في اتحاد المزارعات قوة في المكسيك

 The soil sisterhood

تهبّ رياح التغيير في Espita، إحدى قرى المايا التي تقع في قلب غابة شبه جزيرة Yucatan في المكسيك. في العام 2021 افتُتح معهد نسائيّ لتقديم الدعم لضحايا العنف المنزليّ. وفي العام 2022، أصبحت Martha Eugenia Mena Alcoce أوّل سيّدة تشغل منصب العمدة في تاريخ البلدة. واليوم، تتحدّى مجموعة من النساء تقاليد المايا من خلال العمل كمزارعات في Mestiza de Indias، وهو مشروع زراعي يمزج خبرة الأجداد وأحدث تقنيات الزراعة التجديديّة.

الإعداد: Imogen Lepere

التصوير: Bénédicte Desrus

العاملات María Lucia Cén Requena، 37 عاماً (إلى اليسار) وMaria Alba De La Flor Pech، 47 عاماً (في الوسط) وTeresa de Jesus Cén Requena، 44 عاماً (إلى اليمين) فيما يحصدنَ نبات الميزونا في Mestiza de Indias في San Pedro Chenchelá، Yucatán، المكسيك، بتاريخ 16 مارس 2023. Mestizas de Indias هي مزرعة تجديديّة تبلغ مساحتها 544 فداناً تقع وسط غابة Yucatán وتأسّست على يد الإسباني Spaniard Gonzalo Samaranch Granados في العام 2015.

يحافظ هذا المشروع الزراعي على التقاليد الزراعية الأصلية والمحاصيل الأصيلة في المنطقة، بينما يهدف إلى مكافحة الآثار الضارة لصناعة المواد الكيميائيّة الزراعية في المكسيك. وهو يقدّم أيضاً لمجتمع المايا المحليّ إمكانية الوصول إلى الغذاء الصحيّ بالإضافة إلى الوظائف التي يحتاجها بشدّة.

Cecilia Chuc Nahuat،تبلغ 62 عاماً، تحصد الثوم المعمر من حديقتها العشبية لتحضير طبق Cotzobes في منزلها في Nacuché، Yucatán، المكسيك بتاريخ 25 أبريل 2023. الـCotzobes هو طبق تشتهر به حضارة المايا من فترة ما قبل العصر الإسباني ويتم تناوله خلال المهرجانات. يُحضّر باستخدام المكوّنات التالية: أوراقHoja Santa والفاصوليا البيضاء المحليّة وعجينة الذرة وبذور اليقطين المطحونة والكزبرة والثوم المعمر والفلفل الحار والملح.

العاملة Teresa de Jesus Cén Requena، تبلغ 44 عاماً، وهي تقطف ثمرة الكاكايا (أو Yaca بالإسبانية) المزروعة في Mestiza de Indias في San Pedro Chenchelá، Yucatán، المكسيك بتاريخ 27 أبريل 2023.

إقرئي أيضاً: شابّات يعلّمنَ في السرّ ويتحدّينَ طالبان

Martha Elena Chan Tuz تبلغ 33 عاماً، المالكة المشاركة لمزرعة Mestiza de Indias فيما تحضّر خبز التورتيلا من الذرة الحمراء مع الباذنجان المحمّص على النار والثوم المعمر وفلفل Guajillo الحار وزهور الثوم في Mestiza de Indias في San Pedro Chenchelá، Yucatán، المكسيك بتاريخ 27 أبريل 2023.

Cecilia Chuc Nahuat تبلغ 62 عاماً (إلى اليسار) وشقيقتها María Isabel Chuc Nahuat، 59 عاماً (إلى اليمين)، فيما تحضّران طبق Cotzobes في منزل Cecilia في Nacuché، Yucatán، المكسيك بتاريخ 25 أبريل 2023.

العاملتان Teresa de Jesus Cén Requena، تبلغ 44 عاماً (إلى اليسار) و Maria Alba De La Flor Pech، 47 عاماً (إلى اليمين) فيما تحصدان في Mestiza de Indias في San Pedro Chenchelá، Yucatán، المكسيك بتاريخ 15 أبريل 2023.

تقول Martha Elena Chan Tuz، التي وُلدت في Espita وتملك المزرعة مع زوجها الإسبانيّ Samaranch Granados: "بالرغم من أن النساء الأصغر سناً يغادرنَ القرية للعمل في السياحة في أغلب الأحيان، إلّا أن النساء في الأربعينات والخمسينات من العمر يتمتّعنَ بوجهات نظر أكثر تقليدية". "يرى الكثيرون أنّ مكان المرأة هو المنزل وأنّ الزراعة هي عمل الرجال. لكن تدرك عاملاتنا أنّ كسبهنّ أجورهنّ بأنفسهنّ يمنحهنّ الكثير من الاستقلال. ومع الاستقلال تأتي القدرة على الاختيار."

وكانت Maria Alba De La Flor Pech، وهي سيّدة مطلّقة، أوّل موظّفة تنضمّ إلى المشروع وتلعب دوراً مهمّاً في توظيف نساء أخريات. وبالرغم من أنها تتلقى الإهانات دائماً من أصحاب المعتقدات الأكثر تقليديّة أثناء ذهابها إلى العمل، إلّا أنّ الأجر الذي تكسبه سمح لها بالتكفّل بتكلفة تعليم ابنتها.

فتقول وهي تفرز الجزر الملوّن الأصيل: "يظنّ الناس أن الزراعة هي عمل الرجال، لكنّني لا أرى الأمر بهذه الطريقة... لأنّني أمارس هذا العمل. صحيح أنّه متعب ولكن هناك أشياء أصعب بكثير من العمل، مثل عدم القدرة على إطعام عائلتك. تحلم ابنتي بأن تصبح محامية والأجر الذي أتقاضاه يجعل ذلك ممكناً."

إقرئي أيضاً: ImillaSkate صرخة لقبول التنوّع

وبالإضافة إلى الاستقلالية، فإنها تنجذب أيضاً إلى القيم التي تقوم عليها المزرعة الممتدّة على مساحة 220 هكتاراً والمتمثلة في الاهتمام بالبيئة، ولا سيما زراعة أنواع أصيلة من الفاكهة والخضار الفريدة التي تميّز المنطقة. "أحب القدوم إلى العمل لأنّني أتعلّم كيف أعتني بأرض وطني. ومن المهمّ أن نزرع هذه الأنواع حتى يعرفها أطفالنا أيضاً."

تنزع Teresa de Jesus Cén Requena حبوب الفاصوليا المجنحة المجففة لإعادة زراعتها في الموسم المقبل. وتقول: "يذهب الكثير من الأشخاص من القرية إلى Cancún للعمل. صحيح أنّه لا يمكن شراء هاتف محمول مقابل كيس من الفاصوليا لكنني لا أكترث، فأنا متعلّقة بهذه الأرض".

Cecilia Chuc Nahuat في مطبخ منزلها في Nacuché. يزرع زوجها Aurelio 120 نوعاً من البطاطا الحلوة في حقله وتشتريها Mestiza de Indias لبيعها إلى الفنادق الفاخرة في Riviera Maya - مما يحمي الأنواع النادرة في الوقت نفسه. بالرغم من أنّ Cecilia لا ترغب في عمل مدفوع الأجر، إلّا أنها صوّتت لصالح أوّل امرأة في منصب عمدة Espita.

في Espita والقرى المحيطة بها، لا تزال بعض الأطباق من فترة ما قبل العصر الإسباني تحظى بشعبية كبيرة مثل الـCotzobes. يُحضّر هذا الطبق الذي تشتهر به حضارة المايا عادةً في المهرجانات مثل "يوم الموتى"، وهو مؤلّف من عجينة الذرة المملوءة بالفاصوليا البيضاء المحليّة المهروسة مع بذور اليقطين والأعشاب، قبل لفّها في ورق Hoja Santa وغليها.

تجمع المزرعة بين معرفة الأجداد مثل طريقة الزراعة المعروفة بـ Three Sisters - حيث تُستخدَم الفاصوليا كسماد طبيعيّ ويحافظ القرع على رطوبة التربة ويبقي النباتات الأخرى منخفضة حتى تمتصّ الذرة الحدّ الأقصى من الضوء - وتقنيّات تجديديّة مصمّمة لمكافحة الظروف الجويّة القاسية. وهذا يتناقض كثيراً مع الكثير من المزارع الصناعية في المكسيك، التي تعتمد على مواد كيميائية زراعيّة عدوانية تزيل العناصر الغذائية الحيوية من التربة.

العاملة Teresa de Jesus Cén Requena تبلغ 44 عاماً، تجمع الفاصوليا المجنّحة المجفّفة (أو Ejote Alado بالإسبانية) لإعادة زرعها في Mestiza de Indias في San Pedro Chenchelá، Yucatán، المكسيك بتاريخ 15 أبريل 2023.

إقرئي أيضاً: اكبر سوق تديره النساء حصرياً في العالم

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث