حساب Emirati Feminists على Twitter أقوالهنّ وآراؤهنّ – الجزء الرابع

أصبحت اليوم مواقع التواصل الاجتماعي عبارة عن منابر مفتوحة تسمح للجميع مناقشة القضايا الاجتماعية وتسليط الضوء على الآراء المتضاربة من حولها. وظهر مؤخراً على Twitter حسابٌ تحت إسم Emirati Feminists تديره شابات إماراتيات لم يفصحن عن هوياتهنّ بهدف التحدث بحرية عن قضايا المرأة الاماراتية من منظارهنّ الخاص. فأردنا التحدّث إليهنّ لنفهم مدى مناهضتهنّ لحقوق المرأة وآرائهنّ الشخصية عن جميع المواضيع المتعلقة بها. ونظراً إلى طول المقابلة، سيتمّ قسمها إلى 5 اجزاء، ينشر منها قسم كل يوم، ليصادف القسم الأخير يوم المرأة العالمي في 8 مارس.

 

وهنا نودّ الإشارة إلى أن Marie Claire لا تتبنى تلك الآراء بل تنقلها ببساطةٍ لعرضها على القرّاء، كما أن هذا الحوار لا يتعرّض بأي شكل من الأشكال إلى حكومة الإمارات أو الدين الإسلامي الحنيف. 

 

ماذا عن رأي النساء في حسابكما على Twitter؟ وماذا عن الاتهامات المتعلّقة بالدولة؟

Sara: أرغب في مناقشة موضوع صدمنا بشدّة، وهو معارضة المرأة لحسابنا هذا. لقد اتّهمتنا بعض النساء بنكران الجميل تجاه عائلاتنا وبلدنا. أوّد توضيح المسألة، إن لم تكوني تعانين من مشكلة معيّنة، هذا لا يعني أنّ غيرك لا يفعل! عندما نسمع صرخات كثيرة حول المشكلة نفسها، تصبح مسألة مجتمع بأكمله. وهناك الكثير من النساء اللّواتي يتعذّبنَ بصمت بسبب فكرة "الشرف" و"خذلان" العائلة. وقد اتّهمنا البعض أيضاً بنكران جميل وطننا، وهذا أمر أعجز عن فهمه. يتكلّم سعادة الشيخ محمد بن رشيد آل مكتوم دوماً عن النضال من أجل الكمال والسعي لإسعاد المواطنين. ولهذا السبب نحن نناقش المسائل التي تتعس الناس وكلّ المشاكل التي يواجهونها رجالاً كانوا أم نساء، فهناك أيضاً رجال يدعمون صفحتنا.

Hind: نحن نكنّ كلّ الامتنان لوطننا واتهامنا بنكران الجميل يغضبني بشدة. لم نتفوّه يوماً بكلام يهين السلطات لا بل أنّنا نساندها 100%. اهتمامنا الأكبر هو عقلية الشعب، ونحن نؤمن بأنّنا إن استطعنا تغيير طريقة تفكير شخص واحد، سيجرّ معه الكثيرين غيره ويؤثّر بالتالي في المجتمع بأكمله فيستفيد الجميع إذاً. نحن فعلاً التغيير الذي نرغب في رؤيته في العالم. لا يرى الكثيرون المسألة من هذا المنظار ويعتبروننا بالتالي ننكر جميل أهلنا ووطننا وحتى ديننا! فبالنسبة إليهم، يجب أن نتقبّل كل ما يأتي في طريقنا وإلّا فلا نستحقّ لقب المواطن في هذا البلد. والمثير للدهشة هو أنّنا نتلقى هجومات مماثلة من قبل النساء أيضاً! أنت امرأة، نحن معك وليس ضدّك! لم أنت تصبّين جلّ غضبك علينا؟

لم تظنّان أنّ هؤلاء النساء يهاجمنَكما بالكلام؟

Hind: أظنّ أنّهنّ خائفات، أو أسوأ بعد، خضعنَ لغسيل دماغ! لسوء الحظ، هذه هي الطريقة التي نشأنا عليها. فاستمرّت أمّهاتنا وجدّاتنا ونسيباتنا بالقول إنّنا سنكبر لنتزوّج يوماً ما ونعيش في سعادة إلى الأبد. إنهنّ يربطنَ السعادة بالزواج، وهكذا تكبر الفتيات على هذا المعتقد فينتهي بهنّ الأمر بتصديقه. وتتزوّج الكثيرات معتقدات أنّهنّ سيعشنَ حياة قصص الخيال، ثمّ تأتي صدمة الحياة فيفقنَ من الحلم ويكتشفنَ أنّهنّ لا يحببنَ أزواجهنّ مثلاً! وهذا ما يؤدّي إلى الاشتباكات وإلى الطلاق. لا يعلمنَ على من يجب إلقاء اللّوم فقد أمضينَ حياتهنّ وهنّ يسمعنَ الجميع يتكلّم عن الموضوع ونشأنَ على أنّ هذه هي الطريق الوحيد. ولهذا السبب، عندما يأتي أحدهم بفكرة جديدة كما هي حالنا مع حسابنا على Twitter، تكون ردة الفعل الأولى هي محاربتنا، ومحاربة التغيير.

Sara: إنّ عدد الهجومات التي تلقّيناها من النساء هائل بالفعل. وتسمح بعض النساء لنفسهنّ بالتوجّه إلينا بطريقة سيئة جداً فيقلنَ مثلاً "ربما تعاني عائلتك من المشاكل إنّما عائلتي لا تجبرني على شيء." حسناً، إن لم تجبرهنّ عائلاتهنّ على بعض الأمور فذلك يعني أنّهنّ محظوظات ويجب أن يكنّ قدوة لغيرهنّ في سبيل التغيير وأن يصبحنَ صوت اللّواتي لا صوت لهنّ. ومن ناحية أخرى، لاحظت أنّ بعض النساء يواجهنَنا فقط من أجل إرضاء الرجال وللمحافظة على"صورتهنّ المثاليّة". لكنّ ذلك في منتهى السخافة فهنّ يحاولنَ استرضاء الرجال بأيّ طريقة حتى إن عنى ذلك الخضوع لهم.

Hind: ويفتخر بعض الرجال بذلك ويحاولون إثبات وجهة نظرهم بالتباهي بهؤلاء النساء الخاضعات أمامنا. أنا بصراحة لا أكترث لنوايا هؤلاء السيدات الحقيقية لأنّ وضعنا الخاصّ بعيد كلّ البعد عن ذلك.

كيف تتعاملان مع كلّ التهديدات التي تتلقّيانها؟

Sara: لقد اتصلت بالسلطات وبلّغت عن كلّ تهديد تلقّيناه وذكرت حتّى ما كُتب بالإضافة إلى أسماء الأشخاص وكلّ تفاصيلهم على موقعTwitter . وقالت لنا الشرطة إنّ قضيّتنا أقوى من قضيّة هؤلاء الأشخاص وإنّ لنا فرصة لمقاضاتهم وسجنهم أكثر ممّا لديهم ضدّنا، فتهمتنا الوحيدة هي التكلّم بصراحة. لقد قمنا بنشر كلمات الشرطة حرفياً على صفحتا لبضعة أسابيع لكي يرى الجميع أي صف تختار السلطات وأنّ التهديدات ممنوعة. فلا يستطيع أن يهدّدنا الناس بالقتل والاعتداء والسجن لأنّنا عبّرنا عن رأينا وقد صدف أن كان مختلفاً عن رأيهم. وبعدئذٍ اختفت معظم التهديدات وباتوا اليوم يعتمدون الإساءة العاطفية كاتّهامنا مثلاً بأنّنا ناكرتين للجميل. فعندما وجدوا أنّ التهديدات لن توقفنا، لجأوا إلى طرق مخادعة لجعلنا نشعر بالسوء والخجل.

Hind: لكنّنا لا نشعر بالسوء لأنّنا نؤمن بالقضيّة التي نحارب من أجلها ونعلم أنّنا نقف إلى جانب وطننا ونحاول الوصول إلى الكمال. نحن لسنا نحاول هدم أيّ شيء بل نجرّب على العكس أن نحدث تغييراً إيجابياً وأن نحسّن الوضع. لا أظنّ أنّ التهديدات التي تلقّيناها كانت فعلاً جادّة فكان هدف أؤلئك الأشخاص تخويفنا، وهذه هي طريقتهم لإسكاتنا.

Sara: وحتى إن كنّا نشير إلى بعض الثغرات في المجتمع كالمعاملات الطويلة والمملّة التي تضطر إلى القيام بها المرأة المتزوّجة بأجنبي لإعطاء جنسيّتها الإماراتيّة لأولادها، هذا لا يعني أنّنا نهاجم السلطات. نحن نحاول فقط تسليط الضوء على ثغرات لم تأتِ الأجيال السابقة على ذكرها. ففي الماضي مثلاً لم يكن الأمر شائعاً أن تتزوّج امرأة محليّة من رجل أجنبيّ حتى ولو كان من بلدان الخليج العربي. لكن في يومنا هذا، باتت الإمارات المتحدة ملتقى الناس من مختلف الجنسيّات فيعملون معاً وفي بعض الحالات قد يعجب شخصان ببعضهما البعض ويؤدّي ذلك لاحقاً إلى زواج. ومن خلال صفحتنا على Twitter، ابتكرنا فقط مكاناً آمناً للنساء لكي يناقشنَ المسائل التي تزعجهنّ. ولقد اتصلت بنا فتيات كثيرات ليشتكينَ من الظلم الذي يعشنَه بسبب أهلهنّ. كما سمعنا بعض القصص من شبّان يعانون من الاكتئاب، وأخبرونا أنّهم حاولوا مراجعة معالجين نفسيّين لكنّهم لم يستطيعوا بسبب توقّعات المجتمع التي تفرض عليهم أن يكونوا دائماً أقوياء وألّا يظهروا مشاعرهم لمجرّد أنّهم رجال.

Hind: في مجتمعنا، إن طلب أحدهم أن يلجأ إلى معالج نفساني، أوّل سؤال يُطرح عليه هو: "هل جننت؟ هل فقدت عقلك؟" وممّا لا شكّ فيه أنّ العلاج النفسي مهمّ وأساسي، غير أنّه ليس كذلك في مجتمعنا إذ أنّ ذلك يخالف مفهوم "الشرف".

حوار: ميريام نجم

مصدر الصورة:  tuffix.deviantart.com

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث