تعرّفي إلى Lama Riachi الناجية من مرض السرطان وراء هذه العلامة التجاريّة الهادفة

Illustration: Nour Fleihan

عالم الموضة يهتمّ ويستمع ويساهم في جعل العالم مكاناً أفضل. ومن تظنّ أنّ هذه الصناعة ترتكز على المادّيّات والسطحيّة فحسب، لا بدّ لها من أن تعيد التفكير في هذه المسألة أو أن تقرأ ما نخبّئه وهؤلاء النساء الثلاث لها. فالموضة تتكلّم أيضاً عبر الخيوط والأقمشة والأنسجة والمجوهرات لتعكس الإيجابيّة وتعبّر عن الحبّ ولا تفاوض أبداً في القضايا المهمّة مثل تمكين المرأة أو دعم مرضى السرطان.

هذا العام، وفي أكتوبر الزهريّ، شهر التوعية حول سرطان الثدي، أردنا أن نظهر تقديرنا للنساء اللّواتي يتكلّمنَ أيضاً بلغة التقدير والامتنان من خلال الموضة والفنّ. ولأنّ التصميم الموجّه يمكن أن يحدث تغييراً، لمَ لا نحسّن شعورنا وإطلالتنا فنشتري ونعطي بالمقابل؟

هنّ ثلاث نساء لكلّ واحدة منهنّ رسالة مختلفة وراء تصاميمها، أمّا القضيّة فهي واحدة. هكذا ساهمت Layal Makarem صاحبة دار Maison Makarem  وYasmin Al Mulla وراء دار YNM وLama Riachi المؤسّسة الشريكة لمنظمة Blessed (together) وعلامةBlessed  للأزياء في مساعدة مرضى السرطان.

اقرئي أيضاً: نساء يدعمنَ الأخريات للتألّق والشعور بتحسّن

 

تعرّفي إلى Lama Riachi

الناجية من مرض السرطان وراء هذه العلامة التجاريّة الهادفة

Lama Riachi هي المؤسّسة المشاركة في منظّمة Blessed (Together) وعلامة Blessed للأزياء غير الربحيّة والملتزمة بمساعدة الأشخاص المصابين بمرض السرطان. وإلى جانب هذا الإنجاز الهائل، Lama نفسها ناجية من مرض السرطان، وهذا ما دفعها إلى الاستعانة بخبرتها وتجربتها لإحداث فارق في حياة الآخرين. غوصي معنا إذاً في رحلة إلى عالم Lama الذي يتّسم بالقوّة والإيجابيّة والامتنان.

 

من أين أتت فكرة منظّمة Blessed (Together)؟

بعد خوضي تجربة سرطان المبيض المرهقة عاطفيّاً وجسديّاً، علمت أنّه لا بدّ من وجود هدف من هذه التجربة. عندما عدتُ إلى المنزل بعد خمسة أشهر من العلاج، أخذت الصحيفة في إحدى الليالي بالرغم من أنّني لا أقرأ عادةً، ورأيت على الصفحة الرئيسة أنّ Jo Abaya. كانت مصابة بمرض سرطان الثدي وبحاجة إلى الدعم المادّيّ لتنهي علاجها لأنّ شركة التأمين لن تغطّي النفقات بالكامل. وبفضل معارفي وبعض الأصدقاء وأفراد العائلة، استطعت أن أجمع المال لتخضع Jo للعلاج. واليوم تجمعني بها علاقة وطيدة جدّاً. تلك الفترة التي كنت أحاول فيها مساعدتها ومساندتها فتحت عينيّ على غياب التوعية والمعلومات عن تلك المرحلة التي كانت تمرّ بها. وهكذا ابتكرت مجموعة الدعم Blessed (Together) على تطبيق WhatsApp، التي كان الهدف منها أوّلاً مشاركة النصائح الغذائيّة لعلاج صحّيّ. وتطوّرت تلك المجموعة التي ضمّت آنذاك 3 أشخاص وأصبحت اليوم شبكة من حوالى 150 شخصاً من مرضى السرطان والناجين واختصاصيّين في علم الأورام وأطبّاء نفسيّين وأشخاص داعمين. ومع تزايد عدد المرضى، أدركنا أنّنا نحتاج إلى تمويل مستمرّ لنقدّم دعماً فعّالاً ونحدث فارقاً حقيقيّاً. لكن بسبب القيود المفروضة على جمع الأموال للجمعيّات الخيريّة في الإمارات لم تكن مهمّتنا سهلة. ولهذا السبب أسّسنا شركة وأطلقنا علامتنا التجاريّة Blessed لتحقيق الإيرادات اللازمة لمجموعة الدعم Blessed (Together).

 

أنتنّ ثلاث نساء، Lama Riachi وJo Abaya وMay Dulay. كيف تساهم كلّ واحدة منكنّ في نجاح المنظّمة؟

Jo هي الملهمة والمحفّزة وتشكّل مصدر إلهام للكثيرين. ويصادف أيضاً أنّها تعمل في تجارة التجزئة وشكّلت تجربتها في هذا المجال عنصراً مهمّاً لتأسيس علامتنا التجاريّة للأزياء.Maya  هي من تهتمّ بالتواصل مع المرضى في المجموعة واكتسبت تجربة هائلة فباتت تفهم كلّ المراحل التي يمرّ بها مريض السرطان. إضافة إلى ذلك، هي أيضاً مديرة الإنتاج في علامتنا التجاريّة وعملها أساسيّ لترجمة رؤيتنا إلى واقع حقيقيّ. أمّا أنا، فخبرتي طوال 20 عاماً في مجال التواصل والتصميم بمثابة مديرة إبداعيّة إضافة إلى أنّني نجيت من مرض السرطان، وضعني في موقع القيادة لأدير علامة Blessed بتعاطف ورؤية حقيقيّة. لكنّنا لسنا بمفردنا، فلدينا فريق من الأشخاص الذين كرّسوا وقتهم وبذلوا قصارى جهدهم لخدمة القضيّة.

 

تقدّم Blessed دعماً مستمرّاً لهذه القضيّة الإنسانيّة، فهل يتغيّر مصدر الإلهام في كلّ مرّة؟

إنّ التحدي الأكبر الذي واجهناه منذ انطلاقنا كان نظرة العالم إلى علامتنا التجاريّة. فلا نريد أن تشعر المرأة بأنّها مرغمة على شراء ملابسنا بسبب القضيّة التي ندعمها فحسب، بل نريدها أن تختارها من أجل التصميم المميّز والشعور الذي تمنحها إيّاه. هدفنا هو جعلها تبدو جميلة وأنيقة، وهذا ما يلهمنا لابتكار التصاميم الاستثنائيّة والسهلة مع لمسة من العصريّة. باختصار، نهدف إلى جذب الناس إلى تصاميمنا قبل أن يعلموا بشأن القضيّة.

 

كيف تشجّعين المرأة على التفاؤل والامتنان؟

كان الامتنان الشعور الذي ساعدني على خوض مرحلة المرض. ففي كلّ لحظة، كنت أتذكّر كلّ الأشياء والأشخاص في حياتي، فأشعر بالامتنان، وبغضّ النظر عن المعاناة التي عشتها آنذاك وجدت نفسي أزداد قوّة وإيجابيّة وتفاؤلاً. وأجد أنّ في الامتنان قوّة لا بدّ أن يدركها المرء، فهو الطريق نحو الشفاء وأسلوب حياة.

 

ما الذي يميّز هذه المنظّمة عن غيرها من المنظّمات؟

لم تهدف منظّمتنا يوماً إلى التسويق، فهي غير ربحيّة.

 

أيّ رسالة أساسيّة تريدين إيصالها لمريض السرطان؟

لا بدّ أن يجد الشخص المصاب بالسرطان هدفاً من تجربته، إذ يخوض هذه التجربة لغرض معيّن حتماً.

اقرئي أيضاً: عمل الخير من خلال القفطان المعاصر من YNM

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث