عندما يجتمع الشغف والشجاعة يكون النجاح ثالثهما

تخلّين عن كلّ شيء ليصبحن طاهيات.

ربى خليل وهلا عياش وآمنة الهاشمي، ثلاث نساء من ثلاثة بلدان عربيّة مختلفة. أرادت الأولى أن تصبح باحثة في الكيمياء الحيويّة والثانية مصمّمة داخليّة والثالثة مهندسة. إلّا أنّهن تخلّين عن كلّ شيء في النهاية ليصبحن طاهيات محترفات بفضل شغفهنّ للطعام والمطبخ. كانت بداية مشوار كلّ منهنّ مختلفة إنّما بات أسلوب حياتهنّ واحداً.

وما أقدمنَ عليه يتطلّب الكثير من الجرأة والشجاعة فيلهمننا نحن النساء للسعي وراء أحلامنا وتحقيق أهدافنا بدون تردّد. لذا اكتشفي معنا قصّة هؤلاء النساء والقرار الذي دفعهنّ لتغيير مسار حياتهنّ بالإضافة إلى وصفاتهنّ للنجاح.

 

ربى خليل

شعارها: Bake The Glass Ceiling

التصوير:  Myriam Boulos

 

القرار الذي اتّخذته يتطلّب الكثير من الشجاعة، فما هي نصيحتك للنساء للسعي وراء أحلامهنّ؟

نصيحتي للنساء هي التالية: إن بدا الأمر صائباً لكنّ باشرن به، وستجري الأمور كما يجب.

 

بدأت أوّلاً بالعمل من المنزل ثمّ وسّعت نطاق عملك لاحقاً، فما الذي دفعك ومدّك بالقوّة لقيام بذلك؟

كان هذا التطوّر طبيعيّاً بالنسبة إليّ، فبعد عودتي إلى لبنان بدأت بالطهو في المنزل لبعض الحفلات والمناسبات، وعندما ازداد الطلب وظّفت أشخاصاً لمساعدتي واضطررت أيضاً إلى شراء المزيد من المعدّات. وعندما أصبح المكان مكتظاً، وضعت ثلاجة مليئة بالمنتجات في غرفة الجلوس، وأدركت عندئذٍ أنّ الوقت قد حان للانتقال إلى مطبخ لائق.

 

كونك امرأة وطاهية، هل يختلف العمل بالنسبة إليك بين العالم العربي وبلدان العالم الغربي؟

أذكر عندما دخلت أحد المطابخ في عامي الأوّل في بيروت حاملة حقيبة السكاكين وحقيبة الملابس، نظر إليّ الطاهي وقال: "تدخل النادلات من الخلف". لا أظنّ أنّني كنت لأواجه موقفاً مماثلاً في البلدان الغربية.

 

ما أكثر ما تحبّينه في عملك؟ وما هي سيّئات عمل المرأة في هذا المجال؟

إنّ الطاهية التي ترغب في تأسيس عائلة، لا بدّ من أن تعلّق مسيرتها المهنيّة مؤقّتاً من أجل عائلتها. إلّا أنّه قد يصعب على المرأة كثيراً أن تدخل سوق العمل من جديد، أمّا مسيرة الطاهي المهنيّة فهي تتقدّم وتتطوّر بشكل تسلسليّ. وبالإضافة إلى ذلك، يتعيّن على المرأة أن تعمل بجهد أكبر لتستمرّ في إثبات نفسها في كلّ مرّة لكنّ ذلك من المسّلمات بالنسبة إلى الرجال. وإن أظهرت المرأة  في هذا المجال جانبها الصارم فيُقال إنّها "قاسية جدّاً"، وإن أظهرت بعض المشاعر والعواطف في العمل فتُعتبر "رقيقة جدّاً". إنّما أكثر ما أحبّه في هذا العمل هو فنّ الطهي بحدّ ذاته.

كيف تساهمين في تمكين المرأة في حياتك اليوميّة؟

أؤمن بالتمييز الإيجابيّ وأبذل جهدي لضمّ الطاهيات النساء إلى فريقي. فقد حان الوقت لتساعد النساء بعضهنّ البعض ولتُمنح الأقليّات الأفضليّة في مكان العمل.

 

ما هي اللحظة الأحبّ إلى قلبك في وقت العمل؟

أشعر بسعادة كبيرة عندما أنتهي من العمل بعد إعداد طعام شهيّ.

 

 

أخبرينا عن حادثة طريفة حصلت معك في المطبخ.

وصلنا في إحدى المرّات إلى مطبخ بدون معدات أو أدوات، فأجبرنا على استعارة الأغراض من الجيران واضطررت إلى إعداد المعكرونة في آلة تحميص الخبز. فلا شكّ في أنّ هذه المواقف مربكة جدّا،إلّا أنّه عندما يجهز الطعام وتظهر علامات الرضى على وجوه الضيوف نضحك لاحقاً بسبب طرافة الحادثة.

 

ما هو نوع الطعام الذي تفضّلين تحضيره وهل لديك طبق خاصّ تشتهرين به؟

أميل أكثر إلى المطبخ الشرق أوسطيّ كما أنّني أحبّ إعداد المعكرونة الطازجة. وقد تعلّمت ذلك في بولونيا في إيطاليا. ما من طبق خاصّ ومعيّن أشتهر به إذ أرغب دائماً في تغيير قائمة الطعام فأختار من المكوّنات المتوافرة بحسب المواسم.

 

ما هو المكوّن الأصعب برأيك من ناحية الطهي؟

أظنّ أنّ إعداد الخبز هو الأصعب فلا يمكن توقّع النتيجة النهائيّة إذ يتأثّر تحضيره بعوامل خارجيّة وخارجة عن السيطرة.

أيّ أداة من أدوات المطبخ تفضّلين؟

سكينّي اليابانيّ الحادّ بدون أدنى شكّ، فهو أداتي المفضّلة.

 

كيف تكون الطاهية مبدعة ومبتكرة في عملها؟

تبدع بعض الطاهيات في استخدامهنّ النكهات، وبعضهّن الآخر في تقديم الأطباق أو تزيينها. وقد يخترن إمّا الأسلوب البسيط والناعم وإمّا الأسلوب المعقّد، لكن ما من طريقة فضلى للقيام بذلك، فالإبداع يكمن في عين الناظر.

 

ما أكثر ما يشوّقك حاليّاً؟

عدت مؤخّراً من رحلة إلى البيرو وبوليفيا، وأنا متشّوقة جدّاً لإعداد الأطباق الخاصّة بمطبخ nikkei الذي يشكّل مزيجاً بين المطبخين اليابانيّ والبيروفيّ.

 

عندما تكونين خارج مطبخك، ما هي الهوايات التي تمارسينها؟

أسافر لتناول الطعام في بلدان أخرى.

اقرأي أيضاً: المرأة السعوديّة تكتسب المزيد من الحقوق

 

هلا عيّاش

شعارها: Baby Steps For Big Dreams

التصوير: Vikram Gawde

التنسيق: Sarah Rasheed

 

القرار الذي اتّخذته يتطلّب الكثير من الشجاعة، فما هي نصيحتك للنساء من أجل السعي وراء أحلامهنّ؟

أنصح كلّ امرأة أن تتبع قلبها وتتحلّى بالجرأة وأن تختار العمل الذي تستمتع به وتحبّه. ما من أمر مستحيل في الحياة خصوصاً أنّنا نعيشها مرّة واحدة، لذا يجب أن تختار المرأة ما تحبه وتتقدّم خطوة تلو الأخرى.

 

أنت اليوم طاهية ومقدّمة برامج ومدرّبة لياقة بدنيّة ومعلّمة طهي ومؤثّرة على مواقع التواصل الاجتماعي وأمّ. كيف توفّقين بين مهامك المتعدّدة؟

في الواقع، يتطلّب ذلك الكثير من التخطيط والتنسيق. إلّا أنّه لا يمكننا فعلاً أن نبرع في كلّ تلك الأعمال في الوقت نفسه. لذا يتعيّن عليّ حتماً أن أنظّم وقتي إلّا أنّني قد أضطر في بعض الأحيان أن أطلب المساعدة من المقرّبين منّي.

 

كونك امرأة وطاهية، هل يختلف العمل بالنسبة إليك بين العالم العربيّ وبلدان العالم الغربي؟

تترك الطاهيات في العالم العربيّ بصماتهنّ من خلال قدراتهنّ العقليّة ومهاراتهنّ الإبداعيّة وعزمهنّ الهائل للتقدّم والتفوّق. فالمرأة هي التي تقرّر ما إذا كان العمل صعباً أم لا، فهي تضع القوانين والحدود لنفسها أينما تواجدت.

 

ما هي فوائد عمل المرأة في هذا المجال؟ وما أكثر ما تحبيّنه في عملك؟

تحاكي الطاهية كلّ حواسها أثناء الطبخ وتضع الكثير من الحبّ في كلّ طبق تعدّه.

 

كيف تساهمين في تمكين المرأة في حياتك اليوميّة؟

لا بدّ من أن تسعى المرأة دوماً لتصبح ناجحة وقويّة ولتتمتّع بصحّة جيّدة وبلياقة بدنية. كذلك، فهي تسعى أيضاً لتكون اجتماعيّة وحقيقيّة وصادقة. غير أنّها تستحقّ في الوقت نفسه أن تُحترم وتُقّدر وتُعامل كسيّدة راقية.

 

ما هي اللحظة الأحبّ إلى قلبك في وقت العمل؟

أشعر بالفرح عندما أطهو لجمهوري الحبيب وأتواصل معهم عبر الشاشة وأشاركهم حبّي وشغفي لفنّ الطهي.

 

أخبرينا عن حادثة طريفة حصلت معك في المطبخ.

نعيش لحظات طريفة دائماً لا سيّما أثناء التصوير، فتقع الكاميرا أحياناً أو يقوم أحدهم ببعض التعابير المضحكة خلف الكواليس، لذا تسود الأجواء الممتعة دائماً.

 

ما هو نوع الطعام الذي تفضّلين تحضيره وهل لديك طبق خاص تشتهرين به؟

أحبّ المطبخ الشرق أوسطي كثيراً فهو غنيّ جداً بالمكوّنات الطازجة، أمّا طبقي الخاصّ فهو الباييلا الإسبانيّة.

ما هو المكوّن الأصعب برأيك من ناحية الطهي؟

ثمّة طريقة معيّنة لاستخدام كلّ مكوّن في المطبخ، إلّا أنّني قد أواجه صعوبة في حالات التوتّر أو بسبب الطقس أو معدّات المطبخ في بعض الأحيان.

 

أيّ أداة من أدوات المطبخ تفضّلين؟

سكاكيني هي حتماً أدواتي المفضّلة فهي كأطفالي عزيزة على قلبي.

 

كيف تكون الطاهية مبدعة ومبتكرة في عملها؟

تبدع الطاهية عندما تمزج النكهات الكلاسيكيّة مع التقنيات العصريّة.

 

ما أكثر ما يشوّقك حاليّاً؟

أنا متشوّقة دائماً لمشاركتي في البرنامج الصباحي "صباح الخير يا عرب" على MBC وأحلم بافتتاح مطعمي الخاص قريباً.

 

عندما تكونين خارج مطبخك، ما هي الهوايات التي تمارسينها؟

أحبّ الرياضة ولا سيّما الملاكمة وركوب الدرّاجة الهوائية ورفع الأثقال.

اقرأي أيضاً: رسالة إنسانيّة وإشادة بالمرأة

 

آمنة الهاشمي

شعارها: Create Your Opportunity

التصوير: Vikram Gawde

التنسيق: Sarah Rasheed

اكتشفت آمنة حبّها للطهي حديثاً، أيّ منذ حوالى الأربعة أعوام تقريباً، فلطالما أرادت أن تصبح مهندسة. هي أمّ لثلاثة أولاد وقد واجهت صعوبة في التنسيق بين حياتها المهنيّة والعائلية، وبما أنّ عائلتها كانت دوماً من أولوياتها، تركت عملها في التصميم بسبب ضيق الوقت. وبفضل شغفها بالطعام، اندمجت سريعاً في عالم الطهي، إلّا أنّ زوجها شجّعها وعلّمها أن تطمح إلى الأفضل، فأسّست عملها الخاص في المنزل، وهكذا كانت بداية مشوارها.

 

القرار الذي اتخذته يتطلّب الكثير من الشجاعة، فما هي نصيحتك للنساء للسعي وراء أحلامهنّ؟

أنصح المرأة أوّلاً بأن تثق بنفسها وبقدراتها، ثمّ أن تفكّر مليّاً بما تحبّ فعله وبالطريقة التي ترى نفسها فيها في المستقبل. وأخيراً، لا بدّ من أن تحيط نفسها بأشخاص يدعمونها ويساعدونها على التطوّر والتقدّم في الحياة.

 

بدأت أوّلاً بالعمل من المنزل ثمّ وسّعت لاحقاً نطاق عملك، فما الذي دفعك ومدّك بالقوّة لفعل ذلك؟

كنت أوّد أن أقول إنّني فعلت ذلك بفضل عزمي وثقتي بنفسي لكن في الحقيقة الفضل كلّه يعود لزوجي إذ دعمني كثيراً. فتأسيس عملي الخاصّ من المنزل وبمفردي ليس بمهمة سهلة إذ إنّني أوشكت على التوقّف في إحدى المراحل. إلّا أنه علّمني أن أطمح إلى الأفضل وشجّعني إلى المضيّ قدماً.

 

كونك امرأة وطاهية، هل يختلف العمل بالنسبة إليك بين العالم العربيّ وبلدان العالم الغربي؟

نادراً ما نرى طاهيات في مطابخ العالم العربي، إلّا أنّني لاحظت في الآونة الأخيرة أنّ نظرة الإماراتيّين للعمل في مجال الضيافة بشكل عام قد تغيّرت، فباتوا واعين أكثر وداعمين أكثر.

 

ما هي فوائد عمل المرأة في هذا المجال؟ وما أكثر ما تحبيّنه في عملك؟

أنا محظوظة لأنّني أعيش في زمن تلاقي فيه المرأة تقديراً كبيراً واحتارماً شديداً لعملها في المجالات كافّة. أمّا فوائد عمل المرأة في هذا المجال فهي مماثلة لفوائد عملها في أي قطاع آخر سواء كان في التعليم أو الطبّ أو غيرها من المجالات، إذ أنّ الفرص متاحة لنا لممارسة المهنة التي نختارها. وأكثر ما أحبّه في عملي هذا هو أنّني أتعامل مع أشخاص موهبين ومبدعين أتشارك معهم الشغف نفسه وأخلاقيّات العمل نفسها، فيلهمونني لأستمرّ بالتقدّم.

كيف تساهمين في تمكين المرأة في حياتك اليوميّة؟

أساهم في تمكين المرأة من خلال عملي الدؤوب لأصبح طاهية ناجحة فبهذه الطريقة أنا أشجّع الأجيال الجديدة من الفتيات ليكسرنَ القوالب ويخترنَ مهناتهنّ بحريّة.

 

ما هي اللحظة الأحبّ إلى قلبك في وقت العمل؟

أشعر بفرح لا يوصف ما إن أصعد السلالم الكهربائية، وأنظر من الأعلى فأرى أنّ مطعمي Mitts and Trays يعجّ بالزبائن والناس ينتظرون دورهم في الصفّ. وأحبّ أيضاً عندما أضطر إلى تنظيف الطاولات وتحضيرها وطيّ المناديل لأنّ المطعم مكتظّ إلى درجة أنّ النُدُل بحاجة إلى مساعدة. وهذا يشعرني بسعادة عارمة في كلّ مرّة لأنّه دليل على نجاح المطعم.

 

أخبرينا عن حادثة طريفة حصلت معك في المطبخ.

لا أذكر حادثة واحدة بالتحديد، لكن بما أنّني أرفض أن أنتعل حذاءً مناسباً للعمل وأختار أحذية الكعب العالي، انزلقت أكثر من مرّة، وكان الموقف محرجاً تماماً بالنسبة إليّ لأنّني واثقة من أنّ الموظّفين قد وجدوا ذلك طريفاً.

 

 

ما هو نوع الطعام الذي تفضّلين تحضيره وهل لديك طبق خاص تشتهرين به؟

أحبّ تحضير الحلويات المخبوزة لا سيّما الكعكة الإسفنجيّة المعروفة بالـSponge cake أمّا الطبق الذي أشتهر به فاسمه Happily Ever After وهو عبارة عن كعكة إسفنجيّة بالهيل مع كريمة بنكهة الزعفران مغطّاة بالفستق.

 

ما هو المكوّن الأصعب برأيك من ناحية الطهي؟

بالنسبة إليّ الخميرة هي من أصعب المكوّنات التي أستخدمها في المطبخ.

أيّ أداة من أدوات المطبخ تفضّلين؟

ملعقة البسط أو الـSpatula هي أداتي المفضّلة.

 

كيف تكون الطاهية مبدعة ومبتكرة في عملها؟

تبدع الطاهية في استخدام المكوّنات ومزج النكهات، وفي طريقة إعداد الأطباق وتقديمها.

 

ما أكثر ما يشوّقك حالياً؟

أنا متشوّقة جدّاً حالياً لافتتاح مطعمين جديدين في Blue Water Dubai في شهر سبتمبر.

 

عندما تكونين خارج مطبخك، ما هي الهوايات التي تمارسينها؟

مازلت أستمتع بالتصميم والديكور في وقت فراغي.

اقرأي أيضاً: قصّة نجاح امرأة عربيّة مفعمة بالتضحية

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث