ImillaSkate صرخة لقبول التنوّع

التحقيق: Luisa Dörr

منذ عقود من الزمن، شكّلت التنانير البوليفيّة الضخمة المعروفة بـPolleras والمنسوبة عادةً إلى النساء من السكان الأصليين من المناطق المرتفعة رمزاً للتفرّد إنّما أيضاً للتمييز. واليوم، يرتديها جيل جديد من المتزلّجات على الألواح في Cochabamba، ثالث أكبر مدينة في البلد، كرمز للمقاومة. تعود أصول هذه التنانير الضخمة إلى فترة الغزو الإسبانيّ في القرن السادس عشر. حيث تمّ فرضها على السكان الأصليّين، ولكن مع مرور الوقت أصبحت جزءاً من الهوية المحليّة. وبما أنّها تمثّل الأصالة والوصم أيضاً، فبدت تلك التنانير التي كانت تملكها العمات والجدّات الخيار الأنسب لـDani Santiváñez، المتزلّجة البوليفيّة الشابّة، ابنة الـ26 عاماً، التي أرادت استعادة جذورها. في العام 2019، أنشأت مع صديقتين لها مجموعة ImillaSkate النسائية كصرخة من أجل الشموليّة". Imilla تعني "فتاة صغيرة" في لغتَي Aymara وQuechua الأكثر انتشاراً في بوليفيا، البلد الذي ينحدر فيه أكثر من نصف السكان من جذور السكّان الأصليّين. وتقول Santiváñez "نحن لسنا مختلفات، فجميعنا حفيدات السكّان الأصليّين"، بالإشارة إلى الشابّات التسع اللواتي يشكّلن حالياً المجموعة. هنّ لا يرتدينَ تنانير Polleras يوميّاً بل فقط أثناء التزلّج. يصل طول التّنورة إلى الركبة، وينسّقنها مع أحذية رياضيّة. فكما حدث في الماضي، تكيّفت التنانير مجدداً مع العصر وأصبح لها دلالة رمزيّة. وتستخدم الشابّات اللواتي يتدرّبنَ للمنافسة في البطولات المحليّة، هذا الواقع بالإضافة إلى ألواح التزلج الخاصة بهنّ كوسيلة لتمكين المرأة وتشجيع رسالتهنّ المتمثّلة في الشموليّة وقبول التنوّع.

رافقينا في ما يلي للتعرّف أكثر على قصص هؤلاء الشابّات!

Huara Medina Montaño

La Minirampa (منحدر التزلّج) هي مساحة خاصة أنشأها بعض الأصدقاء من حركة التزلّج على الطريقة القديمة في Cochabamba. وبما أنّ هذا المشروع مموّل ذاتياً ويتطلّب صيانة، هناك مساهمة طوعيّة للتزلج وللمساعدة أيضاً في دفع الإيجار.

"تعرّفت مجموعة ImillaSkate على هذا المكان بفضل بعض الأصدقاء، ونحن نتزلّج هناك بين الحين والآخر بما أنّه ليس دائماً مفتوحاً، ولكنّه مكان رائع للتواجد مع الأصدقاء والتزلّج."

 Deysi Tacuri Lopez

  

بدأت في التزلّج في سنّ العشرين تقريباً. وبالرغم من تعرّضها لإصابات شديدة، قرّرت الاستمرار في التدرّب. تقول إنّ التزحلق يمنحها سعادة داخليّة، ليس فقط كرياضة بل كنشاط غيّر أسلوب حياتها حيث يساعدها في صراعاتها اليوميّة. وبالنسبة إليها، تنانير Polleras هي تعبير أصيل وفريد، وتقول: "أنا أرتدي ما يعجبني. وتعطيني والدتي رأيها - فقد ولدتُ مرتديةً تنّورة Pollera وسأموت وأنا أرتدي واحدة أيضاً - وأنا أحافظ على هذا التقليد. أشعر براحة كبيرة وأنا أرتدي تلك التنانير".

وترغب Deysi في نشر ثقافة التزلّج في بوليفيا، فتخلق المزيد من الفرص للجيل الجديد من دون الابتعاد عن جذورهم. فازت بميداليات كثيرة في تشيلي وبوليفيا، وبعضها للمركز الأول.

وتقول: "لا يتعلّق الأمر فقط بارتداء تنانير Polleras، بل بتحسين أدائي في الرياضة، والقيام بمناورات جديدة. بدأنا كمتزلجّات عاديّات، ومع الوقت قرّرنا ارتداء ملابس شابّات Cholitas لأنهنّ يعرّفنَ عنّا، واليوم نحن نمزج بين الاثنين."

"التزلّج بالنسبة إليّ هو التقدّم في حياتي".

Huara تعلّم والدة Deysi تقول Huara: "شعرت فعلاً بتأثير التزلّج الكبير في حياتي، فقد منحني الشجاعة عندما كنت في أشد الحاجة إليها. وهذا أمر أودّ أن أشاركه مع الآخرين، حتّى يتمكّنوا من الشعور بذلك حتى ولو للحظة فقط".

إقرئي أيضاً: اكبر سوق تديره النساء حصرياً في العالم

María Belén Fajardo Fernández

Belu طالبة علاج فيزيائيّ وهي الأصغر سناً في المجموعة. ترغب في التنسيق بين خيارها المهنيّ وشغفها. وقد بدأت التدرّب منذ 4 سنوات بعدما أذهلتها مهارات التوازن ومستوى صعوبة المناورات. وتريد استخدام معرفتها كمعالجة فيزيائيّة لمساعدة المتزلّجات.

Joselin Brenda Mamani tinta & Lucia Rosmeri tinta Quispe

تُعتبر Brenda ووالدتها من نساء Pollera من عرق مختلف اسمه Aymara من La Paz.

بدأت Brenda بالتزلّج منذ 6 سنوات وشعرت أنّ هذا النشاط يمكن أن يوجّهها ويحفّزها على التخلّي عن مخاوفها واختيار التغيير. فتقول: "يمنحني التزلّج شعوراً بالقوّة لأنّني أستطيع تجاوز حدودي الخاصة والتجرّؤ على القيام بأشياء لم أفكّر فيها من قبل، وبهذه الطريقة أستطيع التغلّب على مخاوفي اليوميّة."

بالنسبة إليها، ممارسة التزلج في تنانير Polleras تشكّل تحدياً بحدّ ذاته لأنّه من الصعب جدًا ارتداء تنّورة ضخمة أثناء التزلج، لكنّها تدرك أنّ المثابرة والتمرين سيساعدانها وهي تعمل بالفعل على تحسين مهاراتها. كما يمثّل هذا النشاط بالنسبة إليها جذورها وأصولها وهويّتها.

سوق La Cancha

تتميّز تنانير Polleras بالكثير من الأناقة والنعومة. تقول Huara: "إنّها عادة جميلة جداً وتساعد على رفع احترامك لذاتك".

"لكلّ زخرفة معناها الخاصّ. لقد ناضلت النساء البوليفيات عبر التاريخ من أجل الحريّة والاستقلال. وقد عانينَ لسنوات طويلة من القمع الاجتماعي الكبير. لكن بالرغم من ذلك، لم يتوقفنَ يوماً عن العمل لمواصلة حياتهنّ من دون التخلّي عن جوهرهنّ وثقافتهنّ وزيّهنّ".

إقرئي أيضاً: شابّات يعلّمنَ في السرّ ويتحدّينَ طالبان

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث