تأثير أزمة المناخ على النساء بقلم  Hannah Rasekh

بقلم Hannah Rasekh رائدة الأعمال وخبيرة استراتيجيات الاتصالات المستدامة

نحن نقضي الربع الأول من كلّ عام في الاحتفال بالمرأة، بين اليوم العالمي للمرأة واليوم العالمي للفتاة وعيد الأم... لكن هذا العام كان مختلفاً، حيث كنّا نقدّم صلواتنا للنساء اللواتي يعشنَ في الجانب الآخر من العالم... في غزة. فبينما يشيد العالم بالتقدّم نحو المساواة بين الجنسين، إلّا أنّه غالباً ما يتم تجاهل التحديات المستمرّة التي تواجهها المرأة الفلسطينية. لكنّ الحرب، مثل التغيّر المناخي، مشكلة جماعية، إنّما تثقل أعباؤها كاهل النساء أكثر بكثير.

وللأسف, ليست أزمة المناخ محايدة جندرياً. حيث تقع معالجة حقوق المرأة في قلب العمل المتعلّق بالمناخ. ولأنّ 80% من الأشخاص الذين يصنعون ملابسنا هم من الشابات اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 18 و24 عاماً واللواتي يكسبنَ أقلّ من 3 دولارات في اليوم، يمكننا البدء بمعالجة مشكلة صناعة الموضة السريعة. فببساطة، تضعف هذه الصناعة تمكين المرأة بشكل مفرط. إذ تدخل العاملات إلى مكان العمل في سن الرابعة عشرة. وعندما أتحدّث عن مكان العمل، فإنني أعني مصنعاً قديماً فيه شقوق هيكلية كبيرة ولا توجد فيه تهوئة مناسبة. حيث تتعرّض عاملات الملابس بانتظام للمواد الكيميائية الضارة ودرجات الحرارة المرتفعة بشكل غير إنساني والعنف الجسديّ. وتساهم سلاسل التوريد العالمية وارتفاع الطلب الاستهلاكي في تشكيل وتأثير تغيّر المناخ على عاملات صناعة الملابس. فكلّما ازداد الطلب على الملابس، كلّما كان عمل هؤلاء النساء أكثر صعوبة. وتُعدّ صناعة الموضة السريعة حالياً مسؤولة عن 1,715 مليون طناً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً - وهي نسبة أكبر من طاقة الشحن الجويّ والبحريّ مجتمعَين.

إقرئي أيضاً: الى جميع الأمهات بقلم Ruth Bradley

وفي جوهر حركة الاستدامة, تكمن الحاجة إلى تفكيك أنظمة القمع وبناء أنظمة الرعاية والتحرير التي تكون أبطأ ومتجدّدة بطبيعتها ولا تستغلّ العمالة والموارد. فالعدالة المناخية ليست مجرد مشكلة بيئية، بل هي مشكلة عدالة اجتماعية معقّدة، حيث تقع ضحيتها الفئات السكانية الضعيفة، وبخاصة النساء. وفي حين تظهر الأبحاث أن النساء أكثر عرضة للتأثر بالتغيّر المناخي، إلّا أنهنّ أيضاً أفضل المدافعين عن مكافحته. في الواقع، أظنّ أن النساء هنّ اللواتي بدأنَ حركة المناخ كما نعرفها اليوم بطرق مختلفة. وفيما يتم تصويرنا غالباً على أنّنا مجرّد ضحايا للتغيّر المناخي، فلسنا أفراداً غير فاعلين على الإطلاق- إذ لدينا تاريخ طويل من المشاركة في رعاية هذا الكوكب. بدءاً من العام 1963 عندما نشرت Rachel Carson كتابها Silent Spring الذي صوّر الطبيعة المعرّضة للخطر من مبيدات الحشرات الاصطناعية فأثار بدون قصد ثورة بيئية, وصولاً إلى اليوم، حيث تتجمّع مئات النساء ضمن مجموعات على تطبيق Whatsapp لتوفير الخيام للنساء والأطفال في غزة للاحتماء من الأمطار الغزيرة والفيضانات.

النساء هنّ ركائز البيوت والأسر والمجتمعات, كما أنّهن أطراف ناشطة في التغيير. وآمل أن ينضمّ إلينا الرجال في هذه المعركة من أجل نظام جديد للرعاية والتحرير, لنزيد حركة المناخ والعدالة الاجتماعية قوّة وصخباً وشمولية.

إقرئي أيضاً: رسالة من رائدة الأعمال مريم مصلي في يوم التأسيس

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث