Emtithal Mahmoud: " جميعنا جزء من العالم نفسه ونسعى لتحقيق مستقبل أفضل لأنفسنا ولكوكبنا ولبعضنا البعض "

تثابر امتثال محمود المعروفة بـ "إيمي" على دعم المفوضيّة السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين كسفيرة للنوايا الحسنة وتستخدم مواهبها لزيادة الوعي بقضية اللاجئين، فهي شاعرة استثنائية وناشطة بيئية أيضاً ونحن نتطلّع دائماً للحديث معها! وفي ما يلي تخبرنا عن مشاركتها في مؤتمر الأطراف ورحلتها الأخيرة إلى الكاميرون للقاء اللاجئين المتأثّرين بأزمة المناخ بالإضافة إلى العديد من التفاصيل الملهمة!

  1. سبق وأطلعتنا عن بداياتك في النشاط البيئي، فهلّا تخبرينا إلى أي مدى أصبح هذا العمل أكثر إلحاحاً اليوم؟ وماذا تقولين للقارئات لدعوتهنّ ليكنّ من المدافعين عن البيئة؟

شكرًا جزيلاً لهذه الاستضافة، إنّه من الرائع دائماً التحدث إلى ماري كلير العربيّة، وشكراً لأنّ هذه المجلّة تشكّل منصّة ترفع أصوات النساء! لقد كان من الملهم أن أرى أن الكثير من العمل الإيجابي الذي رأيته خلال مسيرتي كسفيرة للنوايا الحسنة للمفوضية بدأ يتم تسليط الضوء عليه والاعتراف به. فتمّ تخصيص يوم كامل مثلاً في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخCOP28 لهذا العام للسلام والأمن وإمكانية الوصول؛ وهو وقت خاصّ ومصمّم لاستكشاف ومناقشة الحلول الجماعية والجهود المشتركة للمساعدة في مكافحة أزمة المناخ.

ويجب ألّا ننسى أن أزمة المناخ لا تتحسّن. في الحقيقة، وبالنسبة للكثير منّا، إنّ الوقت ينفد. فلم تعد القرية التي يأتي منها والدي مثلاً موجودة. حتى أنّ المنطقة بأكملها، وبسبب تغيّر المناخ والصراعات التي شهدتها عبر الزمن، تتلاشى ببطء. فإذا لم نضاعف جهودنا الآن ونعترف بأنّ تغير المناخ يشكّل تهديداً مضاعف للمجتمعات، لن يتحسّن الوضع. وبعد لقائي باللاجئين في جميع أنحاء العالم، كما خلال زيارتي الأخيرة إلى الكاميرون، رأيتُ أنّ النازحين ليسوا على الخطوط الأمامية لتغيّر المناخ فحسب، بل هم أيضًا في طليعة التغيير بحيث يقدّمون حلولاً مبتكرة كل يوم. ومع الدعم، يمكن إحداث أكثر من ذلك بفضل جهودهم والوصول إلى عكس آثار تغيّر المناخ.

أمّا نصيحتي للآخرين فهي أن يتذكّروا أنه إذا استطاع شخص بموارد محدودة ونازح بسبب الصراعات وتغيّر المناخ، أن يكون من أبطال مكافحة تغير المناخ ويسعى ويعمل بيديه، فيمكننا جميعاً أن نكون مثله.

إقرئي أيضاً: Emtithal Mahmoud : " الأرض وطننا وهي تناشدنا من أجل العودة إليها ومساعدتها على شفاء جراح الزمن"

2. هلّا تخبرينا عن قصيدتك الأخيرة The Song of the Earth أو "أغنية الأرض" التي تسلّط الضوء على أنّ الناس والكوكب هما واحد؟

استوحيتُ هذه القصيدة من عائلتي ومجتمعي كوني من الأفارقة الأصليين. إنها تأمّل في قوّة التحمّل والدور الذي نلعبه نحن البشر في إلحاق الضرر ببيئتنا، والدور الذي يجب أن نلعبه الآن في معالجتها قبل فوات الأوان. لقد عنى لي كثيراً أن أتمكّن من توظيف ما تعلّمته من عائلتي ومن الأشخاص الذين سبقونا في هذه القصيدة. إنها طريقتي في التأمّل في موطني وشعبي وأفراد عائلتي والعلاقة التي تربطهم بالعالم والأرض والطبيعة. كما تسلّط هذه القصيدة الضوء على أهمية محاولة إنقاذ الأرض ورد الجميل لها لأنّها أعطتنا الكثير. وآمل أن تذكّر بأن هناك مسؤولية جماعية للاهتمام بكوكبنا، وليس هناك من خيار آخر لدينا.

3. هلّا تطلعينا عن رحلتك الأخيرة إلى الكاميرون للقاء اللاجئين المتأثّرين بأزمة المناخ وكيف يمكن للعالم مساعدتهم؟

من بين أفضل المحطّات التي عشتها في زيارتي الأخيرة إلى الكاميرون لقائي باللاجئَين Layatu وLuka اللذين تعرّفت إليهما في الفترة التي سبقت مشاركتي الأولى في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في عام 2021. يعيش Layatu وLuka في مخيم Minawao للّاجئين، حيث يطلقان الكثير من المبادرات المتعلّقة بمكافحة تغيّر المناخ والتي لم يستفد منها المخيّم بأكمله فحسب، بل المجتمع المضيف أيضاً. كان Luka واحداً من خمسة أشخاص بدأوا مبادرة إعادة التشجير، حيث زرعوا أكثر من 500 شجرة في المنطقة من دون أي دعم أو موارد باستثناء المعرفة والمجتمع والبذور التي جمعوها من بلدة مجاورة. ومنذ أن بدأت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بدعم هذا المشروع، تمكّن Luka وLayatu وغيرهما من زراعة مئات الآلاف من الأشجار. ذلك بالإضافة إلى برنامج فحم الكتلة الحيوية الذي يخلق ويستخدم الطاقة النظيفة في مخيم Minawao وتقنية الشرنقة الزراعية أو Cocoon التي تسمح بزراعة الأشجار حتى في موسم الجفاف، فإن هذه المبادرات المناخية التي أطلقها اللاجئون وقادوها هي المفضّلة لدي وكان لي الشرف أن أشهد عليها. وهناك طبعاً حاجة ماسة إلى المزيد من التمويل لدعم هذه المبادرات وتوسيع نطاقها. ولجميع الراغبين، يمكن التبرع لمنظمات مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي تدعم المشاريع التي أطلقها Luka وLayatu وغيرهما الكثير الذين يعملون على الخطوط الأمامية.

4. لقد حضرت مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين للمساعدة في نشر الوعي حول الآثار المدمّرة التي تحدثها أزمة المناخ على النزوح والأشخاص الذين نزحوا بالفعل. كيف تفسّرين الرسالة التي شاركتها وهذه القضية الملحّة التي تدافعين عنها؟

أحرص فعلاً على توضيح أمر وهو أنّ اللاجئين ليسوا فقط في الخطوط الأمامية لأزمة المناخ، ولكنهم أيضاً في طليعة التغيير - فهم يعملون كل يوم بهدف إنقاذ البيئة. وإذا استمر استبعاد اللاجئين عن الحوار ووضع السياسات، فسيبقون مستبعدين في العمل والتنفيذ. لذا يُعتبر دعم اللاجئين وضمّهم إلى الحوار أمراً مهماً حقاً، ولكنه الخطوة الأولى فقط؛ فيجب أن نتشارك في صياغة الحلول الرامية إلى عكس آثار تغيّر المناخ وخلق مستقبل يشملنا جميعاً. لا يقتصر الأمر على الكلام والتقدير فحسب، فهي مسألة حياة وموت بالنسبة لمجتمعاتنا.

 5. كيف يمكن تلخيص آمالك بشأن تأثير المناقشات التي جرت في Cop28 والتوصيات الضرورية؟

لا تزال وجهة نظري نفسها، وهي أنّنا بحاجة إلى تضمين اللاجئين في جميع جوانب الحوار، من الفعاليات والنقاشات وصولاً إلى وضع السياسات وتنفيذها. فاللاجئون هم من أكثر الفئات ضعفاً وتأثراً بتغيّر المناخ، لكنّهم أيضاً يبذلون جهدهم كل يوم. يأتي الكثير من اللاجئين من بعض البلدان الأكثر عرضة لتأثيرات تغيّر المناخ مثل أفغانستان واليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغيرها. ثم يتم تهجيرهم بعد ذلك إلى مواقع قد تكون أكثر عرضة حتى للتأثيرات المناخيّة. وفيما يجري مناقشة التضامن من أجل كوكبنا في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، إذا لم يكن اللاجئون حاضرين، فيكون الحوار غير كامل. إذا لم يتم تضمين اللاجئين كشركاء متساوين وقادة في هذه المناقشات، لن يؤدي ذلك إلّا إلى تعزيز الوضع الراهن. إذا كنّا سننجح، يجب أن ننجح معاً.

6. ما هو الهدف التالي الذي ترغبين في العمل على تحقيقه؟

الهدف الكبير التالي بالنسبة إليّ هو نفسه الذي كنت أسعى إلى تحقيقه منذ فترة طويلة جداً، أي محاولة إيجاد طريقة ليتمكّن اللاجئون والسودان ومجتمعاتنا من المضيّ قدماً. لم يتم إنجاز أو رؤية ما يكفي من حيث إنسانيتنا. ولهذا السبب أعمل أيضاً على كتابة المزيد وإطلاق المزيد من المبادرات التي تساعد في تخفيف معاناتنا وتسليط الضوء على الحلول المستدامة والقادرة على تحويل عالمنا. وبالرغم من أنني مختصّة في العلوم، إلّا أنني أختار الشعر، لأنني أؤمن بأنه عندما نتحدث إلى الآخرين بلغة السياسة، فسوف يستجيبون بلغة السياسة. وإذا تحدثنا إليهم بلغة أكاديمية، فسوف يستجيبون بلغة أكاديميّة كذلك؛ وإذا تحدثنا بكراهية فسوف يردّون علينا بالكراهية؛ ولكن، إذا تحدثنا بإنسانية، فسيضطرون إلى الردّ بإنسانية أيضاً.

إقرئي أيضاً: Emtithal Mahmoud: السعادة بالنسبة إليّ تمرّد

من المهم جدًا بالنسبة إليّ أن يُنظر إلينا جميعنا بالطريقة نفسها، فنحن جميعنا جزء من العالم نفسه ونسعى لتحقيق مستقبل أفضل لأنفسنا ولكوكبنا ولبعضنا البعض - نحن البشر جميعاً نستحقّ الحرية والحياة الآمنة والعدالة.

إقرئي أيضاً: Emtithal Mahmoud تجعل العالم مكاناً أفضل

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث