نساءٌ زيّنّ بأعمالهنّ النسخة الثالثة عشرة من Art Dubai
التصوير: Maximilian Gower
الإدارة الفنّيّة: Farah Kreidieh
استطاعت الكثير من الفنّانات عبر التاريخ إثبات أنفسهنّ ومهارتهنّ وقدرتهنّ الإبداعيّة وساهمنَ في تمكين النساء من خلال أعمالهنّ الفنيّة. وكلٌّ من خلال إلهامها وأدواتها الخاصّة دافعت عن حقّ المرأة في التعبير عن نفسها من خلال الفنّ. وتُشكّل الفنّانات العربيّات عموماً وفي منطقة الخليج خصوصاً جزءاً أساسيّاً من السّاحة الفنيّة. وكان للنساء مشاركة واسعة في النسخة الثالثة عشرة من Art Dubaiالتي عُقدت في مدينة جميرة خلال شهر مارس الفائت. فما أروع من مشاهدة مساهمة النساء في هذا الحدث السنوي المنتظر حيث تتناغم أعمالاً فنّيّة عابرة للجغرافيّات والهويّات والمدارس والمناهج الفنّيّة ومتناغمة في حوار واحد. وقد رسمت هذه الفعاليّة لوحة شموليّة وحّدت الساحة الفنّيّة العالميّة في مكان واحد. نعم، هو عالمٌ فنّيّ شموليّ يحتفل بالتنوّع الفكريّ والثقافيّ والفنّيّ، إلاّ أنّ ما سنُسلّط الضوء عليه في هذا التقرير هو بعض النساء العربيّات اللواتي زيّنَ بوجودهنّ وإقدامهنّ وإبداعهنّ صالاته على مثال دانية الصالح ومنيرة الصايغ وعفراء الظاهري وميثاء عبدالله. فإذا كان هناك أفكار نمطيّة سائدة مستوحاة من عالم الغرب تؤكّد أنّ هناك تمييزاً ضدّ النساء في الفنّ في الخليج، فأكّدت تلك النساء أنّ هذه الفكرة لا تنطبِق على الإمارات العربيّة المتّحدة. وأجمَعن على أنّ النساء اليوم أصبحن أكثر استقلاليّة وريادة على الساحة الفنّيّة الخليجيّة.
اقرئي أيضاً: Sumayah Alnasser: تحويل الألم إلى قوّة ونجاح
Daniah AlSaleh
دانية الصالح فنّانة سعوديّة تقيم في لندن. انتقالها للعيش في المملكة المتّحدة جعلها تُخلق مساحة داخليّة تحمي من خلالها هويّتها الثقافيّة التي كانت تستولي عليها تلقائيّاً في خلال فترة إقامتها في السعوديّة. إلّا أنّ تركيزها الداخلي على مفهوم الانتماء دفعها للتفكير مليّاً في هويّتها الحقيقيّة فيما تراوح ما بين ثقافتين، الأمر الذي طرح تساؤلات عدّة لا تزال تبحث عن أجوبتها. وفاز مشروعها تحت عنوان Sawtam الذي عرضته في Art Dubai بنسخته الثالثة عشرة بـIthra Art Prize للعام 2019، التي تكرّم المواهب السعوديّة الصاعدة في الفنّ المعاصر بنسختها الثانية. فلنغوص في عالمها لاستكشاف رؤيتها حول الفنّ وقوّة المرأة التي لا يجب الاستهانة بها على الساحة الفنّيّة.
يُعدّ Sawtam مشروعك الفائز بـIthra Art Prize للعام 2019 عملاً فنّيّاً يستكشف تركيبة اللغة وتعقيداتها، فيفكّكها إلى وحدات صوتيّة أصغر. هلّا شاركتنا القصّة التي دفعتك إلى اختيار هذا الموضوع؟
عندما تلقيّت الخبر، غمرتني البهجة وتشرّفت أنّه تمّ اختياري. كذلك، تشوّقت لمتابعة العمل بدعم من Ithra. واستوحيت مشروعي من الأفراد الذين يتمتّعون بفنّ التعبير عن أفكارهم بوضوح في الحوارات والنقاشات والأحاديث اليوميّة. وبما أنّ اللغة المحكيّة، أي الخطاب، هي نشاط يوميّ بالنسبة لمعظمنا، أردت تفكيكه. ومن خلال عمليّة التفكيك للكلمة العربيّة المحكيّة، لا يتبقّى لنا سوى 28 وحدة صوتيّة معادلة لـ28 حرف أبجديّة عربيّة. وأهدُف من خلال هذه المقاربة المعاكسة إلى تسليط الضوء على مدى سيطرة هذه الوحدات الصوتيّة المجرّدة على طريقة التواصل والفهم. هذه الوحدات الصوتيّة الـ28 مسؤولة عن عدد الكلمات غير المحدود التي نُطق به في الماضي والحاضر والمستقبل.
عرضت هذا العمل الفنّيّ الرائع في خلال Art Dubai بنسخته الثالثة عشرة. كيف برأيك تساهم هذه الفعاليّة في تقريب الفنّ من المواطنين العرب وإنشاء حوار فنّيّ متعدّد الثقافات؟
يروّج Art Dubai الأعمال الفنّيّة الإقليميّة والفنانيّن من خلال تأمين الإقامات ومشاريع الأعمال والبرامج الخاصّة التي تساعد في تنمية الفنّانين المحليّين الذي يضطلعون بدور مهمّ على الساحة الفنّيّة العالميّة. فضلاً عن ذلك، تتعاون مع مؤسّسات إقليميّة أخرى لترويج الثقافة الفنّيّة كمنتدى الفنّ العالمي. وتساعد هذه المساهمات في تسليط الضوء على المواهب المحليّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال فتح حوارات وسدّ الفجوات التي أُغفل عنها سابقاً.
مارست الرسم ولطالما اعتمدت تقنيّة الغواش والألوان المائية. فما الدافع وراء استخدام هذه التقنيّات والأساليب الجديدة؟
ساهم التحاقي بماستر الفنون الحاسوبيّة في توسّع ممارستي الفنّ ، فاستوحيت من مختلف المجالات لابتكار الفنّ باستخدام الحاسوب. فمهّد هذا الوسط الطريق لدخول مرحلة جديدة تتيح لي استخدام طرق أخرى للتعبير.
بما أنّك فنّانة سعوديّة، كيف تساهمين من خلال عملك من تحقيق رؤية 2030 التي تعير اهتماماً بالغاً للثقافة والفنّ؟
ستسلّط وزارة الثقافة السعوديّة الضوء على كلّ من الثقافة والفنّ لتمثيل نمط حياة يخدم النموّ الاقتصادي الذي بدوره يساهم في تحقيق الرؤية 2030. إذ حدّدت 16 قطاعاً فرعياً يشمل المسرح والموسيقى ومعارض الفنّ المعاصر والفنون العامّة وغيرها. وستدعم الوزارة فنانّين كثر وتعرض أعمالهم ونشاطاتهم التي أتمنّى أن أكون جزءاً منها.
كيف تنظرين إلى تطوّر الفنون في منطقة الخليج العربي؟ وكيف ساهمت النساء فيه؟
كان من الملفت جداً رؤية هذا التقدّم الذي أحرزه مجال الفنّ والثقافة في المنطقة. فتطوّر بشكل سريع منذ السبعينات، انطلاقاً من المبادرات الفرديّة والمعارض القليلة وصولاً إلى المتاحف والفعاليّات التي تُعقد مرّتين في السنة وذلك في أقلّ من أربعين عاماً. والأمر الأكثر روعة في خلال تاريخ الفنون هو الحضور القويّ للنساء ومساهماتهنّ في المبادرات الفنيّة في المنطقة، سواء كنّ فنّانات أو أمينات متاحف أو رئيسات مؤسسات.
كيف ساعد الفنّ في تحرير المرأة وكيف تمكّنينها من خلال أعمالك؟
تمثّل حيازتي جائزة الفنّ لهذا العام مؤشّراً ملحوظاً على أنّ الفنّانات يلعبن دوراً مهمّاً ويسجّلن موقفاً عبر أعمالهنّ، لا سيّما زهراء الغامدي، وهي فنّانة ستمثّل السعوديّة في Biennale Venice القادم. فلدى السعوديّات حضور بارز على الساحة الفنيّة عبر منصّاتهنّ سواء في مجال السينما أو الموسيقى أو النشاطات التي تمكّن المبدعات الشابّات للسعي وراء أحلامهنّ والاستفادة من قنواتهنّ التي تسمح لهنّ باستعراض أعمالهنّ لتصبح متاحة للجمهورالمحليّ والعالميّ.
ما هي الرسالة التي توجّهينها عن التمييز ضدّ النساء في المجال الفنّي؟
لم تعد الفنّانات مجرّد متفرّجات، إنّما يمثّلن قوّة لا يجدر على أحد الاستهانة بها.
اقرئي أيضاً: Diana Baddar: حين نظهر للرجال ما يمكننا إنجازه في مجال التكنولوجيا، يمنحوننا الاحترام الذي نستحقّه
ومن هذه الفنّانة السعوديّة المميّزة، ننتقل لنتعرّف إلى امرأة أخرى كان لها تأثيراً كبيراً في نجاح النسخة الثالثة عشرة من Art Dubai.
Munira Al Sayegh
تحمل منيرة الصايغ شهادة من مدرسة الدراسات الشرقيّة والإفريقيّة التابعة لجامعة لندن، في مجال تاريخ الفنّ وعلم الآثار مع تركيز على الشرق الأوسط. كما عملت مع جامعة نيويورك أبو ظبي قبل دخول عالم تنظيم الأعمال الفنيّة. إضافة إلى ذلك، عملت هذه المرأة الإماراتية المندفعة على 3 مشاريع مختلفة في فعاليّة Art Dubai بنسخته الثالثة عشرة بما في ذلك قسم جديد من اقتراحها، باسم UAE NOW. لنكتشف سويّاً ما الذي يُشجّعها على أخذ دوراً رائداً كامرأة في عالم الفنّ وعلى استحداث أفكار مبتكرة للتغيير والارتقاء بالساحة الفنّيّة الخليجيّة.
هل يمكنك أن تخبرينا أكثر عن مساهمتك في النسخة الثالثة عشرة من فعاليّة Art Dubai؟
عملت على 3 مشاريع مختلفة تشكل Gallery Hall رقم 3: Campus Art Dubai و Residence وUAE Now. إذ أنّ Campus Art Dubai، هو برنامج لمدّة 6 أشهر يعمل مع فنانين ناشئين في الإمارات العربيّة المتّحدة. وتمكنتُ خلال الـ6 أشهر هذه من التعامل مع شخصيات بارزة في عالم الفنّ والعمل بجانبها وذلك من أجل دفع النقاش مع هؤلاء الفنانين كي يتمكنوا من تعزيز حكاية موجودة أصلاً في عالمهم حول مفهوم الفنّان والمدينة وتأثير المدينة على الفنّانين، إضافة إلى تأثيرها على فهم فنّ تصويرالطبيعة. كما أنني شاركت في تنظيم الأعمال الفنّيّة ذات الصلة بعمل "Residence" الذي تضمّن 12 فنّاناً من أمريكا اللاتينية أتوا إلى الإمارات العربية المتّحدة لمدة 6 إلى 8 أسابيع. وقد طُلب من هؤلاء الفنّانين إنتاج عمل فنّيّ يتعلّق بطبيعة عملهم. فتأثروا بالبيئة والنظام البيئي، ما مكّنهم من إنتاج أعمال فنيّة تختلف عن تلك التي أنتجوها في وطنهم. وكان هذا العمل كناية عن حوار ثقافات مختلفة. والمشروع الثالث هو UAE NOW وهو عزيز على قلبي.
لماذا لمشروع UAE NOW أهميّة كبيرة بالنسبة لك؟
يعود المشروع إلى فكرة نميّتها في السنوات الأخيرة. إذ أنّني منظمة أعمال فنيّة مستقلّة وكاتبة. وأتجنّب فكرة المؤسّسات التي تفرُض طريقة سير الأمور. فبالنسبة إليّ، كان الهدف من مشروع UAE NOW التصدي لهذه الفكرة النمطيّة الثابتة وإظهار أبعاد المشاريع الحاصلة على الأرض وأنّها بأهميّة ما يحدُث في المؤسّسات. فاليوم، هذه الأصوات تُنتِج أعمالاً وعلينا دعمها. والجدير بالذكر، أنّ لديّ شغف بتسليط الضوء على أهميّة المبادرات المتينة والجماعيّة الصحيحة وإبرازها.
ما رأيك بالمكانة التي تشغلها المرأة على الساحة الفنّيّة؟
تحتلّ النساء الصدارة في هذا المجال، فهنّ مبدعات ولديهنّ رأي. كما يعرفن أنهنّ متساويات مع الرجال الذين باتوا ثانويين في عالم الفنّ في الإمارات العربية المتحدّة. فتعتمد الساحة الفنّيّة في الإمارات بأكملها على النساء. وهنّ سعيدات ويتجاوزن العقبات.
ما هو الدور الذي أدّته النساء في تطوير الساحة الفنّيّة باعتقادك؟
أعتقد أن عادة ما يكون الفنّ سمة نسائية، فيُعرف بالدقة ويهوى التأمل كما أنه يتّصف بالانفتاح بشدة وهذه الصفات تتحلّى بها الأنثى الساحرة. أمّا الرجل، فيُعرف بالواقعية ويهوى المواجهة إلى حدّ كبير. وللأسف، يتمّ اليوم إغفال النظر عن الرجال بسبب الجندر. إضافة إلى ذلك، تقود النساء، اللواتي لطالما تم تمكينهنّ، التطور هذا.
هل لديك أي "وصفة" نجاح أو ثقة يمكنك مشاركتها مع الفتيات اللواتي يتطلعنّ إليك؟
سأنقل لهنّ الرسالة نفسها التي سمعتها من والدتي طوال حياتي: أنت متساوية مع الجنس الآخر لكونك امرأة حتّى أن دورك أكبر. والأهم من ذلك، هو التزامك بالصدق. وإن عرفت إمكانياتك وطريقة تحقيق النجاح في مجالك، بغض النظر عن مدى اختلافه عن باقي العالم أو عن المفهوم العادي، ستصلين إلى مرتبة معيّنة ليس لكونك امرأة فحسب، بل لكونك عربيّة.
وبالانتقال من هذه المرأة الرائدة، سنتعرّف في ما يلي على عفراء الظاهري وميثاء عبدالله العضوين المؤسّسين في BAIT 15، وهو مشروع مموّل ذاتيًا يوفّر منصّة للفنانين والقيّمين والكتّاب والشعراء لممارسة فنّهم في المجتمع والمشاركة فيه. وقد شاركتا في UAE NOW من خلال عمل فنّيّ يُجسّد مفهومًا يسلّط الضوء على أكثر مكان يشعر فيه المرء بخصوصيّته في المنزل وأكثر مكان يكون فيه بمفرده مع مجرّد أفكاره من خلال سرير مدمج بالإضافة إلى تحف فنّيّة تبرز مفهوم النفس والهوية والخصوصيّة.
Afra Al Dhaheri
عفراء الظاهري فنّانةٌ إماراتيّة وُلدت في دبلن، عاصمة جمهوريّة إيرلندا، وترعرعت في الإمارات المتّحدة العربية. وقد عبّرت عن نفسها في أعمالها وذلك بطرقٍ متعدّدة بما في ذلك الوسائل المختلطة والنحت والرسم والتلوين والتركيب والتصوير الفوتوغرافي والطباعة. وتتمركز ممارسات الظاهري لأعمالها على استكشافاتها المستمرة. فالظاهري ليست فنّانة فحسب بل هي أيضاً أستاذة جامعيّة. دعونا نكتشف الشغف وراء أعمال عفراء الظاهري الفنّيّة والقصّة ونظرتها إلى دور المرأة في الفنّ.
أنت فنانة تستوحين من طبيعة محيطك. كيف يظهر ذلك في أعمالك الفنّيّة؟
كل عمل أقوم به هو تجسيد لمواجهات يوميّة أو شظايا مسترجعة من الذاكرة، بدءاً من مخطّطات الألوان أو الملمس، أو أماكن متواترة في كثير من الأحيان، فهي تستجيب إلى الطريقة التي نتعامل بها مع الوقت اليوم أو إلى الوقت الذي قضيناه في الماضي.
لقد ولدت في دبلن، لكنك نشأت في الإمارات العربية المتحدة، فكيف تجسّد هذا الانتماء المتعدّد الثقافات في عملك الفنّيّ؟
لقد قضيتُ في دبلن أوّل ثلاث سنوات من طفولتي. ولذلك، غالباً ما أسترجع ذكرياتي في العيش هناك من خلال الصور والأفلام التي وثّقها والديّ ومن خلال الصور الحيّة التي تظهر بين الحين والآخر في ذاكرتي. وأعتقد أن إحساسي القويّ بالانتماء إلى الطبيعة بدلاً من الغابة الصلبة ينبع من تلك التنشئة المبكرة في بيئة تحيط بها الطبيعة، وهو أمر يثير السخرية أيضاً لأنّني أستخدم الإسمنت والباطون في معظم أعمالي. ولكنّ الانفصال عن النباتات والأشجار كان مستحيلاً تقريبًا، فسرعان ما كانت تطفو على أعمالي بشكل أو بآخر في كل مرّة أقرّر بوعي تامّ أنّها لن تكون موجودة في مجموعة معينة من الأعمال.
أنت لست مدرّسة فحسب، وإنّما أستاذة جامعيّة أيضاً. هل يمكنك أن تصفي لنا تفاعلك مع طلابك؟
إنّ عملي كأستاذة جامعيّة جعلني قريبة من الطلاب ومن عملي الخاصّ. وقد تميّزت وظيفتي بالإنتاج المثمر للغاية في الاستوديو الخاصّ بي. وأعني بذلك أنّني أتعلّم بقدر ما أُعلّم. وبفضل خلفيّتي التي هي نفسها خلفيّة طلابي، اقتربتُ منهم وسمحت لهم بالعثور على أهميّة العمل الذي أقوم به والمحتوى الذي أقدّمه في فصولي الدراسية. ولطالما كانت قضيّة الهوية والقضايا الإجتماعيّة من أكثر المواضيع التي يشعر الطلاب بالرغبة في التحدث عنها.
كيف يساهم برأيك Art Dubai في جعل الفنّ أقرب إلى المواطنين العرب وبإنشاء حوار متعدّد الثقافات؟
أظنّ أنّه يساهم بذلك بشكل بديهيّ من خلال الأنشطة التي تتيح فرص التفاعل مع الساحة الفنّيّة المحليّة. الأمر الذي يحفّز المواطنين على الاهتمام بالمعرض. ممّا يزيد عدد الزوار كلّ سنة وينشر الوعي الثقافي لدى الجمهور.
هل تعتقدين أنّ النساء مُثّلن بشكل عادل في تاريخ الفنّ، وكيف يساعد الفنّ في تمكين المرأة؟
لم تُمثّل النساء بشكل كافٍ في السابق، إلّا أنّه يزداد الاهتمام بهنّ اليوم. ويجهل معظم الناس أنّهنّ وراء نجاحات فنّانين رجال كثر. وبغض النظر عن الجندر، أؤمن أنّ الفنّ يمثّل صوتاً لكلّ فنّان ويتيح له التعبير بحريّة.
عبر التاريخ، عانت النساء تمييزاً في الوسط الفنّيّ، فما هي الرسالة التي توجّهينها عن التمييز ضدّ النساء في المجال الفنّيّ؟
أظّن أنّ هذه الفكرة مستوحاة من عالم الغرب ولا تنطبق تماماً في الإمارات العربيّة المتّحدة. فإذا ألقينا نظرة على الساحة الفنّيّة اليوم في منطقتنا نرى أنّ النساء يسيطرن عليها من مناصب الإدارة إلى العمل في الاستديوهات.
اقرئي أيضاً: Art Dubai بنسخته الثالثة عشرة: عالم فنّيّ شموليّ وعالميّ
Maitha Abdalla
بعدما أنهت ميثاء عبدالله دراساتها في اللغة الإنجليزية، ازداد اهتمامها للفنون المرئيّة إثر التحاقها بدروس أساسيّة في الفنّ والتصميم. تخرجّت ميثاء بعد ذلك من جامعة زايد في دبي وبحوزتها شهادة في الفنون البصريّة ركزّت فيها بشكل خاصّ على الرسم وفنّ الوسائط المختلطة. تقدّم هذه الفنّانة الإماراتية نظرة نقدية عن المشاكل الاجتماعية والثقافيّة التي يشهدها المجتمع. وهي تعتبر أنّ الفنانات النساء هنّ متمكّنات اليوم أكثر من أي وقت مضى، إذ يستطعن إخبار حكاياتهنّ بلا تردّد وخوف. دعونا نكتشف كيف تؤثّر خلفية هذه الفنانة في أعمالها وفي آرائها بشأن دور المرأة في الفنّ.
ترعرتِ في فترة من طفولتك في منزل جدّتك التي كانت تربّي حيوانات المزرعة. كيف أثّر ذلك في عملك الفنّي؟
تؤثّر طفولتي كما يؤثّر تراث شعبي في أعمالي الفنّيّة بشكل كبير جدًّا. فعندما كنت طفلة، عشت لفترة مع جدّتي التي تربّي الديوك والدجاج والبط والماعز في حديقتها. فكانت تعتبر الديوك طيوراً طاهرةً بإمكانها رؤية الملائكة. وأخبرتني بذلك ذات يوم ولم أنساه منذئذ. فغالبًا ما يرمز الديك في أعمالي الفنّيّة إلى المسامحة (كونه حيوان طاهر).
كيف تبرز ثقافة الخليج في عملك الفنيّ؟
لا أعتقد أنّ عملي يدور حول المحيط الذي أتواجد فيه فحسب، وذلك على الرغم من أنّه يؤثّر حتمًا في أعمالي بطريقة أو بأخرى، بل أعتقد أنّ عملي هو نتيجة الحياة التي عشتها والذكريات التي أحملها وتقاليد المنطقة والخيال الذي نما فيّ كوني عشت طفولتي بين الإمارات العربيّة المتّحدة والمملكة المتّحدة.
درستِ الفنون التشكيليّة في جامعة زايد. ما هو الوسيط الذي يساعدك في التعبير عن نفسك بشكل أكبر؟
أحاول ألّا أركّز على الوسيط بل على الصورة والقصّة اللّتين أراهما في ذهني وأحاول أن أختار الوسيط الذي يناسب هذه الفكرة مثلما فعلت في الرسم والنحت والتصوير والفيلم.
كيف ترين تطوّر الفنون في منطقة الخليج؟ وما هو الدور الذي تلعبه الفنّانات في هذا التطوّر؟
اتّخذت الفنون في منطقة الخليج خطوة كبيرة وما زالت مزدهرة، حيث يتمّ توفير الكثير من الفرص للفنّانين ومن الصعب التغاضي عن ذلك، مع إنشاء جميع المنصّات الفنيّة. ولعبت النساء دوراً هائلاً في قطاع الفنون في المنطقة. وليس سراً أنّ المشهد الفنّيّ في الخليج تسيطر عليه نساء عظيمات في تشكيل أعمالهنّ الفنّيّة وأدوارهنّ والتعبير عنها.
هل تعتقدين أنّ صوتك يُسمع من خلال عملك الفني؟ وهل يُمكن أن تكون الأعمال الفنّيّة منصّة للدّفاع عن حقّ المرأة وهوّيتها؟
أعتقد أن الأعمال الفنيّة يمكن أن تكون أشبه بمذكّرات بصريّة للتّعبيرعن ما مرّ به المرء أو للسّماح للمشاهد أن يكون جزءًا منه. وأظنّ أن النّساء أكثر قوّةً اليوم، فهنّ يروينَ قصصهنّ وصراعاتهنّ بلا خوف وبصراحة.
اقرئي أيضاً: Soufra احتفال بشجاعة المرأة وبروح مبادرتها