Gabriela Hearst من الريف إلى عروض الأزياء

 لا ريب في أنّ المرأة تستطيع أن تبرع وتتفوّق في كلّ ما تفعله، و Gabriela hearst  خير دليل على ذلك. فقد أصبحت هذه العارضة السابقة مصمّمة ملابس جاهزة وإكسسوارات راقية بينما تدير في الوقت نفسه مزرعة العائلة في الأوروغواي. تثبت هذه المرأة أنّ العمل الجاد مثمر جداً. وقد أجرينا حواراً مع هذه المرأة الناجحة التي عرّفتنا أكثر على أسرارها وأخبرتنا عن مسيرتها المهنيّة المميّزة وعن مجموعاتها لتثبت مرّة جديدة أنها مثال يحتذى به.

تخبرينا قليلاً عن نفسك وكيف أثّرت نشأتك في علامتك التجاريّة اليوم؟

وُلدت في الأوروغواي، دولة يقطنها 5.3 مليون شخص، وتعلّمت أن أركّز دوماً على النوعيّة أكثر من الكميّة. نشأت في مزرعة حيث كانت الأشياء والمنتجات تُصنع لتدوم طويلاً. كبرت وتعلّمت أنّ الغنى هو في النوعيّة وفي الجودة العالية. فكانت والدتي تفتخر بسلالات قطعانها، مثلاً، سواء كانت من الخيول أم الأغنام أو الماشية. فتلك السلالات موجودة منذ تواجد عائلتي في المنطقة، ولم يتغيّر الكثير منها منذ القرن التاسع عشر.

هل تعتبرين أنّ التصاميم التي تقدّمينها هي تصاميم مدروسة؟

أهدف إلى تقديم التصاميم الراقية التي ترغب المرأة في الحصول عليها والتي تتخطّى عامل الوقت. كما أريد أن تدرك المرأة وترى الشفافيّة التي صنعت بها تصاميمي. وأظنّ أنّ الزبونة ستهتمّ أكثر فأكثر بهذا الجانب من العمل في المستقبل، فنحن مثلاً نبتكر قماشنا الخاصّ من صوف حيوانات المزرعة التي نشأت فيها.

كيف تقومين بتوعية زبوناتك حول احترام البيئة حتى لدى اختيار الملابس؟

أظنّ أنّه عليّ أن أجذب الزبونة أوّلاً عن طريق التصميم بحدّ ذاته والجودة العالية، ثمّ أشرح لها لاحقاً كلّ الجهود التي بُذلت ليكون أثر التصنيع على البيئة ضئيلاً جداً. فحلمي هو أن أتمكّن من أن أصنّع تصاميمي باحترام البيئة قدر المستطاع.

من هي المرأة التي ترتدي تصاميمك؟

المرأة التي تلهمني هي تلك التي تبذل كلّ جهدها وقوّتها لخدمة الآخرين. وكنت محظوظة جداً أنّ نساء رائعات اخترن تصاميمي.

بما أنّك تتعمدين أن تجعلي تصاميمك تتخطى عامل الزمن فهل تتخيّلين مثلاً أن يتمّ تناقلها من جيل إلى آخر؟

بالطبع، وهذا هو حلمي! فقد نشأت شخصياً بهذه الطريقة، إذ اعتدت أن تعطيني أمّي الملابس التي كانت ملكها في السابق. وكنت محظوظة للغاية عندما قدّمت لي صديقتي المقرّبة Lauren Hutton بعض فساتينها من توقيع Madame Grès والتي صمّمت خصيصاً لها، فأنا أقدّرها كثيراً بالفعل!

ما هي التحديات التي تواجهينها في عملك؟ هل يصعب عليك إيجاد الأقمشة والمواد التي تستخدمينها
للتصميم مثلاً؟

هناك الكثير من الفرص في مجال عملي، لكنّ التحدّي الأكبر يكمن في الانطلاق. إذ يصعب، مثلاً، على المصمّم أن يقنع المورّدين للتعامل معه.

عندما تشترين الأقمشة ما الذي تبحثين عنه بالتحديد؟

أبحث عن الجودة العالية قبل كلّ شيء، ولا أختار الأقمشة التي تحتوي على مادة البوليستر. فأفضّل، مثلاً، الصوف والكشمير والحرير والكتّان والفيسكوز المنتج في ظروف عمل سليمة.

في إحدى المقابلات ذكرت أنّ 30% من مجموعاتك مصنوعة من أقمشة ومواد فائضة ومكدّسة فكيف تحرصين على أن تكون هذه الأقمشة عالية الجودة؟

أجد أنّ استخدام الأقمشة والمواد الصالحة والخالية من أي عيب أمر منطقيّ جداً، فإذا لم أخترها، فستبقى في أحد المستودعات من دون أن يستفيد أحد منها.

ماذا تفعلين بالنفايات الناتجة عن تصنيع تصاميمك؟

نعيد استخدام الأقمشة التي تبقى كأقمشة ثانويّة أو في مجموعات أخرى، ولا سيما المواد والأقمشة الكلاسيكيّة.

هل تقدّمين خدمة التصليح أو التحسين لزبوناتك؟

عندما ننشئ متجر التجزئة الخاصّ بنا سنتمكّن عندئذٍ من تقديم هذه الخدمة. لكنّنا اليوم نبيع تصاميمنا مباشرةً للزبونات. ولحسن الحظّ، فنحن لا نتلقّى طلبات كثيرة للتصليح أو التعديل أو التحسين.

ما هو الجانب المفضّل لديك في العمل؟

أحبّ فكرة تقديم خدمة مميّزة وتصاميم مختلفة للمرأة لتختار منها ما يناسبها. كما أنّني أضع إبداعي لتطوير مهاراتي في إدارة الأعمال. أشعر بأنّني أقوم يومياً بعمل جديد وغريب بالنسبة إليّ، لكنّني أتقدّم وأتطوّر بفضل ذلك. فالأمر بمثابة صقل عضلات الجسم، لا شكّ في أنّه مؤلم إنّما يستحقّ العناء، إذ يزيدنا قوّة وصلابة.

ما هي النصيحة التي تسدينها للمصمّمة الناشئة؟

أنصح كلّ مصمّمة ناشئة أن تعمل بجهد وألّا تستسلم، فيجب أن تعي أنّ في معظم الحالات، اختيار مجال الإبداع والابتكار يتطلّب مجهوداً ووقتاً طويلاً. أشجّع المصمّمات أيضاً أن يتعلّمنَ ابتكار النماذج فهي ليست متوفّرة كثيراً في مجالنا.

 ما هي توقّعاتك لمستقبل مجال الموضة؟

أتمنّى أن يحترم المصنّعون في مجال الموضة البيئةَ أكثر فأكثر فهذا المجال هو ثاني أكثر المجالات الملوّثة. وتتوفّر لدينا كلّ التقنيات الحديثة للاستفادة منها، ولا يتطلّب الأمر مجهوداً كبيراً كما يعتقد البعض. كما يجب أن يتّخذ المستهلكون القرار الصحيح في ما يتعلّق بملابسهم مثل أن يختاروا الكنزة الصديقة للبيئة بدلاً من 10 كنزات مصنوعة بطريقة ملوّثة ومخالفة للبيئة

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث