Dr Alamira Reem Al Hashimi: "هدفنا هو بناء مجتمع نابض بالحياة حيث يمكن اختبار الأفكار وتوسيع الآفاق وتوليد مشاريع جديدة."
الأميرة ريم الهاشمي هي أوّل امرأة إماراتية تحصل على درجة الدكتوراه في التخطيط الحضري. وقد تمّ اختيارها أيضاً ضمن قائمة الـ "150 امرأة إماراتية ملهمة" اللواتي يساهمنَ في تشكيل التراث الإماراتي الحديث والسرد الحضري في دولة الإمارات. بدأت رحلتها في هذه الصناعة في مجال الهندسة المعمارية، ولكن خلال إحدى الدورات الدراسية الأولى لها، أسرتها النظرية الحضرية. فبدأت ترى المدن ليس فقط كمساحات للتصميم، بل كنظم ديناميكية متطوّرة تشكّلها الثقافة والتاريخ والتفاعل البشري. قادها هذا التحوّل في وجهة النظر إلى تبنّي دور خبيرة حضرية بدلاً من مجرّد مخطّطة حضرية. فهي ترى أنّ الحضرية مقاربة أوسع وأكثر شمولية، إذ تتعلّق بالنظر إلى النسيج العمراني والاجتماعي للمدن. تشغل الدكتورة الأميرة ريم الهاشمي منصب المديرة العامة لـ M_39، وهي بيئة مزدهرة من رواد الأعمال الإبداعيين والثقافيين في الإمارات العربية المتحدة، تقع في قلب منطقة ميناء زايد، حي مزا، أبوظبي. وهي تسعى مع فريقها إلى إيجاد مكان يعزّز الإبداع والتعاون والتبادل الهادف وخلق بيئة تتجاوز مجرّد توفير مساحة عمل مادية!
1. أنت تتمتّعين بخبرة في مجال صناعة المكان والاستراتيجية الحضرية والثقافية والإدارة الإبداعية. ما هي القيمة أو المبدأ الذي شكّل مسيرتك المهنية وساعدك في عملك؟
القيمة التي شكّلت مسيرتي المهنية هي الإيمان بأنّ الأماكن تتمتّع بقوّة هائلة للتأثير على شعور الناس وتفكيرهم وتواصلهم مع بعضهم البعض. لطالما أذهلني علم النفس البيئي - الطريقة التي تشكّل بها الأماكن المحيطة بنا مشاعرنا وإحساسنا بالهوية وحتى قدرتنا على تجاوز قيود اللحظة. فالمساحات التي نعيش فيها، سواء كانت مادية أو ثقافية، لديها القدرة على الارتقاء بنا وإلهامنا وإبراز أفضل ما فينا. وبالنسبة إليّ، لا تتعلّق صناعة المكان أو الإدارة الإبداعية بالتصميم أو الاستراتيجية فحسب، بل ترتبط أيضاً بخلق بيئات تحاكينا على مستوى أعمق، وتشجّعنا على الخروج عن المألوف واحتضان ما يتجاوز التقليدي. أمّا منهجي في العمل فمستمَّد من الشعور بالدهشة والإعجاب – هذا هو المنظور الذي أرى من خلاله الحياة والعمل الذي أقوم به. فأعمل بحبّ واستسلام وانسيابية، وأثق بحدسي وبحكمة البيئة وبالتطور الطبيعي للأفكار.
2. هلّا تطلعينا أكثر على التجربة الشاملة التي توفّرها M_39 لأعضائها؟
لقد عملنا بجهد لإنشاء مساحة يمكن للناس أن يجتمعوا فيها كمجتمع. مكان يعزّز التفاعل ويشجّع على النقاش ويفتح الباب أمام الحوار الهادف. إنّه مكان تحدث فيه المحادثات المتقاطعة بشكل طبيعي، حيث تتلاقى الأفكار وتتطوّر وتنمو. كان القرار يتعلّق بالاعتراف بقوة المجتمع والطاقة المشتركة. فقد أدركنا أنّ أموراً مذهلة تحدث عندما يتشارك الناس المساحة نفسها. يصبح الإبداع معدياً. ففي لحظات ما بين العمل والمحادثات غير المقرّرة والتعاون غير المتوقّع يتجذّر الابتكار حقاً. أردنا أن نخلق بيئة لا تكون فيها هذه اللحظات هي الاستثناء، بل القاعدة. لذلك، وإلى جانب هذا المجتمع الديناميكي، نقدّم أيضاً برامج على مدار العام للتطوير الشخصي والمهني، ونوفّر مساحات عمل متنوّعة واستوديوهات مخصّصة وقاعات اجتماعات وتجمّعات ومسرحاً وسطحاً واستوديو تسجيل بودكاست: كلّها مساحات للنموّ والتطوير، وقبل كلّ شيء، لصنع المستقبل.
3. ما هي رسالتك إلى بلدك في يومه الوطني؟
لطالما كان الإبداع محور رحلة بناء وطننا. لقد تطلّب الأمر خيالاً لا حدود له لتحويل الصحراء إلى المدينة المزدهرة التي نراها اليوم، وهذا الخيال هو الذي يواصل تشكيل نهجنا في التنمية المستدامة. تدرك دولة الإمارات العربية المتحدة أنّ الإبداع عنصراً أساسيّاً في نموّها - قوّة استراتيجية تجمع بين الفنّ والتصميم والثقافة وريادة الأعمال لبناء مجتمع غنيّ بالعمق والإمكانات. إنّ رسالتي في هذا اليوم الوطني هي رسالة امتنان وتفاؤل: أن نواصل تنمية اقتصاداتنا الإبداعية والثقافية كمساهمين أساسيين في المشهد الوطني، ونخلق بيئة تزدهر فيها العقول المبدعة وأصحاب روح المبادرة لتحقيق تقدّم هادف.
إقرئي أيضاً: قولٌ وفعلٌ لمستقبل أكثر إشراقًا واستدامة في الإمارات!