تعرفي عن قرب إلى فاطمة المظلوم السويدي ومساهمتها على الصعيد البيئي

الأرض ملجأنا وحضننا وكلّ فعل نقوم به لو مهما كان صغيراً يؤثّر عليها. فكما نغرف منها الموارد كذلك علينا الاهتمام بها والحرص عليها وتركها بحال أفضل ممّا ورثناها، حيث ستحتاجها الأجيال القادمة كما نحن احتجنا إليها. وقد دخل العالم في عصر الاستدامة تلبية لهذا النداء للحفاظ على مستقبل الأرض وجودة الحياة للأجيال المقبلة. فلكلّ واحد منّا دور يلعبه في حماية هذه الأرض ومواردها وتحقيق التنمية المستدامة سواء عبر وضع الإستراتيجيّات وتنفيذها إذا كان من أصحاب الاختصاص أو عبر أفعال شخصيّة بسيطة تؤثّر على السلوك البيئي والاجتماعي. وقد أثبتت دولة الإمارات في السنوات الماضية ريادتها في تحقيق رؤية ومفهوم الاستدامة على كافّة الأصعدة، فقدّمت نموذجاً ملهماً يحفّز الدول الأخرى على القيام بالمثل. وتلعب النساء الإماراتيّات دوراً رائداً في هذا الإطار حيث أضحين سبّاقات في تحقيق هذه الرؤية في مجتمعاتهنّ. فيما احتفينا مطلع هذا الأسبوع بيوم الأرض، نتعرّف عن قرب إلى فاطمة المظلوم السويدي، مديرة مكتب شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"في إندونيسيا.

  • حين تفكرين في مسيرتك المهنية الناجحة، بما فيها فترة عملك في مصدر، ما أكثر الإنجازات التي تفتخرين بها؟

إن إحدى أهم الإنجازات التي أفخر بها في مسيرتي المهنية، هي قيادتي لتطوير مشروع محطة "شيراتا"؛ أول محطة طاقة شمسية كهروضوئية عائمة في إندونيسيا، حيث تعد واحدة من أكبر المحطات من نوعها على مستوى العالم. ويعكس هذا المشروع الجهود الرائدة لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" في تطوير مشاريع طاقة متجددة توظف أحدث التقنيات المبتكرة؛ إذ تستطيع المحطة تزويد 50 ألف منزل بالكهرباء مع مساهمتها في تفادي انبعاث 214 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون.

في الحقيقة، لقد كانت رحلة ملهمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ بدءاً من مراحل التخطيط الأولية ووصولا إلى النتائج المذهلة التي حققناها. لقد برهنا من خلال مشروع محطة "شيراتا" قدرتنا على توظيف أحدث التقنيات المبتكرة في مجال تطوير حلول الطاقة المتجددة. ويجسد هذا التوجه التزامنا في "مصدر" بتحقيق التحول المنشود في قطاع الطاقة، وإحداث تأثير إيجابي ينعكس على المجتمع والاقتصاد المحلي، من أجل بناء مستقبل مستدام وأفضل للأجيال القادمة. وأذكر على سبيل المثال لا الحصر مساهمتنا في توفير 1400 وظيفة للمحليين في القرى المجاورة للمحطة.

كما أني أرغب في الإشارة إلى أنني فخورة أيضاً بالحصول على جائزتّي "قائد الأعمال للعام" و "المرأة في قطاع الطاقة الشمسية للعام". ولكنني لا أنظر لهاتين الجائزتين كنتيجة لمجهوداتي الخاصة، بل أراهما ثمرة وخلاصة لروح التعاون في فريقنا، إلى جانب الدعم الذي تلقيناه من كل شخص كان مشاركاً في رحلتنا لتطوير حلول الطاقة النظيفة وتعزيز الممارسات المستدامة.

  • كيف ساهمتم في بناء مستقبل مستدام لدولة الإمارات والعالم بشكل عام؟

تُعد "مصدر" إحدى شركات الطاقة المتجدّدة الأسرع نمواً في العالم وهي رائدة عالمياً في مجال الهيدروجين الأخضر، ونمتلك مجموعة متنوعة من المشاريع في أكثر من 40 دولة عبر ست قارات. لذا فإننا نهدف حاليًا لزيادة قدرة الطاقة المتجددة لدينا لتصل إلى 100 جيجاواط بحلول عام 2030.

كما أنني أوّد التنويه إلى أنّ القيمة الإجمالية لمحفظة استثماراتنا تفوق 30 مليار دولار أمريكي، ويلعب ذلك دورًا مهماً في تعزيز التزامنا نحو تسريع عملية التحول الأخضر وتقديم الحلول الداعمة للجهود العالمية الهادفة لمضاعفة قدرة الطاقة المتجددة لثلاث مرات بحلول عام 2023، وذلك وفقا للمنصوص عليه في اتفاق الإمارات التاريخي الذي تم التوصل إليه في مؤتمر الأطراف COP28.

علاوة على ذلك، فإننا ومن خلال ملكية ثلاث شركات طاقة واستثمار إماراتية بارزة وهي "أدنوك" و"مبادلة" و"طاقة"، نستفيد من خبرات هؤلاء الشركاء لترسيخ مكانتنا كشركة عالمية رائدة في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر..

إقرئي أيضاً: سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري توجه رسالة في يوم الأرض

  • بصفتكم روادًا في قطاع الطاقة المتجددة، برأيك ما أهم خطوة يجب اتخاذها في الوقت الحالي؟ وكيف تقومون بتوعية شباب اليوم؟

في الواقع، إن تعزيز التوازن بين الجنسين وتمكين الشباب في المجالات المتعلقة بالاستدامة أمران في غاية الأهمية، ونظرًا لاهتمام "مصدر" الشديد بأن تكون مساهمًا فعالًا في تحقيقهما، حرصنا على توفير مبادرات هادفة لفئة الشباب مثل منصة "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة" و منصة "شباب من أجل الاستدامة".

فبالنسبة لمنصة "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة"، فإن دورها يكمن في تثقيف المرأة ومشاركتها وتمكينها في المجالات المتعلقة بالاستدامة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الدور الفاعل الذي تلعبه المرأة في مواجهة تحديات تغير المناخ، وتزويدها بالمهارات الريادية والفرص الحقيقية. وحين ننظر إلى ما حققته المنصة حتى الآن سنجد الكثير من الإنجازات، فمن خلال برنامج "الرائدات" الذي يندرج تحت مظلتها تخرجت أكثر من 100 شابة من 30 جنسية مختلفة، وحصلن على أكثر من 240 ساعة من الجلسات الإرشادية، وشاركن في أكثر من 100 ساعة من ورش العمل.

أما منصة "شباب من أجل الاستدامة" التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، فإنها تهدف إلى تمكين الشباب ليصبحوا قادة في مجال الاستدامة،. وتوفر المنصة العديد من البرامج والمبادرات، عبر إشراك الآلاف من الطلاب سنويًا، وتوفير فرص التدريب والإرشاد لتعزيز حلول الاستدامة. واستطاعت المنصة إلى الآن، استقطاب أكثر من 3000 طالب بشكل سنوي، كما تخرج منها 659 مشاركاً في برنامجي سفراء الاستدامة وقادة مستقبل الاستدامة.

  • ما النصائح الثلاث التي ستقدمينها للنساء الراغبات في العمل بالمجال البيئي؟
  1. متابعة التعليم والتدريب في المجالات ذات الصلة: يُشكل التعليم أساس النجاح في أي مسار وظيفي، والقطاع البيئي ليس استثناءً. أبحثن عن البرامج والدورات التي تتماشى مع اهتماماتكن وأهدافكن المهنية، سواء كانت علوم بيئية أو هندسة أو سياسة أو تنمية مستدامة. وأعلمن جيدًا أن مواكبة أحدث التطورات في هذا المجال ستُزودكن بالمعرفة والمهارات اللازمة لإحداث تأثير إيجابي.
  2. الانضمام إلى فرص التدريب والتطوع: إن الخبرة العملية تتيح لكنّ الفرصة لتطبيق مخزونكم المعرفي في بيئات العالم الحقيقي، بالإضافة إلى تطوير مهاراتكن العملية وبناء شبكة مهنية قوية. لذا أنصح بالبحث عن منظمات أو مؤسسات غير حكومية أو معاهد بحثية التي تقدم فرصًا تدريبية أو برامج تطوعية تتعلق بالحفاظ على البيئة أو الاستدامة أو الطاقة المتجددة.
  3. استكشفن المنصات والمبادرات العالمية، مثل منصة "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة"، لتعزيز فرص التواصل: إن التفاعل مع الخبراء والمتخصصين في القطاع يؤدي إلى توسيع نطاق معرفة الفرد ويفتح له أبوابًا جديدة. لذلك توفر منصة "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة" التابعة لمصدر مجتمعًا داعمًا يتيح للنساء فرصاً لصقل مهاراتهن والمساهمة في تعزيز التواصل والتعاون فيما بينهن. حيث تساعد مثل هذه المبادرات في بناء شبكة اجتماعية قوية وبناء مجتمع بيئي أكثر شمولًا وتنوعًا، مما يمهد الطريق لإحداث المزيد من التأثير ودفع عجلة الابتكار.

 

  • ما الرسالة التي تودين إيصالها للعالم بشكل عام ولدولة الإمارات بشكل خاص؟

في الحقيقة، يُعد يوم الأرض مناسبة مهمة للتأكيد على التزامنا بحماية كوكبنا للأجيال القادمة. حيث يقع على عاتقنا جميعا مسؤولية التركيز والعمل على مسألة الاستدامة واعتماد الممارسات التي تحد من الأضرار البيئية.

أما فيما يخص رسالتي لدولة الإمارات العربية المتحدة، فأريد القول: دعونا نستفيد مما حققناه في مؤتمر الأطراف COP28 ونواصل جهودنا الرائدة في إطلاق المبادرات السبّاقة والحلول المبتكرة التي تعزز التنمية المستدامة وتشكل مصدر إلهام لإحداث تغيير إيجابي على المستوى العالمي. وفي الختام، أوجه دعوة للتكاتف والتعاون كمجتمع عالمي من أجل حماية كوكبنا الفريد.

إقرئي أيضاً: رسالة أمل في يوم الأرض مع مريم المنصوري

  •  

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث