وُلِدت فرح فخري ونشأت في أبيدجان، لكنّها غادرت مسقط رأسها عندما بلغت من العمر 17 عاماً، ثمّ عادت مجدداً بعد مرور 20 عاماً. ارتباطها العميق بالقارّة الأفريقيّة ينبع من شغفها بالإبداع الناشئ من هذه المنطقة. عادت إلى ساحل العاج محمّلة بروح جديدة وطموح حقيقيّ للمساهمة في مجال الفنون ودعم الفنّانين الصاعدين في البلاد. وهكذا بدأت قصّة معرض فرح فخري الفنيّ! رافقينا لاكتشاف المزيد من خلال مقابلتنا مع هذه الرائدة الشغوفة التي تجمع القطع الفنيّة الأفريقيّة منذ فترة طويلة!
كيف سيساهم معرضك في توثيق علاقة أهل أبيدجان بالفنّ؟
هدفنا هو بناء جسر بين الفنّانين والجماهير المحليّة والعالميّة. ونسعى لإنشاء منصّة خاصّة لدعم الفنّانين, سواء كانوا ناشئين او معروفين، من خلال توفير فرصة لهم للتعبير عن ابداعهم و عرض اعمالهم في موقع استثنائي، يتيح لهم التطوير و التفاعل بشكل مستمر. يتمثّل هدفنا في إنشاء بيئة ملهمة تشبه الورقة البيضاء، حيث يمكن للفنانين تحقيق إمكانيتهم الكاملة. ويسلّط العرض الافتتاحيّ Dream أو "حلم" الضوء على الفنّان الأوغنديّ Collin Sekajugo الذي يجعل من مسألة الهويّة الثقافيّة محور أعماله.
ما هو الدور الذي تسعون لتحقيقه من خلال هذا المعرض في ما يتعلّق بتعزيز حوار ثقافيّ بين المنطقة والدول الأجنبيّة؟
مسألة الهويّة تمثّل موضوعاً يستذكر الماضي. ومن خلال معرضنا القادم بعنوان Identity أو "الهوية"، نخصّص مكاناً للفنّانين للتعمّق في هذا الموضوع المعقّد.يعد المعرض مصدر إلهام للفنّانين لاستكشاف هويّاتهم وحسّ الانتماء لديهم، مما يشجّع الجمهور على التفكير بعمق في هويّاتهم و تفاعلها مع السياقات الثقافية الاوسع. ومن خلال هذا المعرض، نهدف إلى تعزيز التفكير والحوار. كما يسعى المعرض أيضاً إلى الربط بين المجتمعات، سواء على المستوى المحليّ أو الدوليّ، ويمنح الفنانين الفرصة لتوظيف إبداعهم في استكشاف الروايات الشخصيّة والتاريخ الثقافيّ والتجارب المعاصرة.
إقرئي أيضاً: الأمل والمجتمع والتواصل والاحتفال في قلب Art Dubai 2023
كونك تجمعين القطع الفنيّة الأفريقيّة منذ فترة طويلة، ما الذي يُعجبك فيها بشكل خاصّ؟ هل لديك فنّان أو عمل فنّي مفضّل؟
يتميّز الفنّ الأفريقيّ بتنوّعه, حيث يشمل الأنماط والتقنيات والمواد المختلفة التي يتم استخدامها عبر القارّة.يجذب هذا الغنى والتنوّع محبّي جمع القطع الفنيّة، حيث يمكن العثور على مجموعة واسعة من الأعمال بدءاً بالأقنعة والمنحوتات الدقيقة وصولاً إلى الأقمشة واللوحات المفعمة بالحيويّة. أجمع وزوجي القطع الفنيّة وندعم الفنّانين الأفارقة والمغتربين منهم، ومن بينهم Collin Sekajugo. وقد عُرضت أعماله في عرضنا الافتتاحيّ كما في الجناح الوطنيّ الأوغنديّ في معرض La Biennale di Venezia الفنيّ الدوليّ التاسع والخمسين. يتعمّق Collin في موضوع تعقيد الاندماج الثقافي ويسلّط الضوء على غموض الهويّة الثقافية، وهي مسألة تؤدّي غالباً إلى صراعات داخليّة.
إذا عدنا إلى الوراء في مسيرتك، بدءاً من عملك لدى Chanel وصولاً إلى بناء مجموعة فنيّة عائلية، ما هو المسار الشخصيّ الذي ساعدك لتصلي إلى ما أنت عليه اليوم؟
عندما قرّرت مغادرة دار Chanel، كنت أبحث عن مساحة آمنة تسمح لي بالتفكير في ما أرغب حقاً في بنائه بعد هذه التجربة. بعد عودتي إلى باريس، اتخذت قرار بمتابعة شغفي الدائم، وهو دراسة تاريخ الفنّ. كنت محظوظة جداً بأنّني أخذتُ تلك الصفوف في متحف Louvres. كانت تلك التجربة نقطة تحوّل في حياتي; وفي تلك اللحظة، قرّرت الاستمرار في مسيرتي المهنيّة في مجال الفنّ الذي أحببته بشغف.
أيّ نوع من الفنّ هو الأكثر طلباً حالياً برأيك؟ هل هي القطع الفنيّة المعاصرة أم التقليديّة؟
قد تختلف التفضيلات بشكل كبير بناءً على عوامل عدّة مثل الذوق الشخصيّ والسياق الثقافيّ واهتمامات هواة جمع القطع الفنيّة والمعارض والمؤسّسات. بالإضافة إلى ذلك، يقوم الفنّانون الناشئون والحركات الفنيّة دائماً بتشكيل المشهد الفنيّ المعاصر وإعادة تعريفه. ولمتابعة أحدث الاتّجاهات والتطوّرات وفهم تفضيلات سوق الفنّ الحاليّ، أنصح باستشارة خبراء فنيّين وحضور المعارض الفنيّة ومتابعة مصادر الأخبار الفنيّة الموثوقة. أمّا أنا شخصيّاً، فأفضّل الفنّ الأفريقيّ المعاصر.
في مجال الفنّ الرقميّ والرموز غير القابلة للاستبدال، كيف ترين تطوّر الفنون والترابط بين العالمين الماديّ والافتراضيّ؟
أحدث ظهور الفنّ الرقميّ والرموز غير القابلة للاستبدال تغييراً جذرياً في عالم الفنّ، ممّا أدى إلى تداخل بين البعدين الماديّ والافتراضيّ. ويمثّل تطوّر الفنّ الرقميّ وظهور الرموز غير القابلة للاستبدال تحوّلاً في طريقة إنشاء الفنّ و كيفيّة نظرتنا اليه. ونتيجة ذلك، تتوسّع إمكانيّات التعبير الفنيّ وتتغيّر المفاهيم التقليديّة للملكيّة والأصالة.
إقرئي أيضاً: كيفية الحفاظ على الفن وحماية مستقبله لجيل المستقبل
