هل تعلمين أّنّك تلعبين دوراً أساسيّاً في تحقيق التنمية المستدامة؟ الأرض بحاجة لي, ولك، ولكلّ شخص بيننا. تصوّري أنّ كلّ عمل نقوم به يؤثّر عليها! فلا تقلّلي من أهميّة مساهمتك الشخصيّة في ضمان صحّة الأرض وتأمين مستقبل مستدام لها. وذلك عبر خطوات بسيطة تمكّنك من العيش في تناغم مع البيئة المحيطة، والاستفادة من مواردها بحكمة ومسؤولية لضمان رفاه الأجيال الحالية والمقبلة. وإذا كانت مساهماتنا الفرديّة في خلال روتيننا اليوميّ لها تأثير كبير، سنشاركك في هذا التقرير قصة نجاح Sylwia Nazzal التي تساهم في مجالها في دفع عجلة التنمية المستدامة في مجتمعها!
Sylwia Nazzal : "الاستدامة لا تنبع فقط من الجهود المبذولة على نطاق واسع، بل تتعلّق أيضاً بالوعي في كلّ خطوة من العملية"
إنشاء مساحة يؤمن فيها الناس بقوة الفنّ التحويلية من أجل التغيير الاجتماعي، مع اعتماد الموضة من منظور أخلاقيّ، شكّل دائماً أسس أحلام سيلفيا نزال. ورغم أنّ جميع إنجازاتها تحمل معنى عميقاً ومثيراً للاهتمام، إلّا أن المجتمع الذي قامت برعايته وساعدت في بنائه يبقى بنظرها أعظم إنجازاتها حتى الآن.
تُعدّ Nazzal Studio علامة رائدة تقع في تقاطع الموضة، والأخلاق، والنشاط. وباعتبارها علامة تجارية صغيرة، فهي تعطي الأولوية للعمل باستخدام فائض الأقمشة المتبقية وغير المستعملة، ممّا يسمح لها بتقليل النفايات والاستفادة من المواد التي كانت ستُهمَل. تلتزم المصمّمة بشدّة بنهج الموضة البطيئة، وترفض الإنتاج الضخم لصالح الإبداع الواعي والهادف. وهي تتعاون مع النساء اللاجئات وتمكّنهنّ من خلال العمل المفيد، وتهدف إلى إصدار ما لا يزيد عن مجموعتين في السنة، لضمان أن تعكس كل مجموعة الجودة والاستدامة والهدف.
وتعتبر المصمّمة، من خلال تجربتها مع علامتها التجارية، أنّ مفتاح الاستدامة يكمن في منح الأقمشة حياة ثانية. وهي تشرح ذلك قائلة: "من خلال إعادة استخدام المواد، يمكننا تقليل النفايات والاستفادة القصوى ممّا هو متاح بالفعل. ويتمثّل جوهر منهجي في تخصيص الوقت الكافي لابتكار تصاميم ذات مغزى، ممّا يسمح بعملية متأنية ومدروسة. كما أنّ تقديم خدمة الطلب المسبق هو طريقة أخرى لإبطاء دورة الإنتاج، ممّا يضمن أن كلّ قطعة تُصنع بعناية وغاية محدّدة."
أهمّ درس تعلّمته سيلفيا نزال خلال مشاركتها في ورشة عمل للعلامات التجارية السبعة الفائزة من Fashion Trust Arabia، في إطار West Asia Sustainable Fashion Accelerator التي نظّمها مؤخّراً برنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا، هو كيفيّة إعطاء الأقمشة فعلاً حياة ثانيةً. وتؤكّد قائلة:" بصفتنا علامة تجارية صغيرة، قد لا يكون لدينا القدرة على إحداث تأثير بيئي هائل من خلال إنتاجنا، ولكن هذا يعني أيضاً أن لدينا فرصة فريدة لنكون مثالاً يُحتذى به. لقد عزّز ذلك فكرة أن الاستدامة لا تنبع فقط من الجهود المبذولة على نطاق واسع، بل تتعلّق أيضاً بالوعي في كلّ خطوة من العملية، واتخاذ قرارات واعية، وإلهام الآخرين لفعل الشيء نفسه."
ترى سيلفيا نزال نفسها فنّانة أكثر من كونها مصمّمة أزياء، وهذه هي الطريقة التي تتعامل بها مع عملها، حيث تضفي الجرأة، والطموح، والتغيير على كلّ من التصاميم والحوارات التي تجريها. وتريد لمن يكتشف علامتها أن يدرك أنها ليست مجرد علامة تجارية، بل هي حركة تدفع الحدود وتتحدى المعايير التقليدية، لأن هذا بالضبط ما يحتاجه العالم.
إقرئي أيضاً: مساهمة هند الحويدي في دفع عجلة التنمية المستدامة