Sumayah Alnasser: تحويل الألم إلى قوّة ونجاح

التصوير: Mina Adly

تحصل‭ ‬آلاف‭ ‬الشابّات‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربيّة‭ ‬السعوديّة‭ ‬على‭ ‬تعليم‭ ‬عالٍ‭ ‬ورفيع،‭ ‬إلاّ‭ ‬أنّ‭ ‬الكثيرات‭ ‬منهنّ‭ ‬ما‭ ‬زلن‭ ‬ينخرطن‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬الرسميّ‭. ‬واليوم‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬أصبح‭ ‬فيه‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬السعوديّ‭ ‬من‭ ‬الأولويّات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الاجتماعيّة‭ ‬والاقتصاديّة‭ ‬المندرجة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الرؤية‭ ‬2030‭ ‬التي‭ ‬تفسح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬النساء‭ ‬السعوديّات‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الاستقلاليّة‭ ‬وتزيد‭ ‬من‭ ‬انخراطهنّ‭ ‬في‭ ‬الطبقة‭ ‬العاملة‭ ‬وتساعدهنّ‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬مشاريعهنّ‭ ‬الخاصّة،‭ ‬تُشجَّع‭ ‬النساء‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬مجال‭ ‬عملهنّ‭ ‬والانخراط‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬جديدة‭. ‬فلطالما‭ ‬كانت‭ ‬النساء‭ ‬السعوديّات‭ ‬رائدات‭ ‬ومنجزات‭ ‬وحالمات‭ ‬ومتخطيّات‭ ‬الحواجز،‭ ‬إذ‭ ‬تشهد‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬تميّزهن‭ ‬وطاقاتهنّ‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬تغني‭ ‬المجتمع‭. ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬السطور،‭ ‬تحتفي‭ "‬ماري‭ ‬كلير‭" ‬العربيّة‭ ‬بسميّة‭ ‬الناصر التي تجسّد‭ ‬‬قصّة‭ ‬نجاح‭ ‬للمرأة‭ ‬السعوديّة. 

تعرف بأنّها أوّل امرأة تدرّب على الحياة في السعوديّة. نجحت الدكتورة سمية الناصر في أن تشغل دوراً قياديّاً في مجال يسيطر عليه الرجال ونجحت في مسيرتها المهنيّة في مساعدة آلاف الناس على المضي قدماً في حياتهم وتطوير ذاتهم. تعرّفي أكثر في ما يلي على قصّة نجاح هذه المرأة الاستثنائيّة التي حوّلت ألمها إلى قوّة ونجاح واكتشفي كيف يساهم عملها في تحقيق رؤية 2030.

اقرئي أيضاً: Lea Helou: اعملي بجهد لتحقيق أحلامك وتمتّعي بالثقة بأنّ كلّ شيء ممكن‎

في مسيرتك المهنيّة عملت على تدريب آلاف الناس حول العالم وتعليمهم ومساعدتهم، ما هي التحدّيات التي واجهتها في مشوارك المهنيّ طوال سنين خبرتك الأكاديميّة والصحافيّة والتدريبيّة؟

التغيير في العادة فكرة صعبة على الإنسان، فكيف لو كان يعيش في مجتمع ثابت منذ عشرات السنين. كثر هم من يقاومون أو يحاربون فكرة التغيير حتّى لو كانت لأجل التطوير. واجهت بعض التحدّيات التي تعتبر أيّ شخص مختلف غير مرحّب به، وبسبب مشكلتي الصحّيّة ولأنّني امرأة من مجتمع منغلق، مررت بردّات فعل لم يتقبلها الناس ولا أزال أمرّ بها، لكنّني درّبت نفسي وبرمجتها على عدم وجود أيّ شيء يستحقّ التوقّف والحزن لأجله.

انتقلت من المملكة العربيّة السعوديّة للاستقرار في الولايات المتّحدة واليوم أنت في دبي لتقدّمي برنامجاً إذاعيّاً. فهلّا تخبرينا المزيد عنه؟ وهل تعتمدين منهجاً معيّناً عند التوجّه إلى المرأة الخليجيّة؟

برنامج ليش على بانوراما أف أم برنامج مباشر نسأل فيه كلّ يوم سؤال يبدأ بـ"ليش"؟ والهدف منه رفع حالة الوعي لأنّ ليش أو معرفتنا أسباب الأشياء تطوّر تفكيرنا ومشاعرنا. أخاطب المرأة وفقاً لحاجاتها وأحاول في الكثير من الأحيان تقويتها وتذكيرها بحبّ ذاتها.

كيف وجدت العمل في بيئات ثقافيّة مختلفة سواء في الولايات المتّحدة أو الخليج، لا سيّما أنّ مجال عملك يرتبط مباشرة بالتفاعل الاجتماعيّ؟ ما الذي يميّز بنظرك منطقة الخليج عن المناطق الأخرى التي عملت فيها؟

العادات والتقاليد في الخليج تتشابه كثيراً وأنا أفهمها وأدركها لأنّني عشت فيها وأستطيع أن أرى المخرج من مشاكل كثيرة لأنّني ألاحظ وأراقب كيف تتطوّر المجتمعات. وبالمناسبة، السعوديّون يشبهون الأمريكيّين كثيراً في التفكير وطريقة التعاطي مع الحياة.

ولدت مع خلل في مفصل الورك، ما جعلك تجرين عمليّات جراحيّة عدّة في طفولتك قبل النجاح في تخطّي هذه الحالة. كيف أثّرت فيك هذه الخبرة لتصبحي ما أنت عليه اليوم؟ وما هي نصيحتك للأهل من حيث كيفيّة التعاطي الأنسب مع أولادهم في حال كان لديهم حالة أو حاجات خاصّة؟

العمليّات التي أجريتها لم تنه المشكلة لذلك لا أزال أسير بعكّازي، بل أثّرت فيّ كثيراً والألم صنعني وغيّر حياتي وجعلني أسمح لنفسي بأن أسأل عن كلّ شيء وأن أغيّر وأجرّب كلّ فكرة. شعرت بالخجل من مشكلتي ثمّ حزنت عليها وكنت خائفة لفترة طويلة من حياتي من أنّني لن أتزوج أو لن أستطيع كسب المال ثمّ غضبت على واقعي وقرّرت أن أكتب أهدافي وأكون شجاعة وأحقّقها واحداً تلو الآخر. أنا اليوم امرأة ناجحة تحمل درجة الدكتوراه وعندي عائلة ممتازة وأعيش السلام والحبّ كلّ يوم لأنّني تعلّمت من هذا الألم أنّ لا مكان له في حياتي. وأقول لكلّ أم وأب إنّ هذه رسالة لهما وإنّهما لا بدّ من أن يتقبّلا هذا الطفل بكلّ ما فيه من عيوب وشوائب من دون أيّ شروط.

اقرئي أيضاً: Muna Harib AlMuhairi : "لا تخافي من القيام بالمبادرات الأولى لتحقيق أحلامك وإن فشلتِ، فلا بأس، تحلّي بالقوة وثابري!" ‎

تشغلين حاليّاً منصب مدرّسة ومحاضرة في مركز سمية 369. وتجذب جلسات التدريب الحيّة الخاصّة بك الكثير من النساء من جميع أنحاء العالم وتحصد كتبك الثلاثة ردود فعل مميّزة. فما هي نصيحتك للمرأة العربيّة بمناسبة يوم المرأة العالميّ للسعي وراء أحلامها؟

الحياة خيارات، لا تسمحي لأحد بأن يختار طريقك، فهي طيبة للشجعان والأقوياء، لذا لا تسمحي لأحد بأن يحرمك من الحياة الطيبة، وكوني ذاتك ولا تسمحي لهم بأن يشوّهوك.

تشغلين دوراً قياديّاً في مجال يسيطر عليه الرجال، وتعرفين بأنّك أوّل امرأة تدرّب على الحياة في السعوديّة. فكيف نجحت كامرأة في أن يكون لك دور أساسيّ فيه؟

لمحت في بداية مسيرتي عدم التقبّل أو التقليل من قيمة أمر ما لكنّ المجتمع السعوديّ سريع التطوّر والتغيّر، والجيل الجديد من الشباب يتقبّل المرأة بمثابة عنصر مؤثّر ورئيس في حياته.

تحلم بعض النساء بتسلّق سلّم النجاح في حياتهنّ المهنيّة إلّا أنّهن ما زلن يخشين التمييز بين المرأة والرجل. كيف تستطيع المرأة برأيك أن تتقدّم في مسيرتها المهنيّة مع مراعاة التقاليد واحترام العادات؟

على المرأة أن تركّز على الداخل ولا تنشغل وتتشتّت بالخارج لأنه لا يمكن السيطرة عليه، فنملك مشاعرنا وأفكارنا ولا نملك الآخر.

ما هي التغييرات التي لاحظتها في سلوك المرأة السعوديّة العاملة في السنوات الأخيرة؟ وما هي النصيحة التي تسدينها لقارئاتنا ليجدن السعادة في بيئة العمل؟

المرأة السعوديّة باتت تركّز أكثر على ذاتها وأهدافها، وأنصحها بأن تختار العمل الذي تحبّه حتّى تستمتع به.

اقرئي أيضاً: Emon Shakoor قبول التحدّيات

في ظلّ التغييرات التي تشهدها السعوديّة، لا شكّ في أنّها تقوم بخطوة هائلة نحو التطوّر والتوسّع الثقافيّ في السنوات القادمة. كيف ستعيد هذه التغييرات برأيك تشكيل المملكة؟

الجيل الجديد متفهمّ ومنفتح جدّاً على كلّ الثقافات، فضلاً عن أنّه رائد في العالم الإلكترونيّ وهذا يصنع المزيد من الاتّصالات مع العالم لذا أعتقد أنّ المملكة وأبناءها سيلفتون نظر العالم.

اختُرت سفيرة لمنظّمة "سلام بلا حدود" العالميّة لتكوني أوّل سفيرة سعوديّة للسلام. هل يمكنك أن تشاركينا خبرتك في هذا المجال؟

كنت وما زلت أؤمن بالتغيير والتطوير السلمي وتمّ اختياري من المنظّمة كدعم وتأكيد للتوجّه والدور الذي أقوم به.

تقدّم السلطات السعوديّة اليوم دعماً كبيراً للنساء. لكن في المقابل، كيف يمكن النساء برأيك أن يعزّزن دورهنّ الفعّال والناشط في المجتمع؟

على المرأة أن تتواجد في كلّ مكان وكلّ منصة وتعبّر عن رأيها وأفكارها ومشاعرها ومشكلاتها. هذا جزء من مسؤوليّة كلّ سيّدة لتكون فاعلة في المجتمع.

بما أنّك امرأة سعوديّة، كيف تساهمين في تحقيق رؤية المملكة العربيّة السعوديّة للعام 2030 وفي جعل المملكة نموذجاً رائداً على كلّ الأصعدة؟

العمل الذي نقوم به يساهم في جودة الحياة لكلّ فرد مستعدّ أن يحسّن حياته في السعوديّة، وهذه ركيزة مهمّة في رؤية 2030.

اقرئي أيضاً: Zainab Salbi: كلّ امرأة تُضيء شمعة لامرأة أخرى كي تستمرّ. فإياكِ أن تُطفئي شمعتك يوماً!

العلامات: Sumayah Alnasser

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث