Noaf Almurbati : " لا يخطر في بالي شيئاً تعجز الفتاة البحرينيّة عن تحقيقه! "

هي مهندسة بحرينيّة ومديرة فنيّة لتصوير الموضة مستقرّة في دبي. لطالما أحبّت نوف المرباطي التصوير والتوثيق بشكل عام. وقد قدّم لها والدها أوّل كاميرا DSLR عندما كانت في المدرسة الثانوية، وبدأت باستخدامها في حينها أثناء تطوّعها في الفعاليات كجزء من اللجان الإعلاميّة. ثمّ طوّرت شغفها بتصوير الموضة في الجامعة حيث وجدت فيه إبداعاً هائلاً. رافقينا فيما نكتشف المزيد حول كيفيّة جمعها الهندسة والموضة معاً في مسيرتها المهنيّة!

Image courtesy: self portrait

هلّا تخبرينا أكثر عن عملك كمهندسة مناظر طبيعيّة وعن نوع المشاريع التي تعملين عليها، وما هو موقع الاستدامة في عملك؟

أعمل ضمن فريق لتصميم مشاريع المناظر الطبيعيّة للطرق في دبي. وأنا معجبة بتشجيع الإبداع والأهميّة التي توليها دبي للخضار والمناظر الطبيعيّة والأشجار بشكل خاص. ففي دبي عدد كبير من الأشجار التي لا يمكن تخيّل أنّها قد تعيش في مناخ مماثل ومنها أشجار الزيتون. ويعجبني الالتزام الكبير بهدف تحقيق كلّ ذلك. وأحبّ أنّني موجودة في مكان لا يتمّ تقبّل الأفكار والتصاميم الغريبة فحسب، بل يتمّ تشجيعها أيضاً.

كيف تمزجين الهندسة مع رؤيتك الإبداعيّة الأساسيّة في عملك في الإدارة الفنّيّة؟

إنّ الدرس الأبرز الذي اكتسبته من كليّة الهندسة هو أسلوب الهندسة التفكيكيّة، كما تعلّمت أن أطرح الأسئلة دائماً. أنا أعتمد هذا النهج في كلّ ما أفعله في حياتي. وأظنّ أنّ العمل في الفنّ يتطلّب دراسة الفنّ لابتكاره، والتساؤل حول كلّ شيء يساعدني على التدقيق في ما أراه.

هلّا تخبرينا عن الجلسات التصويريّة التي تجرينها في البحرين؟ وهل من إرشادات محدّدة يجب مراعاتها في هذا العمل؟ وكيف تصفين أسلوبك في الإدارة الفنيّة في الموضة؟

يمكن اعتبار أسلوبي واضحاً وبسيطاً. في البحرين، غالباً ما نصوّر العبايات أو اللباس التقليديّ والقفاطين. وعندما بدأنا في هذا العمل، على عكس الوضع اليوم، كانت هذه الصناعة جديدة في منطقتنا ولم يجد المصمّمون مصوّرين مختصّين في تصوير الموضة. وقد واجهنا صعوبة في العمل إذ أنّنا لم نجد صوراً كمرجع لنا أو لنستوحي منها، وكانت الفكرة المشتركة في هذه الصناعة تصوير العبايات في المواقع التقليديّة. لكنّ النساء يرتدينَها في كلّ مكان وهي جزء من الحياة اليوميّة، فلماذا نربطها بالأجواء التقليديّة فقط؟ كنّا نسأل أنفسنا دائماً هذا النوع من الأسئلة لنبرز في عملنا.

تساعدين المصمّمين الجدد لوضع تصوّر هويّة علاماتهم التجارية البصريّة قبل إطلاقها، فهل يمكنك مشاركتنا ذكرى جميلة من عملك في أحد المشاريع؟

كانت صديقة عزيزة لي تبدأ عملها في حقائب اليد الجلديّة الذي لطالما حلمت به. وكان لديها فكرة مختلفة تماماً في البداية، لكن بعدما جلسنا وتحدّثنا معاً، غيّرنا كلّ شيء فارتكز الاسم والشعار والموضوع الأساسي وكلّ شيء على القصّة التي تريد أن تخبرها بشكل غير مباشر. وأحببت العمل على هذا المشروع لأنّها شاركت قصّتها الشخصيّة معي كصديقة، وابتكرنا معاً مفهوم هويّة العلامة التجاريّة. كما أنّني قمت بأوّل جلسة تصوير منفردة لي في دبي لهذه العلامة التجاريّة بالذات: Oumani.

اكتشفتِ شغفك بصناعة الأفلام أثناء دراسة الهندسة. ما نوع الأفلام التي تجذبك وما هي القصص التي تريدين أن تحكيها؟

بدأ حبّي للأفلام منذ سنّ صغيرة، وكنت أحرص على الذهاب إلى السينما كلّ يوم خميس عندما أكون في المركز التجاري للحصول على نسخة عن دليل الأفلام المعروضة. وما زلت أحتفظ بكلّ أدلّة الأفلام التي جمعتها منذ العام 2008 تقريباً. وفي العام 2014، شاركتُ في مسابقة "السجادة الحمراء" التي نظّمتها وزارة الشباب والرياضة في البحرين. وتنافست ضمن فريق لإنتاج فيلم قصير تمّ عرضه لاحقاً في السينما. وعندما شاهدت الفيلم الذي ساهمتُ فيه على الشاشة الكبيرة كان فعلاً أمراً سريالياً، فقد أحببتُ كلّ جزء من هذا العمل وعلمتُ أنّني سأستمرّ في القيام بأعمال مماثلة.

أظنّ أنّه لا يتمّ تمثيل منطقتنا بشكل عام بالطريقة الصحيحة، ويجب أن نروي قصصنا بأنفسنا. ليس علينا أن نفعل ذلك من خلال مقاطع الفيديو التعليميّة أو الأفلام الوثائقيّة التي سيشاهدها الأشخاص المهتمّون فقط، إذ نحتاج إلى أن يشاهدها الجميع، وأظنّ أنّنا نستطيع فعل ذلك من خلال الترفيه.

فنحن نكوّن فكرة عن بعض البلدان التي لم نقصدها فعلاً من قبل لأنّنا شاهدنا فيلماً أو اثنين عنها. وهذا تماماً ما أريد أن أفعله، فأودّ تقديم الأفلام الممتعة والمسلّية التي تعلّم الناس بطريقة غير مباشرة المزيد عنّا من خلال إظهار طريقة عيشنا والطعام الذي نتناوله والطريقة التي نتواصل بها وغيرها من الأمور.

ما كان شعورك لدى انتقالك من البحرين إلى دبي، وهل اختبرتِ أسلوب حياة مختلف؟

لطالما أحببتُ المدن الكبرى وحلمتُ بالعيش في واحدة منها. وتمنحني دبي الرضا لأنّني محاطة بفرص هائلة وأشعر بالدعم في التعبير عن إبداعي. أشعر بأنّني في دياري أينما كنت في دول مجلس التعاون الخليجيّ، إذ أنّ الإماراتيّين طيّبون جداً والنساء هنا طموحات كثيراً. لكن لا شكّ في أنّني أفتقد للعيش في البحرين حيث يعرف الجميع بعضهم البعض وأطول مسافة أقودها تستغرق 15 دقيقة من دون زحمة سير. كما تهتمّ بلادي كثيراً بالشباب، وهناك نمت مواهبي ومهاراتي وسأكون دائماً ممتنّة لها.

ما هي رسالتك للفتيات البحرينيّات؟

فلتكن أحلامكنّ كبيرة! لا يخطر في بالي شيئاً تعجز الفتاة البحرينيّة عن تحقيقه.

إقرئي أيضاً: Lulwa Al-Khalifa: "أردت أن تُظهر المرأة الحامل في اللوحة عن شجاعة وعزم وراء كلّ آمالها وتوقعّاتها"

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث