6 قواعد أساسيّة لعلاقة سليمة مع الآخرين

احتياجنا للتواصل من أهمّ ما يميّزنا كبشر. منذ الصغر، ونحن نبني علاقات مع الآخرين، ونتعلّم من خلال المحاولة والخطأ، وهي آليات تساعدنا على التعرّف على الآخرين والتواصل معهم، ثم نتعلّم كيف نحافظ على هذه العلاقة أو نتركها، وكيف نتخطاها... منذ الصغر، ونحن في مدّ وجزر مع الآخرين لأنّنا ندرك أنّ الحياة أجمل مع من نحبّ ومن نقدّر ومن يدخل البهجة إلى حياتنا ويساندنا وقت ما تُثقلنا تحديّات الحياة... أثبتت الدراسات أنّ العلاقات مع الآخرين هي خطّ الدفاع الأوّل ضد الاكتئاب، وأنّ الدماغ يفرز أحد هرمونات السعادة المهمّة -هرمون الأوكسيتوسن - عندما نتفاعل بطريقة إيجابية مع الآخرين. كثير ما كنت أراجع نفسي وأتأمّل العلاقات التي بيني وبين الآخرين، وألاحظ علاقات الآخرين مع بعضهم... ومن خلاصة هذا التأمّل وجدت أنّ هناك قواعد أساسية لتأسيس علاقة سليمة مع الآخرين، والمقصود هنا علاقة نريد منها أن تستمر وتضيف لنا معنىً وجمالاً في حياتنا. وسأتوقّف عند 6 منها في ما يلي:

الإعداد: Maha Taibah

مها خالد طيبة، مستشارة في الاستراتيجيّة والقيادة وجودة الحياة ومؤسسة شركة "رُمَّان"

لتوافق القيَمي هو الأساس

من المهمّ جداً أن نتعرّف على قيمنا الخاصة فهي تساعدنا في اختيار علاقاتنا مع الآخرين. التوافق القيَمي بين أيّ اثنين هو برأيي نقطة البداية لأيّ علاقة سليمة. والجدير بنا أن نذكر أنّ الاختلاف القيَمي لا يعني أنّ الطرف الآخر فيه عيب، ولكنّه سيشكّل احتكاكات يوميّة ترهق العلاقة للمدى البعيد. ومراقبة ردود أفعالنا أثناء التعامل بنيّة معرفة مدى التوافق القيَمي مهمّ جداً في بداية العلاقة.

بناء الثقة من خلال المواقف

هناك ثلاث ركائز أساسيّة تبنى من خلالها الثقة بين أيّ طرفين (1) الإمكانيّات والقدرات (2) الوضوح (3) الولاء. وبالرغم من أنّها قد تبدو بسيطة، إلا أنّ البعض قد يمضي حياته كلّها لا يثق في الآخرين بسبب أنّ الركائز هذه لم تُختبر من خلال المواقف، أو ربما بدا من الآخر علامات حمراء من خلال تلك المواقف، ولكنّه لم يلقِ لها بالاً لأنّ الآخر كان يقدّم له احتياجاً ملحّاً فكان التنازل عن أحد هذه الركائز الخيار التلقائيّ الذي يخدم الاحتياج اللحظي عنده.

إقرئي أيضاً: اهمية هرمونات السعادة الأربعة في حياتنا وأثرها على جودة الحياة

تفاعل جهازنا العصبيّ مع الآخر

جهازنا العصبيّ من أهمّ الأجهزة في أجسامنا "المعجزة" التي خُلقت لتساعدنا على اختيار علاقاتنا. من المهمّ أن يكون لنا جلسة تأمّل مع أنفسنا ولو لبضع دقائق نتواصل فيها مع ما بداخلنا ونستمع جيّداً لجهازنا العصبيّ العظيم. هل أنا متوتّر بعد اللقاء، هل أشعر بالقلق مثلاً أم أشعر بالاسترخاء؟ ما هي ردّة فعل جهازي العصبيّ تجاه هذا الشخص؟ وإذا راقبنا المواقف جيّداً وبتكرار، سنجد الإجابة واضحة ... وهذا لا يعني أنّ اختياراتنا صحيحة بل أنّ هذا الجهاز العظيم قد أدّى دوره بأكمل وجه.

طريقة الاختلاف مع الآخر

طريقة الاختلاف مؤشّر أوضح وأهمّ لطبيعة العلاقة ومدى الانسجام من التفاعل وقت الهدوء وعندما تكون الأحوال إيجابيّة. فمع الاختلاف تظهر قيمنا أوضح بكثير، ومن خلال الاحتكاك مع الآخر تكون الفرصة أفضل لتقييم التوافق القيَمي معه. فلا تدعي الفرصة تفوت بدون ملاحظة وتأمّل.

الاستماع لصوتنا الداخليّ

علاقتنا السليمة مع أنفسنا أهمّ علاقة نحتاجها لاختيار الآخرين في حياتنا. وصوتنا الداخليّ، سواءً كانت أفكارنا التي نرددّها بداخلنا عمّا نستحقّه أو ما لا نستحقّه، أو حدسنا الذي يهمس بداخلنا بصوت خفيّ أحياناً أو يصرخ أحيانا أخرى عندما يكون الخطر أوضح، أو صوت القلب الطفوليّ والحنون في بعض المواقف، أو الحكيم والصارم في مواقف أخرى... كلّها أصوات نحتاجها لترشدنا، ونستطيع أن نسمعها كلّها ونفرّق بينها كلّما كانت علاقتنا مع نفسنا أقوى. وسينعكس ذلك حتماً على علاقاتنا واختيارتنا...

الاستثمار في العلاقة

التوازن هو أحد المقوّمات الأساسيّة في أيّ علاقة ناجحة تستمرّ سنوات طويلة. الاستثمار في العلاقة يأتي بأشكال مختلفة، وقد يقدّم طرف أمور مختلفة عمّا يقدّم الطرف الآخر في العلاقة. ولكنّ المهمّ في نهاية المطاف هو أنّ الاستثمار يأتي من الطرفين بالقدر والرغبة نفسهما، وليس من الضروريّ في الوقت نفسه، ولكن بشكل عامّ من المهمّ أن يبقى الاستثمار من الطرفين متوازناً طوال مدّة العلاقة.

إقرئي أيضاً: 6 خطوات تساهم في ازدهار العافية

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث