الى جميع الأمهات بقلم Ruth Bradley

بقلم Ruth Bradley، المؤسّسة والمديرة العامّة لشركة Ruth Bradley Consulting للإسشارة واستراتيجيّة العلامة التجاريّة والعلاقات العامّة وإدارة المحتوى الإبداعي.

إلى جميع الأمّهات،

عندما أفكّر في العالم الذي نعيش فيه اليوم، يتحوّل تفكيري تلقائيّاً إلى العالم الذي أريد رؤيته لأطفالي. فهو ليس نفسه العالم الذي نعرفه الآن. خلال حياتي التي عشتها طوال فترة تقارب نصف القرن، لم أرَ كوكباً متصدّعاً أكثر من كوكبنا. ويعود جزء كبير من ذلك إلى غياب الحقيقة ووجود مساحات شاسعة من المعلومات المضلّلة على مستوى العالم. لكنّني رأيت ولا أزال أرى تحوّلاً جذرياً في هذه القصّة، حيث يستعيد الناس قوّتهم في التفكير المستقلّ، وهذا يمنحني الأمل في مستقبل أفضل. المعرفة والتعليم هما الطريق إلى مجتمع مسالم - وهذا ما سأستمرّ في نقله إلى أطفالي. واصلوا البحث عن الحقيقة. وبقدر ما نتذمّر من وسائل التواصل الاجتماعي، فقد كانت في الأشهر الأربعة الماضية تنشر الحقيقة وكانت أشبه بنافذة إلى ألم هذا الكوكب وحزنه. أسمّي ذلك الصحوة العظيمة. وأنا ممتنّة لأنّه بفضل هذا، تغيرت وجهة نظر وسائل الإعلام والرأي العام بشكل شبه كامل، حيث يتم الآن سرد القصص الإنسانيّة - وليس السياسيّة أو الدينيّة - والأهمّ من ذلك، أنّه يتم التحقّق منها ودعمها، في جميع أنحاء العالم. نحن نرى الكثير من الوحشيّة، لكن يبقى البشر بطبيعتهم مدهشين، وأنا أؤمن بهذا في الصميم. نسمع مراراً أنّ "الإنسانية ضاعت" لكن لا يمكننا الحكم على الإنسانية استناداً إلى الأشهر الأربعة الماضية فقط. نحن أفضل من أن نفعل ذلك. فكّري في أطفالك واسألي نفسك مجدداً، هل ضاعت الإنسانية؟ من الكونغو والسودان إلى فلسطين واليمن، ظهرت أصوات جديدة، أصبحت أعيننا وآذاننا عندما لا نرى، وبدأ الناس في أجزاء مختلفة من العالم، حيث كانوا يعيشون حياتهم غافلين تماماً عن الأماكن التي اعتبرت لغزاً لهم لفترة طويلة، مثل منطقة الشرق الأوسط، يستيقظون ويهتمّون، والأهمّ من ذلك أنّه بات لديهم تساؤلاتهم الخاصّة. وعندما يوظّف الأشخاص ذكاءهم، فمن المدهش ما يمكن أن يحدث. ومن خلال التفكير المستقلّ والبحث في كتب التاريخ وتغيير نمط التفكير، أذهلتني شجاعة الكثير من الأشخاص الذين أعرفهم. فيتطلّب الأمر شجاعة وجرأة كبيرتين للتعبير عن رأي غير شائع، إنّما يتطلّب الأمر المزيد من الشجاعة للاعتراف بخطأنا عندما نقترفه. ونحن الأمّهات، لدينا مسؤولية للحرص على أنّ الجيل القادم، والأجيال التي تليه، سيقومون بعمل أفضل. أنا سأشجّع أطفالي على الاستمرار في طرح الأسئلة والتعلّم والتحدّي. نسمع كل يوم عبارة "الوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ"، لكن ما الذي يعنيه ذلك حقاً؟ يعني أنّه يجب أن نعرف ما نؤمن به، ونعلم أنّه ينبع من الحقيقة، وهذا لا يأتي إلّا بالعلم. لم أكن أكثر ثقة في ما أؤمن به ومن أؤيّد كما أنا الآن. وسآخذ دائماً جانب المظلوم وليس الظالم أبداً. الغضب لا يؤدّي إلى أي نتيجة. وقد أمضيت 20 عاماً أتحدّث عن مدى روعة هذه المنطقة. ففيها نتمتّع بنعمة كبيرة، وأرى ذلك اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، وهي المجتمع واللطف. وليس من الضروري أن نكون مولودين في هذه الأرض لنشعر بذلك، أو لتغمرنا هذه النعمة ولنحتضنها في المقابل. فلا يتطلّب الأمر سوى أن يكون المرء إنساناً. وما يميّز الشرق الأوسط، وبالتالي الشتات أيضاً، هو أنه مبني على الحقيقة والتسامح والمحبة والقبول. وإذا امتلكنا هذه القيم، واستمررنا في تعزيزها، فنستطيع إنقاذ هذا العالم، وسنفعل ذلك.

مع حبي، روث برادلي 

إقرئي أيضاً: رسالة من رائدة الأعمال مريم مصلي في يوم التأسيس


 

 


 

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث