قصة نجاح ضمن حوارٍ مع Margareth Henriquez الرئيسة التنفيذية لدار Baccarat
- 07.01.2025
- إعداد: ماري كلير العربية
لقد قدت شركات في أسواق مختلفة. ما هي بعض الدروس الرئيسة التي تعلّمتها حول تكييف استراتيجيات القيادة عبر ثقافات متنوّعة ومشاهد اقتصادية مختلفة؟
يتطلّب الأمر فهماً عميقاً للثقافة وللشركة وظروفها. في كل حالة، كان النجاح يستند إلى تعلّم ثقافة البلد واحترام البلد جداً. ولا أتذكر أبداً أنني انتقدت للحظة واحدة أي شيء مرتبط بثقافة بلد. وهذا أمر أساسي برأيي.
وأعتقد أنه بمجرد أن يكون ذلك واضحاً، تكون الفلسفة هي نفسها، فنبدأ بفهم الوضع والمشاكل والفرص ونقاط القوة في الشركة ثمّ نضع خطّة مناسبة. والمفتاح هو التواصل القويّ. إذ يجب أن يعرف الناس ماذا يفعلون ولماذا. وهذا هو مفتاح النجاح. وأظنّ أنّ التواضع مهمّ أيضاً، لأنّ كلّ شيء لدينا موقّت.
كونك تدعمين تطوّر المرأة، كيف ترين تغيّر دورها في صناعة الرفاهية؟
لقد تطوّر دور المرأة في مجال الرفاهية بشكل كبير لأنّ الرفاهية مرتبطة بشكل أساسي بالمشاعر. هناك علاقة بين العلامة التجارية والناس. وهذا هو السبب في أنه من الصعب جداً التسرّع في تأسيس علامة تجارية فاخرة، فيحتاج الأمر إلى الوقت. لذا فهناك تفاصيل كثيرة يجب التنبّه لها في مجال الرفاهية. وتتميّز المرأة بقدرتها على للاهتمام بالتفاصيل. لذا نراها تبرع في مناصب قيادية في مجالات مختلفة كالاتصالات والتسويق والأعمال التجارية.
لقد نجحت Baccarat في تجاوز الثورات والصيحات. ما هو السر وراء بقائها عصرية وأنيقة لمدة 260 عاماً؟
يعود الفضل في نجاح Baccarat إلى مجموعة من الأشخاص الرائدين في هذه المؤسسة. وهناك ارتباط وثيق وعاطفي يربط العلامة التجارية بالأشخاص. لكن هناك أيضاً الخبرة الحرفية الهائلة التي تتميّز بها الدار والتي تلتزم بنقلها إلى الأجيال القادمة. وهي تنظّم أيضاً مسابقات تحفّز فيها الحرفيين لتطوير مهاراتهم.
عندما تنظرين إلى رحلة Baccarat، هل تجدين في تاريخها محطّات معيّنة تلهم رؤيتك الخاصة للعلامة التجارية؟
طبعاً، فكان من المهمّ بالنسبة إليّ أن أعود إلى جذور الدار لفهم جوهرها وقيمها الخالدة فأتمكّن من بناء رؤية تستند إليها وترتبط بها. ولقد أفادني هذا الأمر كثيراً بل وبرر لي الشغف الذي لطالما كان لديّ تجاه الدار إذ كان والداي من عشّاق Baccarat وقد أحببتها منذ طفولتي. واكتشفت بالفعل أنّ هذه الدار لا ترتبط بشخص واحد، بل بجماعة. وهذا مفهوم معاصر جداً. كما أحببت أنّها تأخذ التحديات دائماً إلى بعد آخر، فقد بدأت في العام 1764 بإنتاج الزجاج، ثمّ تم الاتفاق على تصنيع أجمل وأنقى تصاميم الكريستل حول العالم في الدار عام 1816.
لطالما ارتبطت العلامة التجارية بالحرفية الخالدة التي تتوارثها الأجيال. كيف أثّرت تجربتك الخاصّة كأم وجدّة في رؤيتك للحفاظ على هذا التقليد للأجيال القادمة؟
أنا شخص يحبّ العائلة كثيراً. لم تكن الحياة سهلة بالنسبة إليّ، لأنني توليت إدارة عائلتي اقتصادياً عندما كنت في السابعة والعشرين من عمري ثم اضطررت للسفر إلى المكسيك ثمّ إلى الأرجنتين. لكنّ علاقتي بأولادي رائعة. وما ننقله لأطفالنا هو القيم. ومن ثم يخوضون غمار الحياة متسلّحين بهذه القيم. نحن لا نملي عليهم ما يجب أن يفعلوه أو ما لا يجب أن يفعلوه. فنحن ننقل لهم القيم التي ستشكّل الدافع لهم في المستقبل.
وهذا تماماً ما نفعله في Baccarat. فلم نكن لنتمكّن من ابتكار أي من القطع لولا تناقل الحرفية والالتزام بالقيم التي لطالما عملت بها الدار.
تتميّز الكثير من العلامات التجارية التي قمت بإدارتها بتمسّكها بالتقاليد. كيف يمكنك تحقيق التوازن بين التقاليد والابتكار؟
من المهم جداً أن تتطلّع الشركة إلى المستقبل بشكل عامّ. فيقوم المصمّمون في Baccarat الذي يعملون في الدار منذ فترة طويلة بالاستناد إلى قيمها وتاريخها وإرثها ليستوحوا إبداعات جديدة. ولدينا أيضاً مصمّمون شباب وقد أعدنا معهم ابتكار الدار بالكامل في باريس، فهم ينخرطون جداً في عملية التصنيع ويستلهمون أيضاً من ماضي الدار ليضفوا لمساتهم على مستقبلها. وأظنّ أنّه كلّما كنّا راسخين في جذورنا، كلّما استطعنا الوصول إلى آفاق جديدة.
اقرئي ايضًاحوار خاص مع Emilie Viargues Metge الرئيسة التنفيذية لعلامة Christofle
في عصر يتزايد فيه إنتاج قطع الديكور الداخلي بكميّات كبيرة، تتميز Baccarat بالتزامها بالحرفية. كيف تضمنين الحفاظ على هذا المستوى من الجودة؟
إنه أمر مثير للاهتمام لأنني كنت أتحدّث مطوّلاً مع فريق الجودة منذ فترة، وأردت التأكد من أن الجميع في الفريق يفهمون صعوبة الأمر. إنهم أشخاص جدد وشباب.
لا شكّ في أنّ البحث عن التميز يجب أن يكون أبدياً. لكن لا يمكن أن نقدّم أعمالاً مثاليّة أبداً، لأنّها لكي تكون مثاليّة يجب أن تكون صناعيّة، وهذا يتناقض مع دار Baccarat. فكلّ قطعة نصنّعها قد لمستها الكثير من الأيادي وتفحّصتها الكثير من العيون، ولا يوجد شيء صناعيّ في الدار.
لذا قد لا تكون القطع مثالية لكن ستكون هناك تفاصيل صغيرة تظهر الحرفية وراء التصميم والتصنيع.
بصفتك شخصاً ساهم كثيراً في تشكيل صناعة الرفاهية، ما هي أكبر الفرص والتحديات التي تتوقّعينها للعقد القادم؟
ممّا لا شكّ فيه أنّ القيم والطموحات التي حرّكت الجيل السابق ليست نفسها بالنسبة إلى جيل اليوم. لكن تبقى الرغبة في تحسين الوضع الاجتماعي والمهني قائمة اليوم كما كانت سابقاً، إلّا أنّ الاهتمامات باتت مختلفة. لذلك أظنّ أن عالم الرفاهية يجب أن يتطوّر ليرضي الأجيال الجديدة ويلبّي تطلّعاتها.
اقرئي ايضًا: روائع عمارة جدة