5 طرق لدعم شخص يعاني من مشاكل صحية

5 طرق لدعم شخص يعاني من مشاكل صحية نفسيّة أو جسديّة تشاركنا بها الدكتورة صالحة أفريدي، الأخصائيّة في علم النفس الإكلينيكي والمؤسس الشريك ومدير عام مركز لايت هاوس آرابيا للصحة النفسية!

غالباً ما نشعر بالعجز عندما نرى شخصاً نحبّه يعاني من مشكلة صحّة نفسيّة أو جسديّة. قد تكون حالته غير مألوفة بالنسبة إلينا، أو قد نخشى قول أو فعل شيء خطأ. إلّا أنّ رغبتنا في المساعدة يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في رحلة علاجه. إليك في ما يلي خمس طرق لدعم شخص يعاني من مشاكل صحّة نفسيّة أو جسديّة:

1. اعتماد الاستماع الفعّال مع الاهتمام الكامل

إنّ "الاهتمام هو أندر أشكال الكرم وأنقاها" كما الاستماع اليقظ، حيث نجلس مع الشخص بعيداً عن الإلهاءات وبقلب مفتوح وأذنين مفتوحتين، أقوى من تقديم أي نصائح. ففي الكثير من الأحيان، يحتاج الأفراد الذين يواجهون تحديّات صحيّة فقط إلى الشعور بأنّ هناك أحد يستمع لهم ويفهمهم. عندما يشاركك الشخص تجاربه، تجنّبي تقديم الحلول على الفور وبدلاً من ذلك:

ابقي حاضرة: امنحيه اهتمامك الكامل بعيداً عن الإلهاءات

أكّدي على مشاعره: بدلاً من قول "سيكون الأمر على ما يرام"، قولي "يبدو الأمر صعباً فعلاً، وأنا هنا من أجلك".

2. ثقّفي نفسك

الفهم هو أساس التعاطف. من خلال تثقيف نفسك حول معاناة الشخص، أنت تنتقلين من مجرّد التعاطف معه إلى التواصل الحقيقيّ. ولا يخفّف هذا الدعم المطّلع العبءَ عنه فحسب، بل يعزّز أيضاً علاقة الثقة بين المساعد والمتلقّي. وفي ما يلي بعض الطرق التي يمكنك من خلالها تثقيف نفسك:

قراءة الكتب أو المقالات: هناك الكثير من المعلومات المتوافرة والتي يمكن أن تساعد على معرفة المزيد عن حالات متعدّدة.

حضور اجتماعات الدعم أو جلسات العلاج: مرافقة الشخص بإذنٍ منه. سيمنحك ذلك لمحة عن عالمه.

طرح أسئلة مفتوحة: دعيه يرشدك، وتذكّري أنّ تجربته فريدة من نوعها، حتى لو كانت تندرج تحت تصنيف تشخيصيّ معيّن مثل الاكتئاب أو القلق أو سرطان الثدي.

إقرئي أيضاً: 5 استراتيّجيات علاجيّة للتعامل مع التفكير المفرط مع الدكتورة صالحة أفريدي

3. احترمي حدود الشخص

لكلّ شخص حدوده، وعندما يواجه مشاكل صحيّة، يمكن أن تتغير هذه الحدود. قد لا يتمكّن من الخروج كثيراً أو رؤيتك بانتظام. ولا بدّ من احترام حدوده الجديدة، سواء كانت تتعلق بمستويات الطاقة أو التفاعلات الاجتماعية أو جوانب أخرى من الحياة اليوميّة.

اسألي عنه بانتظام: بدلاً من افتراض حالة الشخص، اسأليه عن مدى راحته في ما يتعلّق بأنشطة مختلفة.

تأقلمي مع الوضع وكوني مرنة: قد تتغير الخطط استناداً إلى حالته وشعوره، ولا بأس بذلك.

 

4. تعزيز الرعاية الشخصيّة وتشجيع المساعدة من مختصّين

يتضمّن الدفاع عن رفاه الشخص تشجيع الرعاية الشخصيّة، وإذا لزم الأمر التّدخلات من قبل مختصّين. سيوفّر له ذلك الأدوات اللاّزمة للشفاء والنموّ.

تشجيع العلاج واعتباره طبيعيّاً: إذا كان الشخص يواجه مشاكل متعلّقة بالصحة النفسيّة، شدّدي على أنّ العلاج النفسيّ أمر أساسيّ تماماً مثل زيارة الطبيب في ما يتعلّق بالصحة الجسديّة.

المساعدة في الأمور اللوجستيّة: سواء كان الأمر يتعلّق بإيجاد معالج مناسب أو مرافقته إلى المواعيد، فإنّ دعمك قد يجعل العمليّة أسهل.

أنشطة الرعاية الشخصيّة: شجّعي الشخص على القيام بالأنشطة التي يحبّها، سواء كانت كتابة اليوميّات أو المشي أو ممارسة تمارين اليقظة الذهنيّة.

إقرئي أيضاً: 6 قواعد أساسيّة لعلاقة سليمة مع الآخرين

5. تقديم الدعم العمليّ

غالباً ما تصبح المهام اليوميّة الملموسة بمثابة أمر مرهق لشخص يعاني من مشاكل صحيّة. وقد يشكّل تقديم المساعدة العمليّة وسيلة قيّمة لإظهار اهتمامك. وإليك كيف يمكنك فعل ذلك:

المساعدة في المهام اليوميّة: قد تكون المهام البسيطة مثل الطبخ أو التنظيف أو شراء البقالة مرهقة بالنسبة إلى الشخص. ومن خلال عرض المساعدة يمكنك تخفيف عبء كبير عن كاهله.

مرافقته إلى مواعيده: سواء كانت زيارة طبيب أو جلسة علاج، فإن مجرّد وجود شخص بجانبه قد تجعل التجربة أسهل. إذا كان الأمر لا يزعجه، يمكنك أيضاً المساعدة في تدوين الملاحظات أو طرح الأسئلة التي قد ينساها.

المساعدة في تنظيم تناول الأدوية: إذا كان الشخص يتناول الدواء، يمكنك المساعدة من خلال تنظيم علبة الأدوية أو ضبط التذكيرات أو حتى مجرّد الاطمئنان للتأكد من أنّه يتبع وصفة الطبيب.

توفير وسائل النقل: قد يكون تأمين وسيلة النقل للشخص أمراً مفيداً جداً، سواء كان ذلك من خلال اصطحابه لزيارة الطبيب أو حضور اجتماعات مجموعة الدعم أو لمجرّد الترفيه عنه.

المساعدة في المعاملات الورقيّة: قد يكون التعامل مع الفواتير الطبيّة أو مطالبات التأمين أو المهام الإدارية الأخرى عملاً متعباً. ويمكن أن تخفّف مساعدتك في تلك المهام من الضغط المرتبط بها.

يتطلّب دعم شخص يعاني من مشاكل الصحّة النفسيّة أو الجسديّة الصبر والتفهّم والتعاطف. ومن خلال الاستماع الفعّال وتثقيف نفسك واحترام حدود الآخر وتشجيع الرعاية الشخصيّة وتقديم الدعم العمليّ، يمكنك أن تؤمّني له الدعم القاطع الذي يحتاج إليه خلال رحلة علاجه.

إقرئي أيضاً: اهمية هرمونات السعادة الأربعة في حياتنا وأثرها على جودة الحياة

العلامات: الصحة

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث