تحدّي الحواجز الغير مرئيّة التي تحول دون المساواة في مكان العمل

لو مهما اعتزيّنا بالتقدّم الحاصل على صعيد المساواة في مكان العمل بين الجنسين، إلاّ أنّ هناك حواجز غير مرئيّة لا تزال تقف في وجه التحقيق الكامل لهذه المساواة والوصول إلى أماكن عمل عادلة وشاملة! وهذه الحواجز بالمجمل نابعة من قوالب نمطيّة مترسّخة في الأذهان وتشكّل حاجزاً أمام توظيف المرأة لكامل إمكانيّاتها وحصولها على الفرص المناسبة أو التقدير اللازم. وفي هذا الإطار نظّمت منصّة Communicate بدعم من مبادرة Unstereotype Alliance في دولة الإمارات التي تقودها هيئة الأمم المتّحدة للمرأة وبالتعاون مع Advertising Business Group (ABG)، مؤتمر "Women to Watch"  الذي ضمّ 4 جلسات حواريّة ناقش خلالها الحضور أسئلة تتعلّق بهذه الحواجز. وفي إطار انخراط شركة Mediaquest الناشرة لمجلّتنا تحت لواء هذه المبادرة، شاركت رئيسة التحرير فرح كريديّة بإدراة إحدى هذه الجلسات. وسنعرض في ما يلي أبرز ما ورد في كلّ من هذه الطاولات المستديرة.

التصوير: Maximilian Gower

نهى حفني، المستشارة الأولى للشراكات الاستراتيجية والاتصالات في هيئة الأمم المتّحدة للمرأة

الجلسة الأولى التي أدارتها رئيسة التحرير لدينا كانت بعنوان "عندما تعمل المرأة، هل يعاني الأطفال؟". بعيداً عن المثاليّة، يجب الإقرار أنّه وللأسف كثيرون يعتقدون أنّ عمل المرأة يؤثّر سلبيّاً على أطفالها، بينما يصحّ الأمر عينه للرجال بنسبة أقلّ بكثير. وفيما ناقش الحاضرون هذه الإشكاليّة، توصّلوا إلى توصيات عديدة للحدّ من هذا الحاجز غير المرئي الذي يشعر النساء بالذنب عندما ينغمسن في عملهنّ. وبين هذه التوصيات نذكر:

اعتماد بعض السياسات في مكان العمل مثل المرونة في ساعات العمل وخيارات العمل عن بعد، والأدوار والوظائف بدوام جزئي، وتمديد إجازة الأمومة والأبوّة وخيارات أخرى تساعد على التوازن بين العمل والحياة. ومن الإجراءات التي يمكن اعتمادها في مكان العمل أيضاً: تغيير ثقافة العمل بحيث تكون الإدارة منفتحة بشأن الواجبات الشخصية وأكثر تعاطفاً. كذلك يلعب قسم الموارد البشرية دورًا كبيراً لجهة الانخراط في تحديد احتياجات الموظفين، والحدّ من التّنمر الجزئي للرجال على المواقف المتعلّقة بالأمهات والأطفال من خلال السياسات والممارسات، وبالطبع دعم الصحة العقليّة.

أمّا في المنزل، فتقاسم مسؤوليات الرعاية بين الأزواج وبناء شبكات دعم أقوى في المجتمع أمراً غاية في الأهميّة، بالإضافة إلى السعي للتثقيف والتوعية حول هذا الموضوع. 

فرح كريديّة، رئيسة تحرير مجلّة ماري كلير العربيّة

أمّا الطاولة المستديرة الثانية، فكانت بعنوان "هل على المرأة أن تكسب المرأة أقلّ من زوجها؟" وبعد محادثات عديدة، ارتأى المشاركون أنّ السبل الأفضل لمواجهة الحواجز التي تطرحها هذه الإشكاليّة هي التاليّة: أن تكون الكفاءة والمؤهلات والمزايا التي تتمتّع بها المرأة هي المعيار في تحديد مرتّبها أو ثمن أتعابها وليس الجندر، وبالتالي لن يشكّل فرقاُ إذا كانت تكسب أكثر أو أقلّ من زوجها. كما تحدّث المشاركون عن عدم التردّد في التوجّه إلى مستشاري علاقات لتشجيع المحادثات بين الأزواج حول مواضيع مماثلة. كذلك تطرّقوا إلى أهميّة التركيز على تثقيف جيل الشباب حول الإدارة المالية وتغيير نظرتهم لتعريف النجاح.

إقرئي أيضاً: معاً للقضاء على الصور النمطيّة الضارّة في الإعلان والإعلام!

وفيما ركّزت الطاولة المستديرة الثالثة على ال Imposter Syndrome وتأثيره على مسيرة النساء العمليّة، من أبرز التوصيات التي وصل إليها المشاركون، نذكر: أهميّة توفير الفرص للمرأة في مكان العمل لعرض إنجازاتها. كما تدريبها على الثقة بالنفس وبناء الشبكات والتطوير الوظيفي. بالإضافة إلى توفير جلسات الصحة والعافية في العمل لمساعدة المرأة على الحفاظ على ثقتها بنفسها وطبعاً تأمين الإرشاد والرعاية.

أمّا الطاولة المستديرة الأخيرة، تطرّقت إلى"التعامل مع الاعتداءات في مكان العمل". وقد توصّل الحاضرون إلى توصيات عدّة أبرزها: تعزيز الوعي الذاتي وتثقيف الشركة حول هذه السلوكيّات. وحثّ الشخص الذي يتعرّض للإعتداء على التعامل بشكل مباشر مع المعتدي من خلال التعبير عن المشاعر التي خلّفها هذا الفعل. وفي حال عدم حدوث أيّ تغييرات بعد هذه المحاولة، التواصل مع القادة داخل الشركة لضمان منع تكرار هذه الإعتداءات. 

بالإضافة إلى السياسات التي يمكن أن تعتمدها الشركات في هذا الإطار، لكلّ فرد منّا سواء كان امرأة أو رجل دور يلعبه في هذه المعادلة للمساعدة على تخطّي هذه الحواجز والمعتقدات الخاطئة والصور النمطيّة السبيّة ونشر التوعية حولها، كي نستطيع تحقيق مكان عمل أكثر إنصافاً تجاه النساء!

إقرئي أيضاً: واقع تمثيلات المرأة والرجل في الإعلانات التلفزيونيّة في الخليج العربي

العلامات: Unstereotype Alliance

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث