تأمين مستقبل مستدام للإمارات مع كاميليا بن زعل

Kamelia Bin Zaal: "سأسعى دائماً للاعتناء بالأرض ولتعليم الآخرين للقيام بالمثل "

تساهم كاميليا بن زعل من خلال مسيرتها المهنية في تصميم الحدائق في تأمين مستقبل مستدام لدولة الإمارات العربية المتّحدة، فهي تزرع الأشجار والشجيرات على أمل أن تصمد أمام اختبار الزمن. وفي هذا الإطار تساعد على تخفيف الحرارة في أي موقع، سواء كان فيلا أو حديقة أو مساحة خضراء في المدينة. ومن خلال ذلك تزرع الحياة وتقرّب الطبيعة من الناس. كما أنّها تشعر بالفخر لمواصلة إرث صاحب السمو الشيخ زايد وما أراده دائماً لشعب الإمارات. لنتعرّف عن قرب إلى مساهمتها هذه وآرائها المتعلّقة بالوعي البيئي.

الموقع: Al Barari

التصوير: Maximilian Gower

ما هي أكثر اللحظات التي تفتخر بها كاميليا عندما تنظر إلى حياتها المهنية وما هي القيم التي تحملها معها؟ تقول لنا: "أولاً، من المستحيل أن يقول أي مهندس أو مصمّم مناظر طبيعية إنّه يعتمد نهجاً مستداماً تماماً في تصاميمه ومشاريعه داخل دولة الإمارات. فنحن نعيش في الصحراء، ولتزدهر أي منطقة طبيعية، لا تزال بحاجة إلى بعض المياه. ولسوء الحظ، يريد معظم العملاء رفيعي المستوى حدائق مورقة، لذا فهي عملية لتوعية العملاء حول فوائد وجمال استخدام النباتات المحليّة بدلاً من النباتات التكيفية التي تتطلّب كميّات كبيرة من المياه. ومع ذلك، خلال السنوات القليلة الماضية، ساعدت الكثير من الشركات المختصّة بالحدائق والمناظر الطبيعية الصغيرة في تشجيع العملاء ليكونوا أكثر وعياً باستخدام المياه، لذا شهدنا على زيادة في الحدائق الجافّة التي إمّا تحتاج إلى القليل من المياه أو لا تحتاجها على الإطلاق." وتؤكّد لنا قائلة: "أنا فخورة جداً بمشروعَي Al Barari وKoa Canvas. فمشروع Al Barari هو الأوّل من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، بالرغم من أنّ الكثير من المطورين يعتبرونا معياراً في مشاريعهم الجديدة، إلّا أنّ هذا يجعلني فخورة. فنحن كنّا المبدعين". قبل أن تضيف: "ما حقّقناه في مجتمعنا وبيئتنا لا يضاهى. فقد كنّا أول من استخدم مياه الصرف الصحي المعاد تدويرها. وقد خلقنا مناخاً أكثر برودة بحوالى 4 أو 5 درجات من بقية دبي، من خلال إنشاء مناخ محليّ وتوفير 80٪ من المساحات الطبيعية. وخلال السنوات الخمس الماضية استطعنا خفض استهلاك المياه لدينا بنسبة 50% بفضل المناخ المحلي ونضج أشجارنا التي توفّر الظل. كما أنّنا على مدى السنوات الأربع الماضية، عملنا على تجديد المناظر الطبيعية لدينا واستخدام مادة مضافة طبيعية للتربة تحتفظ بالمياه ممّا ساهم في تقليل استهلاك المياه بشكل أكبر وضمان صحة المناظر الطبيعية لدينا على المدى الطويل. أمّا Koa Canvas فيتضمّن واحدة من المناظر الطبيعية الأصلية الأولى التي تم تصميمها في الغالب لمشروع تجاري خاص في دبي. نحن في صحراء، لذا كان من الممتع إنشاء مناظر طبيعية مع 80% من النباتات المحلية وتوفّر المياه. والأهم من ذلك أن المستخدمين النهائيين يستمتعون بما قدّمناه. وأظنّ أنّ الناس يندهشون بالخضار الذي يمكن أن تتميّز به المناظر الطبيعية الأصلية. وقد جعلتني أعمالي أقدّر القيمة الروحية للطبيعة وكيف أن التواجد حول النباتات والأشجار يجعل المرء يشعر بالتحسن. لذلك فإن حماية الطبيعة بكل الطرق الممكنة أمر مهم بالنسبة إليّ، سواء كان ذلك من خلال المساعدة في إنقاذ النحل أو قرود Orangutan أو المجتمعات المتضررة من ظاهرة الاحتباس الحراري. أشعر أنّه من واجبي مساعدة الآخرين في هذا العالم."

إقرئي أيضاً: سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري توجه رسالة في يوم الأرض

 يشكّل التعليم أولوية مطلقة في الوعي البيئي

وفيما نسألها عن الأولويّة بالنسبة إليها اليوم في الوعي البيئي، تقول لنا: "الطريقة التي نعلّم بها أطفالنا هي التي تمهّد الطريق للأجيال القادمة. لقد تغيّر عالمنا لكنّ أنظمة التعليم لدينا ما زالت هي هي. لذا فبالنظر إلى قيم التعليم الجديدة التي تشجّع الخيال والتفكير المبتكر وتتمحور حول ربط أطفالنا بالعالم من حولهم وإيجاد التوازن بين الطبيعة والتكنولوجيا؛ نرى أنّ هؤلاء الأطفال سيبنون عالماً لا يمكننا إلا أن نحلم به اليوم حيث يمكننا الاعتناء بالطبيعة من حولنا وكسب ثقتها وسخائها بالمقابل. وأعتقد أيضاً أنه لا بدّ من تغيير التقنيات والمواد المستخدمة للبناء. فتغيّر المحاكاة الحيوية والطباعة ثلاثية الأبعاد صناعة البناء والتصميم اليوم لأنّها فعلاً أكثر فعالية ويمكننا فعلياً استخدام المواد من الأرض، كالرمل والتربة، أو حتى المواد المعاد تدويرها للبناء. إذ أنّ الطبيعة هي أفضل مهندسة على الإطلاق. ولا شكّ في أنّ بلدنا ينمو، لكن علينا أن نكون واعين لكيفية تأثير هذا النمو على الطبيعة من حولنا وعلى صحّتنا. أود فعلاً أن نكون رواداً في تغيير هواء هذه المدينة وطريقة العيش فيها لتكون في تناغم مع الطبيعة. وكلّ هذا ممكن الآن ونستطيع تمهيد الطريق للبنية التحتية والبناء الحديث في المدينة. الإمارات العربية المتحدة هي بلد الإمكانات، ولهذا السبب أنا فخورة جداً بكلّ ما حقّقناه وما نعمل على تحقيقه."

وتختتم بهذه الرسالة إلى الأرض وإلى الإمارات في يوم الأرض العالمي وتقول: "أتمنى أن نتمكّن من المساعدة في إعادة توازنك، فهذا التوازن هو الذي خلق الحياة على الأرض، ولما كنّا هنا بدونك. وسأسعى دائماً للاعتناء بك وتعليم الآخرين للقيام بالمثل."

إقرئي أيضاً: رسالة أمل في يوم الأرض مع مريم المنصوري

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث