Dalia Nsouli: " فكّري في الصورة الأكبر ولا تدعي التفاصيل الصغيرة تعيق أهدافك "
تشغل داليا نصولي منصب مديرة تنفيذية في أحد أكبر المصارف العالمية ومقرّها الدوحة، وتدير المئات من الحسابات لأكبر الشركات في العالم. ينصبّ تركيزها الأساسيّ على قطاعَي النفط والغاز، والطيران. وتتمثّل القاعدة الأساسيّة التي تعتمدها في الحفاظ على تركيزها والمضي قدماً في تحقيق أهدافها بعدم الالتفات إلى الوراء أو مقارنة نفسها بأي شخص آخر.
لو كانت داليا نصولي ستخوض غمار عالم الاستثمار اليوم، فأي مجال كانت ستختار ولماذا؟ تجيبنا قائلة: "كنت لأختار تكنولوجيا المعلومات و/أو شيء يقع ضمن مجال الاستدامة بالتحديد، وذلك ببساطة لأنّ هذا هو المجال الذي يتّجه إليه العالم وبوتيرة سريعة جداً. نسمع عن الذكاء الاصطناعي، لكن الكثير لا يدركون حقاً مدى القوة التي ستحدثها الرقمنة في كلّ المجالات ولا سيما القطاع المالي". وتتابع:" لذلك، فإنّ نصيحتي لأي شخص يلتحق بالجامعة أو يختار مجال تخصّصه هي أن يفكّر في هذين المجالين بالنظر إلى مدى الطلب عليهما وقلّة الأشخاص المتخصّصين فيهما حالياً. ميّزي نفسك وتعمّقي في مجال محدّد لتخلقي لنفسك مكانة خاصّة، فستصبحين أكثر أهميّة وأقلّ عرضة للاستبدال في صناعة حيث المنافسة شديدة. علاوة على ذلك، فإنّ كلا المجالين محدّدان تماماً ويتطلّبان حداً أدنى من فهم لغة الذكاء الاصطناعي و/أو الاستدامة والتقنيات الخاصة بهما والتي يمكن اكتسابها إمّا من خلال الشهادات الجامعية أو الخبرة العمليّة، لذلك هناك فائدة كبيرة في خوض غمارهما مبكراً. كما أن كلا المجالين لا يرتبطان بقطاع معيّن، ممّا يسمح لك بالحفاظ على قيمتك بالنسبة إلى أصحاب العمل الآخرين إذا اخترت تغيير مسارك المهني".
ما الذي تشاركه مع السيدات المهتمّات ببدء مهنة الاستثمار استناداً إلى خبرتها؟ تؤكّد: "أقول لكلّ سيّدة ألّا تفعل أي شيء ليست شغوفة به، لأنّه بغض النظر عن الفرص المتاحة في هذا المجال، هي بحاجة إلى الشغف لتحقيق النجاح الحقيقي والفعلي. لذا فإنّ نصيحتي الأولى هي أن تكتشف شغفها وإذا صادف أن كان هذا الشغف هو المال، فسيكون ذلك أفضل. إذ يتفوّق الناس عندما يكونون سعداء، والحياة أقصر من أن تكوني بائسة في العمل، حيث نقضي معظم حياتنا كبالغين". وتضيف: "مع أخذ ذلك في الاعتبار، أعتقد أنّه من المهمّ أن يكون لديك بعض الخلفية المالية إذا كنت تفكّرين في العمل في مجال التمويل، وبالتالي أظنّ أنّك تستطيعين البدء بالحصول على شهادة في المالية أو ما يعادلها. ونظراً لأنّ مجال التمويل يعتمد كثيراً على الخبرة، فإنّني أوصي الخرّيجات الجديدات بالتقدّم إلى برامج الدراسات العليا المتاحة في أكبر المؤسسات العالمية. تستثمر هذه المؤسسات بكثافة وتعتمد بشكل كبير على هذه البرامج، وفي النهاية تستثمر الشركة فيك وتزوّدك بجميع الأدوات التي قد تحتاجينها لتسريع مسارك المهني في مؤسستها. أنصح جداً بالبدء من هناك والتأكّد من التقدّم إلى أكبر عدد ممكن من هذه البرامج والوظائف، فالمنافسة شديدة. احرصي أيضاً على بناء العلاقات، وتواصلي مع الأشخاص على موقع LinkedIn على سبيل المثال".
ختاماً، تشارك داليا نصولي بعض الدروس الحياتية مع النساء اللواتي يتطلّعنَ ليصبحنَ رائدات أعمال أو مستثمرات ناجحات وتقول: "اصنعي هويتك الخاصة مهما كانت. كوني على طبيعتك الفريدة، أياً كانت قوّتك التي تؤمنين بها، سخّريها ودعيها تقودك. يجب أن تكوني جريئة... وارفعي صوتك فالعالم قاسٍ، وبخاصة في الصناعات التي يهيمن عليها الرجال مثل مجال المال. بالرغم من أن مفتاح النجاح هو أن تدعي عملك يبرز نفسه بنفسه، إلّا أنّه يجب عليك أيضاً أن تتذكّري أنّ ليس جميع من حولك يتمنّى لك الأفضل، لذا كوني مستعدّة للتحديات من خلال القيام دائماً بالصواب بما يضمن عدم وجود أي ثغرات يستغلّها الآخرون، فاعرفي حقوقك ولا تسمحي لأحد بانتهاكها. فكّري في الصورة الأكبر ولا تدعي التفاصيل الصغيرة تعيق أهدافك. ركّزي على الهدف ولا تنشغلي بالتشويش المحيط به."
إقرئي أيضاً: عالم الاستثمار والاعمال مع نادية زعل