
أمراض النساء متعددة وكثيرة، ومن المهم أن تتحلي بالوعي وتتحصني بالمعرفة لتنعمين بحياة سليمة وآمنة وسعيدة. لذا نشارككِ اليوم بمعلومات حول داء بطانة الرحم المهاجرة أو Endometriosis، ووفقاً لإحصاءات الجمعية العالمية لمكافحة هذا المرض، هناك 89 مليون امرأة تعاني منه.
أخصائية أمراض النساء في عيادات "آي كير" الدكتورة "راشي جوبتا" تشرح لنا بالتفصّيل عن داء بطانة الرحم، ,وكل ما يجب معرفته والمعلومات الخاصة بهذا المرض لتأخذي الاحتياطات اللازمة.
ما هو داء بطانة الرحم؟
هو تكاثر الأنسجة التي تنمو عادة داخل الرحم. ومن أكثر المناطق تعرضاً لهذه الظاهرة الأمعاء أو تجويف الحوض، حيث تواصل هذه الأنسجة وظائفها بشكل طبيعي بالتزامن مع موعد حدوث الحيض، فتتكاثف وتتكسر ومن ثم تتحول إلى نزيف، إلا أن هذه الأنسجة تعلق داخل الجسم ولا تجد أمامها أي طريق للخروج بشكل طبيعي، وتؤدي إلى ظهور ندوب وجروح.
ما هي أعراض هذا المرض؟
من الأعراض المعروفة لهذا المرض: الشعور بآلام شديدة أثناء الحيض والشعور بالتعب وانتفاخ البطن والغثيان وغير ذلك.
أسبابه وعلاجاته
هناك العديد من التفسيرات المحتملة لحدوث مرض بطانة الرحم المهاجرة، ولكن لم تثبت صحتها بشكل مؤكد. فبالإضافة إلى الحيض الرجعي، هنالك عوامل أخرى تؤدي إلى حدوث المرض مثل نمو الخلايا الجنينية والندب الجراحية الناتجة عن عمليات الزراعة والنقل المباشر لأنسجة بطانة الرحم واضطرابات في جهاز المناعة. كما تلعب عوامل أخرى دوراً في احتمال تعرض النساء لخطر الإصابة بهذا المرض منها عدم الإنجاب أو إصابة أحد الأقارب (الأم أو الخالة أو الأخت) به أو أي حالة مرضية تمنع خروج الحيض من الجسم بشكل طبيعي أو حدوث التهابات مسبقة في الحوض أو تشوهات في الرحم.
هل يتطلب تدخل جراحي؟
يمكن علاج مرض بطانة الرحم المهاجرة إما عن طريق الأدوية أو التدخل الجراحي أو كليهما. ويعتمد المنحى العلاجي الذي يختاره الأطباء على شدة الأعراض التي تعاني منها المرأة المصابة وفرص الحمل وتوقع حدوثه. ويوصي الأطباء عادة باتباع النهج التحفظي لعلاج المرض والمتمثل بتناول الأدوية أولاً واللجوء إلى الجراحة كحل أخير. ويشمل نهج العلاج التحفظي تناول مسكنات للتخفيف من آلام تشنجات الحيض. كما قد تكون الحبوب الهرمونية في بعض الأحيان فعالة في تخفيف الآلام او حتى التخلص منها. إلاأن العلاج الهرموني لا يعتبر حلاً دائما لعلاج مرض بطانة الرحم المهاجرة، كما أن هناك احتمال لتكرر الأعراض عند المرأة المصابة.
وتشمل العلاجات الهرمونية المستخدمة لعلاج هذا الداء ما يلي: حبوب منع الحمل الهرمونية، "جونادوتروبين"، "ديبو – بروفيرا" و"دانازول".
أما العلاجات الأخرى فتتمثل بالجراحة، التقنيات المساعدة على الإنجاب واستئصال الرحم.
هل هذه العلاجات كافية؟
تم مؤخراً استحداث مجموعة من العلاجات والأدوية التي تأتي بنتائج واعدة جداً. هناك حاجة إلى توعية النساء حول كيفية التعامل مع مثل هذه الأمراض وقد نشهد في عصر البحوث المتقدمة والابتكارات المخبرية ثورة جديدة في عالم الطب من شأنها علاج هذا المرض. في حال كنت تعانين من هذا المرض او لديكِ أي من الأعراض التي ذكرناها، فيتعين عليكِ أخذ الاحتياطات اللازمة، ولا تترددي لزيارة الطبيب.