بين الملابس المستعملة وتلك الجديدة: أيّ منها تختارين؟

هل تبادر إلى ذهنكِ يوماً من أين نشأ مفهوم الموضة السريعة أو الـ Fast Fashion؟

يعود هذا المصطلح إلى نقطة تحوّل في تاريخ صناعة الموضة، وتحديداً في مطلع القرن التاسع عشر، رمت إلى إنتاج الملابس المستوحاة من عروض الأزياء بوتيرة أسرع إنّما بكلفة أقلّ مباشرةً في سوق البيع بالتجزئة. غير أنّ الأمر الذي لم نتوقّعه هو الكلفة الأكبر التي وقعت على عاتقنا، ألا وهي كلفة البيئة التي تحيط بنا، إذ يمكننا تكبّد نفقات الملابس لكن لا يمكننا تحمّل تداعيات تدهور كوكبنا. لهذه الغاية، بدأ العالم اليوم يتوجّه أكثر فأكثر إلى "الملابس المستعملة" الـSecond-hand Fashion، إذ تُعتبر طريقة أكثر استدامةً وأخلاقيّةً للتسوّق.

ونعلم أنّك قد لا ترغبين في شراء ملابس سبق لأحد أن ارتداها، لكن في سعينا لتشجيعكِ على هذا التوجّه، قرّرنا أن نطلعكِ على فوائد اعتماد موضة الملابس المستعملة:

إنقذي الملابس من مكبّ النفايات

يمكن للكثير من الملابس أن تدوم لسنوات عدّة وتبقى في حالة جيّدة إن تمّ الاعتناء بها بشكل سليم، ومن المؤسف أن نرى كميّة كبيرة منها في مكبّات النفايات. فبحسب برنامج تطوير الموارد والنفايات (WRAP)، نجد سنويّاً ملابس بقيمة 140 جنيه إسترليني بريطاني ينتهي بها الحال في المكبّات. لذا، يقضي الحلّ البديل والأكثر أخلاقيّة بإعادة بيعها لشخص آخر، فهكذا تحيين قطعة كما لو كانت جديدة.

احصلي على قطع فريدة وأزليّة

نعي جميعنا أنّ الكثير من الصيحات السابقة تعود من جديد بعد فترة معيّنة من الزمن، مثل أسلوب الـVintage فبدلاً من شراء قطعة شبيهة بباقي القطع المتوفّرة حاليّاً في الأسواق، اشتري الملابس المستعملة التي تتّسم بطابع قديم فعليّ، فلا تعثرين على قطعة مماثلة لها في المتاجر التي تبيع ملابس جديدة فحسب. فضلاً عن ذلك، عادةً ما تتّسم الملابس القديمة بجودة أعلى، لذلك تدوم سنوات عدّة.

وفّري المال

تسمح لكِ الملابس المستعملة بالحصول على قطعة من علامة تجاريّة عالميّة مرموقة إنّما بسعر أقلّ لمجرّد أنّه سبق لأحد أن ارتداها، وإنّها فعلاً لحيلة ذكيّة في التسوّق.

ساعدي في الحماية ضدّ التلوّث

وفقاً لمؤسّسة Ellen MacArthur، تولّد صناعة الأنسجة حوالى 1و2 مليار طن من انبعاثات غازات الدفيئة سنويّاً. فهل تعلمين أنّ صناعة القطن تستلزم كميّات هائلة من المياه؟ بحسب معهد الموارد العالميّة، توازي كميّة المياة المطلوبة لصناعة تي شيرت من القطن تلك التي يشربها شخص واحد في سنتين ونصف. فعند الاطّلاع على مثل هذه البيانات، لا بدّ لنا من أن نراجع أساليب التسوّق التي نعتمدها. فلا مفرّ من البيئة التي تحيط بنا.

ساهمي في الحدّ من ظروف العمل الاستغلاليّة

قد تجهلين ذلك، إلّا أنّ الملابس والأزياء الأروع التي تجدينها في الأسواق تُصنّع في مناطق فقيرة، وتتقاضى العاملات أجراً زهيداً مقابل جهدهنَّ. وتطال هذه المسألة النساء وحقوقهنًّ، لذا عندما تشترين الملابس المستعملة تخفّفين من عجلة الإنتاج جرّاء الطلب المتزايد على الملابس، وبالتالي يصبح العمل أقلّ ضغطاً.

اقرئي أيضاً: النباتيّة الصرفة تنتقل إلى خزانتك

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث