Zeinab AlHashemi: زيادة الوعي حول الإستدامة عبر الفن هي طريقة لجعل الجمهور أكثر وعياً

دخل العالم من الباب العريض في عصر الاستدامة للحفاظ على مستقبل الأرض وتأمين جودة الحياة للأجيال القادمة. من الحكومات إلى القطاع الخاصّ والأفراد، كلّ فرد من أيّ خلفيّة أتى بات اليوم معنيّاً بتحقيق الاستدامة وبكونه آداة للتغيير سواء عبر المشاركة في وضع خطط واستراتيجيّات وبناء نماذج اقتصاديّة جديدة أو عبر خطوات صغيرة على الصعيد الشخصي تؤثّر على السلوك البيئي والإجتماعي لحماية هذه الأرض ومواردها. وفيما تتّجه الإمارات العربيّة اليوم لتكون دولةً أكثر استدامة على كافّة الأصعدة، يبرز هذا المفهوم كهدف واسراتيجيّة في مختلف القطاعات. وقد جسّد جناح الاستدامة تيرّا في إكسبو 2020 حيث يعيش الزائرون تجربة في صلب الطبيعة التزام دولة الإمارات بمفهوم الاستدامة، للعمل كمحفزّ للتغيير في الدولة وفي المنطقة والعالم أجمع. حيث يقدّم هذا الجناح نموذجاً ملهماً للبناء المستدام في دولة الإمارات والمنطقة والعالم. كذلك، يقدّم بالتعاون مع "آرت دبي" أعمالاً فنيّة تركيبيّة تتمحور حول الاستدامة وتحفّز الزائرين على العيش في توازن مع العالم الطبيعي. وفي ما يلي نناقش موضوع الاستدامة في التصميم مع الفنّانة زينب الهاشمي Zeinab AlHashemi.

اقرئي أيضاً: Nadine Zidani: باتت الاستدامة اليوم جزءاً من عمليّة صنع القرار في الأعمال في الإمارات

تعكس أعمالها التغيير الموجود في محيطها وتذكّر الناس بالتدخّلات البشريّة من خلال استخدام المواد الصناعيّة وابتكار هويّة جديدة توازن بين العصريّة والتقاليد. تحبّ زينب الهاشمي أن تجسّد الازدواجية في أعمالها. رافقينا لنكتشف في ما يلي المزيد عن الفنّانة الإماراتيّة التي صمّمت "تكوين" لجناح الاستدامة تيرّا في إكسبو 2020.
تشتهر زينب الهاشمي بأعمالها التي تجسّد التغييرات التي طرأت على البناء والازدهار الصناعيّ في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة من منظورها الخاص. تتّجه الإمارات اليوم نحو المزيد من الاستدامة، فكيف تترجم ذلك في جوهر أعمالها ومشاريعها؟ تخبرنا: "بينما أبحث عن مواد صناعية يمكنها التعبير عن أفكاري، أحاول أيضاً العمل مع حرفيّين، وأحبّ هذا التلاحم بين الأعمال اليدويّة والاصطناعيّة. فيمكن تعريف الاستدامة بعدم إهدار المواد المتوفّرة والقوّة البشريّة. كما أنّ زيادة الوعي حولها من خلال الفنّ هو طريقة أخرى لجعل الجمهور أكثر وعياً وانخراطاً".

لطالما ازدهر الإنسان والطبيعة معاً
تشرح لنا زينب في ما يلي الفكرة وراء عملها الفنيّ الحركيّ "تكوين" لجناح الاستدامة تيرّا في إكسبو 2020، قائلة: "يتمحور "تكوين" حول القديم والجديد، الماضي والمستقبل، صنع الإنسان والطبيعة، وكلّ ما يحدث بينها. وتقوم المنحوتة الحركيّة بتدوير النصفين ليصبحا واحداً في فترة 6 إلى 8 ساعات يوميّاً. ويذكّرنا هذا الدوران بوجود التغيير دائماً حولنا وبأنّه الشيء الوحيد الثابت". هذه الفنّانة الإماراتيّة التي رأت مدينتها تنمو وتتغيّر بسرعة قد تعلّمت أن تتبنّى التغيير وتعكسه في أعمالها الفنيّة التي تقدّمها اليوم للعالم. وتتابع قائلة: "المجسّم المعدنيّ عبارة عن جسمين كرويّين يكمّلان بعضهما البعض، ولا يمكن أن يتواجد الواحد من دون الآخر. وهذه رسالة بأنّ البشر والطبيعة قد ازدهرا دائماً معاً على مرّ العصور. فمنذ بدء الحضارات، لطالما اعتمد الإنسان على الطبيعة بأشكالها المتغيّرة من أجل الخلق والملاحة والطعام والمأوى وغيرها. أمّا عن رسالة الاستدامة التي يجسّدها "تكوين"، فتخبرنا بما يلي: "تُظهر الحركة مراحل مختلفة من الجسمين الكرويّين بينما يندمجان معاً ليصبحا واحداً، لتجسيد نظريّة علاقة طرف بأطراف متعدّدة، الوحدة والاختلاف، وللإشارة إلى أنّ الإنسان والطبيعة يزدهران معاً وليسا منفصلين. وتساعد الألواح الشمسيّة البالغ عددها 4912 الموجودة في جناح الاستدامة تيرّا التي يبلغ عرضها 130 متراً بالإضافة إلى أشجار الطاقة الـ18على توليد 4 جيغاوات في الساعة من الطاقة البديلة سنوياً".

لطالما كان الفنّ لغة عالميّة 
كفنّانة مفاهيميّة وصاحبة رؤية، كيف تحدّد زينب فوائد هذه المنشآت الفنيّة لمساعدة زوّار المعرض والجمهور بشكل عام وحثّهم للتغيير وللعيش في توازن مع العالم الطبيعيّ؟ تقول لنا: "لطالما كان الفنّ لغة عالميّة على مرّ السنين. وعندما يختبر الناس الفنّ والقصة وراء كلّ عمل، هم يتجاوبون معها. ويؤمن جناح الاستدامة تيرّا في إكسبو 2020 بأنّ مستقبل الأرض على المحكّ ولا يوجد كوكب بديل. وأفضل طريقة لشرح هذه الفكرة هي من خلال التواصل المرئي، والفنّ هو جزء منه".

واختتمت حديثها حول أفضل الاستراتيجيات المستدامة في الفنّ والتصميم قائلة: "يشجّع اعتماد فلسفة التصميم المستدام على اتّخاذ القرارات في كلّ مرحلة. وتُعتبر زيادة الوعي وفهم كيفيّة تقليل الآثار السلبيّة على البيئة من خلال التعليم واللغة المرئية واحدة من الطرق المتعدّدة التي يمكن اعتمادها. المدينة المستدامة هي نهج متكامل وشامل يشجّع على تقليل استهلاك الطاقة غير المتجدّدة واستخدام المنتجات الفضلى من حيث تأثيرها على البيئة وحماية المياه وحفظها. ذلك بالإضافة إلى استخدام المواد المعاد تدويرها في الأعمال الفنيّة والتصميم ومطالبة المصنّعين والمصانع بالتعاون مع الفنانّين أو المصمّمين للتخلص من النفايات وإعادة استخدامها لأغراض أفضل من شأنها أن تؤدّي إلى مستقبل أفضل لحماية كوكبنا."

اقرئي أيضاً: EXPO 2020 دبي لإحداث التغيير الإيجابي من أجل بناء مستقبل أفضل للعالم بأسره