فيما تطوّر مفهوم شرب القهوة من عادة يومية إلى تعبير عن أسلوب حياة، أثّر كلّ من جيل الألفية، وجيل Z، ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل مختلف على القهوة كتجربة. حيث شهدنا مؤخّراً تحوّلاً في ثقافة القهوة. قهوتنا العربيّة مميّزة جدّاً، ولها تقاليدها وعاداتها، فكيف تتلاقى اليوم مع الاتّجاهات الرائجة؟ عمّ يبحث محبّو القهوة اليوم؟ وما هي اتّجاهات التجارب المستقبليّة؟ نبحث في ما يلي عن إجابات على هذه الأسئلة مع العنود محمد وجوهرة سعيد مؤسّستا Region Concept Space.
Alanoud Mohamed و Johara Saeed: "يتّجه مستقبل القهوة نحو التركيز على التواصل، والتجربة، والاستمتاع العميق بكلّ رشفة "
انطلاقاً من رؤية طموحة، أسّست العنود محمد وجوهرة سعيد مساحة متعدّدة الوظائف تتجاوز مفهوم المقهى التقليدي، فتجمع بين الإبداع وعشّاق القهوة. أرادتا أن يكون Region Concept Space مكاناً للإلهام، والتعاون، والتواصل الحقيقي، وبيئة تغذّي المجتمع حول فنجان قهوة بسيط. يُعتبر المقهى المخصص للقهوة الميزة الدائمة في المساحة، لذا يمكن لرواده الاعتماد عليه دائماً، بغض النظر عن الفعالية المؤقتة القائمة. فالأمر يتعلّق بتقديم تجربة مرحّبة ومستمرّة، حيث تصبح القهوة حافزاً للتفاعلات القيّمة. وفي ما يلي، تخبراننا المزيد عن هذه الرؤية!
كيف أثّرت هوية السيدتين وتفضيلاتهما على جوهر مشروعهما؟ تقولان: "لقد تشكّل Region من خلال قوّتين مختلفتين لكن متكاملتين". تميل العنود محمد إلى طقوس القهوة، والتجارب الإنسانية القيّمة، وبناء مساحة تتمحور حول التواصل الحقيقي والمجتمع. أمّا جوهرة سعيد فتضفي طاقة نابضة بالحياة، وأسلوباً جريئاً، وسنوات من الخبرة في التصميم، والتنظيم، والفعاليات. كما تضيف روحها المنفتحة إيقاعاً وحيويّة إلى المكان. فتثري كلتاهما Region بالإبداع، كلّ واحدة منهما بطريقتها الخاصّة في التعبير. ولقد ابتكرتا معاً مساحة ذات مفهوم خاص تتّسم بالترحيب والتعبير، وتنبض بالحيوية والإمكانات – مساحة تحتفي بفنّ القهوة وقوة المجتمع.
ترى العنود محمد وجوهرة سعيد أنّ عملاء اليوم يتميّزون بتنوّع متزايد في تفضيلاتهم. فتخبراننا: "يبحث البعض عن تجارب فاخرة وراقية من حيث القهوة المتخصصة والخدمات المتميّزة، لذلك ابتكرنا تجارب مثل تجربة القهوة الفاخرة بأسلوب الـSupper Club التي تقدّم قائمة مكونّة من ثلاثة أصناف، تتضمّن القهوة فقط كمقبّلات، وطبق رئيس، وحلوى. وقد أشرف على هذه التجربة البطل البحريني، الباريستا ناصر محمد، بالتعاون مع محمصة القهوة المحلية QC. لكن يقدّر آخرون أيضاً الخيارات التقليدية ذات الأسعار المعقولة، التي توفر الراحة والألفة. لذا فإنّ هدفنا هو تلبية احتياجات كلتا الفئتين من خلال تقديم مجموعة من المنتجات التي ترضي مختلف الأذواق والمناسبات."
دمج القهوة العربية في بعض التجارب
تعتبر الرائدتان أنّ التجربة الإماراتية تنعكس بأفضل صورة من خلال تمكين المواهب الإماراتية. فتقولان: "نفتخر في Region بالعمل مع المبدعين ورواد الأعمال الإماراتيين الشباب من مختلف المجالات لعرض منتجاتهم وخدماتهم - سواء كانت مرتبطة بالقهوة أو لا. ومن أبرز شراكاتنا التعاون مع علامة العطور الإماراتية الناشئة Merwad، التي تجسّد جمال ثقافتنا بطريقة عصرية وسهلة لجمهور عالمي يقدّر الروائح الفريدة في مكان يعدّ القهوة. كما أننا نتعاون مع محمصات إماراتية وأدمجنا القهوة العربية في بعض تجاربنا، ليس فقط كتقليد يجب الحفاظ عليه، ولكن أيضاً كعنصر حيوي من العناصر التي تشكّل التنوّع الذي يزخر به Region. إن مساحتنا متعدّدة الثقافات حقاً ومفتوحة للجميع، ونحن ملتزمون باستضافة ورش عمل إبداعية، ومواكبة الاتجاهات الحالية، وخلق بيئة مرحبة حيث يمكن للجميع أن يشعروا بالإلهام وكأنهم في ديارهم." واختتمتا حديثهما بمشاركتنا رؤيتهما في ما يتعلّق بمستقبل اتجاهات القهوة: "نحن نشهد تحوّل القهوة إلى شيء أكثر معنى، يتجاوز كونها مجرّد مصدر للكافيين، لتصبح لحظة ثقافية. يبحث الناس عن مساحات تشعرهم بالراحة، بعيداً عن كلّ شيء آخر، ليست المنزل ولا العمل، بل مكان بينهما. وهنا يأتي دور القهوة. فهي تحدّد لنا إيقاع تجمّعاتنا، وكيف نتوقف قليلاً، وكيف نتواصل. ولا شكّ في أنّ الرفاهية جزء من المستقبل، ولكن ليس بالطريقة الصاخبة والاستعراضية، بل من خلال الخلطات العمليّة، والمشروبات القائمة على الفطر، ومكوّنات مثل عرف الأسد والأشواغاندا، وهي عناصر تدعم الوضوح، والتركيز، والتوازن. أصبح الناس أكثر وعياً بما يشعرون به بعد احتساء مشروب ما، وليس فقط مذاقه. وفي الوقت نفسه، هناك عودة قوية للمجتمع. فتستعيد المقاهي مكانتها كنقاط التقاء اجتماعية مهمة، حيث تستضيف منسّقي الأغاني، ومعارض الأزياء الموقتة، والتعاونات مع الفنانين.
القهوة هي مجرّد نقطة البداية. فالمستقبل لا يتعلق فقط بتحميص القهوة المثالي، بل يتعلق أكثر بالتجربة الكاملة: مَن ترافق، الموسيقى التي يتم تشغيلها في الخلفية، والأفكار التي يتم تبادلها. بالنسبة إلينا، لا يقتصر مستقبل القهوة على ما يحتويه الفنجان فقط – بل يتّجه نحو التركيز على التواصل، والتجربة، والاستمتاع العميق بكلّ رشفة."
إقرئي أيضاً: ابتكار مشروب ماتشا مستوحى من نكهة القهوة السعودية التقليدية مع يارا النملة