Lulwa Al-Khalifa: "أردت أن تُظهر المرأة الحامل في اللوحة عن شجاعة وعزم وراء كلّ آمالها وتوقعّاتها"

​نشأت Lulwa Al-Khalifa في منزل يقدّرالفن. حيث مارس والدها هواية الرسم، وعبّر عن تقديره لرسوماتها كما وعلّمها مفاهيم الضوء والظلّ والمنظور. وبالنسبة إليها، فإنّ الطابع الشخصي هو أفضل خصائص الفنّ، حيث تكمن القيمة الحقيقيّة للقطعة الفنيّة في عين الناظر إليها. وفي أعمال الفنّانة البحرينيّة، ثمة احتفاء بالألوان والحيويّة، إذ تحب أن تخلق الحركة والملمس في اللوحة باستخدام الطلاء الزيتي وضربات الفرشاة الخفيفة. وعادةً ما ترسم كلاً من اللوحات التجريديّة والتشخيصية. غيرأنّ كلّ أعمالها تتناول موضوعات شخصيّة جداً ووليدة العصر وقد تكون مستلهمة من أيّ شيء على الإطلاق. ولا تهدف الفنّانة المتميّزة إلى أن تحمل لوحاتها بُعداً تعليميّاً بأيّ شكل من الأشكال أو طابعاً سياسيّاً أو ترسّخ رسالة ما. بل تودّ فقط أن تعبّرعن مشاعرها في لوحاتها آملةً أن يشعرالآخرين بالارتباط بها من خلال أعمالها. فلنكتشف اللوحة التي أعدّتها من البحرين لتصويررؤيتها الخاصّة عن الأمومة.

التصوّر والتوقّع والغموض

"أنا أمّ لثلاثة أطفال ولا يسعني سوى التحدّث عن تجربتي الشخصيّة من حيث الحمل"، تؤكّد الفنّانة المتميّزة. قبل أن تضيف: "الحقيقة أنّ الأمومة والحمل يمثّلان الامتياز الأعظم الذي حصلت عليه كامرأة. بحيث أنّ قدرتك على جلب الحياة إلى هذا العالم هدية عظيمة من الله. وبالفعل، يجلب ذلك تحديّات وتوقعات حقيقيّة تعيّن علي إدارتها. ولربما قضى التحدي الأكبر في تقبل أنّه ليس من المفترض بأطفالي أن يعكسوا شخصيّتي، لا بل أنّ يمثّلوا شخصهم الحقيقي ويرسّخوا ذاتهم بالكامل". مفاهيم ثلاثة متعلّقة بالأمومة والحمل ألهمت لوحة Lulwa Al-Khalifa ، ألا وهي التصوّر والتوقّع وعدم اليقين. وتوضحها لنا بقولها: "ثمة غموض كبير في الحمل. فمنذ اللحظة التي نكتشف فيها أنّنا حامل، نشعر بالقلق باستمرار بشأن صحة الطفل، ونتساءل عن جندره وكيف سيبدو. كذلك، نقلق بشأن كوننا أبوين صالحين، حيث ينتقدنا الناس ونتلقى النصائح المرغوب وغير المرغوب فيها. أي أنّ الآخرين يحكمون علينا ونحن نحكم على أنفسنا أيضاً، لذلك نسمع الكثير من العبارات التي تفيدنا بأنّه علينا القيام بهذا أو ذاك، ونتساءل دائماً هل تعيّن علينا أن نفعل هذا الأمر أم ذاك". وهذا تماماً ما أرادت الفنانة البحرينيّة رسمه، هذا الواقع الذي تكتنفه شبكة من التوقعّات والتصوّرات. كذلك، سألناها عن خطّتها لتجسيد رؤيتها، فأجابتنا: "علمت أنّ هذه ستكون لوحة تشخيصيّة، لذلك أخذت وقتي لأقرّر كيف أريدها أن تبدو. والواقع أنّني مررت على عدد لا يُحصى من صور النساء الحوامل في وضعيّات مختلفة لاستقاء الإلهام. ثم خططت بعد ذلك لمواضع الألوان وتكوين اللوحة".

غير مرتاحة وإنّما عازمة

وتؤكّد: "هدفت هذه اللوحة إلى استكشاف التصوّر والتوقّع وعدم اليقين. لذا عرفت على الفور أنّني أريدها أن تنتمي إلى سلسلة لوحاتي، From The Outside. ثم تشرح: "في هذه السلسلة، تكتمل اللوحات تماماً ثم أغطّيها بخطوط بيضاء تشكل طبقة شفافة فوقها. وتمثّل هذه الخطوط الحدود الاعتباطيّة التي نضعها لأنفسنا ويضعها العالم لنا. حيث أنّ العالم يرانا من خلال هذه الخطوط ويشكل رأيه حولنا وحول أفعالنا من خلال هذا الحاجز الاعتباطي". وترى الفنانة البحرينيّة أن هذا الموضوع يفسح المجال كثيراً للحكم والنقد من قبل الآخرين أثناء فترة الحمل. حيث من شأن الأحكام والانتقادات التي تأتي من تصوّر خارجي أن تترك تأثيراً على واقع حالنا. كما تتحدث عن جانب آخر متمثل في تصوّراتنا وتوقّعاتنا الخاصة: "نحن أيضاً ننظر إلى أنفسنا وواقعنا الذي تصوّرنا من خلال حدود اعتباطيّة مِن صنعنا، والتي تحجب أحياناً رؤيتنا أو تجعلنا نتوقع نتائج مستحيلة ونضع أنفسنا تحت ضغط هائل من أجل تحقيق تصوّرنا. إذ لدينا فكرة مسبقة عن ماهيّة الحمل أو الشعور الذي قد يحرّكه وعن الأم التي نريد أن نكون عليها أو الطفل الذي نريد إنجابه، ونحن نطوّر هذه الأفكار من خلال تصوّراتنا وتوقّعاتنا ولكنّنا لا نأخذ دائماً في الحسبان التقلّبات والمنعطفات الصغيرة في الحياة. فالحقيقة أنّ الحياة غير متوقّعة وفوضويّة، ونادراً ما تتقدم بثبات يمكن التنبؤ به. بل إنّها تفاجئنا دائماً إيجابيّاً وسلبيّاً، وأردت أن تعكس لوحتي كلّ ذلك. حيث أنّ ردّ الفعل الأوّل الذي حصلت عليه من كثير من الناس عندما رأوا لوحتي هو تسالهم عن سبب غضبها". وتختتم حديثها قائلةً: "لم أردها أن تبدو غاضبة، لكن أردتها بالتأكيد أن تبدو غير مرتاحة وإنّما عازمة. لم أرغب في رسم المرأة الحامل اللطيفة والمبتسمة بشكل بائس، بل أردتها أن تُظهر عن شجاعة وعزم وراء كلّ آمالها وتوقعّاتها، وكلّ توقعات وتصوّرات مَن حولها".

اقرئي أيضاً: Suzi Fadel Nassif: "تُظهر اللوحة جوهر الأمّ في حياة الفرد وتشير إلى أنّ الأمهات هنّ أعظم هدية من بين كلّ الهدايا التي تقدّمها الحياة"

العلامات: Lulwa Al-Khalifa

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث