Patty Eid: " ثقي بحدسك واتبعي أهدافك وأحلامك، ولا تتوقّفي عن الحلم "
من مستشارة قانونية شابّة إلى مسيرة مهنيّة في قطاع الطاقة، حتى الوصول إلى منصب رئيسة تنفيذية للشؤون التجارية، بالنسبة لباتي عيد، يعتمد النموّ على الشخص نفسه وعلى المؤسّسة والبيئة المحيطة. في خلال مسيرتها كانت دائماً شديدة التركيز والعزم والتصميم. وكان لديها داعمون رئيسيون آمنوا بها وأعطوها الفرص، وفي كلّ مرة، تجاوزت توقّعاتهم وأنشأت سمعة قوية لنفسها!
ما هي التغييرات التي لاحظتها في خارطة الطريق والخيارات والتحديات الخاصة بريادة الأعمال والاستثمار؟ تؤكّد لنا قائلة: "ممّا لا شكّ فيه أنّه قد حدث تغييرات كبيرة في مشهد ريادة الأعمال والاستثمار، مدفوعة بالتقدّم التكنولوجي والتغيرات التنظيمية وتطوّر ديناميكيات السوق. وقد أدّى انتشار الإنترنت والمنصّات الرقمية إلى خلق فرص جديدة لرواد الأعمال، ممّا أدّى إلى ظهور التجارة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي والشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية. كما فتح الانتشار الواسع للهواتف الذكية آفاقاً جديدة للخدمات والتطبيقات القائمة على الهاتف المحمول. وأحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في مختلف الصناعات، ممّا قدّم حلولاً وكفاءات جديدةً. وقد أدّت الأنظمة الصادرة بعد الأزمة المالية لعام 2008، والقوانين الأكثر صرامة في القطاع المالي، إلى تغيير طريقة إدارة الاستثمارات وكيفية عمل الخدمات المالية. كما حدث تحوّل نحو المنتجات المستدامة والأخلاقية، ممّا أثر على نماذج الأعمال والاستراتيجيات الاستثمارية. وشهدنا أيضاً زيادة كبيرة في تمويل رأس المال المخاطر، مع توافر المزيد من الأموال للشركات الناشئة في مختلف المراحل. ويشارك اليوم المزيد من الأفراد في الاستثمارات المبكرة، ممّا يوفّر رأس المال التأسيسي للشركات الناشئة".
وفيما يجتذب كلّ من التكنولوجيا والفنّ الكثير من المستثمرين، في أيّ مجال كانت باتي عيد لتستثمر؟ تقول: "اليوم، يتمّ استخدام التكنولوجيا في كلّ صناعة ومجال عمل. يتقدّم العالم بوتيرة سريعة جداً. وقد أحدثت التكنولوجيا ثورة في الطريقة التي يمكن للفنّانين من خلالها التواصل مع جمهورهم. كما أنّها أطلقت أشكالاً فنّية جديدة، حيث تؤثّر التكنولوجيا على كيفية إنتاجنا واستهلاكنا وتدريسنا وتعلّمنا وإنشاء الأعمال الفنية. واليوم أكثر من أي وقت مضى، يرتبط الفنّ والتكنولوجيا ارتباطاً وثيقاً. وكنت لأستثمر في كلا المجالين. أنا معجبة جداً بالفنّ التقليدي، ولكن هذا لا يعني أنّني لا أحبّ الابتكار. يمكن إيجاد الفنّ في كلّ شيء لأنّ الفنّ يغذّيه الإبداع، القوّة نفسها التي تدفع الابتكار والتكنولوجيا هي المحفز أو الأداة للإبداع البشري."
تختتم بالتوجّه إلى المرأة التي تستعدّ لخوض مجال الأعمال وتقول: "أولاً، آمني بنفسك ولا تسمحي لأي شخص أن يجعلك تشكّكين في نفسك أو تشعرين بأنّك أقلّ قيمة. ثقي بحدسك واتبعي أهدافك وأحلامك، ولا تتوقّفي عن الحلم. لا تتردّدي في طلب المساعدة والدعم من المقرّبين منك لأنّ هؤلاء الأشخاص هم من يشجّعوك ويريدون لك النجاح. فإنّ فنّ التفويض وطلب الدعم الذي تحتاجينه من المقرّبين منك أمر أساسيّ. وأخيراً، كوني دائماً واثقة من نفسك وتحلّي بالجدية والرزانة في كلّ ما تفعلينه".
إقرئي أيضاً: عالم الاستثمار والاعمال مع نادية زعل
