تحسين صحة الموظفين الصحية في مكان العمل مع Maha Taibah

لطالما كانت مها طيبة شغوفة بالتعلّم والتطوّر الذاتي والسلوكيّات الإنسانيّة. فهي شغوفة بالأسئلة العميقة وتَعتبر أنّ التفكير بهذه الأسئلة يفتح لنا أبواب لإعادة التفكير بجوانب هامّة في حياتنا قد نكون سلّمنا لها ولا تعمل لصالحنا. لكن في فترة معيّنة، أفرطت في تسخير كلّ حياتها للعمل. وبالرغم من شغفها بكلّ جوانب عملها وفخرها بذلك، فقدت القدرة على الاستماع للصوت الداخلي الذي يطلب منها أن تهدأ... وارتفعت الأصوات كإنذار أخير إلى أن أعلن جسدها الإضراب تماماً عن العمل وكأنه يؤنّبها: هل تحقّقين أهدافك؟ لا... هل ما زلت شغوفة؟ لا... ومن هنا بدأت رحلتها مع الإجازة الإستثنائية التي قررت أن تأخذها بعيداً عن العمل والتي استغرقت حوالى سنتين. واليوم تؤسِّس " رُمّان" بهدف تحسين جودة حياة الموظّفين وصحّتهم النفسيّة وعافيتهم في مكان العمل. لنتعرّف معها على خبرتها الشخصيّة التي جعلتها تخوض هذه التجربة المشوّقة في ما يلي!

التصوير: Abdullah Alshehri AMS

لم تتردّدي بأخذ وقت معيّن خاصّ بك لإعادة قراءة حياتك والتفكير بخطوتك التالية. فماذا تقولين للنساء اللواتي لا يجرؤن على اتّخاذ هذه الخطوة؟

أخذ مثل هذا القرار صعب وقد لا يكون خيار متاح للجميع، قد لا نستطع أن نأخذ سنة أو اثنين لنهدأ ونتعلّم عن أنفسنا ونكتشفها من جديد. ولكن أخذ مساحة لنفسك خاصة بك ولو لساعة واحدة في اليوم أو حتى في الأسبوع من حقّ نفسك عليك. وكثير ما أشبّه الاهتمام بأنفسنا بضرورة لبس قناع الأكسجين الخاص بنا أولاً قبل أن نساعد غيرنا على لبسه. ومن أهمّ الدروس أننا ندرك أن نيتنا الصافية للعطاء -سواءً كان في الحياة أو في العمل - يجب أن يسبقها عطاء للنفس. ولنحوّل الاهتمام بالنفس من مفهوم يحمل معه طابع الأنانية إلى مفهوم في قمّة السخاء ومن أولويات قدرتنا على دعم الآخرين. فالأم الموظفة لديها من المشاغل ما الله به عليم، ولكن إذا لم تهتمّ بنفسها أولا فيكيف تعطي بحب؟، كيف تعطي برضا؟ وكيف تعطي باتقان؟ وهنا تأتي أهمية الحدود الشخصية، وآلية وضعها تكون أحياناً غير مريحة وأحياناً تكون صعبة ولكن التواصل والتعبير عنها من أساسيات ضبط العلاقة مع النفس ومع الغير. فاجعلي الباب إلى وقتك وطاقتك وعطائك تحت سيطرتك أنت ولا تسمحي لأحد أن يتفرّد بالمفتاح.

كيف أعدت التوازن بين حياتك الخاصة والمهنية؟

من خلال خمس أمور أساسية: أوّلا، الاعتراف بالمشكلة. ثانياً،طلب الدعم والمساعدة من المحترفين في مجال جودة الحياة والصحة النفسية. وثالثاً، الصبر والإصرار على مواصلة رحلة البحث عن ذاتي. ورابعاً، استقبال ما أكتشفه عن نفسي بسعة صدر وتقبّل كلّ عيوبي وما لم أدرك أنه موجود بداخلي. وخامساً، أن أرفق بإنسانيتي وأجدّد نيّتي للبحث عن الحقيقة مهما كانت صعبة.

ما هي التحديّات التي تعيشها المرأة السعودية اليوم في مكان العمل؟

أعتقد أننا في المملكة قطعنا شوط كبير وملحوظ في دور المرأة في سوق العمل ونتطلع للمزيد من الإنجازات والتغيرات بإذن الله تحقيقاً لرؤية المملكة. أما بالنسبة للتحديات فلا أعتقد أنها تخص المرأة السعودية تحديداً ولكن أي امرأة في العالم تريد أن تحقق ذاتها، أو تدعم أسرتها أو يكون لها دور ايجابي في مجتمعها. فمن التحديّات قدرتها على موازنة حياتها بطريقة أفضل. أعتقد أننا لو استخدمنا مصطلح دمج الحياة مع العمل سنكون أكثر واقعية وقد نصل لنتائج أفضل. فتحقيق التوازن، في كثير من الأحيان، يفهم على أنه الفصل التام ما بين الحياة الخاصة أو الحياة في العمل و هذا غير منطقي لأنّني أنا نفسي هنا وهناك. ولكن لو استطعنا أن نكتسب مهارات لإدارة وقتنا، لإدارة مشاعرنا وأفكارنا استطعنا أن نعيش حياة متّزنة دون الحاجة للفصل السطحي الذي قد يكون غير مجدي. فالأمّ التي تحتاج أن تذهب لمجلس الأمهات وقت دوامها في العمل هي نفسها التي تردّ على طلبات من مديرتها الساعة الثامنة مساءً وهنا تأتي مهارة إدارة الوقت وتقدير الأولويات ووضع الحدود الشخصية.

حتّى يتمكّن الإنسان من عيش حياة متوازنة بملئها يجب أن يكون سعيد أو على الأقلّ راضٍ في حياته العمليّة، هلاّ أخبرتنا ما علاقة ذلك تحديداً بتأسيسك لرُمّان والحاجات التي دفعتك لذلك؟

لأنني خضت تجربة النقيضين، الانشغال والاستغراق في العمل إلى أن وصلت لآخر مراحل الاحتراق الوظيفي. وكذلك عشت تجربة الهدوء التام ومواجهة حذافير نفسي والانكشاف أمام نفسي بكل صراحة والعمل على الفهم والترميم وإعادة البرمجة لمنظوري عن الحياة. أردت أن أنقل هذه التجربة لغيري، لأني ولله الحمد أجد أني تغيرت كثيراً. ونسختي الجديدة متّزنة أكثر وتدرك أنّ المشوار لن ينتهي ولكن الانفتاح لعالم اكتشاف الذات بالتأكيد له أثر ايجيابي على سلوكي، تصرفاتي في عملي وفي حياتي بشكل عام.

لماذا تحتاج الشركات اليوم إلى تحسين عافية موظّفيها في مكان العمل، وكيف تساعدها رُمّان عمليّاً على تحقيق ذلك؟

تأسست شركة رُمّان rummanlife.com)) بهدف تحقيق جودة حياة الموظفين وصحتهم النفسية وعافيتهم في مكان العمل. نحن نقضي ثلث حياتنا (حوالي 80،000 ساعة) في العمل ولذلك كان من الضروري أن تكون هناك استراتيجيات ومبادرات وأنشطة تدعم هذه المواضيع المهمة في مكان العمل. ومن المهم أن نذكر أن برامج رمان تأتي للتأكد أنّ الفائدة تعود على الموظف والمنظّمة على حد سواء. فالاهتمام بعافية الموظفين وصحتهم النفسية تزيد من قدرتهم على العطاء والانتاجية، وترفع من ولائهم للمنظّمة، وتضمن تجاوبهم مع التحديات بمرونة وإصرار، وتزيد من روح الفريق، وتقلّل من التسرّب والاحتراق الوظيفي، وتطلق العنان لابتكاراتهم. نفتخر في الشركة بتقديم حلول مبتكرة، قائمة عل الأبحاث والبراهين والتي تقدم من خلال شبكة عالمية من المتخصصين وتطبيق أفضل الممارسات في هذا المجال.

إقرئي أيضاً: Maha Taibah: التواصل مع الآخرين المضاد الأوّل للاكتئاب

 

 

العلامات: Maha Taibah

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث