وهفهفت فوق اليمامة نسمة زهور الخزامى
وعانقت صحراء النفود سهولها ووادي تهامة
أغنية حكماء الخليج، غناء محمد عبده، كلمات سعود سالم
لم أستطع تفادي الأغاني الوطنيّة أثناء التفكير في موضوع اليوم الوطني، وبخاصّة إبداع صوت محمد عبده في البيتين المذكورين سابقاً في إظهار لهفة حبّ الوطن، في نطق الهاء والفاء مع مدّ الواو وكأنّك ترى نسائم الزهور تعانق السماء والأرض بمحبّة وشغف، جامعةً مشاعر جيّاشة لجميع مناطق مملكتنا الغالية.
ومن أجمل الأوصاف أيضاً أغنية مولد أمّة لطلال مداح ومحمد عبده، عن رحلة في أنحاء مناطق المملكة، يصف الشاعر معشوقته السعوديّة في الدويتو المشهور "معشوقتك معشوقتي"، من كلمات الأمير سعود بن عبدالله.
ومن مفضلاّت مقاطع الأغنية الوطنيّة أغنية "هل التوحيد" لمحمد عبده في أوائل تسعينات القرن الماضي، يقول فيها مهندس الكلمة الأمير بدر بن عبد المحسن:
دارنا مثل العروس وكلّنا خطابها
من يبي شمس الشموس من يحبّ ترابها
مهرها بذل النفوس بسترها وحجابها
كلمة الله والحسام
ولكن استوقفتني فكرة أنّ الأمم دائماً مؤنّثة في وصفها، ودائماً عروس وصغيرة، وقد مرّ على جميع هذه الأغاني في الحقيقة أكثر من 30 أو 40 سنة، وتساءلتُ ماذا حصل لهذه العروس و هذه الأمّة التي وُلدت ومعشوقة الرّحال؟
إقرئي أيضاً: ماذا عن الرفاهية في ١٤٤٤ هـ؟
أودّ أن أعيد النظر في هذا الوصف، وتُرى أين عروسنا اليوم وأين مستقبلها؟
في الواقع أرى أن عروسنا اليوم تزوّجت من ملوكها، وأصبحت أمّاً وامرأة في عزّ شباب العمر، وبقوّة ولي عهدها وشبابه. هي فخورة بأبنائها وبناتها من الشعب السعودي وإنجازاتهم الحاليّة في جميع نواحي الحياة، وتتطلّع إلى مستقبلها الباهر في رؤية 2030.
قليلاً ما نتخيّل شكل ثقافتنا وتاريخنا الحاليّ أو الواقعيّ لأنّنا نعيشه، فننسى أنّه مميّز بوقته وأحداثه.
وأدعوكم إلى التوقّف قليلاً للتفكير والتأمّل في المملكة اليوم في عيدها. لنتخيّل شكلها الجديد الذي يختلف تماماً عن الأغاني الوطنيّة الجميلة التي ذكرت أعلاه. فنحتاج إلى وصف جديد وأغانٍ جديدة للنظر إلى المملكة الآن، وعندئذ قد يتسنّى لنا أن نرى المملكة في العام 2030 عند فوزها باستضافة إكسبو2030 إن شاء الله وهي في حلّة و شكل جديدين حتماً.
فلننتبه للوضع الحالي حيث أنّه واقع ملموس بشكله المميّز المختلف عن الماضي ولا شكّ في أنّه مختلف عن المستقبل أيضاً!
إقرئي أيضاً: الحبّ في الشعر العربي