Lea Helou: اعملي بجهد لتحقيق أحلامك وتمتّعي بالثقة بأنّ كلّ شيء ممكن‎

التصوير: Ruth McDowall وMike Swedeh

أصبح تمكين النساء اليوم من الأولويّات الرسميّة في الكثير من المجتمعات، وتلك خطوة ممتازة وضروريّة تعود بالإيجابيّة على النساء بشكل خاصّ وعلى استمراريّة المجتمع وتقدّمه بشكل عامّ. إلاّ أنّه بعيداً عن هذه الخطوات الرسميّة، ثمّة جهود شخصيّة لنساء عربيّات كرّسن حياتهنّ لمساعدة النساء الأخريات حول العالم. وفي هذا التقرير، سنسلّط الضوء على ثلاث نساء لا يتوانين عن تلبية نداء إنسانيّتهنّ، فيستثمرن جهودهنّ في تأمين حياة أفضل للنساء الأخريات. لليا حلو قصّة جعلتها تعد نفسها بتحسين ظروف النساء، وبالتالي بالمشاركة في صنع مستقبل أفضل للأجيال الناشئة.

صحيح أنّ ليا حلو تأتي من عالم الأعمال، إلاّ أنّ حبّها الوجبات الصحّيّة وشغفها بتمكين النساء من حولها دفعاها إلى إطلاق منصّة Kammoon في لندن التي تجمع أمّهات لبنانيّات يسكنّ في بريطانيا ليطبخن بشغف مأكولات لبنانيّة تحت إشراف الشيف رودريغ الحشّاش. تعرّفي معنا في ما يلي على جهود هذه المرأة اللبنانيّة في تمكين الأمّهات من حولها عبر ما يستمتعون بالقيام به وهو الطبخ.

اقرئي أيضاً: عندما‭ ‬تصبح‭ ‬الحرف‭ ‬مدخلاً‭ ‬إلى‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‬‬‬‬‬‬

تخصّصت في إدارة الأعمال وعملت في هذا المجال، فما الذي دفعك إلى الغوص في عالم الطبخ؟

الأمر الذي دفعني إلى ذلك هو حبّي الوجبات الصحّيّة اللذيذة وبالأخصّ عشقي للمأكولات اللبنانيّة المحضّرة في المنزل. حين عملت في لندن، كنت أحنّ كثيراً لذلك النوع من الطعام ولم أجده في أيّ مكان الأمر الذي دفعني إلى إطلاق Kammoon!

 

أطلقت منصّة Kammoon الإلكترونيّة التي تجمع أمّهات لبنانيّات يسكنّ في بريطانيا ليطبخن بشغف. ما الذي حثّك على القيام بذلك؟ أخبرينا أكثر عن الخدمات التي تقدّمينها.

حين أبصرت فكرة Kammoon النور، كنت أسترجع بشكل خاصّ الوجبات اللذيذة التي كانت تعدّها والدتي وجدّتي للعائلة، لذا بدأت أبحث عن سيّدات لبنانيّات أو "أمّهات" يعشن في لندن ويتقنّ فنّ المطبخ اللبنانيّ الأصيل فقدّمت إليهنّ الفرصة في كسب المال من خلال القيام بأمر يعشقنه ويبرعن فيه ألا وهو الطبخ. منذ انطلاقتنا، بدأنا أوّلاً بخدمة توصيل وجبة الطعام مرّة في الأسبوع لنصبح بعد ذلك شركة تأمين الطعام بشكل كامل ومتكامل لجميع أنواع الفعاليّات بما في ذلك تقديم خدمة الطعام للشركات البريطانيّة وفي الأعراس. و في خلال مسيرتنا المتقدّمة، لم نخلّ يوماً في وعدنا بتقديم الأطباق المنزليّة التقليديّة والأصيلة التي تحلّ مكان المأكولات المصنّعة والجاهزة.

اقرئي أيضاً: Zainab Salbi: كلّ امرأة تُضيء شمعة لامرأة أخرى كي تستمرّ. فإياكِ أن تُطفئي شمعتك يوماً!

كيف تنجحين من خلال Kammoon في تمكين هؤلاء النساء؟

تستلم طهاتنا البارعات خدمة الطعام من الألف إلى الياء: يطهيين ويقمن بإدارة المشروع ويتعاملن بأنفسهنّ مع الزبائن، فضلاً عن أنّهنّ يشاركن في تطويرالأطباق الجديدة لمواكبة السوق المتغيّرة.

 

متى تكون تلك السيّدات الأسعد في العمل؟

تحبّ السيّدات حين يمدح زبائننا الطعام والخدمة، ففي تلك اللحظة يشعرن بالقيمة والتقدير.

 

كيف يؤدّي الإبداع دوره في Kammoon؟

يكمن التحدّي الأكبر مع Kammoon أو أيّ شركة طعام أخرى في مدينة ضخمة كلندن في مواكبة مجال صناعة الأغذية الدائم التغيّر، وهنا يؤدّي الإبداع دوره الأكبر. لذا نهدف دائماً إلى استخدام المكوّنات التقليديّة لتحضيرأصناف حديثة وعصريّة. وأذكر من آخر إبداعاتنا الطحينة النباتيّة والبراوني بالشوكولاتة.

هل زبائنكم هم من العرب فحسب؟ وما هي الأصداء التي تتلقّونها من الزبائن الأجانب حول مبادرتكم؟

يتراوح زبائننا بين العرب والأجانب والشركات البريطانيّة. فالمطبخ اللبنانيّ يلاقي رواجاً كبيراً في لندن وذلك بفضل الخيارات الغذائيّة الواسعة المرتبطة بمطبخنا. فالجميع يريد اكتشاف طعم الأكل اللبنانيّ الرائع!

اقرئي أيضاً: المرأة التّتريّة بيْن الأصالة والحداثة

ما هي التحدّيات التي تواجهينها باعتبارك امراة عربيّة تعمل في لندن؟

لندن مدينة متعدّدة الثقافات والشعب الإنكليزيّ منفتح ومضياف ويتقبّل الثقافات الأخرى لذا لم أواجه أبداً أيّ صعوبة أو تحدّيات في هذا الخصوص.

 

ما هو السرّ لتشجيع النساء على القيام بمبادرات مماثلة لتمكين بعضهنّ البعض؟

السرّ هو الثقة بالنفس وبأنّ ما من أمر مستحيل، والأهمّ هو التركيز على أحلامهنّ والعمل بجهد في سبيل تحقيقها.

 

ما رأيك في المساواة بين الجنسين في العالم العربيّ؟ وكيف بإمكاننا دفع مجتماعتنا الذكريّة إلى تمكين المرأة؟

أعتقد أنّ عدم المساواة بين الجنسين مسألة موجودة في معظم أماكن العمل في جميع أنحاء العالم وممّا لا شكّ فيه أنّ هذه المشكلة ظاهرة في بعض المجتمعات أكثر من غيرها. لا يسعني التعليق في الشرق الأوسط سوى عن بلدي لبنان حيث أرى بأننا نتقدّم في هذا الموضوع فنجد نساء ناجحات يطلقن مشاريع ناشئة رائعة. برأيي يجب على المجتمعات الذكريّة أن تمنح السلطة للمرأة من خلال الثقة بقدراتها وإعطائها الفرصة في تحقيق أعمال رائعة.

 

بمناسبة يوم المرأة العالميّ، ما هي رسالتك للنساء العربيّات وما هي نصيحتك ليحقّقن أحلامهنّ؟

أنصحهنّ بمتابعة شغفهنّ والتمتّع بالثقة بأنّ كلّ شيء ممكن والعمل جاهداً في اتّجاه أحلامهنّ وعدم الخوف من النتائج. ففي نهاية المطاف إنّ الخبرة التي يكتسبنها في خلال مسيرتهن هي الأمّ.

اقرئي أيضاً: Mthayel Al Ali: كوني‭ ‬كما‭ ‬تتمنّين،‭ ‬وصيري‭ ‬مثالاً‭ ‬أعلى‬‬‬‬‬‬

العلامات: Lea Helou Kamoon

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث