Emtithal Mahmoud تجعل العالم مكاناً أفضل

معطف أصفر غير مبطّن من الكشمير من Loro Piana
بلوزة Colorado ضيّقة من Wolford
وشاح الرأس خاصّ بنجمة الغلاف

التصوير: Rayan Ayash
المحرّرة البارزة: Salama Khalfan
التنسيق: Mimi Kim
الشعر والمكياج: Christyna Ka
الإنتاج: Kristine Dolor

لاجئة سابقة وناشطة من منطقة الحرب في السودان، قبل أن تنتقل إلى الولايات المتّحدة الأميركية. لُقِّبت كواحدة من أكثر النساء إلهاماً في العالم، وهي أيضاً شاعرة، فازت ببطولة الشِعر الفرديّة العالميّة لعام 2015 في واشنطن، وعُيِّنت سفيرة للمفوضيّة السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين في يونيو 2018. هي امتثال محمود المعروفة بـ "إيمي"، التي تستخدم صوتها لخدمة قضيّة اللاجئين بالشكل الصحيح، والتوعية بشأن العنف المستمر في مناطق النزاع، مثلما يحدث الآن في أوكرانيا! وكانت إيمي أخيراً جزءاً من حلقة نقاشيّة حول "التعليم في خضمّ الأزمات"، عُقدت في معرض إكسبو 2020 دبي، في الجناح النسائي الذي أُنشِئ بالتعاون مع دار Cartier، للتأكيد على أنّ تقدم المرأة يفيد البشرية جمعاء. وفيما نحتفل بشهر المرأة، تؤكّد إيمي أنّ المرأة واعية، وفي الطليعة، وتقوم بعملها على أكمل وجه.

اقرئي أيضاً: Zeina Makki: أحبّي نفسك أوّلاً وكلّ شيء آخر سيأخذ مجراه

الإطلالة كلّها من Chloé
بلوزة Colorado ضيّقة من Wolford
حجاب حريريّ من Haute Hijab

ناقشتِ رؤساء، ولُقِّبت كواحدة من أكثر النساء إلهاماً في العالم. أنت أيضاً سفيرة للمفوضيّة السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين، وناشطة ولاجئة سابقة وبطلة العالم في الشِعر. إنّه ملف تعريف رائع لشخص في أواخر العشرينات من عمره، أو في أيّ عمر حتّى. ما يعتقده الناس عنك، يعتمد أيضاً على كيفيّة رؤيتك لنفسك. كيف تنظرين إلى نفسك؟

أرى نفسي شخصاً أُتيحَت له فرصة العودة عمليّاً إلى الوراء ومحاولة تصحيح أخطاء الماضي. أعلم أنّ ذلك قد يبدو غريباً، لكن إذا كنت تعيش في عالم مثل عالمنا، فأنت تعلم أنّ التاريخ يكرّر نفسه حقاً، بل يكرّر نفسه في حياتنا. إذا أُتيحَت لك الفرصة لتتأكّد من أنّ الأمور لا تسير بالطريقة نفسها التي كانت عليها في الماضي، فقط من خلال كونك نفسك، ومن خلال الحضور والتحدّث بصوت عالٍ، ستغتنم كلّ لحظة لتفعل كلّ ما يمكنك القيام به بهدف جعل حياة الناس أفضل قليلاً من ذي قبل، أليس كذلك؟ ما أحبّه في جيلنا هو أنّنا نقول جميعاً في انسجام تام إنّ مقولة "الأمر كان دائماً على هذا النحو"، لم تعد ذريعة جيّدة بما يكفي لتكرار أخطاء الماضي؛ يجب أن نفعل ذلك بشكل مختلف هذه المرّة، فنحن مدينون لأنفسنا وأسلافنا ومستقبلنا.

لا شكّ في أنّ كلّ شخص منّا تراوده الكثير من الأفكار السلبيّة. قد نحاول التعويض عن حالات انعدام الأمن، لكن في أعماقنا، نحن أسوأ عدو لأنفسنا. كيف تتغلّبين على الخوف والقلق؟

"تذكّر أن تتنفس"، هذا أوّل ما علّمني إيّاه عرّابي. عليك أن تبدأ بالتنفّس لتصفية ذهنك، ثمّ تتّخذ خطوة أخرى، ثمّ أخرى، وهكذا يتحقّق كلّ ما ستفعله، خطوة تلو الأخرى. كلّما حاولت أن أضع الأمور في نصابها، أتذكّر أوّلاً أنّني على قيد الحياة وأنّ لديّ الوقت، فيصبح من الأسهل العثور على الامتنان الصادق، وأنا فعلاً ممتنة. كذلك يصبح من الأسهل إدراك ألّا شيء سوى نهاية العالم هي في الواقع "نهاية العالم". هذه هي الطريقة التي أحارب بها قلقي. وألجأ أحياناً إلى الاتّصال بإخوتي أو والدي وأحبائي، فعندما تتحدّث أو تقضي وقتاً مع الأشخاص الأكثر أهميّة بالنسبة إليك، تتذكّر أنّك محبوب وهذا أحد أكثر المشاعر هدوءً التي مررت بها على الإطلاق. لكن عندما يصبح الأمر صعباً للغاية، آخذ قسطاً من الراحة، وأصلّي، وأتناول كثيراً من الشوكولاته، أو أذهب في نزهة على الأقدام وما إلى ذلك، ثمّ أعود إلى الكتابة، على سبيل المثال. أخيراً، عندما يفشل كل شيء آخر لأنّ القلق مشكلة كبيرة في العالم، أطلب المساعدة. ولا عيب في السؤال، فما من نقص في الأيدي التي تقدّم المساعدة في العالم، وهذا يُحدث فرقاً كبيراً.

ما الذي يجعل المرأة قويّة؟

لكلّ امرأة قوّة لا تُصدَّق في داخلها. أمّا كيف تستخدم هذه القوّة، فهي قصّة أخرى. لتصل المرأة إلى قوّتها، وليصل أيّ شخص إلى ذروة سلطته، أعتقد أنّه من الضروري أن يستخدم قوّته للخير، من أجل خير البشرية، ولإخراج أفضل ما في الآخرين وأنفسنا. وما يجعل المرأة قويّة، نيّتها وإنجازها ومثابرتها. وإذا بقيت وفيّة مع نفسها، ومسؤولة أمام أولئك الأكثر ضعفاً، فالباقي سيأتي.

منذ تخرجك من جامعة ييل عام 2016 حيث درست البيولوجيا الجزيئية والأنثروبولوجيا، دعمت عمل المفوضيّة للاجئين UNHCR، ما جعلك سفيرة النوايا الحسنة. ما مدى أهميّة تمثيل أصوات اللاجئين؟

إنّ الطريقة التي نتعامل بها مع الأشخاص الأكثر ضعفاً لدينا هي المقياس الحقيقي لإنسانيّتنا، وأنا مقتنعة تماماً بهذا. واللاجئون هم من بين هؤلاء الناس. فيتأخر أحياناً التعاطف الذي يظهره الناس لبعضهم البعض في الوصول إلى اللاجئين، ولهذا السبب من المهمّ جدّاً إضفاء الطابع الإنساني على قضايا كهذه. لذا أفضل طريقة للقيام بذلك هي تمثيل أصوات اللاجئين بشكل صحيح، وأن يتمكّن الناس من سرد قصصهم بطريقتهم الخاصّة وكتابة مستقبلهم الخاصّ بدلاً من الضياع في الصراع.

في الوقت الذي يواجه فيه العالم أكبر أزمة لاجئين وهجرة منذ الحرب العالميّة الثانية، مع فرار آلاف الأشخاص من النزاعات المسلّحة والاضطهاد والمجازفة بحياتهم للعثور على أماكن آمنة للعيش فيها، هل من شيء يمكن فعله الآن لتحسين حياة اللاجئين في المدى القصير؟

أهمّ النقاط في بداية الأزمة هي الاعتراف والأمن والوصول إلى الجهود الإنسانيّة. للأسف، الموارد التي يجب أن تصل إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها ليست متاحة دائماً. إذا كنت ترغب في جعل حياة اللاجئين أفضل، عليك بالتواصل ومدّ يد العون والمساهمة في تأمين الموارد اللازمة، ليس فقط لمساعدة اللاجئين في العثور على الأمان بل في إعادة بناء ما تهدّم مرّة أخرى. وفي يوم من الأيّام إنهاء الصراع الذي أدّى إلى النزوح في المقام الأوّل.

وما يحدث في أوكرانيا الآن، على سبيل المثال، هو أمر ملحّ للغاية. إنّها حالة طوارئ مطلقة، ولسوء الحظ في بعض الأحيان لا يتحرّك العالم بالسرعة الكافية لمنع الخسائر الفادحة في الأرواح، وهذا يجب أن يتغيّر. ورأينا ذلك في الكثير من البلدان، بدءاً من بلدي الأصلي السودان، إلى سوريا واليمن وأفغانستان وأماكن لا حصر لها. وبينما نتحدّث، ثمّة 82.4 مليون نازح في العالم، أيّ أكثر من 1% من سكّان العالم، نتيجة نضالات لا تُصدَّق وخسائر لا تُحصَى. لذلك انشر الوعي ودقّ ناقوس الخطر، وتذكّر أنّ العمل الحاسم في اللحظات الحرجة يمكن أن يمثّل الفارق بين الحياة والموت على الأرض. لذلك فإنّ كلّ عمل، كبيراً كان أم صغيراً، مهم. لا تقلّل أبداً من أهميّة مساهمتك في مساعدة الآخرين.

معطف Trench من الغبردين القطنيّ من Max Mara
كنزة ذات ياقة عالية من الكشمير ووشاح حريريّ من Loro Piana

قضيت وقتاً مع اللاجئين. هل هناك قصص بقيت معك؟

ثمّة الكثير من القصص، منها مروّعة ومنها ملهمة وأخرى لا تصدّق، فيستحيل عليّ اختيار قصّة واحدة. إنّما واحدة من تلك التي أدهشتني كانت خلال زيارتي إلى مخيّم الزعتري للاجئين في الأردن عام 2018، لا أجل الحزن، بل من أجل الفرح. كنت أعدّ ورشة عمل حول التعاطف والشِعر مع بعض الطلّاب في المخيّم، وكتبت أصغر طلّابي أجمل شيء: "رسالة من حضن ماما إلى بابا عسى أن تعود الأيّام الحلوة والجميلة بيننا". لقد أبكتني بصراحة، ولدى رؤيتها سعيدة بكتابة قصيدتها الأولى، شعرت بالرضا لتمكّني من مشاهدة ذلك بعيني، وزرع الأمل في لحظة كهذه.

كنت أخيراً جزءاً من حلقة نقاشيّة حول "التعليم في خضمّ الأزمات"، عُقدت في معرض إكسبو 2020 دبي ، في الجناح النسائي الذي أُنشِئ بالتعاون مع الدار العريقة Cartier. وأشرتِ إلى أن أعلى محدّد لمتوسّط ​​العمر المتوّقع لدى الطفل هو مستوى تعليم الأمّ. التعليم هو الحياة، لماذا النساء مستضعفات على أساس الجنس؟

الإجابة المختصرة هي أنّ هذا العالم، كما بُنِي، مخصّص "للرجال". إنّ العالم كما هو، هو عالم أبويّ بصورة لا تُصدّق ولا يعطي الأولويّة للأمور إلّا إذا كانت تمثّل أولويّة للرجال! صحّة المرأة ليست أولويّة بالنسبة إلى الرجال، كذلك الأمر بالنسبة إلى تعليم الفتاة وحقوقها. ومن المفارقات أنّ هذه الأشياء كلّها التي ذكرتها قد لا تكون أولويّة بالنسبة إلى الرجال، إلّا أنّها ذات فائدة كبيرة، ليس فقط للنساء بل أيضاً للرجال لأنّها تعود بالنفع على البشرية ككلّ. إذاً كيف يمكننا أن نجعل العالم يفهم أنّ علينا إعطاء الأولوية لكلّ شخص وليس الرجال فقط؟ الجواب بسيط: من خلال إظهار الحقيقة مراراً وتكراراً، التي تتمثّل في حقيقة أنّ تقدُّم المرأة يفيد البشريّة جمعاء. حتّى ذلك الحين، سنستمر في تحطيم الحواجز التي تضطهدنا وسنجعل العالم يدرك أنّ المساواة هي السبيل الوحيد للمضي قدماً، ولن نتحمّل بعد الآن التعرّض لذلك النوع من الاضطهاد الذي يجعلنا "مستضعفات". وكما ترون في كلّ مكان، المرأة واعية، وفي الطليعة، وتقوم بعلمها على أكمل وجه.

اقرئي أيضاً: Zeina Makki: هذا هو الدور الذي طال انتظاره!

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث