عبّري عن ذاتك من خلال مجوهراتك!

الإدارة الفنّيّة: Farah Kreidieh 
من منّا لا تحبّ المجوهرات والإكسسوارات؟ بعض من هذه القطع يرتبط بحدث معيّن في حياتنا، وبعضها الآخر يشعرنا بتميّزنا وبعضها يصبح إرثاً عائليّاً أزليّاً. وتبقى القطعة الأولى التي حصلنا عليها كهديّة أو تلك التي أهديناها لأنفسنا من القطع المميّزة لدينا. لكلّ منّا قصّة خاصّة وعزيزة وراء تفضيلها لسوار أو خاتم أو عقد أو أقراط أو ساعة معيّنة أو حتّى لاختيارها ارتداء أو جمع نوع معيّن من المجوهرات إلّا أنّ بعض النساء أخذنَ شغفهنّ هذا بعيداً حيث أصبحنَ ليس فقط هاويات جمع إكسسوارات فخمة سواء مجوهرات أو ساعات أو أحجار كريمة، إنّما رائدات وخبيرات في هذا المجال يمكن الرجوع إليهنّ لمناقشة مختلف الأمور المتعلّقة بإيجاد القطعة الأمثل والأنسب! فانضمّي إلينا في ما يلي في حوارات جمعتنا مع نساء قاطنات في مختلف نواحي الخليج العربي يجمعهنّ شغفهنّ بالمجوهرات والإكسسوارات الفخمة الأزليّة! 

اقرئي أيضاً: قصّة نجاح مجلّة عنوانها الإلهام والتمكين

Amal Haliq: أشعر دائماً أنّ قطعة المجوهرات هي التي تختار صاحبتها، لذا بمجرّد أن تشتريها المرأة، ستشعّ لمعاناً
في صغرها، لطالما أُعجبت أمل حليق بمجوهرات والدتها التي كان لا بدّ من أن تتماشى دائماً مع الأسلوب واللون والحدث، سواء كانت قطعة مجوهرات مرصّعة بالألماس أو بالأحجار الكريمة أو كليهما، حيث كانت دائماً متناسقة، الأمر الذي أثار إعجاب أمل على الدوام عندما كانت طفلة. وكانت تحبّ نزهاتها مع والدتها إلى سوق الذهب في دبي وكيف كانا يسيران في الأزقة من متجر إلى آخر مثل Alice in Wonderland. وعند السفر في إجازة لم يجذبها شيء أكثر من التاريخ والمتاحف حيث يُكرّس قسم لقطع مجوهرات مرتبطة بثقافة كلّ بلد، ما اعتبرته تجربة غنيّة للروح والعقل. وكان التجوّل أيضاً في الأسواق المحليّة شغفاً آخر لاكتشاف المصمّمين. ومنذ صغرها، لطالما كانت أمل تنجذب إلى المجوهرات والأحجار الكريمة، ما ساعد في بناء شخصيّتها الصلبة مثل الأحجار الكريمة! وفي العام 2009، غاصت المرأة الإماراتية الشجاعة في شغفها بتصميم المجوهرات وأنشأت علامتها التجارية الخاصّة بها. انضمّي إلينا في ما يلي حيث نتعرّف أكثر إلى أمل وعلى تفضيلاتها فيما تشاركنا بعض النصائح أيضاً!
هل يمكنك مشاركتنا قصّة إضافتك للمسة خاصّة إلى تصميم المجوهرات التي تشترينها؟
إنّ كلّ قطعة أشتريها أو أصمّمها أو أُعيد تصميمها تعكس شخصيّتي وتشبهها. فإحدى القطع التي لها مكانة خاصّة في قلبي هي قلادة مرصّعة بأحجار التوباز الأصفر وأحجار الجمشت الكريمة، وأعيدَ تصميمها عندما كنت في المدرسة الثانوية لتصبح خاتماً. وثمّة قطعة أخرى كانت عبارة عن قطعة فسيفساء قديمة أُعيد تصميمها بأسلوب معاصر لارتدائها بأربع طرق مختلفة، أي كخاتم وسوار وقلادة وبروش.

"أنت تستحقين أكثر من الكمال". كيف تترجمين هذا الشعار في مجموعات المجوهرات التي تعملين على تصميمها؟ وهل يمكنك إخبارنا أكثر عن عملية تصميم مجموعاتك الخاصّة؟
إنّ الكمال لله وحده، لذلك أسعى جاهدةً لابتكار أسلوب فريد من نوعه عندما أعمل على مجموعة وأحاول أن أجد موضوعاً وقصّة مرتبطة بي شخصيّاً حتّى لو كانت مرتبطة بحدث ما وأعمل على مجموعتي وفقاً لذلك. فببساطة، يجب أن تكوني شغوفةً لتتألّقي في تنفيذ قطعة فريدة من نوعها، هذا كلّ ما في الأمر. أمّا الإلهام فهو عامل أساسي في عمليّة التصميم، وإذا أحسستِ بالإلهام، ستتمكّنين من تصميم القطعة بحبّ وشغف. وصحيح أنّ العملية طويلة إلّا أنّ الرحلة مبهرة، وأحتاج فقط إلى الحرص على تأمين الأجواء والأدوات المناسبة، وسيحذو الباقي حذوها بمجرد تحديد مصدر الإلهام.

من المعروف أنك معجبة كبيرة بـ Issey Miyake وHermès. هل يمكنك أن تشاركينا المزيد من الأسباب التي تجعلها مميّزة بالإضافة إلى القطع التي تفضّلينها؟
يعود سبب إعجابي بهاتين العلامتين التجاريّتين الأيقونيّتين إلى الفنّ الذي يتجلى في قطعهما والقصّة وراء كلّ قطعة أمتلكها. وأحبّ تقنية Issey Miyake المميّزة في إظهار علامتها التجارية والطريقة التي تشبه فيها شخصيّتي، ولديّ الكثير من القطع التي ارتديتها في مناسبات عدّة وهي تحفة فنيّة تجعلك تشعرين بالثقة والتواضع عندما تحضرين إلى أيّ حدث، ما يجعلني أشعر بالسعادة الفائقة. أمّا بالنسبة إلى Hermès فهي إحدى العلامات التجارية التي تمثل شخصيّتي، وتتميّز بأسلوب أنيق وبسيط في تصميم الحقائب والملابس بأقمشة وتقنيات فاخرة. ووراء كلّ وشاح قصّة تجذبني، فالأمر كلّه يعتمد على السرد القصصي. وينعكس مصدر إلهام العلامة في كلّ تصميم تبتكره.
ما هو الحجر أو الأحجار الكريمة المفضّلة لديك وما سبب اختيارك؟
إنه سؤال صعب للغاية نظراً إلى أنّ كلّ حجر كريم مرتبط بي بطريقة أو بأخرى، إلّا أنّ أحجار الألكسندريت، والأندَلُسيت، وياقوت Padparadscha تحجز مكانة خاصّة في قلبي، وبريقها يلامس الروح.

هل من مصمّمين مفضّلين لديك من بين أولئك العرب وما سبب اختيارك؟
يضمّ العالم العربي بشكل عام الكثير من المصمّمين الموهوبين الذين لم يتمّ اكتشافهم بعد. غير أنّه من بين الروّاد في هذا المجال الذين لديهم تأثير كبير، تبرز نادين قانصو صاحبة علامة "بلعربي"، وهي مصمّمة مجوهرات موهوبة وصديقة مقرّبة جداً. وقد قدّمت فنّ الخطّ بطريقة معاصرة لإغناء هوية الثقافة العربيّة.

ما هي قطع المجوهرات المفضّلة لديك ضمن مجموعاتك؟ هل يمكنك أن تخبرينا القصّة وراءها؟
أحبّ The Freedom of Aspiration وهي تعبير رمزي عن حريّة الأمّة في الإبداع وثقافتها، وتدمج إرث الماضي الغني في التعبيريّة المعاصرة الحالية، من أجل التعبير عن أنّه يمكننا جميعاً أن نطمح للوصول إلى ما هو أبعد من إمكانيّاتنا. إنّها قطعة يمكن ارتداؤها بثلاث طرق مختلفة وهي مستوحاة من شبكة صيد الأسماك التي كان يستخدمها الصيّاد منذ عصور.

ما الذي تخبرنا به مجوهرات المرأة عنها؟ وما هي نصيحتك للنساء من أجل اختيار مجوهراتهنّ؟
إنّ النساء شغوفات بالمجوهرات، فهي تمثّل مكانتهنّ وتشبه أنوثتهنّ، وكلّ قطعة هي فريدة من نوعها بحدّ ذاتها بغضّ النظر عن كيفيّة ارتدائها. وأشعر دائماً أنّ قطعة المجوهرات تختار صاحبتها لذا بمجرد أن تشتريها المرأة، ستشعّ لمعاناً.

هل تعتقدين أنّ المجوهرات تكمّل المظهر أم تخلقه؟ وما هي نصيحتك حول أفضل طريقة لتنسيق مجوهراتنا؟
نعم بالتأكيد أنّها تكمل المظهر ويمكن أن تكون كلّ الأحجار الكريمة لديك غير مُصمّمة لكنّها ستلمع بمجرد ارتدائها. ونصيحتي هي اختيار ما يمثّلك وليس ما يحب أن يراه الناس. ولا تشتري قطعة مجوهرات لأنّها رائجة بل لأنّك تعشقينها.

Misha Daud: أرتدي دائماً الساعة التي يختارها قلبك

ليست "فاشونيستا الساعات الشهيرة" فحسب بل رائدة أعمال أيضاً! ولطالما كانت Misha Daud ترقص على إيقاعها الخاص. فقد تربّت على أن تكون مستقلة وتزوجت من رجل يقدّر أنّ ما تؤمن به يمكّنها، ويحبّ أن يراها تحلّق عالياً. وحتّى فيما أطلقت Majan مجموعة العطور الخاصّة بها حصريّاًَ في متاجر Selfridges ثمّ على موقع net-a-porter والتي باتت متوافرة الآن في جميع أنحاء الشرق الأوسط عبر موقع Ounass، قال الناس أنّ الأوان قد فات لتتمكّن امرأة تبلغ 40 عاماً من تحقيق النجاح في مشروع جديد! ولحسن الحظ أنّ هاوية جمع الساعات قدّرت جودة هذه العطور المصنوعة أساساً لتتميّز عن غيرها وأدركت الرؤية التي تحملها كما فعلت بلا شك أفضل المتاجر والمنصّات في العالم التي باتت تعرضها. وهي تعتبر أنّ الجواب لكل امرأة يُقال لها "لا يمكنك فعل ذلك" هو أن ترد قائلةً "راقبوا ما سأفعله". أّما لقبها المفضل فهو بلا شك "ماما"! انضمي إلينا في ما يلي حيث نغوص في عالم Misha لاكتشاف القصة وراء شغفها بالساعات إضافةً إلى بعض نصائح التنسيق التي ستشاركنا إيّاها من عمان.

في أي مرحلة من حياتك بدأ شغفك بالساعات وكيف؟
لقد تمّ إهدائي ساعة Cartier Panthère في سنّ المراهقة. وكان حبّ من النظرة الأولى لساعة أرتديها على معصمي لأوّل مرّة. ولا أنظر إليها على أنّها ساعة، بل أعتبرها قطعة مجوهرات وهذا ما تعنيه بالنسبة إليّ. ففي معظم الأحيان لا يكون التاريخ أو الوقت مضبوطاً بالشكل الصحيح في ساعاتي، إذ إنّها تشكل فقط جزءاً من الجمالية التي أتّبعها. 

هل يمكنك أن تصفي لنا علاقتك مع الوقت وكيف تغيّرت أو تطوّرت نظرتك له خلال حياتك؟
إنّ الوصف الدقيق للوقت الذي يمكنني قوله هو أنّنا لا نملك السيطرة عليه. ولا نزال نعتقد أنّنا نملكها، ونردّد قائلين "سأفعل ذلك لاحقاً" أو "سأبقي ذلك لوقت لاحق". لذا تعلّمت أن أعيش اللحظة، وأن أستفيد منها إلى أقصى حدّ.

إذا كنت قادرة على اقتناء ساعة سحرية، هل ستسمح لك بالعودة بالزمن إلى الوراء أو بالسفر إلى المستقبل؟ وما هي اللحظة التي قد تختارين أن تعيشيها من جديد أو أن تغيّريها أو ما هو الحدث الذي قد تختارين أن تتنبّئي به؟
يا إلهي، ألن نرغب جميعنا في ذلك؟ إنّها لحظة خاصّة جدّاً بالنسبة إليّ، لكنّها شخصيّة للغاية. وليست ما قد أوّد مشاركته، ولن تضيف شيئاً إلى حياة أيّ شخص سواي. لكن الأحداث التي شكّلت شخصيّتنا هي ما أوصلت بنا إلى ما نحن عليه اليوم. ويجب ألّا نتوق إلى الماضي أو المستقبل لأنّه حينئذٍ نفقد الحاضر.

هل يمكنك أن تخبرينا أكثر عن مجموعة ساعاتك؟ وهل لديك أي علامات مفضّلة؟ وما هي الأسباب وراء اختياراتك؟
ليست أكبر مجموعة بأي شكل من الأشكال، لكنّها بالنسبة إليّ جميلة ومنسّقة بانتقاء وملائمة جدّاً لشخصيّتي. ولا أتأثر أبداً برأي الأشخاص الآخرين في أيّ موضوع، ناهيك عن الساعات. لقد طُلب منّي التعاون والعمل مع الكثير من مصنّعي الساعات. لكن إذا لن أرتديها، فلن أروّج لها بالتأكيد. أمّا العلامات المستحبّة إليّ، فهي تلك المعروفة: Cartier، وRolex، وAP، وبالطبع Patek Philippe. حيث أرتديها بأسلوب متقن وهي تناسب أسلوب حياتي، فقد اخترتها بكلّ صدق. ولم أخترها لتمثّل أيّ شيء سوى جمالها بالنسبة إليّ وخلودها. فالمعيار الوحيد الذي أتّبعه عند شراء ساعة هو أنّني عندما أنظر إليها، أبتسم. ولا جدوى من إنفاق المال على أيّ شيء لمجرد أنّك تعتقدين أنّه يجب امتلاكه إن لم يضفي بعض الفرح على حياتك.

ما هي الساعات المفضّلة لديك في مجموعتك؟ وهل يمكنك أن تخبرينا القصّة وراءها؟
لديّ بضع ساعات أحبّها وسيكون من المستحيل اختيار واحدة فقط. فمن Cartier أفضّل ساعة Tortue المرصّعة بالألماس. فقد كنت في St Tropez عندما رأيتها لأوّل مرّة، وأحببتها في اللحظة نفسها. وشعرت أنّه يجب عليّ أن أحصل عليها، وكنت على حقّ، فحبي لها لا يزال قويّاً. ومن Rolex أختار ساعة Daytona ذات الميناء الأخضر. وكنت في باريس برحلة عمل عندما تمّ إطلاقها وسرعان ما أصبح الراغبون في شرائها على لائحة انتظار طويلة. ودخلت إلى متجر وطلبتها، فاستمهلني البائع وتوجه إلى الجزء الخلفي من المتجر. وفي تمام تلك اللحظة اتّصل بي زوجي ليبلغني سلامه فحسب، فقلت له أنني لا يمكنني أن أصدق كم أنّني محظوظة، ابقَ معي على الهاتف لأنّني أعتقد أن المتجر يملك ساعة Daytona الذهبيّة وسأتمكّن من شرائها. فسكت ثمّ قال "لا تشتريها"، الأمر الذي صدمني لأنه من غير عادته أبداً أن يقول ذلك. وأجبته قائلةً "بالطبع سأفعل". وخرج الرجل بالساعة ووافقت على شرائها، فقال زوجي "لا يمكنني أبداً مفاجأتك بأي شيء!" حيث كان سبق واشتراها في اليوم السابق وتم شحنها إلى مطار Heathrow لأستلمها خلال رحلة الترانزيت في طريق العودة. وأخيراً ليس آخراً، ساعتي من AP. كان لدي متسوق خاص رائع في متجر Selfridges وقلت إنني أرغب بهذه الساعة. وقاموا بالبحث لمساعدتي في الحصول عليها لكن الأمر كان صعباً. وعندما كنت على وشك العودة من لندن، تلقّيت مكالمة لدعوتي إلى المكتب الرئيس لعلامة AP في لندن. فذهبت في الثامنة صباحاً، واستلمت الساعة وتوجّهت إلى المطار. كم كنت محظوظة!

كيف تحدّدين أو تعتبرين أنّ قطعة ما هي خالدة؟
إنّها قطعة لا تملّين منها أبداً. ولا يهمّ إذا كانت رائجة أم لا. ما يهمّ هو أنّك ما زلت تحبّينها وترغبين في ارتدائها. وأملك ساعة Tank Américaine من Cartier الماسية وهي حقاً خالدة، غير أنّه في الوقت نفسه تُعتبر ساعة Daytona من Rolex صالحةً لكل زمان أيضاً ولمناسبات مختلفة.

ماذا تخبرنا ساعات المرأة عنها؟ وما هي نصيحتك للنساء لاختيار أفضل ساعة لهنّ؟
تخبرنا الساعات تماماً ما تريدنا أن نعرفه! فبعض النساء يرتدينَ ساعة من اختيار أزواجهنّ، وبعضهنّ الآخر يرتدينَ تلك التي لا بدّ من اقتنائها. ونصيحتي هي ارتداء ما يختاره قلبك دائماً. وقد لا يحبّها الناس ولا داعي لأن تهتّمي لرأيهم. وإذا كانت تجعلك تشعرين بالحماسة بداخلك، فتلك هي الساعة المناسبة لك. وتعتريني تلك المشاعر أيضاً!

ما هو السؤال الوحيد الذي يجب أن تطرحه المرأة على نفسها قبل شراء ساعة ما؟
عليّ أن أكون صادقة في هذا الشأن، فما هو السؤال الذي يطرحه المرء على نفسه قبل شراء أي شيء؟ هل يعجبني ذلك؟ هل أريده؟ إذا كان الجواب نعم... تمتّعي بالتسوّق!

لو تخيّلتِ ساعة واحدة تعبّر عن شخصيّتك، هل ستختارين علامة محدّدة أو مصمّماً معيّناً لتصميمها لك؟
من الطريف أن تسألي ذلك… لا أستطيع الإفصاح عن الكثير حول ذلك إلّا أنّ أحد صائغي المجوهرات المفضّلين لدي يعمل على إطلاق ساعة جديدة وقد أضفت بعض المواصفات الخاّصة بي. لذا ترقبّوا ذلك! لكن إذا اضطررت إلى اختيار ساعة امتلكها، فستكون Daytona. فأنا تلك الفتاة الجريئة والمرحة والقويّة، وليست تلك الساعة لأصحاب القلوب الضعيفة.
Lena Aoun Tzortzis: قطعة المجوهرات الأفخم التي قد تقتنيها المرأة هي تلك التي تنظر إليها ولا تملّ من لمعانها أبداً

التصوير: Maximilian Gower
التنسيق: Sima Maalouf

نشأت Lena Aoun Tzortzis في بيروت مع أمّ شغوفة ومتفانية وأب حازم ومجتهد وشقيقتين جميلتين وموهوبتين. فحصلنَ جميعهنّ على أعلى مستويات التعليم وحظينَ بالكثير من اللقاءات الثقافيّة. تخرّجت Lena كمهندسة عمارة داخليّة من الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة وبعد تخرّجها، قامت بالتدريب في مكاتب هندسة معمارية مرموقة ثمّ سافرت إلى دبي والمغرب وإسبانيا في خلال عملها مع شركات مختلفة. وعندما بلغت من العمر 25 عاماً، افتتحت مكتبها الاستشاريّ الخاصّ في دبي. والتقت أيضاً بزوجها، وهو رجل أعمال يونانيّ، تبني معه مستقبلاً أفضل وأجمل ممّا كانت تتوقّعه! وهي في حالة تعلّم مستمرّ، فإذا لم تكن نشطة أو منتجة ستجدينها حتماً تُطالع وتتعلّم. وفي خلال فترة انتشار وباء كورونا، تعلّمت أيضاً العلاج الشامل لأنّها تهتمّ كثيراً بعمليّة الشفاء الطبيعية لجسم الإنسان. ويبقى شغفها الأكبر للمجوهرات وقد ترجمته عندما سافرت إلى أفريقيا لحضور دروس في علم الأحجار الكريمة قبل أن تؤسّس علامتها التجارية Theodore & C.! رافقينا إذاً في هذه المقابلة لتتعرّفي أكثر إلى Lena وشغفها بالمجوهرات والأحجار الكريمة من قلب دبي!

كيف تصفين شغفك بالمجوهرات والأحجار الكريمة؟ وكيف نما هذا الشغف مع الوقت؟
لطالما خبّأت علب المجوهرات التي قدّمها أبي لأمّي، واعتدت على تخبئة تلك العلب واختيار الهدايا معه في كلّ مناسبة. وهذا هو الاستثمار الذي تحدّثت عنه جدّتي دائماً، وبعد أن توفيت منذ فترة اكتشفنا أنّها قد خبّأت كميّة كبيرة من المجوهرات... للأيّام الصعبة. فكانت تشكّل مصدر أمان وفخر وجمال في الوقت نفسه. واعتاد الأهل والأصحاب تقديم المجوهرات دائماً بمناسبة الولادات الجديدة أو أعياد الميلاد أو التخرّج أو الأعراس. أمّا أنا، فبدأت بجمع قطع المجوهرات حالما حصلت على أوّل راتبٍ لي، ومن كان يدري أنّها ستتحوّل إلى هذا الشغف الكبير.

هلّا تخبرينا عن تجربة دراسة علم الأحجار الكريمة في أفريقيا وكيف ساهمت في تعمّقك أكثر في هذا الشغف؟
في السابق، كنت أعرف المجوهرات بطريقة سطحيّة كوني مستهلكة ومحبّة وهاوية مجوهرات. وبينما كنت أعمل على تصميم منزل زبونة، سنحت لي الفرصة أن أسافر إلى الكونغو حيث عائلتها مسؤولة عن بعض المناجم وعن استيراد الألماس إلى الشرق الأوسط. كانت تجربة رائعة فتعرّفت عن كثب على الأحجار الخام وكوّنت فكرة مختلفة جدّاً عن الطبيعة بشكل عام وعن مصدر الأحجار. وهكذا قرّرت أن أدرس علم الأحجار الكريمة عندما أخذت إجازة من عملي كمهندسة خلال حملي الثاني.

ما رأيك بالأحجار شبه الكريمة التي باتت أكثر رواجاً ولا سيّما بفضل خصائصها العلاجيّة؟
الأحجار شبه الكريمة هي أيضاً نادرة وصحيح أنّ بعض الأشخاص يختارونها من أجل خصائصها العلاجية. أنا شخصّياً لا أستخدمها في تصاميمي لكنّني أحبّ الجمال الذي تعكسه عندما يتمّ مزجها مع الألماس وأحجار أخرى، فتبدع دار Bvlgari و de Grisogono مثلاً في هذا المزج بين الأحجار.

ما هي بالنسبة إليك الإرشادات والقواعد التي تلتزمين بها عندما تبحثين عن قطعة أو تختارينها أو تشترينها؟
أنا أتبع حدسي. فأنا شخص واقعيّ جداً لكنّني أيضاً رومانسيّة تقليدية. إذا كنت أبحث عن قطعة لي، فلا أتّبع أي قواعد بل أتبع الشرارة التي تحدثها القطعة في قلبي. لكن إن كنت أبحث عن قطعة لأحد الزبائن، فأختار دائماً الأفضل من حيث القيمة ولا أساوم في ذلك لأنّ معظم الناس يستثمرون في المجوهرات ويتوقّعون أعلى جودة طبعاً.

هل تفضّلين علامات تجارية معيّنة لاختيار مجوهراتك أو أحجارك ولماذا؟
على صعيد العلامات التجاريّة العالميّة أحبّ ابتكارات دار Bvlgari لأنّها جريئة ومعبّرة ومفعمة بالحياة وقويّة! أمّا زوجي مثلاً فيفضّل Van Cleef & Arpels فتصاميمها أزليّة وكلاسيكيّة. ولديّ الكثير من القطع التي صنعتها لنفسي أو المخصّصة لي وتحمل توقيع مصمّمي مجوهرات آخرين وهذه القطع عزيزة جدّاً على قلبي.

هل تفضّلين التصاميم المعاصرة أو القديمة؟
أحبّ مزيج الأسلوب المعاصر والقديم أو الكلاسيكي. ولا يسعني أن أختار قطعة مفضّلة لديّ لأنّني أجد في كلّ قطعة قصّة مختلفة فهي كلّها مصنوعة بحبّ وشغف وتذكّرني بمناسبات سعيدة.

هلّا تخبرينا أكثر عن علامتك التجارية وعن مراحل عملك. كيف تقومين بالتنسيق بين ذوقك ومعرفتك وبين ذوق الزبون وأسلوبه؟
أسّست علامتي Theodore & C. بعد ولادة ابنتي منذ 4 أعوام. اخترت اسمَي ولديّ Theodore وCarolina لاسم علامتي وقد يبدو الأمر مبتذلاً لكنّني شعرت بالكثير من الشغف والحبّ أثناء تأسيسها، فحلمت بأن تصبح إرثاً للعائلة. إنّه حلم كبير، لكنّ حبّ المجوهرات مزروع في ولديّ بالفعل، وكلّ القطع التي أختارها لنفسي، أتخيّلهما يضعانها ويحتفظان بها. 
أمّا العلاقة مع الزبون فهي قويّة وشخصيّة جداً من أجل النجاح في تلبية توقّعاته. قد يستغرقني إيجاد حجر 6 أشهر وبخاصة إذا كان حجراً كبيراً. وأقوم عادةً بإسداء النصائح حول الجماليات والتنفيذ النهائي بعد اختيار الأحجار، لكنّني حتماً لا أفرض أسلوبي الشخصي إنّما أستخدم بعض المهارات في التواصل مع الزبون لأقنعه.

ما الذي تخبرنا به المجوهرات عن المرأة؟ وما هي نصيحتك للمرأة عندما تختار قطع المجوهرات لنفسها؟
إنّه شغف خاصّ وشخصي. البعض يجده في الموضة أو في الفنّ أو في العناية بالبشرة أو في المطبخ أو في أي مجال آخر. أمّا اختيارالمجوهرات للتعبير عن الأسلوب الشخصي فهو يدلّ على الذوق الراقي والأناقة والثقة بالنفس طالما أنّه ما من مبالغة في الاختيار. أنا شخصيّاً أختارالقطعة المميّزة التي تبرز الإطلالة حتّى لو كانت بسيطة جدّاً. لذا أنصح المرأة أن تدع المجوهرات التي تختارها تعكس لمعانها في عينيها.

ما هي "أفخم" قطعة مجوهرات قد تقتنيها امرأة؟
إنّها القطعة التي تشعرها بوجودها. لا يهمّ الحجم أو الثمن، فكلّ ما يهمّ هو أن تنظر إلى القطعة ولا تملّ من لمعانها أبداً. 

Dalia Nsouli: بطريقة أو بأخرى، أشعر أنّ شراء المجوهرات لنفسي هو لأمر مرضٍ ومحرّر للغاية وتعبير حقيقي لمفهوم الأنثويّة

إنهّا متعدّدة المهام... بين العمل في مجال الخدمات المصرفية، والأمومة من جهة وكونها ناشطة في مجال الموضة وتنسيق الأزياء، وجامعة للمجوهرات والساعات من جهة أخرى، كلّ هذه المسارات المختلفة تلتقي لتشكّل شخصيّة داليا نصولي. ولن تكون المرأة التي هي عليها اليوم لولا كلّ هذه المهمّات التي تكمّل شخصها. ويستهلك الجانب المصرفي من داليا معظم وقتها. وعادةً ما ترتدي لمدّة خمسة أيام في الأسبوع سروالاً رسمياًّ وتي شيرت أبيض وحذاءً بلا كعب مع الكثير من المجوهرات بلا شك. وإنّما يتسنّى لها في عطلة نهاية الأسبوع أن تكون على طبيعتها وأكثر تعبيراً في تنسيق الملابس، خاصّةً خلال وقت الإجازة، ولكن هناك أمر واحد ثابت ومشترك بين كلّ هذه الجوانب ألا وهي مجوهراتها التي تكاد لا تنزعها أبداً. انضمّي إلينا في ما يلي للتعرّف أكثر على شغف داليا بالمجوهرات وقطعها المفضّلة والمصمّمين المفضّلين بالنسبة إليها كما بالتأكيد بعض النصائح الرائعة التي ستشاركنا إيّاها من قطر لاختيار المجوهرات وتنسيقها!

كيف تصفين شغفك بالمجوهرات والساعات وكيفيّة تطورّه على مر السنين؟
أعتقد أن شغفي قد نشأ في وقت مبكر جداً مع الإكسسوارات خلال أيام المدرسة قبل أن أصبح قادرة على شراء المجوهرات الفاخرة. وكنت أكدّس الأساور الملوّنة على معصمي، الأمر الذي ما زلت أفعله. ثمّ تطور الأمر إلى أن أصبحت أرتدي بعض القطع القديمة التي كنت آخذها من والدتي وأعتقد أنّه هذا هو الوقت الذي بدأت فيه فعلاً بتقدير المجوهرات. وواصل هذا الأمر تطوّره إلى أن بدأت شراء القطع الخاصّة بي بمجرّد أن باشرت العمل وأتذكّر شراء ساعة Audemars Piguet مع أوّل مكافأة مالية تلقيّتها، فلا شيء أفضل من إنفاق الأموال التي كسبتها بعرق جبينك على قطع خالدة خاصّة بك. وبطريقة أو بأخرى، أشعر أنّ شراء المجوهرات لنفسي هو لأمر مرضٍ ومحرّر للغاية وتعبير حقيقي لمفهوم الأنثوية.

من المعروف أنّك معجبة شغوفة بحرفيّة صياغة المجوهرات اللبنانيّة. ما هي الأسباب التي دفعتك إلى حبّ تصاميم المجوهرات اللبنانيّة وما الذي يجعلها مميّزة؟
إنّ معظم مجوهراتي مصاغة في لبنان وأنا فخورة جدّاً بذلك. وفي الواقع، أؤمن فعلاً أنّ حرفيّتنا تتمتّع بمستوى عالمي وإنّه لشرف كبير أن يتسنى لي ارتداء تصاميم محلية فريدة بالفعل ومتقنة الصياغة. وقد صمّمت معظم مجوهراتي بنفسي، وتمت صياغتها في لبنان يدوياً باستخدام أفضل الأحجار وتقنيات العالية الجودة، فتُنفذ القطع بشكل أفضل ممّا أتخيّله! كما أنّه من المُرضي جدّاً بالنسبة إليّ أن أبتكر تصميماً وأعمل على صياغة القطعة التالية. وتصبح مجوهراتي بطريقة أو بأخرى هدفاً أو خطوة مهمّة أكافئ نفسي بها. 

هل من مصمّمين مفضّلين لديك من بين الذين تتعاونين معهم لتنفيذ قطعك وما هي الأسباب وراء اختياراتك؟
إنّ الصائغ المستحبّ إليّ في لبنان هو ميشال زيدان. فابنته رونا هي صديقة قديمة ومقرّبة لي منذ أيّام المدرسة، ولا مثيل لحرفيّتهم ومهنيّتهم وهم من ينفّذون معظم مجوهراتي. وأشارك رونا تصميمي، فتنفذه بطريقة لم أتخيّلها أبداً. حيث يمكنهم ابتكار أي شيء على الإطلاق والقيام بذلك بإتقان. كما أنّني معجبة بشدة بـ L’Atelier Nawbar وكلّ ما يفعلونه، فالشقيقتان وراء هذه العلامة شغوفتان للغاية وحبّهما للقطع القديمة وللبنان، الأمر الذي أتشاركه معهما، يتجلّى في كلّ قطعهما تقريباً. ويعود السبب الكبير وراء تعلّقي الشديد بالقطع التي أمتلكها إلى قصّة كلّ قطعة وإلى أنّها مبتكرة في وطني. وأشعر فعلاً بالفخر لدعم إحدى أقدم وأرقى الحرف لدينا.

هل لديك أي علامات مفضّلة في مجموعة ساعاتك ولماذا؟
أحبّ بعض موديلات Cartier وRolex القديمة بسبب رقيّها وخلودها. إذ إنّني أحبّ التصاميم الأصغر والأقدم مثل Baignoire وTank Solo وDatejust القديمة وأعتبرها قطعاً رائعة تستأهل شراءها ويمكنك تمريرها من جيل إلى آخر. وأحبّ بشكل خاص الأساور القديمة المصنوعة من جلد التمساح مع الأقراص الصغيرة الذهبية أو الفولاذية، وأحبّ تنسيق الأساور التي يمكنها أن تبعث روحاً جديدة في القطع الكلاسيكيّة. أمّا الساعة المفضّلة التي أمتلكها فهي ساعة Datejust القديمة من Rolex والمصنوعة من ذهب وميناء مالاكيت تعود إلى ثمانينات القرن الماضي، مع سوار قديم مصنوع من جلد التمساح البني كنت قد عثرت عليه مؤخرًا من صائغ مجوهرات في نيويورك. وأحب أيضاً 1stDibs للساعات القديمة الرائعة.

ما هي قطعة أو قطع المجوهرات المفضلة لديك في مجموعتك؟ 
إنّه عقد Choker هندي عتيق مصنوع من قطع الألماس الخام اشتريته من الصائغ الذي أقصده في بانكوك، ولكن مصدره من جايبور. وكان هذا العقد المصمّم بأسلوب مغول الهند في الواقع جزءاً من عقد أكبر بكثير احتوى على صفوف من أحجار الزمرد والياقوت، لكنّني اخترت الاحتفاظ فقط بالصفّ العلوي الذي يحتوي كلّه على قطع ضخمة من الألماس الخام. وأحبّ كيف يبدو العقد بأكمله غير مصقول، ما يعني أنّه يمكنني أن أرتديه بأسلوب عادي، لكن حجم الماسات كبير بما يكفي لأرتديه أيضاً بأسلوب رسمي، فالقطعة تحوّلية للغاية وأحبّ مدى تعدّد ارتداءاتها.

كيف تحدّدين أو تعتبرين أنّ قطعة ما هي خالدة؟
هي القطعة التي لا تتوقّفين عن حبّها، والتي يمكنك نقلها إلى الأجيال القادمة بلا أدنى شكّ. فتكون عبارة عن عمليّة شراء لا تندمين عليها أبداً.

هل تعتقدين أنّ المجوهرات تكمّل المظهر أم تخلقه؟ وما هي نصيحتك حول أفضل طريقة لتنسيق مجوهراتنا؟
لا أعتقد أنّ المجوهرات ضروريّة لخلق مظهر ولن يكون قول ذلك عادلاً لأنّه يمكن للكثير من الناس أن يبدوا بمظهر رائع بدون إنفاق آلاف الدولارات على المجوهرات. وأعتقد أنّ أفضل ما قد ترتديه المرأة هو الثقة، وأنا أؤمن صدقاً بذلك. وهناك الكثير من الأوقات التي انبهرت فيها بنساء ارتدين سروال دنيم كلاسيكيّاً وتي شيرت أبيض عاديّاً. من هنا، تُعدّ المجوهرات شكلاً رائعاً من أشكال التعبير، وتماماً كالموضة يمكنها أن تعكس فعلاً شخصيّتك وأعتقد أنّها طريقة ماديّة لتزيين شخصيّتك. وبرأيي إنّ أفضل طريقة لتنسيق مجوهراتك هي من خلال ارتدائها بالطريقة التي ترغبين فيها. وعلى الصعيد الشخصي، لا أزال أفضّل طريقة التكديس، أي تكديس كلّ قطعي المفضّلة على أصابعي ومعصمي ورقبتي في آن وبغض النظر عن المناسبة. وأشعر أنّ هذا الأسلوب يشبهني كثيراً، وما زلت أتّبعه منذ أن كنت أرتاد المدرسة، لذلك هو كلّ ما أعرفه.

تخيّلتِ قطعة المجوهرات التي تمثل شخصيتك، فماذا ستكون وكيف ستبدو؟
على الأرجح أنّها ستكون خاتم خنصر لأنني أحبّ ارتداء هذه الخواتم وأفعل ذلك طوال الوقت، بغض النظر عن المناسبة. وعلى الرغم من أنّها غير رسميّة، إلّا أنّني أرى أنّها بالفعل تمثّلني وأسلوبي البسيط للغاية. وأكاد دائماً أرتدي واحداً. أمّا القطعة التي أتخيّلها حالياً فهي خاتم خنصر على شكل ثعبان، يلتف حول إصبعي، بعيون من أحجار الياقوت ورأس من الزمرد. هذا ويقوم ميشال زيدان بتنفيذه في لبنان طبعاً!
Katia Jundi: أحبّ الساعات التي تناسب الرجال والنساء معاً فأنا أشجّع النهج اللاجندريّ في صناعة الساعات

التصوير: Maximilian Gower
التنسيق: Sima Maalouf

هي خبيرة في مجال الساعات والمجوهرات وتسرد قصص الساعات الفاخرة من منظار امرأة، ولديها خلفيّة في مجال النشر والإعلام. لا شكّ في أنّ العمل في مجال الإعلام قد أضفى الكثير على هويّة Katia Jundi. وجمال العمل في هذا المجال هو أنّه يمنحها فرصة لمقابلة الكثير من الأشخاص من مختلف الصناعات وللتعلّم منهم ومن المنتجات التي يقدّمونها ويمثّلونها. وقد علّمتها مسيرتها المهنيّة أن تكون مستمعة جيّدة فتتعلّم وتستوعب كلّ ما تتلقّاه. علّمتها أيضاً المسؤولية التي تترافق مع إعادة سرد تلك القصص بأكثر الطرق مسؤوليّة. رافقينا في هذه المقابلة بينما نتحدّث من دبي عن مسيرة Katia وذوقها في اختيار الساعات والمجموعة التي تمتلكها.

متى وكيف وُلد شغفك بالساعات؟
بدأ شغفي بالساعات أثناء عملي. المجلّة الأولى التي عملت معها كانت تختصّ بالأعمال وطُلب منّي في أحدّ الأيّام أن أقابل مدير شركة Vacheron Constantin، إحدى أهمّ العلامات التجاريّة في مجال صناعة الساعات. لم يمضِ 5 دقائق على مقابلتي حتّى أدرك المدير أنّني لست ضليعة في عالم الساعات المعقّد. لكنّه كان لطيفاً جداً فأمضى كلّ فترة المقابلة وهو يشرح لي كلّ ألغاز ذلك العالم. وهكذا بدأت قصّتي مع الساعات فأردت أن أتعلّم أكثر عن كلّ العلامات التاريخيّة العريقة التي كانت بمثابة حجر الأساس في صناعة الساعات. أردت أن أتعرّف إلى الآباء المؤسّسين لهذه الصناعة والذين ما زالت أسماؤهم تبرز في أهمّ العلامات التجارية حتّى اليوم. شعرتُ أيضاً بالفضول لمعرفة سبب تفضيل الناس بعض العلامات على الأخرى.

كيف تساعدين الجمهور من خلال المحتوى الذي تشاركينه معهم لتعريفهم أكثر على العلامات التجارية الفاخرة المفضّلة لديهم وبالتالي لاختيار القطع؟ الفضلى؟
ابتكرت صفحتي على إنستغرام @katsbling وموقعي الإلكتروني الخاصّ لأظهر علاقة عاطفيّة مع عالم صناعة الساعات. فقد يكون المحتوى الذي تقدّمه دور الساعات في أغلب الأحيان تقنيّاً أكثر من اللزوم، إذ يفقد الناس اهتمامهم بسبب كلّ تلك التفاصيل. لذا أردت أن أركّز على الأساس وعلى اللحظات الخاصّة التي تختبرها الساعات معنا بينما تلتفّ بصمت على معصمنا كلّ يوم.
إنّ سوق الساعات متنوّع جداً وأحبّ أن أساعد الناس ليروا التحفة الفنيّة التي تجسّدها كلّ ساعة. إذا جذبتك الساعة فهي إذاً مناسبة لك. أنا لا أؤمن بالصيحات أو باختيار التصاميم الرائجة بل أؤمن بإيجاد الساعة التي تحاكي شخصيّتك. لا يهمّ ما يظنّه الآخرون، فالأهمّ هو أن تكوني سعيدة وراضية بالقطعة التي تزيّن معصمك.

أخبرينا المزيد عن مجموعتك. هل لديك علامات تجاريّة مفضّلة؟ وهل من سبب وراء خياراتك؟
بدأت بجمع الساعات منذ سنّ الـ21 عاماً وكانت ساعتي الأولى Rolex Air King. لم أرغب في تصميم "أنثوي" لأوّل ساعة أحصل عليها بل أردت قطعة أزلية بتوقيع دار فاخرة تعكس شخصيّتي. أغرمت بقرص الساعة الأزرق وكانت تلك القطعة المناسبة لنمط حياتي الحافل. وأعتقد أنّني وضعتها كلّ يوم بدون استثناء طوال ذلك العام. بعدئذٍ بدأت بجمع ساعات Rolex لكنّني سرعان ما رحت أهتمّ بعلامات أخرى مثل Patek Philippe. وساعة Annual Calendar منPatek Philippe من القطع المفضّلة لديّ فأحبّ الساعات التي تحمل تعقيدات فيها. ثمّ بدأ اهتمامي لاحقاً بالساعات الأيقونيّة من دور أخرى فوسّعت مجموعتي لتضمّ علامات مثل Panerai وJaeger-LeCoultre وBvlgari وAudemars Piguet وغيرها. أحبّ القطع الأيقونيّة لأنّها تجسّد أفضل ما تقدّمه دور الساعات كما ترتبط أيضاً بتاريخ الدور وجوهرها. بالإضافة إلى ذلك، أحبّ اختيار الساعات الرجاليّة لنفسي لأنّني أجد أنّها تبرز بشكل جميل على معصم امرأة وتشكّل بالتالي تصريحاً قويّاً عمّا تستحقّه المرأة وتريده من عالم صناعة الساعات.

ما هي الساعة المفضّلة لديك؟ وما القصّة وراءها؟
ساعة Day-Date الذهبيّة من Rolex هي حتماً ساعتي المفضّلة وأظنّ أنّني أضعها أكثر من أي ساعة أخرى من مجموعتي. أوّلاً لأنّه يسهل وضعها على المعصم وهي تتماشى مع كلّ الإطلالات النهارية والمسائية. ثانياً، لأنّها كانت هديّة من زوجي قبل أن أنجب ولدَيّ التوأم. لذا فأنا أربط تلك الساعة بأمومتي.

كيف ترين تطوّر تصاميم الساعات على مرّ السنين؟ وهل أنت من محبّات الساعات القديمة أو المعاصرة؟
أفضّل حتماً الساعات المعاصرة. فتتخطّى صناعة الساعات نفسها في كلّ مرّة وأنا أحبّ أن أواكب التطوّر. ويظهر حبّي لكلّ ما هو معاصر في منزلي حتّى وفي أسلوبي الشخصيّ.

ما تعريفك للقطعة الأزليّة؟ وأيٌّ ساعة تعتبرينها أزليّة؟ 
الساعة الأزليّة هي التي تصمد أمام مرور الزمن ولا تتأثّر بالصيحات. ونرى ذلك في تصاميم أيقونيّة بتوقيع علامات تجاريّة مختلفة. ولا تلاقي القطع الأيقونيّة رواجاً دائماً عندما يتمّ إطلاقها فتكون أحياناً سابقة لعصرها لكنّها تزداد رواجاً وشعبيّة بعدئذٍ. وهناك أمثلة كثيرة عن الساعات الأزليّة مثل ساعة Reverso من Jaeger-LeCoultre وNautilus من Patek Philippe وRoyal Oak من Audemars Piguet وHappy Sport من Chopard وOyster Perpetual من Rolex وLuminor من Panerai وغيرها...

ما الذي تخبرنا به الساعة عن المرأة؟ وما هي نصيحتك للمرأة عندما تختار ساعة لنفسها؟
تكشف الساعة الكثير عن المرأة التي تتزيّن بها. فإذا كانت تشتري فقط الساعات المرصّعة بالأحجار، هذا يعني أنّها تعتبرها كقطع مجوهرات. وتختار بعض النساء مثلاً ساعات Apple فقط لأنّهنّ لا يردنَ تفويت أي إشعار أو أي معلومات تقدّمها لهنّ الساعة الذكيّة. وتبحث نساء أخريات أيضاً عن ساعة مناسبة لكلّ يوم تتماشى مع نمط حياتهنّ الحافل ويمكن الاعتماد عليها. أمّا البعض الآخر فيفضّلنَ الساعات ذات التعقيدات لأنّهنّ يقدّرنَ الفنّ وراء صناعتها. فتتزيّن هؤلاء النساء بساعاتهنّ بكلّ فخر تماماً كجامع التحف الفنيّة الذي يفتخر بقطعة فنيّة يملكها. وأعتقد أنّ القطعة المثاليّة لكلّ امرأة هي تلك التي تبعث الفرح في قلبها وفي حياتها.

يعتبر البعض أنّ جمع الساعات هو استثمار تماماً مثل جمع التحف الفنيّة. ما رأيك بهذا؟
تشكّل الساعات حتماً استثماراً شرط أن نختار التصاميم الصحيحة. وفي الآونة الأخيرة، ازداد الطلب على الساعات الفاخرة بشكل كبير ويعود ذلك بشكل كبير لمواقع التواصل الاجتماعي. فيرى الجميع كلّ تلك الصور التي تظهر فيها المعاصم على مقود السيارة أو مع خلفيّات مختلفة. وقد شهدت بعد العلامات التجاريّة ارتفاعاً هائلاً في الطلب على ساعاتها، وعندما يعجز العرض من مواكبة الطلب وتطول لوائح الانتظار، تصبح هذه الساعات حينها قطعاً عالية القيمة وتستحقّ الاستثمار فيها.

اقرئي أيضاً: At Home مع Rana Khadra

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث