Ghalia Barghouti عندما يكون العمل الفنّيّ مرآة للحياة

هي امرأة متعدّدة المواهب. تبرع غالية برغوثي في مجالات فنّيّة متعدّدة بدءاً بعزف البيانو ومروراً بصنع الدمى وتجميعها ووصولاً إلى الرسم والفنّ الجرافيكيّ والتصويريّ. وتتمتّع بشخصيّة مرنة، فتستخدم تقنيّات عمل متطوّرة وتختار الوسيط المناسب للتعبير بحسب مشاعرها في كلّ مرّة. شاركت حديثاً في معرض Her by Her Portraits في Foresight32 Art Gallery في الأردن، عارضةً مجموعة من رسومتها التي تجسّد تجاربها الشخصيّة وتترجم مشاعر مختلفة تختبرها كلّ امرأة بدءاً بالخسارة والحزن فالقوّة والضعف ووصولاً إلى النموّ والفوز والحبّ.

 

ما القصّة وراء هواية تجميع الدمى وصناعتها؟

لطالما أحببت الدمى في طفولتي، لكنّ حبّي تحوّل إلى ولع وشغف عندما أعطتني والدتي دميتها الأولى والوحيدة Barbie Brook Shields المحدودة الإصدار. وفي الوقت نفسه تقريباً، صنعت لي جدّتي دمية تقليديّة من بقايا قطع القماش لديها. ولم تكن الدمية جميلة، لكنّ الدمى القبيحة التي تخيف أكثريّة الأشخاص هي التي تستهويني. ثمّ نما شغفي بها ورحت أبحث عنها على شكل بعض الشخصيّات لكنّني لم أجدها أو لم أستطع تحمّل كلفتها، وهكذا بدأت بصنع الدمى الخاصّة بي.

 اقرئي أيضاً: أعطوها حقوقها وخذوا ما يدهش العالم

عندما ننظر إلى مجموعتك، نلاحظ وجود أساليب مختلفة من الدمى. أيّها المفضّلة لديك؟

الدمية المفضّلة لديّ من مجموعتي هي تلك الدمية التي تشبه الطفل والتي تعود إلى القرن الثامن عشر. وجهها متآكل ومعالمها ممحيّة بعض الشيء، ثيابها بالية ومرمّمة بالخياطة. أمّا دميتي المفضّلة من دمى Gaia & Floyd المصنوعة يدويّاً فهي حتماً الدمية الأولى التي ابتكرتها في العام 2012. إنّها الدمية الأبسط في كلّ المجموعة، لكن الأغلى إلى قلبي أيضاً، فمعها بدأ مشواري بصناعة الدمى. هي كناية عن امرأة عجوز ترتدي رقع من الأقمشة المخاطة على اليد ووشاحاً على الرأس وهي متواجدة في علبة زجاجيّة ومعروضة في الغرفة التي أمضي فيها معظم وقتي. وتذكّرني دائماً بأن أقوم بما أحبّه وبما يسعدني.

ما كانت أصعب أو أغرب مهمّة فنّيّة اضطررت إلى إنجازها؟

أصعب مهمّة اضطررت تنفيذها هي أغنية كان عليّ أن أؤلّفها لفيلم أردنيّ قصير منذ بضعة أعوام. فأنا معتادة ترجمة أحاسيسي ومشاعري في قطعة موسيقيّة أو في كلمات تتماشى مع الموسيقى. لكن كانت تلك المرّة الأولى التي يطلب منّي أحد أن أترجم أفكاره ومشاعره في الموسيقى والكلمات. وفرحت كثيراً عندما قيل لي إنّني برعت في ذلك.

 

ترسمين النساء وتصنعين دمى على شكلهنّ. كيف تمكّنينهنّ إذاً من خلال أعمالك الفنّيّة؟

تتمتّع النساء اللواتي أقدّمهنّ بقصص وشخصيّات ومعالم وقياسات وألوان مختلفة. بعض الدمى شعرها طويل والبعض الآخر بدون شعر. بعضها متقدّمة في السنّ والبعض الآخر شابّة. لكن بغضّ النظر عن ذلك، يتطلّب صنع كلّ واحدة من الدمى الكثير من العمل والتفاصيل والحبّ. وأظنّ أنّ كلّ امرأة تجد نفسها فيها. فكلّ واحدة منّا نحن النساء جميلة وقويّة على طريقتها الخاصّة. وهذه إحدى الأسباب التي تدفعني إلى عدم تفسيرعملي وما تعنيه كلّ قطعة لي. فهذا يعطي الشخص الذي يشاهد عملي، ولا سيّما النساء، المجال ليرى نفسه في ما أقدّمه إليه.

 اقرئي أيضاً: نساء شاركن ياسمين غيث معركتها ضدّ سرطان الثدي

كيف تصفين معرض الوجوه Her by Her Portraits وما الذي دفعك إلى المشاركة فيه؟

كان شرفاً لي أن أشارك في ذلك المعرض إلى جانب فنّانات مذهلات. والعمل على موضوع رائع يعنينا جميعاً. لطالما جذبتني شخصيّاً رسمات الوجوه، ولا سّيما وجوه النساء. وما يميّز هذا المعرض أكثر هو أنّه تحت إدارة نساء قويّات وجميلات، لذا كانت فرصة لا تفوّت.

كيف تظهر ثقافتك الأردنيّة في مجموعتك؟ وكيف تظنّين أنّ النساء العربيّات يرينَ أنفسهنّ فيها؟

تجسّد المجموعة التي قدّمتها إلى معرض Her by Her تجاربي الشخصيّة في السنوات الماضية. فتترجم مشاعر مختلفة بدءاً بالخسارة والحزن فالقوّة والضعف ووصولاً إلى النمو والفوز والحبّ. ولا أعرف امرأة واحدة لم تختبر هذه المشاعر في إحدى مراحل حياتها. وكانت ردّات الفعل التي تلقّيتها من الأشخاص الذين حضروا المعرض أو رأوا أعمالي في مكان آخر رائعة ومكافئة جدّاً.

 

نلاحظ اللون الأخضر والألوان الدافئة في لوحاتك، فماذا يخبرنا ذلك عن شخصيّتك؟

في الواقع، يعكس ذلك المرحلة التي أعيشها في حياتي، فعملي بمثابة مرآة لحياتي، وهو الطريقة التي أترجم فيها مشاعري في أسطر وألوان وضربات ريش. كانت أعمالي السابقة أكثر شحوباً، وبعضها ينبض بالحياة وبعضها الآخر بالأبيض والأسود بدون تعابيرعلى الوجوه التي أرسمها. وفي مجموعتي الأخيرة، أدخلت اللون الأخضر إذ يجسّد القوّة والصبروالجمال.

 اقرئي أيضاً: الأنامل المبدعة المقاومة عندما يجتمع فنّ الصمود بالتراث الوطنيّ

إلى جانب أنّك فنّانة، أنت أمّ أيضاً، فهل تظنّين أنّ الأمومة فنّ بحدّ ذاته؟

أظنّ أنّنا نضع قطعة من قلبنا ومن ذاتنا في كلّ أمر يمكن أن يكون فنّاً. فيكمن الفنّ أيضاً في إعداد الطعام لابني وفي ابتكار ألعاب وأغانٍ وألحان ورقصات جديدة وفي تأليف قصص لما قبل النوم.

تربّين طفلك في منزل مليء بالإلهام، فهو محاط دائماً بالفنّ. كيف تؤثّر هذه الأجواء عليه برأيك؟

تعريف الأطفال على الفنّ في أبكر مرحلة ممكنة يؤدّي دوراً هائلاً في نظرتهم إلى الفنّ عندما يكبرون. فالطفل الذي ينشأ في بيئة تحترم الفنّ وتقدّره وحيث يُمكنه الوصول بسهولة إلى المعدّات الفنّية، سيفهم الفنّ ويقدّره أكثرعندما يكبر.

 

على مرّ التاريخ عانت الرسّامات قدراً كبيراً من التمييز. واليوم بينما تعرضين أعمالك الفنيّة بكلّ فخر، ماذا تقولين لكلّ من استخفّ بقدرات المرأة الإبداعيّة في الفنّ؟

أودّ أن أذكّرهم أنّ الجزء الأنثويّ الأيسر من الجسم ينشّط الجزء الأيمن من الدماغ، أي الرؤية والحدس والإبداع.

 اقرئي أيضاً: أعمال Fatma Lootah الفنيّة إلى نيويورك

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث