محرّرات ماري كلير... مسافرات بمفردهنّ

الإعداد: Galia Loupan - Marie Claire France

تخبرنا محرّرات مجلّة ماري كلير بنسخاتها العالميّة تجاربهنّ في السفر بمفردهنّ. بين المجازفة والحريّة واليقظة والاستقلاليّة، استمتعتنَ بهذه التجارب واشتقنَ إليها، وما كنّ ليتخلّينَ عنها مقابل أي شيء في العالم.

وبعد حوالى سنتين من الحجر والضغط وخيبات الأمل والمتغيّرات والقيود، نحتاج جميعاً إلى بعض الهواء، بكلّ ما للكلمة من معنى.

قبل وباء كورونا، كنا نشهد على بروز المرأة في قطاع السياحة بحيث شكّلت 68% من المسافرين وقمنَ بـ80% من الحجوزات.

عبء عقليّ؟ نعم، طبعاً، لكن ليس مجرّد عبء رغم ذلك. فعندما نفكّر في الخطورة التي تواجهها المرأة عندما تتواجد في بيئة غير آمنة، وأنّ واحدة من أصل 4 نساء عشنَ تجارب مزعجة أثناء رحلات العمل، نفهم رغبة المرأة في التحكّم باختيار مكان الإقامة، سواء على صعيد العمل أو الإجازة.

اقرئي أيضاً: بمناسبة العيد الوطنيّ، جولة في الكويت مع Bazza Alzouman

تشاركنا في ما يلي محرّرات من نسخات ماري كلير العالميّة ومعظمهنّ من المسافرات الدائمات، برأيهنّ وانطباعاتهنّ حول السفر بمفردهنّ كنساء.

أجوبتهنّ مختلفة، فبعضهنّ يعشقنَ الحريّة التي يوفّرها لهنّ السفر فيما تعتبر أخريات أنّه تحدٍّ مثير للاهتمام وغيرهنّ يخشين ذلك. فتقلق بعضهنّ في الأغلب على سلامتهنّ فيما لا تعرف الباقيات الخوف أبداً. لكن تتحدّث جميعهنّ عن العقبات نفسها: خطر السرقة أو الاعتداء، ومؤخراً أيضاً، المخاطر الصحيّة.

كما ترغب جميعهنّ في المزيد من الخدمة في الفنادق وضمانات النظافة والمرافق الصحية المناسبة والمناطق المشتركة (المطاعم وصالات الرياضة) التي يشعرنَ فيها بارتياح. لكن تبقى السلامة هي الأهمّ. فهذا مصدر قلق كبير بالنسبة إلى 75٪ من سيدات الأعمال اللواتي يعتدنَ السفر بمفردهّن، وهنّ يعتبرنَ أن الكثير من الفنادق لا تلبّي توقّعاتهنّ.

وتهدف كلّ أنواع المبادرات، صغيرة كانت أو كبيرة، إلى تلبية هذه الحاجة المتزايدة. إذ تطلق مثلاً شركة SHe Travel Club الناشئة الجديدة وللمرّة الأولى في العالم، شهادة للفنادق التي تستجيب من خلال عروضها للنساء وتأخذ توقّعاتهنّ في عين الاعتبار. وذلك للسماح للمرأة بالسفر "بأمان وسعادة في كلّ مكان". وقد حان الوقت بالفعل!

  • Andrea Thompson، رئيسة تحرير ماري كلير المملكة المتّحدة

كانت تجربتي في السفر طوال مسيرتي المهنيّة التي تمتدّ على 20 عاماً إيجابيّة بشكل عامّ. السفر بمفردنا يسهّل اللقاءات ويتيح لنا عيش تجارب ممتعة، بعيداً عن الأماكن المزدحمة.

أمّا المشكلة عندما نكون بمفردنا في بلد غريب فهي في الأساس مشكلة الأمان. فأتجنّب حجز الرحلات التي تصل في وقت متأخّر إلى وجهتي. وأتأكد أيضاً من حجز سيارتي الخاصّة أو الأجرة مسبقاً، بالإضافة إلى أخذ بعض المال بالعملات المحليّة وشاحن للهاتف ونسخة من جواز سفري في حقيبتي وفي هاتفي. ليس السفر خطيراً جداً لامرأة بمفردها في لندن، حيث أعيش، لكن يجب توخّي الحذر في الليل فلا نحمل الأغراض الثمينة في مرأى من الجميع، ولا نمرّ في الأزقّة المظلمة.

لقد عانيتُ طبعاً من بعض لحظات الانزعاج عندما سافرتُ ولدى وصولي في وقت متأخّر إلى غرفتي أو اضطراري لتناول الطعام بمفردي في المطعم. وأظنّ أنه إذا توفّر الفنادق حافلات آمنة، فسيحسّن ذلك الوضع كثيراً، بالإضافة إلى وجود موظّفين ودودين ومتعاونين يعرفون كيفية تلبية احتياجات الزبائن.

كما أنّ وجود أشخاص في مكتب الاستقبال ليلاً نهاراً بالإضافة إلى صالة الرياضة حتى لا ينتهي بك الأمر على انفراد مع شخص غريب، والطلب من النوادل الاهتمام بالسيّدات اللواتي يحضرنَ بمفردهنّ إلى المقهى أو المطعم، كل هذا سيخلق جواً أفضل للمسافرات.

ومن التفاصيل الأخرى التي من شأنها تغيير كل شيء: منتجات النظافة النسائية في كل غرفة أو المتوفّرة بسهولة في مكتب الاستقبال، بالإضافة إلى وجود عدد كافٍ من الموظفين دائماً ليكونوا قادرين على تلبية الاحتياجات الأنثوية للضيفات، وموظفي الاستقبال الذين يمكن الاتصال بهم عبر الهاتف على مدار الساعة.

لكنّ الوباء قد غيّر علاقتي بالسفر. ما زلت أعتزم رؤية البلدان، لكنّني أنوي القيام بذلك أقلّ بكثير ممّا مضى لأنني أصبحت أكثر وعياً بتأثيراتي البيئيّة. منذ العام 2019، كنت أفضّل القطار بدلاً من الطائرة - فأحب ركوب قطار يوروستار لقضاء العطلة السنوية في فرنسا. وأظنّ أنّ الاتجاه العام للسفر في المملكة المتحدة أصبح أقلّ نحو مسافات طويلة، فيما ازدادت السياحة المحليّة أو الأوروبيّة لكن بالقطار أو السيارة.

  • Farah Kreidieh، رئيسة تحرير ماري كلير العربيّة

قبل وباء كورونا كنت أسافر كثيراً وفي أغلب الأحيان من أجل العمل. ولدي ذكريات رائعة عن لحظات ساحرة عشتها خلال رحلاتي كما عندما دُعيت إلى غراس من قبل دار Dior. وأقدّر اليوم كم كانت الحياة التي عشتها قبل العام 2019 مليئة بالرفاهية وأنا ممتنّة كثيراً لذلك فعلاً.

ولطالما وجدت السفر بمفردي أمراً رائعاً ولا سيما بعد زواجي. فعندما أسافر بمفردي أشعر بالحريّة التي تتمتّع بها المرأة غير المتزوّجة: إذ أستطيع أن أستمع إلى الموسيقى التي أحبّها وأقرأ الكتاب الذي أريده بدون أن يزعجني أحد ويمكنني أن أتنزّه بوتيرتي الخاصّة، والأهمّ هو أنّه يتسنّى لي الاستمتاع بالهدوء والاسترخاء... ولطالما شعرتُ أنّني مُدلَّلة أكثر عندما أسافر بمفردي كامرأة ممّا عندما أسافر كأمّ.

والميزة التي أشعر بها كوني امرأة شرقيّة فهي الحرية الكاملة في ارتداء الملابس التي أريدها أثناء السفر إلى بلدان أجنبيّة. فتشعر المرأة بأنّها تحرّرت من النظرات الفضوليّة والقيود العرفيّة المحليّة والعبء الذي يلقيه عليها محيطها.

وفي الكثير من الأوقات، كنت ألتقي بصديقات لي بالصدفة في الخارج وواجهتُ صعوبة في التعرف إليهنّ لأنّ إطلالاتهنّ كانت مختلفة تماماً عن تلك التي اعتدتُ رؤيتهنّ بها في الديار. كما أنّ السفر بمفردي يتيح لي عيش مغامرات جديدة ما كنت لأجرؤ على تجربتها في الديار. فأذكر مثلاً خلال رحلة عمل إلى ميلانو، ولأوّل مرة في حياتي، قدتُ درّاجة ناريّة في شوارع هذه المدينة الساحرة.

ويبقى العائق الرئيس للمرأة التي تسافر بمفردها هو سلامتها. وبالنسبة إلي، فإن خدمة الرحلة من المطار إلى وجهتي عندما أصل إلى بلد أجنبيّ أمر أساسيّ.

  • Julia Gall، رئيسة تحرير قسم الأزياء والإكسسوارات في ماري كلير الولايات المتّحدة

كنت أسافر كثيراً للعمل، على الأقلّ مرّة في الشهر! وعندما لم أسافر بداعي العمل، كنت أتنقّل لزيارة العائلة والأصدقاء. فشعرتُ أنّني بالكاد أغسل ملابسي لأضعها مباشرةً في حقيبة سفري من دون المرور بالخزانة حتى!

لكن بعد انتشار الوباء، مرّ أكثر من عام منذ أن سافرت، ولا أظنّ أنّني أستطيع العودة إلى ذلك بالوتيرة نفسها. فالسفر مرهق جسدياً وعقلياً. كما أنّني أكثر وعياً بتأثير الكربون اليوم، وأعلم أن الطيران ضارّ بشكل خاص من هذه الناحية.

لكن أظنّ أن الناس سيرغبون في الاستمتاع بكوكبنا مجدداً بعد أشهر من الانغلاق التي عشناها. لكنّني آمل بصدق أن يفعلوا ذلك بمسؤولية.

أنا لا أحب السفر بمفردي، وأفضّل تبادل الخبرات. ويشرّفني أن أكون مواطنة أميركيّة، ممّا يمنحني حريّة السفر وحدي، وأدرك أن هذه ليست حال جميع النساء في العالم. إنه امتياز وأنا أقدّر هذه الفرصة، لكن بصفتي امرأة تسافر بمفردها، أنا مجبرة على أن أكون دائماً في حالة من التنبّه الكبير للاعتناء بنفسي وبممتلكاتي، لأنّ المرأة الوحيدة ما زالت تُعتبر للأسف ضحية سهلة.

وبالرغم من أنّ تجاربي في السفر بمفردي كانت إيجابيّة بشكل عام، إلّا أنّني أودّ أن أرى الفنادق تقدّم خدمات نقل مخفّضة للنساء المسافرات بمفردهنّ بالإضافة إلى بعض الاقتراحات لبرنامج الرحلة مثلاً.

أظنّ أنّ هذا المستوى من الخدمة سيطمئن النساء المسافرات بمفردهنّ. فمن المطمئن جداً أن نعرف أن الفندق يتوقّعنا وأنّه تمّ حجز سيارة لنا، لكن قد تكون هذه الخدمة مكلفة. لذلك سيكون من الرائع أن تُحتسب ضمن تكلفة الغرفة في الفندق.

اقرئي أيضاً: جولة في تاراسكون مع Ines De la Fressange

العلامات: سفر

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث