Mohammed Ahmed Ibrahim: لا بدّ لفنّ الأرض الاتّساق والاندماج مع طبيعة جسد الأرض

دخل العالم من الباب العريض في عصر الاستدامة للحفاظ على مستقبل الأرض وتأمين جودة الحياة للأجيال القادمة. من الحكومات إلى القطاع الخاصّ والأفراد، كلّ فرد من أيّ خلفيّة أتى بات اليوم معنيّاً بتحقيق الاستدامة وبكونه آداة للتغيير سواء عبر المشاركة في وضع خطط واستراتيجيّات وبناء نماذج اقتصاديّة جديدة أو عبر خطوات صغيرة على الصعيد الشخصي تؤثّر على السلوك البيئي والإجتماعي لحماية هذه الأرض ومواردها. وفيما تتّجه الإمارات العربيّة اليوم لتكون دولةً أكثر استدامة على كافّة الأصعدة، يبرز هذا المفهوم كهدف واسراتيجيّة في مختلف القطاعات. وقد جسّد جناح الاستدامة تيرّا في إكسبو 2020 حيث يعيش الزائرون تجربة في صلب الطبيعة التزام دولة الإمارات بمفهوم الاستدامة، للعمل كمحفزّ للتغيير في الدولة وفي المنطقة والعالم أجمع. حيث يقدّم هذا الجناح نموذجاً ملهماً للبناء المستدام في دولة الإمارات والمنطقة والعالم. كذلك، يقدّم بالتعاون مع "آرت دبي" أعمالاً فنيّة تركيبيّة تتمحور حول الاستدامة وتحفّز الزائرين على العيش في توازن مع العالم الطبيعي. وفي ما يلي نناقش موضوع الاستدامة في التصميم مع لفنّان الإماراتي التّجريبي محمد أحمد إبراهيم.

اقرئي أيضاً: Nadine Zidani: باتت الاستدامة اليوم جزءاً من عمليّة صنع القرار في الأعمال في الإمارات

كان لنشأة الفنّان الإماراتي التّجريبي محمد أحمد إبراهيم في منطقة خورفكان وتعلّقه بطبيعتها تأثير كبير على خياراته المهنيّة وتكوين هويّة خاصّة لفنّه. فتتجلّى علاقته بطبيعة خورفكان وأرضها بإبداع في أعماله الفنيّة. وفيما أتقن فنّ الأرض، ابتكر هذا المبدع منشأة Hugs في جناح الاستدامة في إكسبو 2020. فتعرّفي معنا أكثر عليها في ما يلي. 

تغيّرت علاقة الإنسان بالطبيعة بعد جائحة كورونا حيث وجد البعض ملجأ في الطبيعة وفهم الآخرون قيمة مواردها. سألنا الفنّان الإماراتي عن كيفيّة مساعدة الفنّ برأيه على توطيد علاقة الإنسان بالطبيعة, وأتت إجابته على الشكل التالي: "روح المدن مثل خورفكان تختلف اختلافاً جذريّاً عن أرواح المدن الأخرى الكبيرة كدبي أو أبوظبي. فطبيعة هذه الأماكن تؤثّر على نفس وطبيعة الإنسان الساكن فيها. بعض الأماكن تتشابه مع الأرواح مثل بعض المدن التي سكنتُها وأحسستُ بهذا التطابق نوعاً ما مثل مدينة سيتارد في هولندا وديجون في فرنسا وكذلك مدينة كوجي الهنديّة. وإيقاع الحياة والإهتمامات تختلف عن مدينة خورفكان التي لها أثر ملحوظ على تكوين الأفكار والرؤى. فارتباط الإنسان ومفهومه للطبيعة نتاج المحيط وطبيعته. كانت فترة الإغلاق رسالة ذكّرتنا بأهميّة ما يشبه الروح، كما ذكرت كثيرون وجدوا ذلك في الطبيعة والحياة المرتبطة بها". 

البقاء الدائم من حيث المواد المستخدمة
لا يرى الفنّان التجريبيّ أنّ فنّ الأرض أكثر استدامة من الرسم أو التصوير، فكلّ مادّة وسياق له خصوصيّته وأسبابه بالنسبه إليه. ويؤكّد: "يمكن لفنّ الأرض أن يكون مضرّاً بالبيئة في حال سوء فهم طبيعة فنّ الأرض وعلاقته بجسد الأرض. فلا بدّ لفنّ الأرض الاتّساق والاندماج مع طبيعة جسد الأرض."

وماذا عن رسالة الاستدامة التي يعبّر عنها المجسّم الذي ابتكره الفنّان التجريبي لإكسبو 2020؟ فيجيب: "هذا العمل المُسمّى بـ Hugs أو الإحتضان اعتمدت به على البقاء الدائم من حيث المواد المستخدمة وهي عبارة عن طين الأرض المعالَج بطريقة حديثة تحافظ عليه مدى الحياة من دون صيانته أو ترميمه ودوام بقائه ببقاء المبنى". وفيما سألنا الفنّان المخضرم عن التأثير المنتظر لهذه المنشأة في زوّار المعرض، يختم: "الفنّ له تأثير خاصّ للتواصل بين الناس وهو يفتح المجال لحريّة التفكير والتعبير. ولا توجد طريقة خاطئة للتعامل والتفاعل مع العمل الفنّي. فدوري كفنّان ينتهي بعد انجاز العمل وترك الحريّة للمشاهد في التعامل معه حسب آرائه ومفاهيمه."

اقرئي أيضاً: Zeinab AlHashemi: زيادة الوعي حول الإستدامة عبر الفن هي طريقة لجعل الجمهور أكثر وعياً

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث