عملية ترميم الثدي بعد محاربة السرطان

عمليّة ترميم الثدي بعد محاربة السرطان… إذا كان ذلك يسعدك!

بفضل الطبّ الحديث والتشخيص المبكر لسرطان الثدي يستطيع الأطباء علاج المرضى بشكل أفضل ومنحهم نوعية حياة أفضل. في التقرير التالي سنغوص في موضوع قد لا يزال يعتبره البعض من التابوهات... عمليّة ترميم الثدي بعد استئصاله! هو إجراء عندما تختار المرأة القيام به، يكون بمثابة عامل أساسيّ في رحلة شفائها النفسيّ والجسديّ بعد محاربة سرطان الثدي. سنناقش كلّ ما يتعلّق بهذا الإجراء مع الدكتور محمد قديح وهو جرّاح تجميل حائز على شهادة في الجراحة التجميليّة والترميميّة من المركز الطبيّ في الجامعة الأميركيّة في بيروت، يحمل في جعبته جوائز عديدة فيما يمارس عمله في الجراحة التجميليّة في لبنان ودبي.

أولاً، ما مدى شيوع عمليّات ترميم الثدي في منطقتنا؟ يخبرنا الجرّاح اللامع بأنّ المعدّل العالميّ لعمليّات ترميم الثدي بعد استئصاله يبلغ ما بين 35 و40%، ولكنّ المعدّل أقلّ في منطقة الشرق الأوسط والخليج بحيث يبلغ ما بين 25 و30% لمنطقة الشرق الأوسط ومن 15 إلى 20% في دول الخليج. لنبدأ بالتعريف عن عملية ترميم الثدي. يشرح لنا: "تُجرى هذه العمليّة بعد استئصال الثدي بسبب سرطان الثدي. وقد تكون العمليّة فوريّة أو متأخّرة. يعتمد قرار إجراء عمليّة ترميم الثدي الفوريّ أو المؤجّل على عوامل متعدّدة. يرتبط بعضها بما إذا كانت المريضة ستخضع للعلاج بالأشعّة أو لا، بالإضافة إلى عوامل أخرى أيضاً، ولكن أثبتت عمليّة الترميم الفوريّ أنّها تقدّم مستوى أعلى من الفائدة النفسيّة." ويواصل الجرّاح قائلاً: "تنقسم عمليّة ترميم الثدي إلى مراحل. أولاً، يمكن إجراء العمليّة باستخدام الأنسجة الخاصّة بالمريضة، أو باستخدام حشوة أو مزيج من الاثنين معاً. وبعد فترة، المرحلة الثانية هي ترميم الحلمة ويليها ترميم الهالة".

إقرئي أيضاً: Yes I did مع Nayla Alkhaja

هل تشعر المرأة "بالحاجة" إلى ترميم الثدي؟

بعد التعريف عن هذا الإجراء، نسأل الجرّاح عن ضرورة ترميم الثدي والأثر النفسيّ له. يجيبنا: "بالنسبة إليّ، كلّ امرأة تصاب للأسف بسرطان الثدي وتجري عمليّة استئصال الثدي، يجب أن يكون لديها خيار إجراء عملية ترميم الثدي. قد تختار عدم القيام بها، ولكن يجب أن يكون لديها الخيار، ولا بدّ من مناقشة هذا الموضوع بشكل كامل وشامل معها قبل إجراء عمليّة استئصال الثدي الفعليّة". ثم يضيف: "الثدي عضو أساسيّ في جسم المرأة، وعندما تتمّ عملية استئصاله تشعر المريضة أنّها خضعت لعمليّة بتر. فبالإضافة إلى الألم والقلق الناجم عن علاج السرطان والجراحة، ينتهي بها الأمر ببتر الثدي ممّا يتركها محطّمة نفسياً. وقد يؤثّر ذلك على مزاجها وثقتها بنفسها وصورتها الذاتية وكذلك على علاقتها مع الشريك. وأظهرت الدراسات أنّ السيّدات اللواتي يخضعنَ لعمليّة ترميم للثدي يتمتّعنَ بنوعية حياة أفضل من اللواتي لا يجرينَ العمليّة، والسيّدات اللواتي يقمنَ بعملية الترميم الفورية لديهنّ نتائج نفسيّة أفضل ويشفينَ أسرع من اللواتي يخترنَ إجراءها في وقت لاحق. والسبب هو أنهنّ يخرجنَ من عملية استئصال الثدي بثدي جديد وليس بثدي مبتور".

عن طريق الحشوات أم الأنسجة الطبيعيّة؟

هل من الأفضل ترميم الثدي من خلال الحشوات أم الأنسجة الطبيعيّة؟ يوضح الدكتور قديح: "يمكن إجراء عمليّة ترميم الثدي عن طريق الحشوات أو باستخدام الأنسجة الطبيعيّة أو بمزيج من الاثنين". ويؤكّد: "تتعدّد مزايا الأنسجة الذاتية (الخاصّة) مقارنة بالترميم باستخدام الحشوات، لكن لديها أيضاً بعض الأضرار. والضرّر الرئيس هو أنّها تتطلّب موقعاً مانحاً، ممّا يعني أنّها تحتاج المزيد من الجراحة. وتتضمّن الجراحة إزالة الأنسجة من المنطقة المانحة ثمّ إغلاقها، ممّا يؤدي إلى ندبة إضافيّة." قبل أن يضيف: "تبدو السدائل الخاصّة بالسيّدة طبيعيّة أكثر وتشبه أنسجة الثدي الطبيعيّة أكثر من الحشوات. لكن على عكس الحشوات، ستتغير السدائل مثل أي نسيج آخر في الجسم. فقد تصبح أكبر أو أصغر مع زيادة الوزن أو فقدانه مثلاً في حين أنّ الحشوات تبقى هي هي. ويتطلّب ترميم سديلة طبيعيّة إجراء عمليّة جراحيّة أطول وندوب أوسع، وبالتالي معدّل مضاعفات أعلى قليلاً بالإضافة إلى تكلفة أكبر. أمّا النتائج فهي جيدة جداً بأي من الطريقتين ولكن بشكل عام، يبدو الثدي طبيعياً أكثر مع الترميم بالأنسجة الطبيعية". ينجز الجرّاح كلتا الطريقتين، واستناداً إلى كلّ حالة، يوصي باختيار الطريقة الفضلى. وفي منطقتنا، تختار معظم السيّدات عادةً عمليّات الترميم المعتمدة على الحشوات بسبب الجراحة الأقصر والندوب والتكاليف الأقلّ.

إقرئي أيضاً: معركة مها غورتون ضد السرطان

فضلاً عن ذلك، سألنا جرّاح التجميل عن ظروف ترميم الحلمة والهالة. فأجابنا قائلاً: "في أغلب الأحيان، تُجرى عمليّة ترميم الحلمة والهالة في مرحلة لاحقة. فبعد حوالى شهرين إلى ثلاثة أشهر من ترميم الثدي، نوصي عادةً بإجراء عملية ترميم الحلمة. وبعد حوالى شهرين من ذلك، نجري عملية ترميم الهالة. ونقوم حالياً بإجراء وشم طبي لترميم الهالة. وتُنجز هذه العمليّة في العيادة وتكون الألوان متطابقة مع الجانب المقابل بالإضافة إلى عدم وجود أي تعقيدات".

بحالة أفضل بعد العمليّة

هل يؤثّرأسلوب حياة السيدة على إمكانية إجراء عملية ترميم الثدي؟ يوضح لنا الجرّاح أنّ نمط الحياة الذي تعيشه السيدة التي تخضع لعملية ترميم الثدي لن يمنعها من إجرائها، ولكنّه قد يؤثر على الطريقة التي نختارها للترميم. وماذا عن ردود الفعل التي يسمعها الجرّاح من النساء اللواتي يخضعنَ لهذه العمليّة؟ يخبرنا: "معظم النساء اللواتي خضعن لترميم الثدي، إن لم تكن جميعهنّ، يشعرنَ بحالة أفضل وبالمزيد من السعادة بعد الجراحة، ذلك بالإضافة إلى تعافٍ أفضل على الصعيدين العاطفيّ والجسديّ". ويختتم بهذه الكلمات: "اليوم، بفضل الطبّ الحديث والوسائل الإشعاعيّة المتاحة لنا بالإضافة إلى التشخيص المبكر لهذا المرض مقارنة بالماضي، نستطيع معالجة المرضى بشكل أفضل وتشخيص الحالة في مراحل مبكرة فيحظى الشخص بمتوسّط العمر المتوقّع له وبنوعيّة حياة طبيعيّة!".  

إقرئي أيضاً: الفنّ والمجوهرات في خدمة التوعية بسرطان الثدي

العلامات: breast cancer awarness

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث