Dima Antar: " لا شيء يمكن أن يمنعكم من تحقيق أهدافكم!"

وُلدت Dima Antar في فريتاون، سيراليون. وفي عمر السنة، اكتشفت والدتها أنّها تعاني من مشكلة في السمع لأنّها لم تستجب عندما كانت تناديها وتتحدّث معها. وبعد فحوصات كثيرة، تمّ تشخيصها بأنّها تعاني من ضعف شديد في السمع وأن عليها أن تبدأ في استخدام سمّاعات طبيّة في كلتا الأذنين واللجوء إلى معالج نطق. وهكذا بدأت قصّة الشابة اللبنانية التي تلهم اليوم آلاف الأشخاص من خلال منصّتها حيث تعمل على نشر الوعي حول فقدان السمع!

  1. هلاّ أخبرتنا أكثر عن نشأتك، اهتمامك بالفنّ، والأمور التي جعلتك ما أنت عليه اليوم؟

بعد أن تمّ تشخيصي، رفضت في البداية استخدام السمّاعات الطبيّة حيث كنت أرميها جانباً. لكنّ والدتي أقنعتني بأنّ ذلك لمصلحتي وأجبرتني على ارتدائها كلّ يوم. فاعتدت عليها وأصبحت أخيراً متحمّسة لسماع كلّ الأصوات المختلفة. تلعب السمّاعات الطبيّة دوراً مهماً في حياتي إذ تساعدني على التواصل بسهولة مع الناس وتسهّل لي حياتي وبالتالي أنا ممتنّة لهذا الاختراع. وفيما عدنا إلى أفريقيا حيث لم يكن لديّ سوى أمّي لتساعدني في كلّ ما يتعلّق بمشكلة السمع، وقد قرّرت أن تسجّلني في مدرسة عاديّة. في سن الثالثة عشر، بدأت الأمور تزداد صعوبة بالنسبة إليّ عندما قرّرنا الانتقال إلى لبنان وارتياد مدرسة عادية أيضاً. كان ذلك صعباً بالنسبة إليّ إذ أنّني تعرّض للتنمّر من قبل الكثير من التلاميذ. لكن هذا لم يمنعني من التركيز على دراستي، فتخرّجت من المدرسة بعد سنوات قليلة والتحقتُ بالجامعة. اخترتُ تخصّص التصميم الغرافيكي الذي ساعدني أيضاً في حالتي. إذ ساعدتني التكنولوجيا على التعبير عن نفسي بطريقة أكثر إبداعاً باستخدام البرامج المتعدّدة على الكمبيوتر.

تخرّجت من الجامعة كمصمّمة غرافيكيّة وأعمل حالياً لحسابي الخاصّ في هذا المجال. أنا أيضاً شخصيّة مؤثّرة على وسائل التواصل الاجتماعي وأحاول زيادة الوعي حول مسألة فقدان السمع. خلال نشأتي، كنت دائماً شغوفة بالفنّ ومهتمّة بالابتكار. فمن الصفوف الابتدائية وحتى الثانوية، تلقّيتُ دروساً متعدّدة في الفنّ حيث تمكّنت من التجربة والتعلّم باستخدام وسائط ومواد وتقنيّات مختلفة. وهكذا أدركت أنّ التصميم الغرافيكي هو شغفي. ووالدتي هي الوحيدة التي جعلتني ما أنا عليه اليوم. لقد آمنت بي ودعمتني طوال الوقت وأخبرتني دائماً بأنّني سأصبح سيّدة ناجحة. وأريد أن أنشر التوعية لجميع أمّهات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة وأقدّم التقدير والدعم لهؤلاء الأمّهات. فبالنسبة إليّ، ما كنت لأصل إلى ما أنا عليه اليوم لولا أمّي. أنا محظوظة جداً بوجود أمّ داعمة ومدهشة ومحبّة إلى جانبي.

  1. هل يُمكنك أن تصفي لنا يوماً كاملاً تقضينه في مختلف نشاطاتك؟ وهل هناك من عوائق تواجهينها اليوم؟

كمصمّمة غرافيك مستقلّة، أنا أعمل مع الزبائن لابتكار الشعارات وبطاقات العمل والكتيّبات والرسوم الرقمية وغيرها. كما أنّني أحبّ الرسم أيضاً فهذه هوايتي المفضّلة. أشارك قصصي على منصّة Instagram لإلهام الناس في جميع أنحاء العالم. كما أحبّ التواصل الاجتماعيّ والتعرّف إلى أشخاص جدد. وما زلت أواجه بعض العقبات اليومية في العمل إذ أنني لا أستطيع مثلاً الردّ على المكالمات ولا الاستماع إلى الرسائل الصوتيّة، لذا أنا أعتمد فقط على الرسائل النصيّة والبريد الإلكتروني مما يصعب الأمور للزبائن ولي أيضاً. كما لديّ صفحتي الخاصّة لتصميم الغرافيك وهي dumi.designs@ حيث أشارك جميع أعمالي على وسائل التواصل الاجتماعي. إنّ التصميم الجرافيكي شغفي والنجاح في هذا المجال هو حلمي.

تشكّل إضافة الترجمات إلى كلّ مقاطع الفيديو أمراً مهمّاً جداً بالنسبة إليّ كوني أعاني من ضعف السمع، فمن دونها لن أتمكّن من فهم كلّ شيء. فأحبّ مثلاً مشاهدة الأفلام على Netflix بالإضافة إلى مقاطع الفيديو التعليميّة على YouTube، لكنّني لاحظتُ أنّ في أفلام Netflix لديّ خيارات ترجمة أكثر من تلك الموجودة في مقاطع الفيديو على YouTube حيث لا تتضمّن جميعها ترجمات، فأصبحتُ أعتمد على قراءة الشفاه لكي لا يفوتني شيء ممّا يُقال في الفيديوهات.

لديّ أيضاً هواية أخرى وهي الموضة وتنسيق الأزياء. فأحبّ حضور عروض الأزياء والسير أيضاً على منصّات العرض. وأحلم أن أصبح أوّل فتاة تعاني من ضعف السمع وتعرض الأزياء.

  1. ما هي الصورة النمطيّة التي أردت تحدّيها عندما بدأت مسيرتك على مواقع التواصل الإجتماعي حيث تلهمين الكثيرين؟

عندما بدأت مسيرتي على وسائل التواصل الاجتماعي كنت فقط أشارك الصور. فكنت أنشر صوري مع السمّاعات الطبيّة وأشرح في التعليق عن رحلتي وتجاربي.

  1. كيف تطوّر المحتوى الذي تشاركينه مع متابعيك على وسائل التواصل الإجتماعي؟ وكيف تستخدمين هذه الوسائل لنشر الوعي؟

بدأت لاحقاً أستعدّ للتحدّث عبر مقاطع الفيديو ونشر الوعي بالرغم من أنّ صوتي ليس واضحاً جداً، لكنّني أردتُ دائماً أن أثبت للجميع أنّني أستطيع فعل ذلك وأريهم ما وصلتُ إليه بالرغم من كلّ شيء. أنا أنشر مقاطع الفيديو أيضاً على وسائل التواصل الاجتماعيّ لأظهر للجميع مدى ثقتي بنفسي كوني ضعيفة السمع سواء كان صوتي واضحاً أم لا.

  1. ما هي نقاط القوّة التي ترينها عندما تنظرين إلى نفسك في المرآة؟

عندما أنظر في المرآة أقول لنفسي إنّني واثقة من ذاتي وشجاعة ومجتهدة وطموحة وفخورة بما وصلت إليه. فلا أصدّق أنّني نجحت ووصلت إلى هنا.

  1. ماذا تقولين اليوم عبر عبر ماري كلير العربيّة لكلّ الأشخاص الذين يشعرون بالإختلاف وبعدم الرضا عن أنفسهم عن قدرتهم على بناء الصورة التي يريدون عن أنفسهم؟

رسالتي إلى كلّ الأشخاص الذين يواجهون التحديّات هي أن يكونوا دائماً أقوياء وشجعاناً ومصمّمين على النجاح. فيكسرون كلّ الحواجز ويتحلّون بالمزيد من الثقة بالذات. إذ أنّ المثابرة والتصميم والتفاؤل هو ما سيمكّنكم من تحقيق أحلامكم. ولا شيء يمكن أن يمنعكم من تحقيق أهدافكم.

إقرئي أيضاً: Zainab Al-Eqabi: الأمر يتطلّب الوقت والصبر

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث