

تشكّل الحياة تحديّاً للرجال والنساء على حدّ سواء. وبينما تقول النساء للرجال إنّهنّ متساويات معهم، يرفض الرجال ذلك. أوليس هذا غريباً؟ فندرك جميعنا أنّ روح المرء ليست أنثى ولا ذكر.

 

دعمك للقضايا الإنسانيّة وللمرأة يظهر أيضاً في أعمالك الفنيّة. كيف يساهم الفنّان في تمكين المرأة برأيك وما نصيحتك للمرأة العربيّة تحديداً لتحقيق أحلامها؟

الفنّ الذي لا يدعم قضيّة سامية هو فنّ صامت وبلا معنى. أمّا أنا فأحاول ترجمة الصفات كلّها التي تتمتّع بها المرأة، كالقوّة والجمال والمشاعر العميقة... فأشجّعها على إطلاق العنان لكلّ ما في داخلها لتجعل العالم مكاناً أفضل.

أنت واحدة من الفنّانات النادرات اللواتي استطعنَ كسر الحواجز الثقافيّة وتجاوز الحدود بين الشرق والغرب. كيف فعلت ذلك؟ وما سرّ نجاحك؟

الحمد لله... فالروح الحرّة لا حدود لها، أداخليّة كانت أم خارجيّة، لأنّها كنسمة هواء منعشة في أجواء الصحراء تمرّ بنعومة وتحرّك الكثبان الرمليّة وتغيّر شكلها.

 

بالرغم من أنّك تعيشين في إيطاليا، تعودين دائماً إلى الإمارات لعرض أعمالك، ما السبب وراء ذلك؟

الإمارات هي قلبي، وإن توقّف نبضه تزول الحياة فيّ.

اقرأي أيضاً: At Home مع Joelle Kurdi

 

تعكس أعمالك الفنيّة الواقع الإماراتيّ بالرغم من أنّك لا تعيشين في الإمارات، وتختارين دائماً المواضيع المحليّة كالصحارى والأحصنة والجمال، فهل ما زال جزء منك يعيش في الإمارات؟

لا، بل كياني كلّه موجود في الإمارات. يستطيع المرء أن يزرع شجرة نخيل في أيّ مكان، إلّا أنّها ستنتمي دائماً إلى الصحراء.

تتميّز لوحاتك ورسوماتك بالحركة والطاقة القويّة. فكيف تستطيعين رسم صورة شخصيّة تبعث إحساساً بالحركة مثلاً؟

عندما أرسم سواء باليد أو على الكومبيوتر، فإنّ طاقتي هي التي توجّه فرشاتي.

 

هل الأشخاص والنساء في لوحاتك حقيقيّات أو من نسج الخيال؟

أعمل على إظهار القوّة والجمال وطيبة القلب في لوحاتي، أوليست هذه صفات حقيقيّة؟

 

لقد تمّ تكليفك حصريّاً من مهرجان أبو ظبي عام 2015 بفضل لوحة "عطر الأرض" التي تستعيدين فيها ذكريات الماضي. ما هي الرسالة التي أردت إيصالها للجيل الجديد عبر هذه اللوحة؟

رسالتي للجيل الجديد هي أنّ الشجرة بدون جذور يمكن اقتلاعها بسهولة.

ما هي نصيحتك للمرأة لاختيار اللوحة المناسبة لمنزلها؟

اللوحة هي انعكاس لطاقة الفنّان، لهذا السبب أقول دائماً للأشخاص الذين يزورون معرضي أن يجلسوا أمام اللوحة ويدعونها تكلّمهم. فتتوجّه كلّ لوحة إلى الشخص بطريقة مختلفة، وعندما يتمّ هذا التواصل تكون هذه اللوحة المناسبة له.

 

تمزجين في أعمالك بين إرثك وجذورك العربيّة والأسلوب الأوروبي، فهل ينعكس ذلك في منزلك أيضاً ؟

نعم، فأنا أستخدم ألوان الصحراء وعطر والدتي وعود والدي.

يظهر حبّك للصحراء والطبيعة والهواء في لوحاتك. فكيف ترجمت ذلك في تصميم منزلك الداخليّ؟

تصميم منزلي الداخليّ يعكس جذوري.

 

تماماً كما في لوحاتك، نلاحظ في منزلك الألوان الدافئة أيضاً، ماذا يخبرنا ذلك عن شخصيّتك؟

يعكس ذلك حبّي وعشقي للصحراء.

هل من أسلوب معيّن تفضّلينه في الديكور؟

أمزج بين الأسلوب العصريّ والقطع القديمة فأحبّ هذين الأسلوبين معاً.

اقرأي أيضاً: At home with Amina Alabbasi

 

ما هي الغرفة أو قطعة الديكور المفضّلة لديك في المنزل؟

تتميّز كلّ زاوية بطاقة مختلفة وكلّ لوحة بطريقة تواصل مختلفة.

لاحظنا أنّك تحبّين الإعتناء بحديقتك، ما الذي تحبّينه تحديداً في ذلك؟ وهل من علاقة بين الإهتمام بالحديقة والرسم؟

حديقتي هي المكان الذي أتواصل فيه مع الطبيعة وأتأمّل فيه. فأقدّم لها الحبّ والعناية بينما تعطيني جمال الله بالمقابل.

 

ما هي برأيك الكلمة المناسبة التي تصف منزلك ؟

السكون.

اقرأي أيضاً: At Home مع Anine Bing

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث