لقاء حصري مع هيا منذر صوان صاحبة المسيرة المهنيّة المتجذّرة في أعماق تراثها السعودي

في لقاء حصريّ خاصّ، نحاور هيا منذر صوان، رائدة الأعمال الاستثنائية وصاحبة المسيرة المهنيّة المتجذّرة في أعماق تراثها السعودي. هي الابنة الكبرى في عائلتها وقد أثّرت تجاربها المبكرة تأثيراً عميقاً على مسارها في عالم الأعمال. ومع خلفيتها في التصميم الداخلي وشغفها بالرياضة واللياقة البدنية، أسّست هيا عدداً من الشركات وحافظت دائماً على قيمها الثقافية ورؤية السعودية 0302 الطموحة.

في هذا الشهر الذي نحتفل خلاله باليوم الوطني السعودي في سبتمبر، أردنا تجسيد رمز من رموز التراث والثقافة الوطنية السعوديّة في جلسة تصويريّة مميّزة ألا وهو الإبل. فقد تجوّلت الإبل في السعودية لآلاف السنين، وأصبحت جزءاً لا يتجزّأ من التراث الثقافي للمملكة. وقد سُمّيَ هذا العام بعام الإبل تقديراً لأهميتها الحضارية والعلاقة القوية بينها وبين البشر.

كما وتسنّت لنا الفرصة للتحدث مع هيا عن رحلتها في مجال ريادة الأعمال، بما يتماشى مع موضوع عددنا الذي يتمحور حول "المرأة المستثمرة" والذي تشاركنا فيه رائدات الأعمال من مختلف المجالات تجاربهنّ لإلهام رائدات الأعمال الشابّات اللواتي يشرعنَ في رحلاتهنّ الخاصّة في هذا المجال. وفي ما يلي نحتفي بإنجازات هيا كرائدة أعمال سعودية أيضاً!

التصوير: Buthayna Alharthi، الإدارة الفنّية والحوار: Farah Kreidieh، التنسيق: Sarah Ruxton لدى MMG Artists، الشعر والمكياج: Kavya Rajpowell لدى MMG Artists، الموقع: Sila Farm، الإنتاج: Kristine Dolor

كيف شكّلت تجاربك المبكرة وبيئتك شغفَك بريادة الأعمال وارتباطك بالثقافة السعودية؟

لقد شكّلت نشأتي كابنة كبرى شخصيّتي لأصبح شخصاً مسؤولاً ومستقلّاً. ولطالما شعرت أنّ هناك الكثير لاستكشافه في العالم.

ما تأثير كونك الابنة الكبرى على اختياراتك المهنية؟

كان من المتوقّع أن أسير على خطى والدي وأصبح مهندسة معمارية أو مصمّمة داخليّة. وأن تكوني الابنة الكبرى في العائلة من الأمور الجميلة والأصعب في آن واحد، إذ إن والديك يكونان أكثر حماية ومراقبة لك ويتوقّعان المزيد دائماً. حصلتُ على شهادة بكالوريوس في التصميم الداخلي وكنت أخطّط لمتابعة مسيرتي المهنية في شركة والدي. لحسن الحظّ، كان لوالدي خطط أخرى لي. إذ أرادني أن أبدأ مسيرتي المهنية الخاصة في مكان آخر لاكتساب الخبرة قبل أن أنضمّ إلى شركته. وقد أدركتُ لاحقاً أنّ هذا هو السبب الأساسي الذي دفعني إلى الخروج إلى العالم وشجّعني على استكشاف خياراتي. وأنا مدينة لوالديّ اللّذين يتمتّعان بالكثير من الانضباط والاندفاع والمثابرة لتحقيق أهدافهما.

ما هي أكثر المحطّات أو المراحل التي تفتخرين بها في رحلتك الريادية؟

أنا ممتنّة للكثير من المحطّات المحوريّة في مسيرتي. فبمجرّد تحقيق هدف كبير، تتحولين إلى تحديد هدف أكبر، مما يساعدنا على النمو والتطوّر في الحياة على المستويين الشخصي والمهني. لقد شكّل تأسيس Shefit أوّل محطّة محوريّة لي: وقد تكلّل هذا المشروع بالكثير من الإنجازات، منها تحفيز السيّدات من جميع الأعمار ومساعدتهنّ على تحقيق أهدافهنّ وطموحاتهنّ، وترافق ذلك مع الأوقات الجيدة والصعبة في آن، بالاضافة إلى خيبات الأمل والتحديات، والأهم من ذلك هي الدروس التي تعلّمتها والتي صقلت شخصيتي وجعلتني أصبح ما أنا عليه اليوم. ثمّ كان الوصول إلى جمهور واسع وإنشاء محتوى حول الصحة، النمو وتطوير الذات من أهم وأكبر المحطّات في مسيرتي. فأشعر بالرضا من لمس قلوب الناس ومساعدتهم على التغيير للأفضل. وقد كنت محظوظة أيضاً بتأسيس شركتين تركّزان على الرياضة واللياقة البدنية: Motion Academy التي تقدّم شهادات تدريب للمدرّبين، وPlayball برنامج لتعليم مبادئ المهارات الرياضيّة للأطفال من سنّ الثانية. فمن أهمّ أهدافي أن أرى الأطفال يطوّرون مهاراتهم الحركية أثناء اللعب وقضاء وقت ممتع من عمر مبكر.

كيف تتعاملين مع لحظات الشك والتوتّر في حياتك المهنية؟

يمرّ كلّ شخص بلحظات شكّ في الحياة. شهدت أوقات كثيرة من الضغط والتوتر. وإن لم أسمح لنفسي بأخذ قسط من الراحة والابتعاد عن العمل، لوجدت نفسي أتساءل عمّا إذا كنت قادرة على تحمّل المزيد من الضغط. لكنّني أعود وأنظر إلى كلّ هذه التحديات التي تغلّبت عليها وكلّ الدروس التي تعلّمتها، وأذكّر نفسي بأنّ كلّ شيء يحدث لسبب وجيه وأنّ الله وضعني في هذا الموقف لأنّني قادرة على التعامل معه. هذه هي العقليّة التي اكتسبتها على مرّ السنين، وقد ساعدتني على التأقلم والتكيّف في جميع المواقف.

كيف تشعرين بالارتباط بتراثك وتقاليدك السعودية في رحلتك الريادية؟

أشعر بالارتباط القوي بتقاليدي وتراثي السعودي اليوم. أرى بلدي، المملكة العربية السعودية، رمزاً عظيماً للنمو. واليوم أكثر من أي وقت مضى، أشعر بتوافق تام مع نمو البلاد وتطوّرها وإنجازاتها في جميع الجوانب والمجالات. كما تُمكّن رؤية السعودية 2030 المواطنين والشركات من تحقيق كامل إمكاناتهم، بالإضافة إلى تنويع اقتصادنا ودعم المحتوى المحلّي وخلق فرص نمو مبتكرة. ويتماشى ذلك مع أهدافي الريادية في تقديم أفضل ما لديّ لبلدي.

من هي قدوتك، وكيف أثّرت فيك؟

من أبرز الشخصيات التي أعتبرها قدوة لي صاحبة السمو الملكي ريما بنت بندر، وهي أوّل امرأة تشغل منصب سفيرة في تاريخ المملكة. لقد كان لها تأثير كبير في تمكين المرأة والرياضة في المملكة، وكلاهما مبادرتان مهمّتان وعزيزتان جداً على قلبي.

ما هي الدروس التي كان لها الأثر الأكبر في صقل شخصيتك اليوم؟

لقد نضجت بفضل التحديات التي واجهتها وتغلّبت عليها وبفضل الأهداف التي حدّدتها وحققتها، وكبرتُ وتعلّمتُ أن أعرف نفسي بشكل أفضل، فأصبحت أكثر ثقة وانفتاحاً على الفرص والتجارب. ومن الدروس التي كان لها تأثير كبير في صقل شخصيتي اليوم تشمل:
. الخوف هو العائق الأكبر.
. لا بأس من المحاولة والفشل. إذا لم نفشل، فنحن لم نحاول.
. كل شيء يحدث لسبب محدّد، حتى عندما لا ندركه في الوقت نفسه.
. الحياة مليئة بالإمكانيات والتحديات والفرص. علينا فقط أن نتقبّلها بفكر منفتح.
. يجب ألّا نتوقّف أبداً عن التعلّم.
. هناك دائماً مجال للتحسين. 

اقرئي ايضاً: